الرئيسية / القرآن الكريم / أقوال علماء الشيعة والجمهور في مصحف الإمام علي (عليه السلام)

أقوال علماء الشيعة والجمهور في مصحف الإمام علي (عليه السلام)

01 قال الفضل بن شاذان (ت260هـ) في مقام الاحتجاج على العامّة ما لفظه: (ثم رويتم بعد ذلك كله أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) عهد الى علي بن أبي طالب عليه السلام ان يؤلف القرآن فألّفه وكتبه، ورويتم أن ابطال علي على أبي بكر البيعة [على ما] زعمتم لتأليف القرآن، فأين ذهب ما ألفه علي بن ابي طالب عليه السلام حتى صرتم تجمعونه من أفواه الرجال؟ ومن صحف زعمتم كانت عند حفصة بنت عمر بن الخطاب؟) [الإيضاح: 222].

 

 

وقال الصدوق (ت381هـ) في الاعتقادات: (اعتقادنا أن القرآن الذي أنزله الله تعالى على نبيه محمد (صلى الله عليه وآله) هو ما بين الدفتين، وهو ما في أيدي الناس… الى أن يقول:

كما كان امير المؤمنين عليه السلام جمعه فلما جاءهم به قال: هذا كتاب ربكم كما أنزل على نبيكم، لم يزد فيه حرف، ولم يُنقص منه حرف، فقالوا: لا حاجة لنا فيه، عندنا مثل الذي عندك. فانصرف وهو يقول: {فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ} [آل عمران: 187]. [الاعتقادات للصدوق: 86، والحديث تجده في بصائر الدرجات: 213 / ح3 والكافي 2 / 633/ ح23].

 

 

وروى رحمه الله أيضاً في التوحيد والأمالي خطبة لأمير المؤمنين عليه السلام قال: (قال أمير المؤمنين عليه السلام في خطبة خطبها بعد موت النبي (صلى الله عليه وآله) بسبعة أيام، وذلك حين فرغ من جمع القرآن) [التوحيد: 73/ ح27، الأمالي: 399/ ح9، وفيه: بتسعة أيام].

وقال الشيخ المفيد (ت413 هـ) لا شك ان الذي بين الدفتين من القرآن جميعه كلام الله تعالى وتنزيله وليس فيه شيء من كلام البشر، الى أن يقول: وقد جمع أمير المؤمنين عليه السلام القرآن المنزّل من أوله الى آخره، ألفه بحسب ما وجب من تأليفه…) [المسائل السروية: 78-82، المسألة التاسعة صيانة القرآن من التحريف، لزوم التقيّد بما بين الدفّتين].

 

 

 

وقال أيضاً في كتاب آخر: (وقد قال جماعة من أهل الإمامة إنه لم يُنقَصْ من كلمة ولا من آية ولا من سورة، ولكن حذف ما كان مثبتاً في مصحف أمير المؤمنين عليه السلام من تأويله وتفسير معانيه على حقيقة تنزيله وذلك كان ثابتاً منزلاً وإن لم يكن من جملة كلام الله تعالى الذي هو القرآن المعجز، وقد يسمّى تأويل القرآن قرآناً قال تعالى: {وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآَنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا} فسمّى تأويل القرآن قرآناً، وهذا ما ليس فيه بين أهل التفسير اختلاف، وعندي أن هذا القول أشبه من مقال من ادّعى نقصان كلم من نفس القرآن على الحقيقة دون التأويل، وإليه إميل والله اسأل توفيقه للصواب. [أوائل المقالات: 81]

 

 

وقال ابن شهر آشوب (ت588 هـ) في المناقب حكاية عن قول الآخرين: (… ضَمَّن اللهُ محمداً أن يجمع القرآن بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) عليُّ ابن ابي طالب؛ قال ابن عباس: فجمع اللهُ القرآنَ في قلب عليٍّ، وجمعه عليٌّ بعد موت رسول الله بستّة أشهر).

وفي أخبار ابن أبي رافع أنّ النبي (صلى الله عليه وآله) قال في مرضه الذي توفّي فيه لعلي عليه السلام: (يا علي، هذا كتاب الله خذه إليك، فجمعه عليٌّ في ثوب فمضى الى منزله، فلمّا قُبض النبي (صلى الله عليه وآله) جلس علي عليه السلام فألّفه كما أنزله الله، وكان به عالماً). وحدّثني ابو العلاء العطّار [الحسن بن أحمد الهمداني] والموفّق خطيب خوارزم في كتابيهما بالإسناد عن علي بن رباح: أن النبي امر عليّاً بتأليف القرآن فألّفه وكتبه).

