الرئيسية / بحوث اسلامية / المراجعات بقلم الإمام عبد الحسين شرف الدين الموسوي39

المراجعات بقلم الإمام عبد الحسين شرف الدين الموسوي39

ش
المراجعة 69 رقم : 10 صفر سنة 1330
حجة منكري الوصية
أهل السنة والجماعة ينكرون الوصية محتجين بما رواه البخاري في صحيحه
عن الأسود ، قال : ذكر عند عائشة ، رضي الله عنها ، أن النبي ( ص ) أوصى إلى
علي ( 1 ) رضي الله عنه ، فقالت : من قاله ؟ لقد رأيت النبي ، وإني لمسندته إلى
صدري فدعا بالطست فانخنث فمات ، فما شعرت ، فكيف أوصى إلى علي ( 2 )
( 727 ) ؟ ” وأخرج البخاري في الصحيح عنها أيضا من عدة طرق أنها كانت تقول :
” مات رسول الله بين حاقنتي وذاقنتي ” ( 788 ) وكثيرا ما قالت : ” مات بين
سحري ونحري ( 729 ) ” وربما قالت : ” نزل به ورأسه على فخذي ( 730 ) ( 1 ) “
فلو كانت ثمة وصية لما خفيت عليها . وفي صحيح مسلم عن عائشة ( 2 ) ، ” قالت :
ما ترك رسول الله ( ص ) دينارا ولا درهما ، ولا شاة ولا بعيرا ولا أوصى بشئ (
( 731 ) ا ه‍ . وفي الصحيحين ( 3 ) عن طلحة بن مصرف ، قال : سألت عبد الله بن
أبي أوفى : هل كان النبي ( ص ) أوصى ؟ قال : لا فقلت : كيف كتب على الناس .
الوصية ثم تركها – قال : أوصى بكتاب الله . ا ؟ . ” ( 732 ) وحيث أن هذه الأحاديث
أصح من الأحاديث التي أوردتموها لثبوتها في الصحيحين دون تلك ، كانت هي
المقدمة عند التعارض وعليها المعول ، والسلام .
س
المراجعة 70 رقم : 11 صفر سنة 1330
1 – لا يمكن جحود الوصية
2 – السبب في إنكارها
3 – لا حجة للمنكرين بما رووه
4 – العقل والوجدان يحكمان بها
1 – وصية النبي ( ص ) إلى علي لا يمكن جحودها ، إذ لا ريب في أنه عهد إليه –
بعد أن أورثه العلم والحكمة ( 1 ) – بأن يغسله ، ويجهزه ، ويدفنه ( 2 ) ( 733 ) ،
ويفي دينه وينجز وعده ، ويبرئ ذمته ( 1 ) ( 734 ) ويبين للناس بعده
ما اختلفوا فيه ( 1 ) ( 735 ) من أحكام الله وشرائعه عز وجل ، وعهد
إلى الأمة بأنه وليها من بعده ( 736 ) ( 2 ) وأنه أخوه ( 3 ) ( 737 ) وأبو
ولده ( 4 ) ( 738 ) ،
وأنه وزيره ( 1 ) ( 739 ) ونجيه ( 2 ) ( 740 ) ووليه ( 3 ) ( 741 ) ،
ووصيه ( 4 ) ( 742 ) ، وباب مدينة علمه ( 5 ) ( 743 ) ، وباب دار
حكمته ( 1 ) ( 744 ) ، وباب حطة هذه الأمة ( 2 ) ( 745 ) وأمانها ، وسفينة نجاتها ( 3 ) (
746 ) وأن طاعته فرض عليها كطاعته ، ومعصيته موبقة لها كمعصيته ( 4 ) (
747 ) ، وأن متابعته كمتابعته ، ومفارقته كمفارقته ( 5 ) ( 748 ) وأنه سلم لمن
سالمه ، وحرب لمن حاربه ( 6 ) ( 749 ) ، وولي لمن والاه ، وعدو لمن عاداه ( 7 ) (
750 ) ، وأن من أحبه فقد أحب الله ورسوله ، ومن أبغضه فقد أبغض الله ورسوله
( 8 ) ( 751 ) ، ومن والاه فقد والاهما ، ومن عاداه فقد عاداهما ( 9 ) ( 752 ) ،
ومن آذاه فقد آذاهما ( 1 ) ( 753 ) ومن سبه فقد سبهما ( 2 ) ( 754 ) ، وأنه إمام
