الرئيسية / الاسلام والحياة / الجهاد – طريقة العمل

الجهاد – طريقة العمل

طريقة العمل

 

                               * العمل  طبق التكليف والأحكام الشرعية

                               * كسب محبة الشعب وثقته

                               * التضحية

 

 

 

في ساحة الجهاد يجب تحديد ومعرفة طريقة العمل لأمرين:

 

الأمر الأوّل: تحديد ما هو أكثر تأثيراً وأسرع في تحقيق النصر وظهور الآثار.

 

والأمر الثاني: معرفة الضوابط الشرعيَّة للالتزام بها على المستوى العمليِّ، لأنَّ الإسلام لم يكتفِ بتحديد الأهداف بل اعتبر أنَّ الوسيلة وطريقة العمل يجب أن تكون شرعيَّة وضمن الضوابط، كما كان يقول أمير المؤمنين عليه السلام:

 

“ما معاوية بأدهى منِّي ولكنَّه يغدر…”1 .

 

وانطلاقاً من هاتين النقطتين يُمكننا عنونة طريقة العمل كما ورد على لسان الإمام الخامنئيّ دام ظله بما يلي:

 

العمل طبق التكليف والأحكام الشرعيَّة

 

يقول الإمام الخامنئيّ  دام ظله:

 

“النصيحة الَّتي أودُّ أن أوجّهها لنفسي أوَّلاً ثمَّ إليكم أيُّها الأعزّاء في كلِّ المواقع هي أنَّه بعد الإيمان بالله سبحانه وتعالى تجب معرفة أحكام الله، والحفاظ عليها، وعدم تجاوزها ﴿وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ﴾2 ، فلا يجوز لأحد أن يتعدَّى هذه الحدود الَّتي بيَّنها لنا الإسلام بوضوح.

1- نهج البلاغة، الخطبة 27.

2- سورة البقرة, الآية:229.

 

والَّذي يتَّبع هذه الحدود الإلهيَّة الجليَّة يبقى دوماً منتصراً مرفوع الرأس، هذه وصيَّتي: تحرَّكُوا ضمن الحدود الإلهيَّة ولا تتجاوزوها”.

 

فالمحافظة على الحدود الشرعيَّة أمر واجب وضروريٌّ في جميع الظروف، وإلّا فإنَّ المتجاوز لحدود الله سيدخل في الظالمين كما في الآية الكريمة، وهذا يعني خسران الآخرة.

 

وكذلك على المستوى الدنيويِّ، فإنَّ الالتزام بهذه التكاليف له دور حاسم في النصر وتحقيق الأهداف.

 

يقول تعالى:

 

﴿وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ…﴾3 .

 

وهذا ما يُشير إليه الإمام الخامنئيّ دام ظله في أكثر من كلمة، يقول:

 

“إذا جعل الإنسان الشريعة أمامه، وسار في كلِّ خطواته طبق التكليف الشرعيِّ الإسلاميِّ فيقيناً سينتصر”.

 

كسب محبَّة الشعب وثقته‏

 

إنّ العمل العسكريَّ، خصوصاً إذا كان ثوريّاً، يكون فعَّالاً إذا انطلق من مساندة شعبيَّة، لذلك يجب على الدوام أن تُمدَّ جسور المحبَّة والتواصل بين القوّات العسكريَّة والناس عموماً، وأن تزداد هذه المحبَّة والمساندة يوماً بعد يوم.

 

يقول الإمام الخامنئيّ دام ظله:

 

“إنّ طريقة وأسلوب عمل القوّات الثوريّة يجب أن يكون بشكل يُعزِّز ويزيد

3- سورة الروم, الآية:47.

 

من محبَّة الناس لها، وذلك,  لأنَّ دورها بدون سند شعبيٍّ يفقد فاعليَّته، وهذا الدعم أو السند إنَّما يكون حاصلاً عند حفظ محبَّة الشعب وثقته”.

 

وقد أظهر الإمام الخامنئيّ دام ظله حساسيَّة عالية مقابل تشويه صورة القوّات العسكريَّة لإبعادها عن الشعب.

 

يقول دام ظله :

 

“لا أسمح لأحد بأن يتفوَّه ومن دون مسؤوليَّة بكلمة واحدة تعود بالضرر على المؤسَّسة العسكريَّة، فهذه أمانة أودعت بيدي وواجبي الحفاظ عليها”.

 

التضحية

 

إنَّ التضحية من الأمور الأساس الَّتي تدخل في حقيقة العمل العسكريِّ، فالعمل العسكريُّ قائم على التضحية، وهل هناك تضحية أعلى من بذل النفس؟

 

يقول الإمام الخامنئيّ دام ظله:

 

“الأصل في وجود الإنسان في القوّات المسلَّحة هو التضحية…”.

 

ويجب الحفاظ على هذه الروحيَّة الَّتي هي في الحقيقة حبُّ الشهادة والشوق للقاء الله تعالى، والَّتي طالما تمنّاها الأولياء والصالحون.

 

هذه العناوين الثلاثة هي العناوين الأساس الَّتي لا بُدَّ من تحقُّقها في كلِّ عمل عسكريٍّ ثوريٍّ، وبالإضافة إلى هذه العناوين هناك بعض العناوين العمليَّة الأكثر تفصيلاً، الَّتي ينبغي أن تنتهجها القوّات المسلَّحة في عملها، نُشير إلى بعضها:

 

1- الاستفادة من الطاقات

 

إنَّ في الإنسان كنوزاً وطاقاتٍ ينبغي كشفها وتفعليها وإعطاؤها فرصها

 

للظهور بفعاليَّة. والرأسمال الحقيقيّ لكلّ عمل هو هذا الإنسان وطاقاته الدفينة.

