أدركنا أنّ الخوض في هذه الأمور واجب
7 فبراير,2018
اخبار العلماء, صوتي ومرئي متنوع
909 زيارة
مرّ ٤٥ عاماً على بدئنا بهذا العمل؛ واجهتنا خلال سيرنا العديد من المشاكل التي تمّ تخطّيها بفضل من الله من خلال بعض الخطط والتدابير؛ حتّى أنّ بعض الأصدقاء وانطلاقاً من نيّتهم الحسنة كانوا يعتبرون الخوض في هذه القضايا خطأ ويؤدي للانحراف في الحوزة؛ لكن على كلّ حال وبناء على تجربتنا وبعض الاستشارات أدركنا أنّ الخوض في هذه الأمور واجب.
الخوض في هذه الأمور يمكن أن يقدّم للإسلام خدمة عظيمة، طبعاً من الضروري أوّلاً بناء الذات من أجل تقديم هذه الخدمة؛ متى ما بنينا ذواتنا سيكون بإمكاننا تقديم الخدمات؛ لقد كان الفساد الأخلاقي منشأ لكافة حالات الفساد الكبيرة على مرّ التاريخ؛ حتّى أن سيد الشهداء (عليه السلام) استشهد بسبب الأهواء وحبّ المناصب الذي شغل قلب بعضهم. العديد من المشاكل بعد الثورة أيضاً كانت أيضاً نابعة من الفساد الأخلاقي، متى ما تقلّد الحكم أشخاص يسعون وراء الثروات، الشهرة والجاه والمناصب، ازدادت مشاكل البلاد أيضاً؛ لذلك فإنّ علاج هذه المشكلة خلال تقديم الخدمات هو مجاهدة هوى النفس وبناء الذات والتطرّق إلى المسائل الأخلاقية.
نأسف لقولنا بأنه لا تزال أهميّة هذا النوع من الأعمال مجهولة بالنسبة للآخرين وإنّ شرح أهميته يُعدّ تكليفاً. في المرحلة التالية وعندما يحين دور العمل، توجد مشاكل هنا أيضاً؛ من ضمن تلك المشاكل أنّه تجب الاستفادة من من الانجازات المبعثرة هنا وهناك لأنّه لم يتمّ إنجاز عمل كبير في هذه المجالات في السابق.
حتّى مع توفّر برنامج متقن ومدوّن ومضبوط، فليس من المعلوم أيضاً أن يتمّ تنفيذ العمل بصورة جيّدة. لأن القيام بأي عمل لديه شروط متعدّدة إحداها معرفة الهدف وتوجد خلال المسير عوائق متعدّدة مع كلّ خطوة؛ مثال بسيط هو أنّ وجود الحاجات الطبيعيّة وضرورة تأمين الحاجات الماديّة يؤدّي إلى تبرير الإنسان ووضعه الحجج ولأنّ احتياجاته لا يتمّ تأمينها في هذا المسير، ينشغل بعمل آخر ويوجّه ذلك بأنواع التبريرات.
على كلّ حال فإنّ العديد من الأشخاص ليسوا ضمن هذا المسار ولا يقبلون به حتّى، لذلك فإنّ العمل في غاية الصّعوبة؛ علينا في الوهلة الأولى أن نتعلّم أن الحياة في هذه الدنيا لا يمكن فيها تحقيق الأهداف من دون تحمّل الصعاب والمشقّات؛ ثانياً يجب بذل وقت على معرفة الواجبات والمسؤوليات التي نتحمّلها وأن نحدّد أولويّة الولوج في المباحث العديدة من خلال استشارة الآخرين والمطالعة والتدقيق.
هذه الاختصاصات هي حاجة المجتمع الإسلامي اليوم وعدم وجودها سيغدو منشأ للعديد من المفاسد الفردية والأخلاقيّة وقد يؤدّي عدم التطرّق إلى هذه الجوانب من التعاليم الإسلامية إلى زوال النظام الإسلامي الذي قام بفضل دماء مئات آلاف الشهداء وأن يقوم البعض بتفسير الإسلام والثورة بأساليب أخرى ويصل الأمر إلى أن يقولوا بأنّ الإمام الخميني قد أخطأ أيضاً؛ لو قام بالتفاوض منذ البداية لما كنّا تحمّلنا كلّ هذه الأثمان والتبعات!
[آية الله الشيخ مصباح اليزدي] 22/1/2018
2018-02-07