البررة ، وقاتل الفجرة ، منصور من نصره ، مخذول من خذله ( 3 ) ( 755 ) ، وأنه
سيد المسلمين ، وإمام المتقين ، وقائد الغر المحجلين ( 4 ) ( 756 ) . وأنه
راية الهدى ، وإمام أولياء الله ، ونور من أطاع الله ، والكلمة التي ألزمها الله
للمتقين ( 5 ) ( 757 ) ، وأنه الصديق الأكبر ، وفاروق الأمة ، ( 758 ) ويعسوب
المؤمنين ( 5 ) ، وأنه بمنزلة الفرقان العظيم ، والذكر الحكيم ( 7 ) ( 759 ) ، وأنه منه
بمنزلة هارون من موسى ( 760 ) ( 8 ) وبمنزلته من ربه ( 9 ) ( 761 ) ، وبمنزلة رأسه من
بدنه ( 1 ) ( 762 ) ، وأنه كنفسه ( 2 ) ( 763 ) ، وأن الله عز وجل اطلع إلى أهل
الأرض فاختارهما منها ( 764 ) ( 3 ) ، وحسبك عهده يوم عرفات من حجة الوداع
بأنه لا يؤدي عنه إلا علي ( 4 ) ( 765 ) ، إلى كثير من هذه الخصائص التي لا يليق لها
إلا الوصي ، والمخصوص منهم بمقام النبي ، فكيف وأني ومتى يتسنى لعاقل أن
يجحد بعدها وصيته ؟ ! أو يكابر بها لولا الغرض وهل الوصية إلا العهد ببعض هذه
الشؤون ؟ ! .
2 – أما أهل المذاهب الأربعة فإنما أنكرها منهم المنكرون ، لظنهم أنها لا
تجتمع مع خلافة الأئمة الثلاثة .
3 – ولا حجة لهم علينا بما رواه البخاري وغيره عن طلحة بن مصرف حيث
قال : سألت عبد الله بن أبي أوفى : هل كان النبي ( ص ) أوصى ؟ فقال : لا .
قلت : كيف كتب على الناس الوصية – ثم تركها – قال : أوصى بكتاب الله . ا ه‍ .
( 766 ) فإن هذا الحديث غير ثابت عندنا ، على أن من مقتضيات السياسة
وسلطتها ، وبقطع النظر عن هذا كله ، فإن صحاح العترة الطاهرة قد تواترت في
الوصية ، فليضرب بما عارضها عرض الجدار .
4 – على أن أمر الوصية غني عن البرهان ، بعد أن حكم به العقل
والوجدان ( 5 ) .
وإذا استطال الشئ قام بنفسه * وصفات ضوء الشمس تذهب باطلا
أما ما رواه البخاري عن ابن أبي أوفى من أن النبي صلى الله عليه وآله
وسلم ، أوصى بكتاب الله فحق ، غير أنه أيتر ، لأنه صلى الله عليه وآله
وسلم ، أوصى بالتمسك بثقليه معا ، وعهد إلى أمته بالاعتصام
بحبليه جميعا ، وأنذرها الضلالة إن لم تستمسك بهما ، وأخبرها أنهما
لن يفترقا حتى يردا عليه الحوض ، وصحاحنا في ذلك متواترة من
طريق العترة الطاهرة ، وحسبك مما صح من طريق غيرهم ما أوردناه
في المراجعة 8 وفي المراجعة 54 ، والسلام .
ش
المراجعة 71 رقم : 10 صفر سنة 1330
ما السبب في الإعراض عن حديث أم المؤمنين وأفضل أزواج النبي ؟
ما لك – عفا الله عنك – وليت أم المؤمنين وأفضل أزواج النبي صفحة
إعراضك ، فاتخذت حديثها ظهريا وتركته نسيا منسيا ، وقولها هو الفصل ،
وحكمها هو العدل ، ولك مع ذلك رأيك ، فاصدع به نتدبره ، والسلام .
س
المراجعة 72 رقم : 12 صفر سنة 1330
1 – لم تكن أفضل أزواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم .
2 – إنما أفضلهن خديجة
3 – إشارة إجمالية إلى السبب في الإعراض عن حديثها
