قال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، اليوم الجمعة، لا تراهنوا على تعبنا فنحن لم نتعب من مقاومة الاحتلال، لان المقاومة في ريعان شبابها، قائلا، ان العقوبات جزء من الحرب المالية الاقتصادية النفسية لأننا هزمناهم وكسرناهم.
وقال السيد نصرالله خلال كلمة له في الإحتفال الذي نظمه حزب الله بمناسبة الذكرى الـ30 لتأسيس “هيئة دعم المقاومة الإسلامية”، “في مكافحة الفساد نحن امام مفصل وجودي يهدد مصير البلد لان الانهيار المالي والافلاس يعني ذهاب الدولة والبلد”، وشدد أيضاً على أن حزب الله الذي قدم أغلى شبابه وأبنائه وقادته من أجل عزة وكرامة وسيادة وبقاء هذا الوطن وهذه الدولة، ولا يمكن أن يقف متفرجاً من أجل أن لا يزعل حزب أو تيار أو فرد ونترك بلدنا يسير بإتجاه الإنهيار.
وقال السيد نصرالله إن الحزب يعتبر نفسه في مهمة مكافحة الفساد امام مهمة جهادية ووطنية لا تقل قداسة عن مقاومة الاحتلال والمشروع الصهيوني بالمنطقة، وإنه “في مكافحة الفساد وجدنا اننا امام واجب للحفاظ على لبنان الذي قدمنا من اجله الشهداء والقادة”، وأكد أنه “اليوم لا يمكن السكوت عن الفساد لاننا وصلنا الى هذه المرحلة من الخطورة والتهديد بانهيار البلد ولا نخوض بمكافحة الفساد بحثا عن عمل او شعبية”.
ورد السيد نصرالله على من يقول إن حزب الله وبعد انتهاء المعركة في سوريا ليس لديه عمل، أو للحصول على الشعبية، فأكد على أن حزب الله “يمتلك أكبر شعبية ونتائج الإنتخابات واضحة”، وتابع السيد نصرالله أن “البعض قال إن هدف حزب الله الانتقام السياسي وهذا الامر غير صحيح على الإطلاق وإلا لما كنا شاركنا في تشكيل الحكومة”، وأوضح أنه “لو اردنا اي هدف سياسي من مكافحة الفساد لما طالبنا بتشكيل حكومة وحدة وطنية، وانما اردنا من مكافحة الفساد وقف الهدر المالي والحفاظ على مؤسسات الدولة”.
وأكد السيد نصرالله إنه “لا يهمنا الاتهام والسباب والشتائم ومن كان لديه فيما يتعلق بنا اي شيء اللجوء الى القضاء”، ودعا إلى عدم المراهنة على “يأسنا لاننا لن نحبط ونعرف انها معركة صعبة وطويلة وتحتاج الى الوقت والصبر والصمود ومواصلة العمل”، وتابع “اقول للجميع نفس اللغة والمنطق في كل المواجهات السابقة، لا تراهنوا على تعبنا فنحن لم نتعب من مقاومة الاحتلال، لان المقاومة في ريعان شبابها”، وقال “كما هوجمنا خلال مقاومة الاحتلال نواجه اليوم محاولة التيئيس والتشكيك والاتهام في معركة مكافحة الفساد، بالاضافة الى تحويل المعركة الى معركة طائفية وسياسية والمراهنة على تعبنا والخوف من التداعيات”.
وأوضح السيد نصرالله “لا تراهنوا على خوفنا من فتنة مذهبية او داخلية كي نتراجع، ونحن ماضون الى النهاية في محاربة الفساد ويمكنكم ان تتوقعوا اي شي وكل شيء من حزب الله في هذه المعركة”، وقال “لا يهمنا الاتهام والسباب والشتائم ومن كان لديه فيما يتعلق بنا أي شيء اللجوء الى القضاء”. وخاطب السيد نصرالله كل من يظن أن يشكك أن الحزب في معركة الفساد ستتوقف، فقال “فنحن ماضون الى النهاية وبصوت عال أقول يمكنكم أن تتوقعوا من حزب الله كل شيء في هذه المعركة، هذه معركة الواجب، هذه معركة بقاء الدول والوطن وانقاذه من ايدي الفاسدين واللصوص”.
