الرئيسية / الاسلام والحياة / ليالي بيشاور – 47 حوارات اسلامية و بحوث هادفة

ليالي بيشاور – 47 حوارات اسلامية و بحوث هادفة

حكم الخبر الواحد عند العامة:

وبقيت جملة أخرى من كلامكم ، لابد لي من جوابها ، زعمتم : أن حديث المنزلة خبر واحد ، ثم قلتم : إن الخبر الواحد لا اعتبار به ولا اعتماد عليه .

أقول إذا يصدر هذا الكلام من أحد الشيعة فإنه يقبل منه ، لأنه على الأصل والمبنى المقبول عندنا .

ولكن صدور هذا الكلام من مثلكم يثير التعجب والتساؤل ، لأن في مذهبكم خبر الواحد مقبول وحجيته ثابتة ، حتى أن بعض علمائكم حكم بتكفير وفسق المنكر له ، فقد قال ملك العلماء شهاب الدين في كتابه ” هداية السعداء ” في فصل المضمرات من كتب الشهادات.

ومن أنكر الخبر الواحد والقياس ، وقال : إنه ليس بحجة ، فإنه يصير كافرا ! ولو قال : هذا الخبر الواحد غير صحيح ، وهذا القياس غير ثابت ، لا يصير كافرا ولكن يصير فاسقا !

الحافظ : لقد سررت جدا من حسن بيانكم وسعة اطلاعكم عن كتبنا ، وقد وجدتكم على خلاف ما كنت أسمع من قبل بأن علماء الشيعة لا يلمسون كتبنا ويعتقدون بنجاستها ، فكيف بمطالعتها ؟!

قلت : هذه أقاويل وأباطيل أعداء الإسلام ، فانهم يريدون أن يفرقوا بين المسلمين ، وفي المثل : ” يعكروا الماء ليصطادوا سمكا ” ، وهو من باب “فرق تسد ” .

يريدون فرض سيادتهم وهيمنتهم علينا ، ولكنا يجب أن نكون واعين في هذه الأمور ويجب أن نعرف خطط أعدائنا المستعمرين فنبينها لعامة الناس حتى لا يقعوا في شباكهم ، ويتبصروا في تشخيص مصالحهم ومضارهم ، فيخبوا آمال الأعداء بمخالفتهم .

يجب أن نوجه أتباعنا المسلمين إلى مفاهيم القرآن الكريم حيث يقول : ( إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين )(9) .

على أثر غفلتنا عن القرآن ، وابتعادنا عن تعاليمه الحقة ، يتمكن عدو المسلمين أن يتصرف في أفكارنا ، فنصدق أكاذيبه ونعتقد بأباطيله ! منها ما كنت تسمعه ، كما قلت : بأن علماء الشيعة لا يلمسون كتبكم … إلى آخره .

نحن نأخذ كتب المرتدين والكفار والمشركين بكلتي يديدنا ونطالعها حتى نعرف ما يقولون ، فنأخذ صحيحها ونطرح سقيمها ، ونرد شبهاتها الموجهة إلينا ، فكيف بكتبكم وأنتم إخواننا في الدين ؟!

فاعلموا .. أننا على خلاف ما قيل لكم ، بل نحترم كتبكم ونطالعها بدقة وإمعان ، ونستفيد من أقوال علمائكم وأقوال محققيكم ، ونستفيد من الأحاديث والروايات الصحيحة المروية في مسانيدكم وصحاحكم ، وإن كثيرا من الكتب التي تدرس في حوزاتنا العلمية تكون من تأليف وتصنيف علمائكم .

منتهى الأمر بعض رواتكم المقبولين عندكم ، غير موثقين ولا معتبرين عندنا ، مثل : أنس وأبي هريرة وسمرة وغيرهم ، وهذا لا يخصنا الآن ، فإن بعض علمائكم أيضا لا يقبلونهم ، منهم : أبو حنيفة ، فإنه لا يقبل هؤلاء الثلاثة ونظراءهم !