 

 

 

[وعن] جبلة بن سحيم، عن أبيه، عن أمير المؤمنين عليه السلام، قال: (لو ثنيت لي الوسادة وعُرف لي حقّي لأخرجت مصحفاً كتبته وأملاه عليَّ رسولُ الله) [مناقب آل أبي طالب: 1/320، باب درجات أمير المؤمنين عليه السلام].

ورويتم أيضاً أنه انما أبطأ علي عليه السلام عن بيعة أبي بكر لتأليف القرآن… [حلية الأولياء: 1/ 67، وعنه في مناقب آل أبي طالب: 1/ 319]

وقال أيضاً في مقدّمة كتاب معالم العلماء في فهرست كتب الشيعة: (بل الصحيح أن أول من صنّف فيه أمير المؤمنين عليه السلام؛ جمع كتاب الله جلّ جلاله) [معالم العلماء في فهرست كتب الشيعة: 38].

 

 

وقال السيد ابن طاووس (ت662) في سعود السعود نقلاً عن كتاب محمد بن منصور المقرئ: (إن القرآن جمعه على عهد أبي بكر زيد بن ثابت، وخالفه في ذلك أُبيّ، وعبد الله بن مسعود، وسالم مولى أبي حذيفة، ثم أعاد عثمان جمع المصحف برأي مولانا علي بن أبي طالب، وأخذ عثمان محصف أُبيّ وعبد الله بن مسعود وسالم مولى أبي حذيفة فغسلها غسلاً، وكتب عثمان مصحفاً لنفسه، ومصحفاً لأهل البصرة، ومصحفاً لأهل الشام [سعد السعود: 278].

كما أنه رحمه الله نقل كلام الرهني ما لفظه: (قلت: ولم يدع أبو حاتِمٍ ـ مع ما قاله وهجاؤه الكوفة وأهلها ـ ذِكرَ تأليف علي بن أبي طالب القرآن وأن النبي (صلى الله عليه وآله) عهد إليه عند وفاته أن لا يرتدي بُردة الا لجمعة حتى يجمع القرآن، فجمعه، ثم حكى عن الشعبي على إثر ما ذكره أنه قال: كان أعلم الناس بما بين اللوحين عليّ بن أبي طالب عليه السلام [سعد السعود: 228].

 

 

 

وقال العلامة الحلي (ت726 هـ) في كشف اليقين وهو في مقام بيان فضائل أمير المؤمنين عليه السلام: (وإنه عليه السلام اشتغل بجمع القرآن بعد موت النبي (صلى الله عليه وآله) قبل كلّ أحد. روى أبو المؤيد [يعني أخطب خوارزم الموفّق بن أحمد الحنفي] بإسناده الى علي عليه السلام، قال: لمّا قبض رسول الله (صلى الله عليه وآله) أقسمت أن لا أضع ردائي عن ظهري حتى أجمع ما بين اللوحين، فما وضعت ردائي عن ظهري حتى جمعت القرآن…) [كشف اليقين في فضائل أمير المؤمنين: 65].

وقال أيضاً في تذكرة الفقهاء: (يجب أن يُقرأ بالمتواتر من القراءات وهي السبعة… ويجب أن يُقرأ بالمتواتر من الآيات وهو ما تضمّنه مصحف علي عليه السلام لأن أكثر الصحابة اتّفقوا عليه، وحرق عثمان ما عداه) [انظر تذكرة الفقهاء 3 / 141 / مسئلة 227 مبحث الوضوء].

 

 

 

بهذا فقد عرفت أن أخبار المصحف موجودة في الكتب الحديثية والفقهية والكلامية والتفسيرية الشيعية، وفي بعضها ترى الامام عليه السلام قد جمعه في ثلاثة أيام، وفي أخرى سبعة أيام، وفي ثالثة ستة أشهر. فكان علينا السعي للجمع بين تلك الأقوال، وخصوصاً حينما نرى أن اخبار مصحف أمير المؤمنين عليه السلام لم تنحصر في كتب الشيعة، بل هي موجودة في كتب الجمهور أيضاً، وإليك تلك الاخبار.

 

 

أ

 

شاهد أيضاً

ليلة القدر .. بين اصلاح الماضي و رسم المستقبل

أشار العالم الديني و استاذ الاخلاق الزاهد الفقيد الراحل سماحة آية الله مجتبي طهراني ، ...