الرئيسية / مستحبات الايام ولياليها / مستحبات وأعمال كل يوم وليلة من شهر ذي الحجة

مستحبات وأعمال كل يوم وليلة من شهر ذي الحجة

صلاة مستحبة من اول ليلة من شهر ذي الحجة الحرام إلى ليلة عشرة من الشهر تصلى بين صلاتي المغرب والعشاء يقرأ بعد الحمد هذا الآية

 

 

مستحبات وأعمال كل يوم وليلة

التعديلات العامة بعد كل صلاة واجبة 

عن كتاب مصباح المتهجّد وغيره فإذا سلّمت 

وفرغت من الصلاة فقل اللهُ اَكْبَرُ ثلاث مرّات ; 

رافعاً عند كلّ تكبيرة يديك الى حيال أذنيك ثمّ قل :

لا اِلـهَ إلاَّ اللهُ اِلهاً واحِداً وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ

 لا اِلـهَ إلاَّ اللهُ وَلا نَعْبُدُ إلاّ اِيّاهُ مُخْلِصينَ لَهُ الدّينَ

 وَلَوْ كَرَهَ الْمُشْرِكُونَ

 لا اِلـهَ اِلاَّ اللهُ رَبُّنا وَرَبُّ آبائنَا الاَْوَّلينَ 

لا اِلـهَ اِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ وَحْدَهُ وَحْدَهُ

 اَنْجَزَ وَعْدَهُ وَنَصَرَ عَبْدَهُ وَاَعَزَّ جُنْدَهُ وَهَزَمَ الاَْحْزابَ وَحْدَهُ

 فَلَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ يُحْيي وَيُميتُ وَيُميتُ وَيُحْيي 

وَهُوَ حَىٌّ لا يَمُوتُ بِيَدِهِ الْخَيْرُ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْء قَديرٌ 

ثمّ قل : اَسْتَغْفِرُ اللهَ الَّذي لا اِلـهَ اِلاّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ 

وَاَتُوبُ اِلَيْهِ.

ثمّ قل : اَللّـهُمَّ اهْدِني مِنْ عِنْدِكَ وَاَفِضْ عَلَيَّ

 مِنْ فَضْلِكَ وَانْشُرْ عَلَيَّ مِنْ رَحْمَتِكَ وَاَنْزِلْ عَلَيَّ مِنْ بَرَكاتِكَ 

سُبْحانَكَ لا اِلـهَ اِلاّ اَنْتَ اغْفِرْ لي ذُنُوبي 

كُلَّها جَميعاً فَاِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ 

كُلَّها جَميعاً اِلاّ اَنْتَ 

اَللّـهُمَّ اِنّي أسْأَلُكَ مِنْ كُلِّ خَيْر 

اَحاطَ بِهِ عِلْمُكَ وَاَعُوذُ بِكَ مِنْ كُلِّ 

شَرٍّ اَحاطَ بِهِ عِلْمُكَ اَللّـهُمَّ اِنّي أسْأَلُكَ 

عافِيَتَكَ في اُمُوري كُلِّها وأعوذُ بك 

من خزي الدنيا وعذابِ الآخرةِ 

وأعوُذُ بِوَجْهِكَ الْكَريمِ وَعِزَّتِكَ الَّتي 

لا تُرامُ وَقُدْرَتِكَ الَّتي لا يَمْتَنِعُ مِنْها شَيْءٌ مِنْ شَرِّ الدُّنْيا وَالآخِرَةِ 

وَمِنْ شَرِّ الأوْجاعِ كُلِّها ومن شرِّ كلِّ دابة أنت آخذٌ بناصيتها 

انّ ربّي على صراط مستقيم وَلا حَوْلَ 

وَلا قُوَّةَ إلاّ بِاللهِ الْعَلِيِّ الْعَظيمِ تَوَّكَلْتُ 

عَلَى الْحَيِّ الَّذي لا يَمُوتُ وَالْحَمْدُ للهِ 

الَّذى لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَريكٌ 

فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ 

وَكَبِّرْهُ تَكْبيراً 

ثمّ سبّح تسبيح الزّهراء (عليها السلام) 

آية الكرسي + 3 مرات سورة الإخلاص + 3 مرات اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم  + 3 مرات آية. .. ومن يتقي الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه أن الله بالغ أمره قد جعل الله للشيء قدرا.
تقرأ سورة الفاتحة 21 مره .
تقرأ آية الكرسي على العين.
ثم تقول: الحمد لله الذي عرفني نفسي ولم يجعلني عميان القلب.
الحمد لله الذي جعلني من أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
الحمد لله الذي جعل رزقي في يديه ولم يجعل رزقي في أيدي الناس.
الحمد لله الذي ستر ذنوبي ولم يفضحني بين الناس.

وقل عشر مرّات قبل أن تتحرّك من 

موضعك :

 اَشْهَدُ اَنْ لا اِلـهَ اِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَريكَ لَهُ 

اِلهاً واحِداً أحَداً فَرْداً صَمَداً لَمْ يَتَّخِذْ صاحِبَةً وَلا وَلَداً 

أقول: روي لهذا التهليل فضل كثير سيّما اذا عقب

 به صلاة الصّبح والعشاء وإذا قرى عند طلوع الشّمس

 وغروبها،

 

ثُمَّ تقول:

[سُبْحانَ الله كُلَّما سَبَّحَ الله شَيٌ، وَكَما يُحِبُّ الله أَنْ يُسَبَّحَ، وَكَما هُوَ أَهْلُهُ، وَكَما يَنْبَغِي لِكَرَمِ وَجْهِهِ وَعِزِّ جَلالِهِ، والحَمْدُ للهِ كُلَّما حَمِدَ الله شَيٌ، وَكَما يُحِبُّ الله أَنْ يُحْمَدَ، وَكَما هُوَ أَهْلُهُ، وَكَما يَنْبَغِي لِكَرَمِ وَجْهِهِ وَعِزِّ جَلالِهِ، وَلا إِلهَ إِلاّ الله كُلَّما هَلَّلَ الله شَيٌ، وَكَما يُحِبُّ الله أَنْ يُهَلَّلَ، وَكَما هُوَ أَهْلُهُ، وَكَما يَنْبَغِي لِكَرَمِ وَجْهِهِ وَعِزِّ جَلالِهِ، وَالله أَكْبَرُ كُلَّما كَبَّرَ الله شَيٌ، وَكَما يُحِبُّ الله أنْ يُكَبَّرَ، وَكَما هُوَ أَهْلُهُ، وَكَما يَنْبَغِي لِكَرَمِ وَجْهِهِ وَعِزِّ جَلالِهِ.

سُبْحانَ الله وَالحَمْدُ للهِ وَلا إِلهَ إِلاّ الله وَالله أَكْبرُ، عَلى كُلِّ نِعْمَةٍ أَنْعَمَ بِها عَلَيَّ وَعَلى كُلِّ أَحَدٍ مِنْ خَلْقِهِ مِمَّنْ كانَ أَوْ يَكُونُ إِلى يَومِ القِيامَةِ. اللّهُمَّ إِنِّي أَسأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَسأَلُكَ مِنْ خَيرِ ما أَرْجُو وَخَيْرِ ما لا أَرْجُو، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ ما أَحْذَرُ وَمِنْ شَرِّ ما لا أَحْذَرُ].

ُمَّ تقرأ سورة الحَثمد، وآية الكرسي،

و شَهِدَ الله (ص980)،

وآية: قُلِ اللّهُمَّ مالِكَ المُلْكِ (ص980)،

وآية السَخرة وهي آيات ثلاث مِنْ سورة الاَعْراف أوّلها:

إِنَّ رَبَّكُمُ اللهُ، وآخرها: مِنَ المُحْسِنِينَ (ص1092).

ثُمَّ تقول ثلاثاً: [سُبْحانَ رَبِّكَ رَبِّ العِزَّةِ عَمّا يَصِفُونَ، وَسَلامٌ عَلى المُرْسَلِينَ، وَالحَمْدُ للهِ رَبِّ العالَمِينَ].

ثُمَّ تقول ثلاث مَرات:

[اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآل مُحَمَّدٍ، وَاجْعَلْ لِي مِنْ أَمْرِي فَرَجاً وَمَخْرَجاً، وَارْزُقْنِي مِنْ حَيْثُ أَحْتَسِبُ وَمِنْ حَيْثُ لا أَحْتَسِبُ].

وهذا دعاء عَلَّمَهُ جبرائيل يوسف (عليه السلام) في السجن، ثُمَّ خذْ لحيتك بيدكَ اليمنى وابسط يدكَ اليسرى إلى السماء وقُل سبع مَرات: [ يارَبَّ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَعَجِّلْ فَرَجَ آلِ مُحَمَّدٍ].

وقُل ثلاثاً وأَنتَ على ذلكَ الحال: [ ياذا الجَلالِ وَالاِكْرامِ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَارْحمْنِي وَأَجِرْنِي مِنَ النَّارِ].

ثُمَّ تقرأ اثنتي عشرة مرّة سورة [قُل هوَ الله أحد].

وَتَقول: [ اللّهُمَّ إِنّي أَسأَلُكَ باسْمِكَ المَكْنُونِ المَخْزُونِ الطَّاهِرِ الطُّهرِ المُبارَكِ، وَأَسأَلُكَ بِاسْمِكَ العَظِيْمِ وَسُلْطانِكَ القَدِيمِ، يا واهِبَ العَطايا وَيا مُطْلِقَ الاُسارى، وَيافَكَّاكَ الرِّقابِ مِنَ النَّارِ، أَسأَلُكَ أَنْ تُصَلِّي عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَنْ تُعْتِقَ رَقَبَتِي مِنَ النَّار، وَأَنْ تُخْرِجَنِي مِنَ الدُّنْيا سالِما وَتُدْخِلَنِي الجَنَّةَ آمِنا، وَأَنْ تَجْعَلَ دُعائِي أَوَّلَهُ فَلاحاً وَأَوْسَطَهُ نَجاحاً وَآخِرَهُ صَلاحاً. إِنَّكَ أَنْتَ عَلامُ الغُيُوبِ ].

وورد في الصحيفة العلويّة لتعقيب الفرائض: [ يامَنْ لا يَشْغَلُهُ سَمْعٌ عَنْ سَمْعٍ، وَيامَنْ لايُغَلِّطَهُ السَّائِلُونَ، وَيامَنْ لايُبْرِمُهُ إِلحاحُ المُلِحِّينَ، أَذِقْنِي بَرْدَ عَفْوِكَ وَحَلاوَةَ رَحْمَتِكَ وَمَغْفِرتِكَ ].