وتوقع الأمين العام لحزب الله أن تشتد العقوبات الأميركية على حزب الله وعلى الداعمين، ودعا السيد نصرالله إلى أن العمل على تعطيل أهداف هذه الخطوات والإجراءات، على اعتبار أنها من مسؤولية المقاومة واهلها وبيئتها وكل من يشكل جزءا في هذه الحركة الانسانية في منطقتنا.
ولفت السيد نصرالله إلى أن ما يتطلع إليه الرئيس الأميركي دونالد ترامب وصهره كوشنير هو تحقيق إنجاز تاريخي في المنطقة، وإلى أن محور المقاومة والشعب الفلسطينيي بالدرجة الأولى، هم من يقف بوجه هذه الصفقة.
وشدد السيد نصرالله على ان الأميركيين يفرضون العقوبات على حزب الله وعلى محور المقاومة “لأننا هزمناهم، وكسرناهم وأسقطنا مشاريعهم، ولأننا اقوياء وأعزاء ومقتدرون، ولأننا ندافع عن خيراتنا وسيادتنا وشعوبنا وبلداننا ودولنا”، وقال إنه أمام الفشل في الذهاب إلى الحرب والخيارات العسكرية، وبعدم عدم تحقيق الإغتيالات الأمنية أهدافها، ما تبقى أمامهم سوى العقوبات ولوائح الإرهاب، ودعا الأمين العام لحزب الله إلى ان يتم التعاطى معها كأننا في حرب، وقال السيد نصرالله أنهم “يضعوننا على لوائح الارهاب لاننا هزمناهم وندافع عن بلداننا وامتنا وليس سياق ضعف على الاطلاق بل لانهم عاجزون”.
وأكد السيد نصرالله أن “ما عجزوا عن أخذه بالحرب العسكرية يريدون أخذه من خلال فرض عقوبات على الشعب السوري، والحصار على الفلسطينيين سواء في غزة أو الضفة، وفي اليمن تجويع وحصار مالي واقتصادي، والعقوبات ولوائح الإرهاب مستمرة علينا جميعا”.
وقال السيد نصرالله إنهم “اليوم لأنهم عاجزون عن القيام بأي شيء بعد فشل كل هذه الحروب ماذا سيفعلون، أميركا هزمت في العراق وإفغانستان وتهزم كل يوم في اليمن، الجيش الاسرائيلي مرعوب من القيام بأي حرب، ولا يثقون بالمنظومات التي يمتلكونها واستقدموا منظومة “ثاد” الاميركية، وبعد الاغتيالات كنا نزداد صلابة وقوة”.
وأوضح الأمين العام لحزب الله أنه “مع مجيء المحافظين الجدد كان هناك مشروع اميركي ضخم للسيطرة على المنطقة”، وأكد أن “صمود المقاومة في لبنان وفلسطين وصمود سوريا وايران اسقط هذا المشروع الاميركي للسيطرة على منطقتنا”، ولفت إلى أن “أصحاب مشروع الهيمنة الاميركية على خيراتنا ومنطقتنا هناك هزائم متلاحقة تلحق بهم منذ العام 1982 وحتى الآن وذلك بفعل حركات المقاومة في المنطقة”.
وبين السيد نصرالله أنه و”منذ العام 2011 جرى العمل لاسقاط سوريا والعراق واليمن والعديد من الدول الاقليمية كانت ادوات في هذا المشروع، ومجددا وقفت حركات المقاومة بوجه هذا المشروع الذي فشل أيضا”.
وقال السيد نصرالله إلى “من ينتظرون جثتنا التي سيفترضون أنها ستنهار ستخيبون”وقال إنه “في حرب تموز كان البعض يقف عند حافة النحر وينتظر جثتنا وانتصرنا وكذلك في الحرب على سوريا ولكن انتصرنا، واليوم اقول هذه المقاومة لن تضعف بل ستزداد قوة وعديدا وصنعا للانتصارات في هذه المنطقة”، وتابع السيد نصرالله “بيننا وبينكم الأيام التي ستحكم وتشهد”.