 

يقول الإمام الخامنئيّ  دام ظله:

 

“إنَّ من الأمور المهمّة في أيَّة مؤسَّسة عسكريَّة العمل لأجل الاستفادة القصوى من القابليّات والطاقات المادِّيَّة والإنسانيَّة الموجودة فيها… يجب عليكم أن تبحثوا عن هذه القابليّات وتنمُّوها وتُخرجوها إلى حيِّز التحقُّق.يجب عليكم أن تستفيدوا من الأيادي الماهرة والعقول الفذَّة والخلّاقة لأجل تطوير العمل وتحمُّل هذه المسؤوليَّة الكبرى”.

 

2- الثقة بالنفس

 

إنَّ الإنسان الَّذي لا يثق بنفسه وقدراته لا يُمكن أن يُحقِّق أيَّ إنجاز مهمٍّ على أرض الواقع. هذه الثقة بالنفس هي الَّتي توصل إلى الإبداع والاختراع وتُخرج الإنسان من دوّامة الاتّكال على الآخر والتقليد.

 

يقول الإمام الخامنئيّ  دام ظله:

 

“ابذلوا ما في وسعكم من أجل الإبداع والاختراع… يجب أن ترفعوا من مستوى الثقة بالنفس وأن تؤمنوا بقدرتكم على ذلك”.

3-أقصر الطرق

 

وإذا تعدَّدت الطرق فلا بُدَّ من اختيار أقصرها الَّذي يُحقِّق الأهداف بأقلِّ وقت وكلفة ممكنين.

 

وهذا ما يُشير إليه الإمام الخامنئيّ دام ظله:

 

“اختاروا أقصر الطرق من أجل تحقيق ذلك”.

 

4- ما يخاف منه العدوُّ

 

هناك إشارات يُمكن الاستفادة منها لتحديد طرق العمل الجهاديِّ، ومن هذه الإشارات ملاحظة ما يخاف منه العدوُّ,  لأنَّ العدوَّ يعرف نقاط ضعفه وهو حسَّاس تجاهها من جهة، ولأنَّ تراكم العناصر الّتي يخاف منها العدوُّ توصله إلى الإحباط واليأس معنويّاً من جهة أخرى.

 

يقول الإمام الخامنئيّ دام ظله:

 

“فليكن اهتمامكم بكلّ ما يخاف منه العدوُّ”.

 

5- اغزوهم قبل أن يغزوكم

 

يجب المحافظة على زمام المبادرة، وعلى عنصر المباغتة في العمل العسكريِّ، وهذا كلُّه تختصره كلمة أمير المؤمنين عليه السلام:

 

“اغزوهم قبل أن يغزوكم فوالله ما غُزي قوم في عقر دارهم إلّا ذلُّوا”4 .

 

يقول الإمام الخامنئيّ دام ظله:

 

“يجب أن تكونوا دائماً في حالة تقدُّم,  لأنَّ العدوَّ ينتظر الأرضيَّة الملائمة للنفوذ، وهو ينتظر تأخُّركم ليشنَّ هجومه، وأفضل طريقة لصدِّ هجومه هي الهجوم عليه، وإنَّ تقدُّمكم وتطوُّركم هو هجوم على العدوِّ…”.

 

4- نهج البلاغة، الخطبة 27.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الخاتمة

 

 

 

افخر أيُّها المؤمن المجاهد، فإنَّك عنصر القوَّة في إحقاق الحقّ وإزهاق الباطل، وتنتمي إلى هذه المؤسَّسة الَّتي لا تقرُّ ظلماً ولا تقبل إجحافاً، ترمقك العيون تنتظر سواعدك الَّتي حقَّقت عزَّة الأمَّة وتتالت الانتصارات على أيديها، وفي نفس الوقت كنت العبد المخلص الَّذي لا يُطلق رصاصة إلّا لرضى الله سبحانه وتعالى. تركت الدنيا وطلبت الشهادة حتى فُتح أمامك باب الجهاد الّذي فتحه الله لخاصّة أوليائه كما في تعبير أمير المؤمنين عليه السلام، فاعرف النعمة الَّتي أنت فيها وبادر إلى شكر الله سبحانه وتعالى واطلب منه التسديد والثبات.

 

يقول الخامنئيّ دام ظله:

 

“إذا شعر الإنسان بأنَّه ينتمي إلى مؤسَّسة عسكريَّة مبنيَّة على أن لا تُطلق رصاصة واحدة إلّا من أجل إحقاق حقٍّ وإزهاق باطل، وتعمل لأجل إزالة الظلم وإقرار العدل ولتمكين شعب مؤمن بالله من صيانة استقلاله وشخصيَّته وهويّته أمام عدوان المعتدين، ألا تكون هذه مفخرة له؟ لا شكَّ بأنَّها تستلزم شكراً كثيراً”.

 

 

شاهد أيضاً

الصحيح من سيرة الإمام علي (عليه السلام)

الصحيح من سيرة الإمام علي (عليه السلام)- ج01 / الصفحات: ٢٢١ – ٢٤٠ ويقول في ...