ابدت العمليات المشتركة، من ارض المعركة، تفاؤلها بما حققته قواتنا من تقدم سريع على جميع محاور عملية تحرير الموصل بما يسهم في انهاء المعركة بزمن اقصر وتعجيل اعلان النصر النهائي مع مراعاة عدم التسرع في حسمها حرصا على ضمان سلامة سكان المدينة، فيما باشرت القوات المندفعة تطهير المناطق المحررة من العبوات التي خلفها الدواعش.
قائد العمليات المشتركة قائد العمليات الفريق الركن طالب شغاتي قال خلال تواجده في الميدان لتفقد القطعات لمراسلة «الصباح»: ان «عملية تحرير الموصل تسير بشكل جيد في جميع محاور التقدم باتجاه المدينة على وفق الخطة المرسومة، وان كل المعلومات تشير الى تحقيق تفوق بالاندفاع نحو الهدف». ولفت الى ان «بعض المحاور شهدت احراز تقدم بصورة اسرع مما موضوع في توقيتات الخطة العسكرية».
واضاف ان «التقدم نحو مدينة الموصل يسير بشكل سريع يبعث على التفاؤل نتيجة اقدام الجنود الابطال على الاندفاع في ساحة المعركة، بما يعطي الامل والثقة لنزف بشرى تحرير مدينة الموصل في القريب العاجل»، داعيا «سكان المدينة الى ضرورة البقاء في منازلهم والابتعاد عن تواجد ارهابيي داعش».
كما شدد على ان «القوات المحررة مدربة بشكل جيد على التعاون مع الاهالي في المدينة وهي حريصة على ضمان المحافظة على ارواحهم من خلال توفير الممرات الامنة لخروج المدنيين من الموصل، اذ تم وضع خطة إنسانية بالتعاون مع الوزارات المعنية والحكومة المحلية في المحافظة، لاستيعاب النازحين، اذ ان الارهابيين يحاولون استخدام أهالي محافظة نينوى دروعا بشرية».
ووصف شغاتي في مؤتمر صحفي، العملية بأنها «معركة نموذجية لمشاركة القوات كافة فيها، من جهاز مكافحة الإرهاب والجيش والشرطة الاتحادية والحشد الشعبي ومتطوعي العشائر، والطيران العراقي والدولي»، مؤكدا ان «عصابات داعش مُنيت بخسائر مادية وبشرية كبيرة ولدينا معلومات استخباراتية دقيقة عن تحرك عناصرها داخل الموصل».
الاندفاع متواصل بنجاح كما لفت المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة، العميد يحيى رسول، الى ان «التقدم في عمليات (قادمون يانينوى) مازال مستمرا على المحاور كافة ضمن الخطة التي رسمت بدقة». وبين ان «المساحة الكبيرة التي تحررت منذ بدء المعركة فجر الاثنين الماضي، فاقت التوقعات واثمرت عن تحرير عشرات القرى». واضاف رسول ان «قوات البيشمركة حررت ضمن محورها تسع قرى، وان قوات الفرقة التاسعة حاصرت الدواعش في الحمدانية وضيقت الخناق عليهم».
وتابع رسول «اننا نعمل بحرص ودقة للحفاظ على ارواح المواطنين في الموصل والممتلكات العامة والبنى التحتية، واننا لسنا مضطرين للسرعة بالحسم من اجل ذلك»، مؤكدا ان القوات الأمنية وزعت امس الأربعاء، المساعدات الانسانية بين اهالي المناطق التي تم تحريرها، كما انهت قوات الجهد الهندسي تطهيرها من المفخخات والعبوات التي خلفها الارهابيون قبل فرارهم.
تحرير 40 بالمئة من نينوى الى ذلك، اعلن محافظ نيوى نوفل حمادي، امس، «انجاز تحرير ما نسبته 40 بالمئة من مساحة المحافظة»، فيما اشار الى ان «جميع القرى التي تم تحريرها شهدت مقاومة ضعيفة من عصابات داعش». ورأى ان «هذا يدل على الانكسار وعدم وجود معنويات لدى ارهابيي تلك العصابات، بينما اكد ان هناك معنويات عالية يتمتع بها ابطال قواتنا المحررة».
ونبه المحافظ على ان «وصول القوات العراقية الى نينوى بحد ذاته يعد فرحة للمواطنين والنازحين وحتى المهجرين»، مذكرا ان «اكثر من سنتين من النزوح عن ديارهم جراء بطش واجرام الدواعش لم تكن سهلة وننتظر تحرير محافظتنا العزيزة ورفع العلم العراقي في مركزها كاخر محافظة مغتصبة على غرار تحرير محافظات ديالى وصلاح الدين والانبار وعودة اهاليها الى مساكنهم».