وَتَقول أيضاً: [ إِلهِي، هذِهِ صَلاتِي صَلَّيْتُها لا لِحاجَةٍ مِنْكَ إِلَيْها، وَلا رَغْبةٍ مِنْكَ فِيها، إِلاّ تَعْظِيماً وَطاعَةً وَإِجابَةً لَكَ إِلى ما أَمَرْتَنِي بِهِ. إِلهِي إِنْ كانَ فِيها خَلَلٌ أَوْ نَقْصٌ مِنْ رُكُوعِها أو سُجُودِها فَلا تُؤاخِذْنِي وَتَفَضَّلْ عَلَيَّ بِالقَبُولِ وَالغُفْرانِ ].

وَتَدعو أيضاً عقيب الصلوات بهذا الدعاء الذي عَلَّمَهُ النَّبيِّ (صلّى الله عليه وآله وسلم) أميرَ المؤمنين (عليه السلام) للذّاكرة: [ سُبْحانَ مَنْ لا يَعْتَدِي عَلى أَهْلِ مَمْلَكَتِهِ، سُبْحانَ مَنْ لايَأْخُذُ أَهْلَ الاَرْضِ بِأَلْوانِ العَذابِ، سُبْحانَ الرَّؤُوفِ الرَّحِيمِ ].

[ اللَّهُمَّ اجْعَلْ لِي فِي قَلْبِي نُوراً وَبَصَراً وَفَهْما وَعِلْماً. إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيٍ قَدِيرٌ].

وَقالَ الكفعمي في (المصباح): قُل ثلاث مَرات عقيب الصلوات:

[ أُعِيْذُ نَفْسِي وَدِينِي وَأَهْلِي وَمَالِي وَوَلَدِي وَإِخْوانِي فِي دِينِي وَما رَزَقَنِي رَبِّي وَخَواتِيمَ عَمَلِي وَمَنْ يَعْنِينِي أَمْرُهُ بِالله الواحِدِ الاَحَدِ الصَّمَدِ، الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحدٌ، وَبِرَبِّ الفَلَقِ، مِنْ شَرِّ ما خَلَقَ، وَمِنْ شَرِّ غاسِقٍ إِذا وَقَبَ، وَمِنْ شَرِّ النَّفّاثاتِ في العُقَدِ، وَمِنْ شَرِّ حاسِدٍ إِذا حَسَدَ، وَبِرَبِّ النَّاسِ، مَلِكِ النَّاسِ إِلهِ النَّاسِ، مِنْ شَرِّ الوَسْواسِ الخَنَّاسِ الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ، مِنَ الجِنَّةِ وَالنَّاسِ ].

وعن خطّ الشيخ الشهيد: أن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) قالَ: مَن أراد أن لايطلعه الله يَومَ القيامة على قبيح أعماله ولا يفتح ديوان سيئاته فليقل بَعدَ كُل صلاة:

[ اللّهُمَّ إِنَّ مَغْفِرَتَك أَرْجى مِنْ عَمَلِي، وَإِنَّ رَحْمَتَكَ أَوْسَعُ مِنْ ذَنْبِي. اللّهُمَّ إِنْ كانَ ذَنْبِي عِنْدَكَ عَظِيما فَعَفْوُكَ أَعْظَمُ مِنْ ذَنْبِي. اللّهُمَّ إنْ لَمْ أَكُنْ أَهْلاً أَنْ أَبْلُغَ رَحْمَتَكَ فَرَحْمَتُكَ أَهْلٌ أَنْ تَبْلُغَنِي وَتَسَعَنِي ؛ لاَنَّها وَسِعَتْ كُلَّ شَيٍ، بِرَحْمَتِكَ ياأَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ ].

وعَن ابن بابويه رض قالَ: إِذا فرغت مِن تسبيح الزهراء (صَلَواتُ الله عَلَيهاِ)

فَقُل: [ اللّهُمَّ أَنْتَ السَّلامُ وَمِنْكَ السَّلامُ وَلَكَ السَّلامُ وَإِلَيْكَ يَعُودُ السَّلامُ. سُبْحانَ رَبِّكَ رَبِّ العِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ، وَسَلامٌ عَلى المُرْسَلِينَ، واَلحَمْدُ للهِ رَبِّ العالَمِينَ. السَّلامُ عَلَيكَ أَيُّها النَّبيُّ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ، اَلسَّلامُ عَلَى الاَئِمَّةِ الهادِينَ المَهْدِيِّينَ، السَّلامُ عَلى جَمِيعِ أَنْبِياءِ الله وَرُسُلِهِ وَمَلائِكَتِهِ، السَّلامُ عَلَيْنا وَعَلى عِبادِ الله الصَّالِحِينَ، اَلسَّلامُ عَلَى عَلِيٍّ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ، السَّلامُ عَلى الحَسَنِ وَالحُسَيْنِ سَيِّدَي شَبابِ أَهْلِ الجَنَّةِ أَجْمَعِينَ، اَلسَّلامُ عَلَى عَلِيٍّ بْنِ الحُسَيْنِ زَيْنِ العابِدِينَ، السَّلامُ عَلى مُحَمَّدٍ بْنِ عَليٍّ باقِرِ عِلْمِ النَّبِيِّينَ، اَلسَّلامُ عَلَى جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ، السَّلامُ عَلى مُوسى بْنِ جَعْفَرٍ الكاظِمِ، السَّلامُ عَلَى عَلِيّ بْنِ مُوسى الرِّضا، السَّلامُ عَلى مُحَمَّدٍ بْنِ عَلِيٍّ الجَّوادِ، السَّلامُ عَلى عَلِيّ بْنِ مُحَمَّدٍ الهادِي، السَّلامُ عَلى الحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الزَّكِيِّ العَسْكَرِيِّ، السَّلامُ عَلَى الحُجَّةِ بْنِ الحَسَنِ القائِمِ المَهْدِيّ، صَلَواتُ الله عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ ]. ثُمَّ سَل الله ماشئتَ.

وَقالَ الكفعمي تقول بَعدَ الصلوات: [ رَضِيتُ بِالله رَبّاً، وَبِالاِسْلامِ دِيْناً، وَبِمُحَمَّدٍ صَلّى الله عَلَيْهِ وَآلِهِ نَبِيّاً، وَبِعَلِّيٍّ إِماماً، وَبِالحَسَنِ وَالحُسَيْنِ وَعَلِيٍّ وَمُحَمَّدٍ وَجَعْفَرٍ وَمُوسى وَعَلِيٍّ وَمُحَمَّدٍ وَعَلِيٍّ وَالحَسَنِ وَالخَلَفِ الصَّالِحِ عَلَيْهِمُ السَّلامُ أَئِمَّةً وَسادَةً وَقادَةً. بِهِمْ أَتَوَلّى وَمِنْ أَعْدائِهِمْ أَتَبَرَأ ].

ثُمَّ تقول ثلاثاً: [ اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ العَفْوَ وَالعافِيَةِ وَالمُعافاةِ فِي الدُّنْيا وَالآخرَةِ ].

 

 

في التعقيبات الخاصة

 سبّح تسبيح الزّهراء (عليها السلام) 

آية الكرسي + 3 مرات سورة الإخلاص + 3 مرات اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم  + 3 مرات آية. .. ومن يتقي الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه أن الله بالغ أمره قد جعل الله للشيء قدرا.
تقرأ سورة الفاتحة 22 مره .
تقرأ آية الكرسي على العين.

قُل في تعقيب الظهر كَما في (المُتهجد):

[ لا إِلهَ إِلاّ الله العَظِيمِ الحَلِيمِ، لا إِلهَ إِلاّ الله رَبِّ العَرْشِ الكَرِيمِ، الحَمْدُ للهِ رَبِّ العالَمِينَ. اللّهُمَّ إِنِّي أَسأَلُكَ مُوجِباتِ رَحْمَتِكَ وَعَزائِمِ مَغْفِرَتِكَ. وَالغَنِيمَةَ مِنْ كُلِّ بِرٍّ، وَالسَّلامَةَ مِنْ كُلِّ إِثْمٍ. اللّهُمَّ لا تَدَعْ لِي ذَنْباً إِلاّ غَفَرْتَهُ، وَلا هَمّاً إِلاّ فَرَّجْتَهُ، وَلا سُقْماً إِلاّ شَفَيْتَهُ، وَلا عَيْباً إِلاّ سَتَرْتَهُ، وَلا رِزْقاً إِلاّ بَسَطْتَهُ، وَلا خَوْفاً إِلاّ آمَنْتَهُ، وَلا سُوْءاً إِلاّ صَرَفْتَهُ، وَلا حاجَةً هِيَ لَكَ رِضاً وَلِيَ فِيها صَلاحٌ إِلاّ قَضَيْتَها ؛ ياأَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ آمِينَ رَبَّ العالَمِينَ ].

وَتَقول عشر مَرات: [ بِالله اعْتَصَمْتُ وَبِالله أَثِقُ وَعَلى الله أَتَوَكَّلُ ].

ثُمَّ تقول: [ اللّهُمَّ إِنْ عَظُمَتْ ذُنُوبِي فَأَنْتَ أَعْظَمُ، وَإِنْ كَبُرَ تَفْرِيطِي فَأَنْتَ أَكْبَرُ، وَإِنْ دامَ بُخْلِي فَأَنْتَ أَجْوَدُ اللّهُمَّ اغْفِرْ لِي عَظِيمَ ذُنُوبِي بِعَظِيمِ عَفْوِكَ، وَكَثِيرِ تَفْرِيطِي بِظاهِرِ كَرَمِكَ، وَاقْمَعْ بُخْلِي بِفَضْلِ جُودِكَ. اللّهُمَّ ما بِنا مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنْكَ لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ. اسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ ].

تعقيب صلاة العصر

 سبّح تسبيح الزّهراء (عليها السلام) 

آية الكرسي + 3 مرات سورة الإخلاص + 3 مرات اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم  + 3 مرات آية. .. ومن يتقي الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه أن الله بالغ أمره قد جعل الله للشيء قدرا.
تقرأ سورة الفاتحة 23 مره .
تقرأ آية الكرسي على العين.