وكتبكم عندنا معتبرة ونستفيد منها ، وأنا شخصا أكثر مطالعاتي حول النبي (ص) وسيرته المباركة وتاريخ الأئمة من آله صلوات الله عليهم تكون من كتبكم ، وأستند إليها في خطبي ومحاضراتي ، وأنقل منها أكثر مما أنقل من كتبنا .

وإن مكتبتي الخاصة تحتوي على أكثر من مائتي مجلد مطبوع ومخطوط من كتبكم المشهورة في التفسير والتاريخ والفقه والحديث والكلام والرجال و … .

ولكنا نطالع كتبكم مطالعة تحقيق وتمحيص فكما أن النقاد والصرافين يميزون بين الدراهم والدنانير ، والصحيحة من المغشوشة ، فكذلك نحن حينما نطالع أي كتاب لا نحسب محتوياته ومضامينه من المسلمات ، بل نتفكر فيها ونميز بين الأحاديث والروايات والمواضيع ، فنأخذ الصحيحة ونترك السقيمة ، ولا تؤثر فينا شبهات وتشكيكات الفخر الرازي ، ولا مغالطات ابن حجر ، أو إشكالات روزبهان ، او تكذيبات الآمدي وأمثالهم .

واعلم أن مطالعتي لكتبكم ، والنظر في الأحاديث المروية والمقبولة عندكم ، كانت السبب في معرفتي لأئمة أهل البيت (ع) أكثر ، ويقيني بعلو مقامهم وعظم شأنهم .

الحافظ : لقد ابتعدنا عن موضوع البحث ، فالرجاء بينوا وجه الاستدلال بحديث المنزلة ، على أن عليا كرم الله وجهه كان في رتبة النبوة ؟!

قلت : يثبت بهذا الحديث الشريف ثلاث خصائص للإمام علي (ع) :

1ـ مقام النبوة بأنه لو كان نبي بعده لكان عليا ولكنه (ص) خاتم النبيين .

2ـ مقام وزارة النبي (ص) وخلافته .

3ـ أفضلية الإمام علي (ع) على جميع الصحابة .

ودليل ذلك … أن النبي (ص) جعل الإمام عليا (ع) منه بمنزلة هارون من موسى ، وكان هارون نبيا ، وكان وزير موسى وخليفته في قومه ، وكان أفضل بني إسرائيل بعد أخيه موسى .

النواب : هل كان هارون نبيا ؟!

قلت : نعم .

النواب : عجبا ! إني ما سمعت بهذا من قبل ! فهل ذكر الله نبوته في القرآن الحكيم ؟!

قلت : نعم ، في سورة النساء ، الآية 163 ، قوله تعالى : ( إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده وأوحينا إلى إبراهيم وإسماعيل ويعقوب والأسباط وعيسى وأيوب ويونس وهارون وسليمان وآتينا داود زبورا ) .

وفي سورة مريم ، الآية 53 قوله تعالى : ( ووهبنا له من رحمتنا أخاه هارون نبيا ) .

الحافظ : إذا على هذا فمحمد وعلي كلاهما نبيان مبعوثان من عند الله إلى الخلق !

قلت : أنا لا أقول هكذا ، وأنت تعلم أن عدد الأنبياء كثير جدا ، وهو محل اختلاف بين العلماء ، حتى قال بعضهم : إن عددهم مائة وعشرون ألفا أو اكثر ، لكن كان أكثرهم يتبعون الأنبياء أولي العزم من الرسل وهم : نوح وإبراهيم وموسى وعيسى وخاتمهم سيدنا ونبينا محمد صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين ، وهارون كان نبيا غير مستقل وإنما كان تابعا لأخيه موسى ويعمل على شريعة أخيه .

كذلك الإمام علي عليه السلام ، كان تاليا لرتبة أخيه وابن عمه رسول الله (ص) واصلا مقام النبوة ولكن غير مستقل بالأمر ، بل كان تابعا لشريعة سيد المرسلين وخاتم النبيين محمد (ص) .

وكان غرض النبي (ص) من هذا الحديث الشريف أن يعرّف عليا عليه السلام لأمته في هذا المقام ، ويثبت له تلك الرتبة الرفيعة والدرجة العلية ، وهذه خصيصة عالية من خصائص الإمام علي عليه السلام .