1 – إن لأم المؤمنين عائشة فضلها ومنزلتها ، غير أنها ليست بأفضل أزواج
النبي صلى الله عليه وآله ، وكيف تكون أفضلهن مع ما صح عنها إذ قالت : “
ذكر رسول الله صلى الله عليه وآله ، خديجة ذات يوم فتناولتها فقلت :
عجوز كذا وكذا ، قد أبدلك الله خيرا منها ، قال : ما أبدلني الله خيرا منها ، لقد
آمنت بي حين كفر بي الناس ، وصدقتني حين كذبني الناس ، وأشركتني في مالها
حين حرمني الناس ، ورزقني الله ولده ، وحرمني ولد غيرها . . . ” الحديث ( 1 )
( 767 ) وعن عائشة قالت : ” كان رسول الله صلى الله عليه وآله ، لا يكاد
يخرج من البيت حتى يذكر خديجة فيحسن الثناء عليها ، فذكرها يوما من الأيام ،
فأدركتني الغيرة ، فقلت : هل كانت إلا عجوزا ، فقد أبدلك الله خيرا منها ،
فغضب حتى اهتز مقدم شعره من الغضب ، ثم قال : لا والله ما أبدلني الله خيرا
منها ، آمنت بي إذ كفر الناس ، وصدقتني إذ كذبني الناس ، وواستني في مالها إذ حرمني
الناس ، ورزقني الله منها أولادا إذ حرمني أولاد النساء . . . ” الحديث ( 2 ) ( 768 )
2 – فأفضل أزواج النبي ( ص ) خديجة الكبرى صديقة هذه الأمة ،
وأولها إيمانا بالله وتصديقا بكتابه ، ومواساة لنبيه ، ” وقد أوحي إليه ( ص ) ، أن
يبشرها ( 1 ) ببيت لها في الجنة من قصب ” ( 769 ) ونص على تفضيلها ، فقال : “
أفضل نساء أهل الجنة خديجة بنت خويلد ، وفاطمة بنت محمد ، وآسية بنت
مزاحم ، ومريم بنت عمران ” ( 770 ) وقال صلى الله عليه وآله : ” خير نساء
العالمين أربع ثم ذكرهن ” ( 771 ) وقال : ” حسبك من نساء العالمين مريم بنت
عمران ، وخديجة بنت خويلد ، وفاطمة بنت محمد ، وآسية امرأة فرعون “
( 772 ) إلى كثير من أمثال هذه النصوص وهي من أصح الآثار النبوية وأثبتها ( 1 ) .
على أنه لا يمكن القول بأن عائشة أفضل ممن عدا خديجة من أمهات المؤمنين .
والسنن المأثورة ، والأخبار المسطورة ، تأبى تفضيلها عليهن ، كما لا يخفى على
أولي الألباب ، وربما كانت ترى أنها أفضل من غيرها ، فلا يقرها رسول الله صلى
الله عليه وآله وسلم على ذلك ، كما اتفق هذا مع أم المؤمنين صفية بنت حيي ، إذ
دخل النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، عليها وهي تبكي ” فقال لها : ما يبكيك ؟
قالت : بلغني أن عائشة وحفصة تنالان مني ، وتقولان نحن خير من صفية ، قال
صلى الله عليه وآله : ألا قلت لهن كيف تكن خيرا مني ، وأبي هارون ، وعمي
موسى ، وزوجي محمد ” ( 2 ) ( 773 ) . ومن تتبع حركات أم المؤمنين عائشة في
أفعالها وأقوالها وجدها كما نقول . ( 774 ) .
3 – أما إعراضنا عن حديثها في الوصية فلكونه ليس بحجة ، ولا تسألني عن
التفصيل ، والسلام .

شاهد أيضاً

الجهاد – طريقة العمل

طريقة العمل                                  * العمل  طبق التكليف والأحكام الشرعية                                * كسب محبة الشعب ...