ـ نقلا عَن المُتهجد ـ‍:

[ أَسْتَغْفِرُ الله الَّذِي لا إِلهَ إِلاّ هُوَ الحَيُّ القَيُّومُ الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ ذُو الجَلالِ وَالاِكْرامِ، وَأَسْأَلُهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيَّ تَوْبَةَ عَبْدٍ ذَلِيلٍ خاضِعٍ فَقِيرٍ بائِسٍ مِسْكِينٍ مُسْتَكِينٍ مُسْتَجِيرٍ، لايَمْلِكُ لِنَفْسِهِ نَفْعاً وَلا ضَرّاً وَلا مَوْتاً وَلا حَياةً وَلا نُشُوراً ].

ثُمَّ تقول: [ اللّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ نَفْسٍ لا تَشْبَعُ، وَمِنْ قَلْبٍ لا يَخْشَعُ، وَمِنْ عِلْمٍ لا يَنْفَعُ، وَمِنْ صَلاةٍ لاتُرْفَعُ، وَمِنْ دُعاءٍ لا يُسْمَعُ. اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ اليُسْرَ، بَعْدَ العُسْرِ وَالفَرَجَ بَعْدَ الكَرْبِ وَالرَّخاءِ بَعْدَ الشِّدَّةِ . اللَّهُمَّ ما بِنا مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنْكَ لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ. اسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ ].

وعَن الصادق (عليه السلام) قالَ: مَن اَستَغفِرُ الله تعالى بَعدَ صلاة العصر سَبعين مرَّةً غفر الله لَهُ سبعمائة ذنب. وروي عَن الإمام محمد التقي قالَ: مَن قرأ (إِنّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ القَدْرِ) بَعدَ العصر عشر مَرات، مرت لَهُ على مثل اعمال الخلائق في ذلك اليوم.

وَيُستحب دعاء العشرات في كُل صباحٍ ومَساء، وافضل اوقاته بعد العصر يوم الجمعة وسياتي الدعاء فيما بعد.

تعقيب صلاة المغرب ـ عن مصباح المُتهجد ـ‍:

تقول بَعدَ تسبيح الزهراء (عليها السلام): [ إِنَّ الله وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلى النَّبِيِّ، ياأَيُّها الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً. اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ وَعَلى ذُرِّيَّتِهِ وَعَلى أَهْلِ بَيْتِهِ ].

ثُمَّ تقول سَبع مَرات: [ بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ وَلا حَول وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِالله العَلِيِّ العَظِيمِ ].

وثلاثاً: [ الحَمْدُ للهِ الَّذِي يَفْعَلُ ما يَشاءُ وَلا يَفْعَلُ ما يَشاءُ غَيْرُه ]ُ.

ثُمَّ قُل: [ سُبْحانَكَ لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ اغْفِرْ لِي ذُنُوبِي كُلَّها جَميعاً، فَإِنَّهُ لايَغْفِرُ الذُّنُوبَ كُلَّها جَميعاً إِلاّ أَنْتَ].

ثم تصلي نافلة المَغرب وهي اربع ركعات بسلامين ولاتتكلم بينهما بشي. وَقالَ الشيخ روي أنّه يقرأ في الركعة الأولى: سورة: [ قُلْ ياأَيُّها الكافِرُونَ ]، وفي الثانية: [ قُلْ هُوَ الله أَحَدٌ ] . وَيَقرأ في الآخريين ما شاء.

وروي أنّ الإمام عَليّ النقي (عليه السلام) كانَ يقرأ في الركعة الثالثة سورة الحَمد وأوّل سورة الحديد الى: [ … وَهُوَ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ ]، وفي الرابعة الحَمد، وآخر سورة الحشر أي مِن [ لَوْ أَنْزَلْنا هذا القُرْآنَ… ] الى آخر السورة. وَيُستحب ان تقول في السجدة الآخيره مِن النوافل في كُل ليلة سيما لَيلَة الجمعة سَبع مَرات: [ اللّهُمَّ إِنِّي أَسأَلُكَ بِوَجْهِكَ الكَرِيْمِ وَاسْمِكَ العَظِيمِ وَمُلْكِكَ القَدِيْمِ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَأَنْ تَغْفِرَ لِي ذَنْبِي العَظِيْمَ، إِنَّهُ لايَغْفِرُ العَظِيمَ إِلاّ العَظِيْمُ ].

فاذا فرغت مِنَ النافلة فعقب بما شئتَ، وَتَقول عشرا: [ ماشاءَ الله لاقُوَّةَ إِلاّ بِالله اسْتَغْفِرُ الله ].

ثُمَّ تقول: [ اللّهُمَّ إِنِّي أَسأَلُكَ مُوجِباتِ رَحْمَتِكَ وَعَزائِمِ مَغْفِرَتِكَ، وَالنَّجاةِ مِنَ النَّارِ وَمِنْ كُلِّ بَلِيَّةٍ، وَالفَوْزَ بِالجَنَّةِ وَالرِّضْوان فِي دارِ السَّلامِ وَجِوارِ نَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ وَآلِهِ السَّلامُ. اللّهُمَّ ما بِنا مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنْكَ لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ، اسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ ].

وَتُصلي الغفيلة بين المَغرب والعشاء وهي ركعتان تقرأ بَعدَ الحَمد في الأولى: [ وَذا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغاضِبا فَظَنَّ أَن لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنادى فِي الظُّلُماتِ أَن لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ فَاسْتَجَبْنا لَهُ وَنَجَّيْناهُ مِنَ الغَمِّ وَكَذلِكَ نُنْجِي المُؤْمِنِينَ ].

وفي الثانية: [ وَعِنْدَهُ مَفاتِحُ الغَيْبِ لايَعْلَمُها إِلاّ هُوَ وَيَعْلَمُ ما فِي البَرِّ وَالبَحْرِ وَماتَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلاّ يَعْلَمُها وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُماتِ الاَرْضِ وَلا رَطْبٍ وَلا يابِسٍ إِلاّ فِي كِتابٍ مُبِيـنٍ ].

ثُمَّ تأخذ يديك للقنوت وَتَقول: [ اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِمَفاتِحِ الغَيْبِ الَّتِي لايَعْلَمُها إِلاّ أَنْتَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَأَنْ تَفْعَلِ بِي كَذا وَكَذا ]، وتذكر حاجتك عوض هذه الكلمة.

ثُمَّ تقول: [ اللّهُمَّ أَنْتَ وَلِيُّ نِعْمَتِي وَالقادِرُ عَلى طَلِبَتِي تَعْلَمُ حاجَتِي فَأَسْأَلُكَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمُ السَّلامُ لَمّا قَضَيْتَها لِي ]. وَتَسْأَل حاجتك، فقد روي أَن مَن أتى بهذه الصلاة وسأل الله حاجته اعطاهُ الله ما سَأل.

تعقيب صلاة العشاء ـ نقلا عن المتهجد ـ‍:

[ اللّهُمَّ إِنَّهُ لَيْسَ لِي عِلْمٌ بِمَوْضِعِ رِزْقِي وَإِنَّما أَطْلُبُهُ بِخَطَراتٍ تَخْطُرُ عَلى قَلْبِي، فَأَجُولُ فِي طَلَبِهِ البُلْدانَ، فَأَنا فِيما أَنا طالِبٌ كَالحَيْرانِ، لاأَدْرِي أَفِي سَهْلٍ هُوَ، أَمْ فِي جَبَلٍ، أَمْ فِي أَرْضٍ، أَمْ فِي سَّماء، أَمْ فِي بَرٍّ أَمْ فِي بَحرٍ ؟ وَعَلى يَدَي مَنْ، وَمِنْ قِبَلِ مَنْ ؟ وَقَدْ عَلِمْتُ أَنَّ عِلْمَهُ عِنْدَكَ وَأَسْبابَهِ بِيَدِكَ، وَأَنْتَ الَّذِي تَقْسِمُهُ بِلُطْفِكَ، وَتُسَبِّبُهُ بِرَحْمَتِكَ. اللّهُمَّ فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَاجْعَلْ يارَبِّ رِزْقَكَ لِي وَاسِعاً وَمَطْلَبَهُ سَهْلاً وَمَأْخَذَهُ قَرِيباً، وَلا تُعَنِّني بِطَلَبِ ما لَمْ تُقَدِّرَ لِي فِيهِ رِزْقاً، فَإِنَّكَ غَنِيُّ عَنْ عَذابِي وَأَنا فَقِيرٌ إِلى رَحْمَتِكَ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَجُدْ عَلى عَبْدِكَ بِفَضْلِكَ، إِنَّكَ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ ].

أقول: هذا مِن أدعية الرزق، وَيُستحب أيضاً أن يقرأ عقيب العشاء سورة: [ إِنَّا أَنْزَلْناهُ ] سَبع مَرات، وأن يقرأ في الوتيرة وهي ركعتان جالسا بَعدَ العشاء مائة آية من القرآن، وَيُستحب أن يُعتاض عَن المائة آية سورة: [ إِذا وَقَعَتِ الواقِعَة ] في ركعة، وسورة: [ قُلْ هُوَ الله أحَد ] في الركعة الاخرى.

تعقيب صلاة الصبح ـ عن مصباح المتهجد ـ‍:

[ اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاهْدِنِي لِما اخْتُلِفَ فِيْهِ مِنَ الحَقِّ بِإذْنِكَ، إِنَّكَ تَهْدِي مَنْ تَشاءُ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ ].

وَتَقول عشر مَرات: [ اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآل مُحَمَّدٍ الأَوْصِياء الرَّاضِينَ المَرْضِيِّينَ بِأَفْضَلِ صَلَواتِكَ، وَباركْ عَلَيْهِمْ بِأَفْضَلِ بَرَكاتِكَ، وَالسَّلامُ عَلَيْهِمْ وَعَلى أَرْواحِهِمْ وَأَجْسادِهِمْ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ ].

وهذهِ الصلاة واردة يَومَ الجمعة أيضاً عصراً بفضل عظيم. وقُل أيضاً: [ اللّهُمَّ أَحْيِنِي عَلى ما أَحْيَيْتَ عَلَيْهِ عَلِيَّ بْن أَبِي طالِبٍ وَأَمِتْنِي عَلى ما ماتَ عَلَيْهِ عَلِيَّ بْنُ أَبِي طالِبٍ عَلَيْهِ السَّلامُ ].

وقُل مائة مرة: [ اسْتَغْفِرُ الله وَأَتُوبُ إِلَيْهِ ].