وذكر ابن الحديد في ” شرح نهج البلاغة ” حديث المنزلة وعلّق عليه قائلا :

ويدل على أنه وزير رسول الله (ص) من نص الكتاب والسنة ، قول الله تعالى : ( اجعل لي وزيرا من أهلي * هارون أخي * أشدد به أزري * و أشركه في أمري )(10) .

وقال النبي (ص) في الخبر المجمع على روايته بين سائر فرق الإسلام : ” أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي ” .

فأثبت له جميع مراتب هارون من موسى .

فإذا هو وزير رسول الله (ص) وشاد أزره ، ولولا أنه خاتم النبيين لكان شريكا في أمره(11).

وذكر العلامة محمد بن طلحة الشافعي حديث المنزلة عن النبي (ص) في كتابه مطالب السؤول : 1/ 54 ط دار الكتاب ، وعلق عليه فقال : فتلخيص منزلة هارون من موسى أنه كان أخاه ووزيره ، وعضده ، وشريكه في النبوة ، وخليفته على قومه عند سفره ، وقد جعل رسول الله (ص) عليا منه بهذه المنزلة ، وأثبتها له ، إلا النبوة ، فإنه (ص) استثناها في آخر الحديث بقوله : ” لا نبي بعدي ” فبقي ما عدا النبوة المستثناة ثابتا لعلي عليه السلام من كونه أخاه ووزيره وعضده وخليفته على أهله عند سفره إلى تبوك .

وهذه من المعارج الشراف ومدارج الإزلاف ، فقد دل الحديث بمنطوقه ومفهومه على ثبوت هذه المزية العلية لعلي عليه السلام ، وهو حديث متفق على صحته .

انتهى كلامه .

وذكر مثل هذا الكلام العلامة ابن الصباغ المالكي في كتابه ” الفصول المهمة ” وكذلك كثير من علمائكم الكبار وقد ذكروا الحديث وعلقوا عليه تعليقات مفيدة ، ولكن الوقت لا يسمح أن أذكر لكم كل مقالات علمائكم وتعليقاتهم المؤيدة لكلامنا حول حديث المنزلة .

الحافظ : ولكني أظن أن الاستثناء في الحديث ينفي مرتبة نبوة علي كرم الله وجهه ، وإن قولكم : إن سيدنا محمدا (ص) لو لم يكن خاتم النبيين وكان الله يبعث بعده نبيا لكان ذلك علي بن أبى طالب ! من غلوكم ولم يقل به قائل .

قلت : إن الحق واضح ، ولكنك يا للأسف تتبع أسلافك في إنكار الحق بعد ظهوره ، نعوذ بالله من التعصب والعناد !

ثم اعلم أن هذا القول لا يكون من الشيعة فحسب حتى ترمينا بالغلو ، وإنما كثير من علمائكم ذهب هذا المذهب أيضا .

الحافظ : لا أعرف أحد من علمائنا ذهب هذا المذهب ، وان كنتم تعرفون أحدا فاذكروا اسمه !

قلت : أحد علمائكم الذي أخذ بهذا القول هو : ملا علي بن سلطان محمد الهروي القاري ، صاحب التصانيف والتآليف الكثيرة .

قال في كتابه ” المرقاة في شرح المشكاة” عند ذكره حديث المنزلة قال : وفيه إيماء إلى انه لو كان بعده (ص) نبيا لكان عليا .

ومنهم : العلامة الشهير والعالم النحرير جلال الدين السيوطي ، في آخر كتابه ” بغية الوعاظ في طبقات الحفاظ ” ذكر مسندا عن جابر بن عبد الله الأنصاري : أن رسول الله (ص) قال لعلي بن أبي طالب عليه السلام : أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي ولو كان لكنتَه .

ومنهم : المير سيد علي الهمداني ، الفقيه الشافعي ، ذكر في الحديث الثاني من المودة السادسة في كتابه ” مودة القربى ” عن أنس بن مالك ، أنه روى أن رسول الله (ص) قال : إن الله اصطفاني على الأنبياء فاختارني واختار لي وصيا ، واخترت ابن عمي وصيي ، يشد عضدي كما يشد عضد موسى بأخيه هارون ، وهو خليفتي ، ووزيري ، ولو كان بعدي نبيا لكان علي نبيا ، ولكن لا نبوة بعدي .