ومائة مرة: [ أَسْأَلُ الله العافِيَةَ ].

ومائة مرة: [ أَسْتَجِيرُ بِالله مِنَ النَّارِ ].

ومائة مرة: [ وَأَسْأَلُهُ الجَنَّةَ ].

ومائة مرة: [ أَسْأَلُ الله الحُوْرَ العِينَ ].

ومائة مرة: [ لا إِلهَ إِلاّ الله المَلِكُ الحَقُّ المُبِينُ ].

ومائة مرة: [ التوحيد ].

ومائة مرة: [ صَلّى الله عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ].

ومائة مرة: [ سُبْحانَ الله، وَالحَمْدُ للهِ ، وَلا إِلهَ إِلاّ اللهُ، وَالله أَكْبَرُ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِالله العَلِيِّ العَظِيمِ ].

ومائة مرة: [ ماشاءَ الله كانَ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِالله العَلِيِّ العَظِيْمِ ].

ثُمَّ قُل: [ أَصْبَحْتُ اللّهُمَّ مُعْتَصِما بِذِمامِكَ المَنِيعِ الَّذِي لايُطاوَلُ وَلا يُحاوَلُ مِنْ شَرِّ كُلِّ غاشِمٍ وَطارِقٍ مِنْ سائرِ مَنْ خَلَقْتَ وَما خَلَقْتَ مِنْ خَلْقِكَ الصَّامِتْ وَالنّاطِقِ فِي جَنَّةٍ مِنْ كُلِّ مَخُوْفٍ بِلِباسٍ سابِغَةٍ وَلاِ أَهْلِ بَيْتِ نَبِيِّكَ مُحْتَجِبا مِنْ كُلِّ قاصِدٍ لِي إِلى أَذَيِّةٍ بِجِدارٍ حَصِينِ الاخْلاصِ فِي الاعْتِرافِ بِحَقِّهِمْ، وَالتَّمَسُّكِ بِحَبْلِهِمْ مُوقِنا أَنَّ الحَقَّ لَهُمْ وَمَعَهُمْ وَفِيهِمْ وَبِهِمْ أَوالِي مَنْ وَالَوا وَأَجانِبُ مَنْ جانَبُوا فَأَعِذْنِي اللّهُمَّ بِهِمْ مِنْ شَرِّ كُلِّ ما اتَّقِيهِ ياعَظِيْمُ حَجَزْتُ أَلاَعادِي عَنِّي بِبَدِيعِ السَّماواتِ وَأَلاَرْضِ إِنّا جَعَلْنا مِنْ بَيْن أَيْدِيهِمْ سَداً وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَداً فَأَغْشَيْناهُمْ فَهُمْ لايُبْصِرُونَ ].

وهذا دعاء يدعى به في كُل صباحٍ ومَساء وهوَ دعاء أمير المؤمنين (عليه السلام) لَيلَة المبيت.

وروي في التهذيب أن مَن قال بعد فريضة الفجر عشر مرات: [ سُبْحانَ الله العَظِيمِ وَبِحَمْدِهِ وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِالله العَلِيِّ العَظِيمِ ]، عافَاه الله تعالى مِن ‌العمى والجنون والجذام والفقر والهدم (انهدام الدار) أو الهرم (الخرافة عند الهرم).

وروى الكليني عَن الصادق (عليه السلام) أنّ من قال بعد فريضة الصبح وفريضة المَغرب سَبع مَرات: [ بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ، لاحَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِالله العَلِيِّ العَظِيمِ ]. دفع الله عنهُ سَبعين نوعاً مِن‌ انواع البَلاءِ أهونها الريح والبرص والجنون، وإن كانَ شقيا مُحي مِن الاَشقياء، وكتب مِنَ السعداء، وروي عنهُ (عليه السلام) أيضاً للدنيا والآخرة، ولوجع العين هذا الدعاء بَعدَ فريضتي الصبح والمَغرب:

[ اللّهُمَّ إِنِّي أَسأَلُكَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ عَلَيْكَ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاجْعَلْ النُّورَ فِي بَصَرِي، وَالبَصِيرَةَ فِي دِينِي، وَاليَقِينَ فِي قَلْبِي، وَالاِخْلاصَ فِي عَمَلِي، وَالسَّلامَةَ فِي نَفْسِي، وَالسّعَةَ فِي رِزْقِي، والشُكْرَ لَكَ أَبَداً ما أَبْقَيْتَنِي ].

أقول: روى الشيخ ابن فهد في عدّة الدّاعي عَن الرضا (عليه السلام) أنّ مَن قالَ عقيب صلاة الصبح هذا القول ما سَأل الله حاجة إِلاّ تيسرت لَهُ وكفاهُ الله ما أهمه: [ بِسْمِ الله وَصَلّى الله عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَاُفَوِّضُ أَمْرِي إِلى الله إِنَّ الله بَصِيرٌ بِالعِبادِ، فَوَقاهُ الله سَيِّئاتِ ما مَكَرُوا. لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ. فَاسْتَجَبْنا لَهُ وَنَجَيْناهُ مِنَ الغَمِّ وَكَذلِكَ نُنْجِي المُؤْمِنِينَ. حَسْبُنا الله وَنِعْمَ الوَكِيلُ. فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ الله وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ .

ما شاءَ الله لاحَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِالله، ماشاءَ الله لا ماشاء النَّاسُ، ما شاءَ الله وَإِنْ كَرِهَ النَّاسُ حَسْبيَ الرَّبُّ مِنَ المَرْبُوبِينَ، حَسْبِيَ الخالِقُ مِنَ المَخْلُوقِينَ، حَسْبِيَ الرَّازِقُ مِنَ المَرْزُوقِينَ، حَسْبِيَ الله رَبُّ العالَمِينَ، حَسْبِيَ مَنْ هُوَ حَسْبِي، حَسْبِيَ مَنْ لَمْ يَزَلْ حَسْبِي، حَسْبِيَ مَنْ كانَ مُذْ كُنْتُ لَمْ يَزَلْ حَسْبِي، حَسْبِيَ الله لا إِلهَ إِلاّ هُوَ، عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ، وَهُوَ رَبُّ العَرْشِ العَظيمِ ].

أقول: حكى شيخنا ثقة الاسلام النوري نوّر الله مرقده في كتاب دار السلام عَن شَيخِهِ المَرحوم العالم الرباني الحاج المَولى فتح علي السلطان آبادي (رض)، أن الآخوند المَولى محمد صادق العراقي كانَ في غاية الضيق والعسرة والضرّاء ومضى عليه كذلك زمان فلم يجد من كربِهِ فَرَجاً ولا من ضيقه مَخْرَجاً إلى أَن راى لَيلَة في المَنام كأنه في وادٍ يتراءى فيه خيمة عظيمة عَلَيها قبة فسأل عَن صاحبها فقيل فيه الكهف الحصين وغياث المُضطرّ المستكين الحُجة القائم المهدي المُنتظر عجّل الله تعالى فرجه فَأسرع الذهاب اليها فلّما وافاهُ (صَلَواتُ الله عَلَيهِ) شكى عندهُ سوء حاله وسَأل عنهُ دعاءً يفرّج بِهِ همّه وَيَدفع بِهِ غمّه فأحاله (عليه السلام) الى سيّد من ولْده وإلى خيمته فخرج مِن حضرته ودخل في تلك الخيمة فرأى السيّد السند والحبر المُعتمد العالم الاَمجد المؤيد جناب السَيد محمد السلطان آبادي قاعداً على سجّادته مشغولا بدعائه وقراءته فذكر لَهُ بَعدَ السلام ما احال عليه حجّة الملك العّلام فعلّمه دعاءً يستكفي بِهِ ضيقه وَيَستجلب بِهِ رزقه فانتبه من نومه والدعاء محفوظ في خاطره فقصد بيت جناب السيد وكانَ قَبلَ تلك‌الرؤيا نافراً عنهُ لوجهٍ لايذكرهُ فلمّا أتاهُ ودخل عليه رآه كَما في النوم على مصلاه ذاكراً ربّه مستغفراً ذنبه فلما سلّم عليه اجابه وتبسم في وجهه كأنّه عرف القضية فسأل عنهُ ماسأل عنهُ في الرؤيا، فعلّمه مِن حينه عين ذاك الدعاء فدعا به في قليل من الزمان فصبّت عليه الدنيا مِن كلّ ناحية ومكان، وكانَ المَرحوم الحاج المَولى فتح علي رض يثني على السَيد ثناءً بليغا وقد ادركه في أواخر عمره وتلمّذ عليه شطراً من الزمان، وأمّا ما علّمه السيد في اليقظة والمنام فثلاثة أمور:

الأول: أَن يذكر عقيب الفَجر سَبعين مرّة واضعاً يدهُ على صدره: [ يافتّاح ].

الثاني: أَن يواظب على هذا الدعاء المَروي في الكافي وَقَد عَلَّمَهُ النَّبيِّ (صلّى الله عليه وآله وسلم) رجلا مِن أصحابِهِ مُبتلى بالسقم والفقر فما لبث أَن ذهَب عنهُ السقم والفقر: [ لاحَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِالله، تَوَكَّلْتُ عَلى الحَيّ الَّذِي لايَمُوتُ وَالحَمْدُ للهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذَ وَلَداً وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي المُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيراً ].

الثالث: أَن يدعو دبر صلاة الغداة بالدعاء الذي رواهُ ابن فهد (ص20). وَيَنبغي أن يغتنم هذهِ الاَوراد ويداوم عَلَيها ولا يغفل عَن آثارها واعلَم انه يستحب سجدة الشكر عقيب الصلوات استحبابا أكيداً، والدعوات والاَذكار المأثورة فيها كثيرة.

وَقَد روَي عَن الرضا (عليه السلام) قالَ: إن شئتَ فَقُل فيها مائة مرة: [ شُكْراً شُكْراً ]، وإن شئتَ فَقُل مائة مرة: [ عَفواً عَفْواً ].

وَعَنهُ (عليه السلام) قالَ: ادنى ما يجزي في سَجدة الشُكر أن يقول ثلاثاً: [ شُكْراً للهِ ].

واعلَم أيضاً أنَّ لنا ادعيةً وأذكاراً كثيرةً واردة عند طلوع الشَمس وعند غروبها مأثورة عَن النَّبيِّ (صلّى الله عليه وآله وسلم) والأئمة الطاهرين (عليه السلام)، وَقَد حرَّضت الايات والاَخبار تحريضاً ورغبت ترغيباً في المحافظة على هاتين الساعتين وَنَحنُ نقتصر هنا على ذكر عدة من الادعية المُعتبرة:

الأول: روى مشايخ الحديث باسناد معتبره عَن الصادق (عليه السلام) انه قال: فريضة على كل مسلم أن يَقول قَبلَ طلوع الشَمس عشراً وقَبلَ غروبها عشراً:

[ لا إِلهَ إِلاّ الله وَحْدَهُ لاشَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ، يُحْيِي وَيُمِيتُ، وَيُمِيتُ وَيُحْيِي، وَهُوَ حَيُّ لايَمُوتُ بِيَدِهِ الخَيْرُ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيٍ قَدِيْرٌ ]. وورد في بعض الروايات أنّ ذلك يُقضى قضاءً إِذا تركَ فَإنه لازم.

الثاني: وروي بطرقٍ معتبرة عنه (عليه السلام) أيضاً قُل قَبلَ طلوع الشَمس وقَبلَ غروبها عشر مَرات: [ أَعُوذُ بِالله السَّمِيعِ العَلِيمِ مِنْ هَمَزاتِ الشَّياطِينِ وَأَعُوذُ بِالله أَنْ يَحْضُرُونِ، إِنَّ الله هُوَ السَّمِيْعُ العَلِيْمُ ].

الثالث: أيضاً عنهُ (عليه السلام) قالَ: مايمنعكم أن تقولوا في كُل صباحٍ ومَساءٍ ثلاث مرّات: [ اللّهُمَّ مُقَلِّبَ القُلُوبِ وَالاَبْصارِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلى دِينكَ، وَلا تُزِغْ قَلْبِي بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنِي، وَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً، إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ، وَأَجِرْنِي مِنَ النّارِ بِرَحْمَِتكَ. اللّهُمَّ امْدِدْ لِي فِي عُمْرِي وأَوْسِعْ عَلَيَّ فِي رِزْقِي، وَانْشُرْ عَلَيَّ رَحْمَتَكَ، وَإنْ كُنْتُ عِنْدَكَ فِي اُمِّ الكِتابِ شَقِيّا فَاجْعَلْنِي سَعِيداً، فَإنَّكَ تَمْحُو ما تَشاءُ وَتُثْبِتُ، وَعِنْدَكَ أُمُّ الكِتابِ].

الرابع: أيضاً عنهُ (عليه السلام) قُل في كُل صباح ومساء: [ الحَمْدُ للهِ الَّذِي يَفْعَلُ مايَشاءُ وَلا يَفْعَلُ ما يَشاءُ غَيْرُهُ الحَمْدُ للهِ كَما يُحِبُّ الله أَنَّ يُحْمَدَ، الحَمْدُ للهِ كَما هُوَ أَهْلُهُ. اللّهُمَّ أَدْخِلْنِي فِي كُلِّ خَيْرٍ أَدْخَلْتَ فِيهِ مُحَمَّداً وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَخْرِجْنِي مِنْ كُلِّ شَرٍّ أَخْرَجْتَ مِنْهُ مُحَمَّداً وَآل مُحَمَّدٍ صَلّى الله عَلى مُحَمَّدٍ وَآل مُحَمَّدٍ].

الخامس: قل كل صباح ومساء عشر مرات: [ سُبْحانَ الله وَالحَمْدُ للهِ وَلا إِلهَ إِلاّ الله وَالله أَكْبَرُ ].

ومن دعوات الصباح والمساء دعاء العشرات وسيأتي ذكره.

 

اليوم التاسع

وهو يوم عرفة وهو عيد من الأعياد العظيمة وإن لم يسمّ عيداً وهو يوم دعا الله عباده فيه الى طاعته وعبادته وبسط لهم موائد إحسانه وجوده، والشيطان فيه ذليل حقير طريد غضبان أكثر من أي وقت سواه.

وروي أنّ الإمام زين العابدين (صلوات الله وسلامه عليه) سمع في يوم عرفة سائلا يسأل الناس فقال له: ويلك أتسأل غير الله في هذا اليوم وهو يوم يُرجى فيه للأجنّة في الأرحام أن تعمّها فضل الله تعالى فتسعد.

ولهذا اليوم عدّة أعمال:

الأول: الغسل.

الثاني: زيارة الحسين (صلوات الله عليه) فإنّها تعدل ألف حجة وألف عمرّة وألف جهاد بل تفوقها، والأحاديث في كثرة فضل زيارته A في هذا اليوم متواترة ومن وُفّق فيه لزيارته A والحضور تحت قبّته المقدّسة فهو لا يقل أجراً عمّن حضر عرفات بل يفوقه وستأتي صفة زيارته A في هذا اليوم في باب الزيارات إن شاء الله تعالى.

الثالث: أن يصلّي بعد فريضة العصر قبل أن يبدأ في دعوات عرفة ركعتين تحت السماء ويقر لله تعالى بذنوبه ليفوز بثواب عرفات ويغفر ذنوبه ثمّ يشرع في أعمال عرفة ودعواته المأثورة وعن الحجج الطاهرين (صلوات الله عليهم) وهي أكثر من أن تذكر في هذه الوجيزة ونحن نقتصر منها بما يسعه الكتاب.

قال الكفعمي في (المصباح): يستحب صوم يوم عرفة لمن لا يضعف عن الدعاء، والاغتسال قبل الزوال، و زيارة الحسين (صلوات الله عليه) فيه وفي ليلته، فإذا زالت الشمس فابرز تحت السماء وصلّ الظهرين تحسن ركوعهما وسجودهما فإذا فرغت فصل ركعتين في الاُولى بعد الحمد التوحيد وفي الثانية بعد الحمد سورة قل يا أيها الكافرون ثمّ صلّ أربعاً اُخرى في كلّ ركعة الحمد والتوحيد خمسون مرّة.

أقول: هذه الصلاة هي صلاة أمير المؤمنين A التي مضت في أعمال يوم الجمعة ثمّ قل ماذكره ابن طاووس في كتاب (الاقبال) مرويا عن النبي E وهو:

سُبحانَ الَّذي في السَّماءِ عَرشُهُ سُبحانَ الَّذي في الأرضِ حُكمُهُ سُبحانَ الَّذي في القُبورِ قَضاؤُهُ سُبحانَ الَّذي في البَحرِ سَبيلُهُ سُبحانَ الَّذي في النَّارِ سُلطانُهُ سُبحانَ الَّذي في الجَنَّةِ رَحمَتُهُ سُبحانَ الَّذي في القيامة عَدلُهُ سُبحانَ الَّذي رَفَعَ السَّماءَ سُبحانَ الَّذي بَسَطَ الأرضَ سُبحانَ الَّذي لا مَلجأ وَلا منجى مِنهُ إلاّ إلَيهِ.

ثمّ قل: سُبحانَ اللهِ وَالحَمدُ للهِ وَلا إلهَ إلاّ اللهُ وَاللهُ أكبَرُ مائة مرّة واقرأ التوحيد مائة مرة، وآية الكرسي مائة مرة، وصل على محمد وآله مائة مرة وقل: لا إلهَ إلاّ اللهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لَهُ لَهُ المُلكُ وَلَهُ الحَمدُ يُحيي وَيُميتُ وَيُميتُ وَيُحيي وَهُوَ حَيٌّ لا يَموتُ بيَدِهِ الخَيرُ وَهُوَ عَلى كُلِّ شيءٍ قَديرٌ عشراً، أستَغفِرُ اللهَ الَّذي لا إلهَ إلاّ هُوَ الحَيُّ القَيّومُ وَأتوبُ إلَيهِ عشراً، يا اللهُ عشراً، يا رَحمنُ عشراً، يا رَحيمُ عشراً، يا بَديعُ السَّماواتِ وَالأرضِ يا ذا الجَلالِ وَالإكرامِ عشراً، يا حَيُّ يا قَيّومُ عشراً، يا حَنَّانُ يا مَنَّانُ عشراً، يا لا إلهَ إلاّ أنتَ عشراً، آمينَ عشراً.

ثمّ قل: اللهُمَّ إنّي أسألُكَ يا مَن هُوَ أقرَبُ إلَيَّ مِن حَبلِ الوَريدِ يا مَن يَحولُ بَينَ المَرءِ وَقَلبِهِ يا مَن هُوَ بِالمَنظَرِ الأعلى وَبِالأُفُقِ المُبينِ يا مَن هُوَ الرَّحمنُ عَلى العَرشِ استَوى يا مَن لَيسَ كَمِثلِهِ شيءٌ وَهُوَ السَّميعُ البَصيرُ أسألُكَ أن تُصَلّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ.

وسل حاجتك تقضى إن شاء الله تعالى ثمّ ادع بهذه الصلوات التي روي عن الصادق A : «إن من أراد أن يسرّ محمداً وآل محمد B فليقل في صلاته عليهم:

اللهُمَّ يا أجوَدَ مَن أعطى وَيا خَيرَ مَن سُئِل وَيا أرحَمَ مَن استُرحِم، اللهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ في الأوَّلينَ وَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ في الآخِرينَ وَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ في المَلاءِ الأعلى وَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ في المُرسَلينَ، اللهُمَّ أعطِ مُحَمَّداً الوَسيلَةَ وَالفَضيلَةَ وَالشَّرَفَ وَالرِّفعَةَ وَالدَّرَجَةَ الكَبيرَةَ، اللهُمَّ إنّي آمَنتُ بِمُحَمَّدٍ F وَلَم أرَهُ فَلا تَحرِمني في القيامة رُؤيَتَهُ وَارزُقني صُحبَتَهُ وَتَوَفَّني عَلى مِلَّتِهِ وَاسقِني مِن حَوضِهِ مَشرَباً رَويا سائِغاً هَنيئاً لا أظمأُ بَعدَهُ أبَداً إنَّكَ عَلى كُلِّ شيءٍ قَديرٌ، اللهُمَّ إنّي آمَنتُ بِمُحَمَّدٍ F وَلَم أرَهُ فَعَرِّفني في الجِنانِ وَجهَهُ، اللهُمَّ بَلِّغ مُحَمَّداً F مِنّي تَحيَّةً كَثيرَةً وَسَلاماً ».