فثبت أن الشيعة لا تنفرد بهذا المقال ، بل هناك كثير من علمائكم قالوا به أيضا .

بل قال به النبي (ص) أيضا كما يظهر من الأخبار المروية في كتبكم ، وقد مرت .

فحديث المنزلة يضمن جميع مراتب هارون بالنسبة لموسى لعلي بن أبي طالب بالنسبة لمحمد المصطفى (ص) إلا النبوة بعده (ص) التي استثناها فقال (ص) : ” إلا أنه لا نبوة بعدي ” .

وأجلى المراتب الثابتة لهارون هي خلافته لقوله تعالى : ( وقال موسى لأخيه هارون اخلفني في قومي واصلح ولا تتبع سبيل المفسدين )(12) ومنها تثبت خلافة علي عليه السلام بعد خاتم النبيين (ص) .

الحافظ : لقد ذكرت الآيات القرآنية أن هارون شريك موسى في أمر النبوة ، فكيف جعلوه خليفة له؟! والحال أن مرتبة الشريك أعلى من مرتبة الخليفة ، فإذا جعلوا الشريك خليفة فقد أنزلوا من مقامه ، لأن مقام النبوة أعلى من مقام الخلافة .

قلت : لو تدبرت في حديثنا السابق وفهمته ، ما طرحت هذا الأشكال ! فقد بينا أن نبوة موسى هي الأصل ونبوة هارون تابعة لنبوة أخيه ، كما يقال : إن فلانا عضو على البدل ، فكأنه خليفته .

ثم إن هارون كان شريك أخيه في تبليغ الرسالة السماوية ، هذا ما يظهر من الآيات التي تحكي كلام موسى ودعاءه في قوله تعالى : ( قال رب اشرح لي صدري * ويسر لي أمري * واحلل عقدة من لساني * يفقهوا قولي * واجعل لي وزيرا من أهلي * هارون أخي * أشدد به أزري * واشركه في أمري * كي نسبحك كثيرا * ونذكرك كثيرا )(13).

ولكن علي بن أبي طالب هو الرجل الوحيد الذي كان شريكا لرسول الله (ص) في جميع صفاته الخاصة ومراحل الكمال إلا النبوة الخاصة .

الحافظ : ما زلنا نزداد تعجبا وحيرة منكم ، لأنكم تغالون في علي كرم الله وجهه غلوا يأباه العقل السليم ! أليس قولكم هذا إن عليا كان يشارك النبي (ص) في جميع صفاته الخاصة مغالاة صريحة في حق علي كرم الله وجهه ؟!

قلت : إن كلامي هذا ليس غلوا ولا يأباه العقل ، بل هو الحق الصريح ويحكم به العقل السليم الصحيح ، فإن خليفة النبي (ص) يجب أن يكون ـ على القاعدة العقلية ـ مثله في جميع صفاته الكمالية حتى يصح أن يكون بديله وقائما مقامه وممثله .

لذلك ، فإن كثير من علمائكم الكبار ذهبوا مذهبنا وقالوا مقالنا .

منهم : الإمام الثعلبي في تفسيره ، والعالم الفاضل السيد أحمد شهاب الدين في كتاب ” توضيح الدلائل على ترجيح الفضائل ” قال : ولا يخفى أن مولانا أمير المؤمنين قد شابه النبي في كثير ، بل أكثر الخصال الرضية والفعال الزكية وعاداته وعباداته وأحواله العلية ، وقد صح ذلك له بالأخبار الصحيحة والآثار الصريحة ، ولا يحتاج إلى إقامة الدليل والبرهان ، ولا يفتقر إلى إيضاح حجة وبيان ، وقد عد بعض العلماء بعض الخصال لأمير المؤمنين علي التي هو فيها نظير سيدنا النبي الأمي ، فهو نظيره في النسب ، ونظيره في الطهارة بدليل قوله تعالى ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا )(14).