ثمّ ادع بدعاء اُمّ داود وقد مرّ ذكره في أعمال رجب ثمّ سبّح بهذا التسبيح وثوابه لا يحصى كثرة تركناه اختصاراً وهو:

سُبحانَ اللهِ قَبلَ كُلِّ أحَدٍ وَسُبحانَ اللهِ بَعدَ كُلِّ أحَد وَسُبحانَ اللهِ مَعَ كُلِّ أحَدٍ وَسُبحانَ اللهِ يَبقى رَبُّنا وَيَفنى كُلُّ أحَدٍ وَسُبحانَ اللهِ تَسبيحاً يَفضُلُ تَسبيحَ المُسَبِّحينَ فَضلاً كَثيراً قَبلَ كُلِّ أحَدٍ وَسُبحانَ اللهِ تَسبيحاً يَفضُلُ تَسبيحَ المُسَبِّحينَ فَضلاً كَثيراً بَعدَ كُلِّ أحَدٍ وَسُبحانَ اللهِ تَسبيحاً يَفضُلُ تَسبيحَ المُسَبِّحينَ فَضلاً كَثيراً مَعَ كُلِّ أحَدٍ وَسُبحانَ اللهِ تَسبيحاً يَفضُلُ تَسبيحَ المُسَبِّحينَ فَضلاً كَثيراً لِرَبِّنا الباقي وَيَفنى كُلُّ أحَدٍ وَسُبحانَ اللهِ تَسبيحاً لا يُحصى ولا يُدرى وَلا يُنسى وَلا يَبلى وَلا يَفنى وَلَيسَ لَهُ مُنتَهى وَسُبحانَ اللهِ تَسبيحاً يَدومُ بِدَوامِهِ وَيَبقى بِبَقائِهِ في سِنيِّ العالَمينَ وَشُهورِ الدُّهورِ وَأيامِ الدُّنيا وَساعاتِ اللَّيلِ وَالنَّهارِ وَسُبحانَ اللهِ أبَدَ الأبَدِ وَمَعَ الأبَدِ مِمَّا لا يُحصيهِ العَدَدُ ولا يُفنيهِ الأمَدُ وَلا يَقطَعُهُ الأبَدُ وَتَبارَكَ اللهُ أحسَنُ الخالِقينَ.

ثمّ قل: وَالحَمدُ للهِ قَبلَ كُلِّ أحَدٍ وَالحَمدُ للهِ بَعدَ كُلِّ أحَدٍ إلى آخر ما مرّ في التسبيح غير أنّك تقول عوض سُبحانَ اللهِ، الحَمدُ لِلهِ فإذا انتهيت إلى أحسَنُ الخالِقينَ، تعود فتقول: لا إلهَ إلاّ اللهُ قَبلَ كُلِّ أحَدٍ إلى آخره تستبدل بـ(سُبحانَ اللهِ) كلّمة لا إله إلا اللهُ، ثمّ تقول: وَاللهُ أكبَرُ قَبلَ كُلِّ أحَدٍ إلى آخره تستبدل بـ(سُبحانَ اللهِ) اللهُ أكبَرُ.

ثمّ تدعو بالدّعاء: اللهُمَّ مَن تَعَبَّأ وَتَهَيا وَأعَدَّ وَاستَعَدَّ لِوِفَادَةٍ إلى مَخلوقٍ رَجَاءَ رِفدِهِ وَطَلَبَ نائِلِهِ وَجائِزَتِهِ، فَإلَيكَ يا رَبِّ تَعبيَتي وَاستِعدادي رَجاءَ عَفوِكَ وَطَلَبَ نائِلِكَ وَجائِزَتِكَ، فَلا تُخَيِّب دُعائي يا مَن لا يَخيبُ عَلَيهِ سائِلٌ وَلا يَنقُصُهُ نائِلٌ، فَإنّي لَم آتِكَ ثِقَةً بِعَمَلٍ صالِحٍ عَمِلتُهُ وَلا لَوَفادَةِ مَخلوقٍ رَجَوْتُهُ؛ أتَيتُكَ مُقِرّاً عَلى نَفسي بِالإساءَةِ وَالظُّلمِ مُعتَرِفَاً بِأن لا حُجَّةَ لي وَلا عُذرَ أتَيتُكَ أرجو عَظيمَ عَفوِك‌َ الَّذي عَفَوتَ بِهِ عَنِ الخاطِئينَ. فَلَم يَمنَعكَ طولُ عُكوِفِهم عَلى عَظيمِ الجُرمِ أن عُدتَ عَلَيهِم بِالرَّحمَةِ، فيامَن رَحمَتُهُ وَاسِعَةٌ وَعَفوُهُ عَظيمٌ، يا عَظيمُ يا عَظيمُ يا عَظيمُ، لا يَرُدُّ غَضَبَكَ إلاّ حِلمُكَ وَلا يُنجي مِن سَخَطِكَ إلاّ التَّضَرُّعُ إلَيكَ ، فَهَب لي يا إلهي فَرَجاً بِالقُدرَةِ الَّتي تُحيي بِها مَيتَ البِلادِ، وَلا تُهلِكني غَمّا حَتّى تَستَجيبَ لي وَتُعَرِّفَني الإجابَةَ في دُعائي، وَأذِقني طَعمَ العافيَةِ إلى مُنتَهى أجَلي، وَلا تُشمِت بي عَدوّي، وَلا تُسَلِّطهُ عَلَيَّ، وَلا تُمَكِّنهُ مِن عُنُقي. اللهُمَّ إن وَضَعتَني فَمَن ذَا الَّذي يَرفَعُني ؟ وَإن رَفَعتَني فَمَن ذَا الَّذي يَضَعُني؟ وَإن أهلَكتَني فَمَن ذَا الَّذي يَعرِضُ لَكَ في عَبدِكَ أو يَسألُكَ عَن أمرِهِ ؟ وَقَد عَلِمتُ أنَّهُ لَيسَ في حُكمِكَ ظُلمٌ وَلا في نَقِمَتِكَ عَجَلَةٌ، وَإنَّما يَعجَلُ مَن يَخافُ الفَوتَ، وَإنِّما يَحتاجُ إلى الظُّلمِ الضَّعيفُ، وَقَد تَعالَيتَ يا إلهي عَن ذلِكَ عُلوّاً كَبيراً. اللهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ فَأعِذني وَأستَجيرُ بِكَ فَأجِرني، وَأسترزِقُكَ فَارزُقني، وَأتَوَكَّلُ عَلَيكَ فَاكفِني، وَأستَنصِرُكَ عَلى عَدوّي فَانصُرني، وَأستَعينُ بِكَ فَأعِنّي، وَأستَغفِرُكَ يا إلهي فَاغفِر لي آمينَ آمينَ آمينَ.

وقد مر في أعمال ليلة الجمعة.

ثمّ ادع بما ذكره الشيخ الطوسي في مصباحه وهو من أدعية علي بن الحسين A : اللهُمَّ أنتَ اللهُ رَبُّ العالَمينَ.

أقول: هذا الدعاء يُدعى به في الموقف في عرفات وهو دعاء طويل قد أعرضنا عن ذكره.

وادع أيضاً في هذا اليوم وأنت خاشع بالدعاء السابع والأربعين من الصحيفة الكاملة وهو يحتوي على جميع مطالب الدنيا والآخرة صلوات الله على منشئها.

[دعاء الحسينA في يوم عرفة]

ومن دعوات هذا اليوم المشهورات دعاء سيد الشهداء A روى بشر وبشير ابنا غالب الأسدي قالا: كنا مع الحسين بن علي C عشية عرفة فخرج A من فسطاطه متذلّلاً خاشعاً فجعل يمشي هوناً هوناً حتى وقف هو وجماعة من أهل بيته وولده ومواليه في ميسرة الجبل مستقبل البيت ثمّ رفع يديه تلقاء وجهه كاستطعام المسكين ثمّ قال:

الحَمدُ للهِ الَّذي لَيسَ لِقَضائِهِ دافِعٌ وَلا لِعَطائِهِ مانِعٌ وَلا كَصُنعِهِ صُنعُ صانِعٍ وَهُوَ الجَوادُ الواسِعُ، فَطَرَ أجناسَ البَدائِعِ وَأتقَنَ بِحِكمَتِهِ الصَّنائعِ وَلا تَخفى عَلَيهِ الطَلائِعِ وَلا تَضيعُ عِندَهُ الوَدايِعُ جازي كُلِّ صانِعٍ وَرايِشُ كُلِّ قانِعٍ وَراحِمُ كُلِّ ضارِعٍ مُنزِلُ المَنافِعِ وَالكِتابِ الجامِعِ بِالنّورِ السَّاطِعِ وَهُوَ لِلدَّعَواتِ سامِعٌ وَللكُرُباتِ دافِعٌ وَلِلدَّرَجاتِ رافِعٌ وَلِلجَبابِرَةِ قامِعٌ، فَلا إلهَ غَيرُهُ وَلا شَيءَ يَعدِلُهُ وَلَيسَ كَمِثلِهِ شَيءٌ وَهُوَ السَّميعُ البَصيرُ اللَّطيفُ الخَبيرُ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ، اللهُمَّ إنّي أرغَبُ إلَيكَ وَأشهَدُ بِالرُّبوبيَّةِ لَكَ مُقِرَّاً بِأنَّكَ رَبّي وَإلَيكَ مَرَدّي.