ونظيره في آية ولي الأمة ، بدليل قوله : ( إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون )(15).

ونظيره في الأداء والتبليغ ، بدليل الوحي الوارد عليه يوم إعطاء سورة براءة لغيره ، فنزل جبرئيل قال : لا يؤديها إلا أنت أو من هو منك ، فاستعادها منه فأداها علي رضي الله تعالى عنه في الموسم .

ونظيره في كونه مولى الأمة بدليل قوله (ص) : ” من كنت مولاه فهذا علي مولاه ” .

ونظيره في مماثلة نفسيهما ، وأن نفسه قامت مقام نفسه (ص) ، والله تعالى أجرى نفس علي مجرى نفس النبي (ص) فقال : ( فمن حاجك فيه من بعدما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم )(16).

ونظيره في فتح بابه في المسجد كفتح باب رسول الله (ص) وجواز دخوله المسجد جنبا كحال رسول الله (ص) على السواء .

لما وصل الحديث إلى هذا الموضوع ، وإذا بهمهمة قامت بين الحاضرين من أهل السنة والجماعة . فسألت عن سبب ذلك ، فأجاب النواب قائلا :

في خطبة يوم الجمعة في المسجد ، نسب الحافظ هذه الفضيلة لسيدنا أبي بكر (رض) ، والآن جنابكم تنسبوه للإمام علي رضي الله عنه ، لذلك تحير الحاضرون من هذا التناقض !

قلت ـ مخاطبا للحافظ ـ : أ صحيح أنك نسبت هذه الفضيلة للخليفة أبي بكر ؟!

الحافظ : نعم .. لقد ورد عن الصحابي الجليل والثقة العدل أبي هريرة (رض) : أن رسول الله (ص) أمر بسد أبواب بيوت الأصحاب التي تنفتح في المسجد إلا باب بيت أبي بكر (رض) وقال (ص) : أبو بكر مني وأنا منه .

قلت : لا يخفي على كل من طالع التاريخ بدقة وتحقيق ، أن بني أمية سعوا في خلق الفضائل والمناقب للصحابة الذين كانوا مناوئين لعلي بن أبي طالب (ع) ، ولا سيما المناقب التي تعد من خصائص أمير المؤمنين علي (ع) فنسبوها للآخرين .

فكان معاوية يدعو أبا هريرة والمغيرة وعمرو بن العاص ونظراءهم ، فيشبع بطونهم بألوان الطعام ، ويغريهم بالأموال والحطام ، ويأمرهم بنقل الروايات المجعولة والأخبار المعلولة لأهل الشام ، وكان المناوئون البكريون والعمريون والعثمانيون ينشرون تلك الأكاذيب بين الأنام .

ولكن ظهر أمام هؤلاء المفترين الوضاعين ، جماعة من علمائكم المحققين ، وفضحوا بعض تلك الأخبار المجعولة وكشفوا الستار عنها .

منهم : العلامة الكبير والعالم النحرير ، ابن أبي الحديد ، قال : فلما رأت البكرية ما صنعت الشيعة ، وضعت لصاحبها أحاديث في مقابلة هذه الأحاديث ، نحو : ” لو كنت متخذا خليلا ” فإنهم وضعوه في مقابلة حديث الإخاء ، ونحو ” سد الأبواب ” فإنه كان لعلي (ع) فقلبته البكرية إلى أبي بكر …(17).

والعجب منك أيها الحافظ إذ تنقل هذا الخبر المجعول لأصحابك وتترك الخبر الصحيح المتواتر والمجمع عليه ، وقد أثبته كبار علمائكم وأصحاب الصحاح كلهم رووا : أن رسول الله (ص) أمر بسد جميع الأبواب التي كانت تنفتح على مسجده إلا باب بيته وباب بيت الإمام علي (ع) .

شاهد أيضاً

ليلة القدر .. بين اصلاح الماضي و رسم المستقبل

أشار العالم الديني و استاذ الاخلاق الزاهد الفقيد الراحل سماحة آية الله مجتبي طهراني ، ...