ابتَدأتَني بِنِعمَتِكَ قَبلَ أن أكونَ شَيئاً مَذكوراً وَخَلَقتَني مِنَ التُرابِ ثمّ اسكَنتَني الأصلابَ آمِناً لِرَيبِ المَنونِ وَاختِلافِ الدُّهورِ وَالسِّنينَ، فَلَم أزَل ظاعِناً مِن صُلبٍ إلى رَحِمٍ في تَقادُمٍ مِن الأيامِ الماضيَةِ وَالقُرونِ الخاليَةِ، لَم تُخرِجني لِرأفَتِكَ بي وَلُطفِكَ لي وَإحسانِكَ إلَيَّ في دَولَةِ أئِمَّةِ الكُفرِ الَّذينَ نَقَضوا عَهدَكَ وَكَذَّبوا رُسُلَكَ، لكِنَّكَ أخرَجتَني لِلَّذي سَبَقَ لي مِنَ الهُدى الَّذي لَهُ يَسَّرتَني وَفيهِ أنشَأتَني وَمِن قَبلِ ذلِكَ رَؤُفتَ بي بِجَميلِ صُنعِكَ وَسَوابِغِ نِعَمِكَ، فَابتَدَعتَ خَلقي مِن مَنيٍّ يُمنى وَأسكَنتَني في ظُلُماتٍ ثَلاثٍ بَينَ لَحمٍ وَدَمٍ وَجِلدٍ لَم تُشهِدني خَلقي، وَلَم تَجعَل إلَيَّ شَيئاً مِن أمري ثمّ أخرَجتَني لِلَّذي سَبَقَ لي مِنَ الهُدى إلى الدُّنيا تامّاً سَويا وَحَفَظتَني في المَهدِ طِفلاً صَبيا ، وَرَزَقتَني مِنَ الغِذاءِ لَبَناً مَرياً وَعَطَفتَ عَلَيَّ قُلوبَ الحَواضِنِ وَكَفَّلتَني الاُمَّهاتِ الرَّواحِمَ وَكَلأتَني مِن طَوارِقِ الجانِّ وَسَلَّمتَني مِنَ الزّيادَةِ وَالنُّقصانِ، فَتَعالَيتَ يا رَحيمُ يا رَحمنُ حَتَّى إذا استَهلَلتُ ناطِقاً بِالكَلامِ أتمَمتَ عَلَيَّ سَوابِغَ الأنِعامِ وَرَبَّيتَني زائِداً في كُلِّ عامٍ، حَتَّى إذا اكتَمَلَت فِطرَتي وَاعتَدَلَت مِرَّتي أوجَبتَ عَلَيَّ حُجَّتَكَ بِأن ألهَمتَني مَعرِفَتَكَ وَرَوَّعتَني بِعَجائِبِ حِكمَتِكَ، وَأيقَظتَني لِما ذَرَأتَ في سَمائِكَ وَأرضِكَ مِن بَدائِعِ خَلقِكَ وَنَبَّهتَني لِشُكرِكَ وَذِكرِكَ وَأوجَبتَ عَلَيَّ طاعَتَكَ وَعِبادَتَكَ وَفَهَّمتَني ما جاءت بِهِ رُسُلُكَ وَيَسَّرتَ لي تَقَبُّلَ مَرضاتِكَ وَمَنَنتَ عَلَيَّ في جَميعِ ذلِكَ بِعَونِكَ وَلُطفِكَ. ثمّ إذ خَلَقتَني مِن خَيرِ الثَّرى لَم تَرضَ لي يا إلهي نِعمَةً دونَ اُخرى وَرَزَقتَني مِن أنواعِ المَعاشِ وَصُنوفِ الرياشِ بِمَنِّكَ العَظيمِ الأعظَمِ عَلَيَّ وَإحسانِكَ القَديمِ إليَّ، حَتَّى إذا أتمَمتَ عَلَيَّ جَميعَ النِّعَمِ وَصَرَفتَ عَنّي كُلَّ النِّقَمِ لَم يَمنعكَ جَهلي وَجُرأتي عَلَيكَ أن دَلَلتَني إلى ما يُقَرِّبُني إلَيكَ وَوَفَّقتَني لِما يُزلِفُني لَدَيكَ، فَإن دَعَوتُكَ أجَبتَني وَإن سألتُكَ أعطَيتَني وَإن أطَعتُكَ شَكَرتَني وَإن شَكَرتُكَ زِدتَني، كُلُّ ذلِكَ إكمالٌ لأنعُمِكَ عَلَيَّ وَإحسانِكَ إلَيَّ فَسُبحانَكَ سُبحانَكَ مِن مُبدئٍ مُعيدٍ حَميدٍ مَجيدٍ وَتَقَدَّسَت أسماؤُكَ وَعَظُمَت آلاؤُكَ، فَأيُّ نِعَمِكَ يا إلهي اُحصي عَدَداً وَذِكراً أم أيُّ عَطاياكَ أقومُ بِها شُكراً.

وَهي يا رَبِّ أكثَرُ مِن أن يُحصيها العادّونَ أو يَبلُغَ عِلماً بِها الحافِظونَ، ثمّ ما صَرَفتَ وَدَرَأتَ عَنّي اللهُمَّ مِنَ الضُّرِّ وَالضَّرَّاءِ أكثَرُ مِمَّا ظَهَرَ لي مِنَ العافيَةِ وَالسَّرَّاءِ، وَأنا أشهَدُ يا إلهي بِحَقيقَةِ إيماني وَعَقدِ عَزَماتِ يَقيني وَخالِصِ صَريحِ تَوحيدي وَباطِنِ مَكنونِ ضَميري وَعَلائِقِ مَجاري نورِ بَصَري وَأساريرِ صَفحَةِ جَبيني وَخُرقِ مَسارِبِ نَفسي وَخَذاريفِ مارِنِ عِرنيني وَمَسارِبِ سِماخِ سَمعي وَما ضُمَّت وَأطبَقَت عَلَيهِ شَفَتايَ وَحَرَكاتِ لَفظِ لِساني وَمَغرَزِ حَنَكِ فَمي وَفَكّي وَمَنابِتِ أضراسي وَمَساغِ مَطعَمي وَمَشرَبي وَحِمالَةِ اُمِّ رَأسي وَبَلُوعِ فارِغِ حَبَائِلِ عُنُقي وَما اشتَمَلَ عَلَيهِ تامورُ صَدري وَحَمائِلُ حَبلِ وَتيني وَنيا طِ حِجابِ قَلبي وَأفلاذِ حَواشي كَبِدي وَما حَوَتهُ شَراسيفُ أضلاعي وَحِقاقُ مَفاصِلي وَقَبضُ عَوامِلي وَأطرافِ أنامِلي وَلَحمي وَدَمي وَشَعري وَبَشَري وَعَصَبي وَقَصَبي وَعِظامي وَمُخّي وَعُروقي وَجَميعِ جَوارِحي وَما انتَسَجَ عَلى ذلِكَ أيامَ رِضاعي وَما أقَلَّتِ الأرضُ مِنّي وَنَومي وَيَقظَتي وَسُكوني وَحَرَكاتِ رُكوعي وَسُجودي، أن لَو حاوَلتُ وَاجتَهَدتُ مَدى الأعصارِ وَالأحقابِ لَو عُمِّرتُها أن اُؤَدّي شُكرَ وَاحِدَةٍ مِن أنعُمِكَ ما استَطَعتُ ذلِكَ إلاّ بِمَنِّكَ الموجَبِ عَلَيَّ بِهِ شُكرُكَ أبَداً جَديداً وَثَناءً طارِفاً عَتيداً، أجَل وَلَو حَرَصتُ أنا وَالعادّونَ مِن أنامِكَ أن نُحصيَ مَدى إنعامِكَ سالِفِهِ وَآنِفِهِ ما حَصَرناهُ عَدَداً وَلا أحصَيناهُ أمَداً. هَيهاتَ أنَّى ذلِكَ وَأنتَ المُخبِرُ في كِتابِكَ النَّاطِقِ وَالنَّبَأ الصَّادِقِ: وَإن تَعُدّوا نِعمَةَ الله لا تُحصوها، صَدَقَ كِتابُكَ اللهُمَّ وَإنباؤُكَ، وَبَلَّغَت أنبياؤُكَ وَرُسُلُكَ ما أنزَلتَ عَلَيهِم مِن وَحيِكَ وَشَرَعتَ لَهُم وَبِهِم مِن دينِكَ غَيرَ أنّي يا إلهي أشهَدُ بِجُهدي وَجِدّي وَمَبلَغِ طاعَتي وَوُسعي، وَأقولُ مُؤمِناً موقِناً: الحَمدُ للهِ الَّذي لَم يَتَّخِذ وَلَداً فَيَكونَ مَوروثاً وَلَم يَكُن لَهُ شَريكٌ في مُلكِهِ فَيُضادَّهُ فيما ابتَدَعَ وَلا وَليُّ مِنَ الذُّلِّ فَيُرفِدَهُ فيما صَنَعَ، فَسُبحانَهُ سُبحانَهُ لَو كان فيهما آلِهَةٌ إلاّ اللهُ لَفَسَدَتا وَتَفَطَّرَتا، سُبحانَ اللهِ الواحِدِ الأحَدِ الصَّمَدِ الَّذي لَم يَلِد وَلَم يولَدُ وَلَم يَكُن لَهُ كُفواً أحَدٌ، الحَمدُ للهِ حَمداً يُعادِلُ حَمدَ مَلائِكَتِهِ المُقَرَّبينَ وَأنبيائِهِ المُرسَلينَ وَصَلّى اللهُ عَلى خيرَتِهِ مُحَمَّدٍ خاتَمِ النَّبيّينَ وَآلِهِ الطَيِّبينَ الطَّاهِرينَ المُخلِصينَ وَسَلَّمَ.

ثمّ اندفع في المسألة واجتهد في الدّعاء وقال وعيناه سالتا دموعاً:

اللهُمَّ اجعَلني أخشاكَ كَأنّي أراكَ وَأسعِدني بِتَقواكَ وَلا تُشقِني بِمَعصيَتِكَ وَخِر لي في قَضائِكَ وَبارِك لي في قَدَرِكَ حَتَّى لا اُحِبَّ تَعجيلَ ما أخَّرتَ وَلا تَأخيرَ ما عَجَّلتَ، اللهُمَّ اجعَل غِنايَ في نَفسي وَاليَقينَ في قَلبي وَالإخلاصَ في عَمَلي وَالنّورَ في بَصَري وَالبَصيرَةَ في ديني وَمَتِّعني بِجَوارِحي وَاجعَل سَمعي وَبَصَري الوارِثَينِ مِنّي، وَانصُرني عَلى مَن ظَلَمَني وَأرِني فيهِ ثأري وَمَآرِبي وَأقِرَّ بِذلِكَ عَيني، اللهُمَّ اكشِف كُربَتي وَاستُر عَورَتي وَاغفِر لي خَطيئَتي وَاخسأ شَيطاني وَفُكَّ رِهاني وَاجعَل لي يا إلهي الدَّرَجَةَ العُليا في الآخرةِ وَالاُولى، اللهُمَّ لَكَ الحَمدُ كَما خَلَقتَني فَجَعَلتَني سَميعاً بَصيراً وَلَكَ الحَمدُ كَما خَلَقتَني فَجَعَلتَني خَلقاً سَويا رَحمَةً بي وَقَد كُنتَ عَن خَلقي غَنيا رَبِّ بِما بَرَأتَني فَعَدَّلتَ فِطرَتي. رَبِّ بِما أنشَأتَني فَأحسَنتَ صورَتي رَبِّ بِما أحسَنتَ إلَيَّ وَفي نَفسي عافَيتَني رَبِّ بِما كَلأتَني وَوَفَّقتَني رَبِّ بِما أنعَمتَ عَلَيَّ فَهَدَيتَني رَبِّ بِما أولَيتَني وَمِن كُلِّ خَيرٍ أطَعَمْتَني رَبِّ بِما أعطَيتَني وَسَقَيتَني رَبِّ بِما أغنَيتَني وَأقنَيتَني رَبِّ بِما أعَنتَني وَأعزَزتَني رَبِّ بِما ألبَستَني مِن سِترِكَ الصَّافي وَيَسَّرتَ لي مِن صُنعِكَ الكافي، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأعِنّي عَلى بَوائِقِ الدُّهورِ وَصُروفِ الليالي وَالأيامِ وَنَجِّني مِن أهوالِ الدُّنيا وَكُرُباتِ الآخرةِ وَاكفِني شَرَّ ما يَعمَلُ الظَّالِمونَ في الأرضِ، اللهُمَّ ما أخافُ فَاكفِني وَما أحذَرُ فَقِني وَفي نَفسي وَديني فَاحرُسني وَفي سَفَري فَاحفَظني وَفي أهلي وَمالي فَاخلُفني وَفيما رَزَقتَني فَبارِك لي وَفي نَفسي فَذَلِّلني وَفي أعيُنِ النَّاسِ فَعَظِّمني وَمِن شَرِّ الجِنِّ وَالإنسِ فَسَلِّمني وَبِذُنوبي فَلا تَفضَحني وَبِسَريرَتي فَلا تُخزِني وَبِعَمَلي فَلا تَبتَلِني وَنِعَمَكَ فَلا تَسلُبني وَإلى غَيرِكَ فَلا تَكِلني إلهي إلى مَن تَكِلُني إلى قَريبٍ فَيَقطَعُني أم إلى بَعيدٍ فَيَتَجَهَّمُني أم إلى المُستَضعِفينَ لي وَأنتَ رَبّي وَمَليكُ أمري.

أشكو إلَيكَ غُربَتي وَبُعدَ داري وَهَواني عَلى مَن مَلَّكتَهُ أمري، إلهي فَلا تُحلِل عَلَيَّ غَضَبَك فَإن لَم تَكُن غَضِبتَ عَلَيَّ فَلا اُبالي سُبحانَكَ غَيرَ أنَّ عافيَتَكَ أوسَعُ لي، فَأسألُكَ يا رَبِّ بِنورِ وَجهِكَ الَّذي أشرَقَت لَهُ الأرضُ وَالسَّماواتُ وَكُشِفَت بِهِ الظُّلُماتُ وَصَلُحَ بِهِ أمرُ الأوَّلينَ وَالآخِرينَ أن لا تُميتَني عَلى غَضَبِكَ وَلا تُنزِل بي سَخَطَكَ لَكَ العُتبى لَكَ العُتبى حَتَّى تَرضى قَبلَ ذلِكَ. لا إلهَ إلاّ أنتَ رَبَّ البَلَدِ الحَرامِ وَالمَشعَرِ الحَرامِ وَالبَيتِ العَتيقِ الَّذي أحلَلتَهُ البَرَكَةَ وَجَعَلتَهُ لِلنَّاسِ أمناً، يا مَن عَفا عَن عَظيمِ الذُّنوبِ بِحِلمِهِ يا مَن أسبَغَ النَّعَماءَ بِفَضلِهِ يا مَن أعطى الجَزيلَ بِكَرَمِهِ يا عُدَّتي في شِدَّتي يا صاحِبي في وَحدَتي يا غياثي في كُربَتي يا وَليّي في نِعمَتي يا إلهي وَإلهَ آبائي إبراهيمَ وَإسماعيلَ وَإسحاقَ وَيَعقوبَ وَرَبَّ جَبرَئيلَ وَميكائيلَ وَإسرافيلَ وَرَبَّ مُحَمَّدٍ خاتَمِ النَّبيّينَ وَآلِهِ المُنتَجَبينَ وَمُنزِلَ التَّوراةِ وَالإنجيلِ وَالزَّبورِ وَالفُرقانِ وَمُنَزِّلَ كهيعَص وَطهَ وَيس وَالقُرآنَ الحَكيم، أنتَ كَهفي حينَ تُعييني المَذاهِبُ في سَعَتِها وَتَضيقُ بيَ الأرضُ بِرُحبِها وَلَولا رَحمَتُكَ لَكُنتُ مِنَ الهالِكينَ، وَأنتَ مُقيلُ عَثرَتي وَلَولا سَترُكَ إيايَ لَكُنتُ مِن المَفضوحينَ وَأنتَ مُؤَيِّدي بِالنَّصرِ عَلى أعدائي وَلولا نَصرُكَ إيايَ لَكُنتُ مِنَ المَغلوبينَ. يا مَن خَصَّ نَفسَهُ بِالسُّموِّ وَالرِّفعَةِ فَأولياؤُهُ بِعِزِّهِ يَعتَزّونَ يا مَن جَعَلَتْ لَهُ المُلوكُ نَيرَ المَذَلَّةِ عَلى أعناقِهِم فَهُم مِن سَطَواتِهِ خائِفونَ يَعلَمُ خائِنَةَ الأعيُنِ وَما تُخفي الصُّدورِ وَغَيبَ ما تَأتي بِهِ الأزمِنَةُ وَالدُّهورُ يا مَن لا يَعلَمُ كَيف هُوَ إلاّ هُوَ يا مَن لا يَعلَمُ ما هُوَ إلاّ هُوَ يا مَن لا يَعلَمُهُ إلاّ هُوَ يا مَن كَبَسَ الأرضَ عَلى الماءِ وَسَدَّ الهَواءَ بِالسَّماءِ يا مَن لَهُ أكرَمُ الأسماءِ، يا ذا المَعروفِ الَّذي لا يَنقَطِعُ أبَداً يا مُقَيِّضَ الرَّكبِ ليوسُفَ في البَلَدِ القَفرِ وَمُخرِجَهُ مِن الجُبِّ وَجاعِلَهُ بَعدَ العُبوديَّةِ مَلِكاً يا رادَّهُ عَلى يَعقوبَ بَعدَ أن ابيَضَّت عَيناهُ مِنَ الحُزنُ فَهُوَ كَظيمٌ، يا كاشِفَ الضُّرِّ وَالبَلوى عَن أيّوبَ وَمُمسِكَ يَدَي إبراهيمَ عَن ذَبحِ ابنِهِ بَعدَ كِبَرِ سِنِّهِ وَفَناءِ عُمُرِهِ، يا مَنِ استَجابَ لِزَكَريا فَوَهَبَ لَهُ يَحيى وَلَم يَدَعهُ فَرداً وَحيداً، يا مَن أخرَجَ يونُسَ مِن بَطنِ الحوتِ يا مَن فَلَقَ البَحرَ لِبَني إسرائيلَ فَأنجاهُم وَجَعَلَ فِرعَونَ وَجُنودَهُ مِنَ المُغرَقينَ يا مَن أرسَلَ الرياحَ مُبَشِّراتٍ بَينَ يَدَي رَحمَتِهِ يا مَن لَم يَعجَل عَلى مَن عَصاهُ مِن خَلقِهِ يا مَن استَنقَذَ السَّحَرَةَ مِن بَعدِ طُولِ الجُحودِ وَقَد غَدَوا في نِعمَتِهِ يا كُلونَ رِزقَهُ وَيَعبُدونَ غَيرَهُ وَقَد حادّوهُ وَنادّوهُ وَكَذَّبوا رُسُلَهُ.

يا اللهُ يا اللهُ يا بَدئُ يا بَديعُ لانِدَّ لك يا دائِماً لا نَفادَ لَكَ يا حَيا حينَ لاحَيَّ يا مُحييَ المَوتى يا مَن هُوَ قائِمٌ عَلى كُلِّ نَفسٍ بِما كَسَبَت، يا مَن قَلَّ لَهُ شُكري فَلَم يَحرِمني وَعَظُمَت خَطيئَتي فَلَم يَفضَحني وَرَآني عَلى المَعاصي فَلَم يَشهرني يا مَن حَفِظَني في صِغَري يا مَن رَزَقَني في كِبَري يا مَن أياديهِ عِندي لا تُحصى وَنِعَمُهُ لا تُجازى يا مَن عارَضَني بِالخَيرِ وَالإحسانِ وَعارَضتُهُ بِالإساءَةِ وَالعِصيانِ يا مَن هَداني لِلإيمانِ مِن قَبلِ أن أعرِفَ شُكرَ الامتِنانِ، يا مَن دَعَوتُهُ مَريضاً فَشَفاني وَعُرياناً فَكَساني وَجائِعاً فَأشبَعَني وَعَطشاناً فَأرواني وَذَليلاً فَأعَزَّني وَجاهِلاً فَعَرَّفَني وَوَحيداً فَكَثَّرَني وَغائِباً فَرَدَّني وَمُقِلّاً فَأغناني وَمُنتَصِراً فَنَصَرَني وَغَنيا فَلَم يَسلُبني وَأمسَكتُ عَن جَميعِ ذلِكَ فَابتَدَأني، فَلَكَ الحَمدُ وَالشُّكرُ يا مَن أقالَ عَثرَتي وَنَفَّسَ كُربَتي وَأجابَ دَعوَتي وَسَتَرَ عَورَتي وَغَفَرَ ذُنوبي وَبَلَّغَني طَلِبَـتي وَنَصَرَني عَلى عَدوّي وَإن أعُدَّ نِعَمَكَ وَمِنَنَكَ وَكَرائِمَ مِنَحِكَ لا اُحصيها، يا مَولايَ أنتَ الَّذي مَنَنتَ أنتَ الّذي أنعَمتَ أنتَ الَّذي أحسَنتَ أنتَ الَّذي أجمَلتَ أنتَ الَّذي أفضَلتَ أنتَ الَّذي أكمَلتَ أنتَ الَّذي رَزَقتَ أنتَ الَّذي وَفَّقتَ أنتَ الَّذي أعطَيتَ أنتَ الَّذي أغنَيتَ أنتَ الَّذي أقنَيتَ أنتَ الَّذي آوَيتَ أنتَ الَّذي كَفَيتَ أنتَ الَّذي هَدَيتَ أنتَ الَّذي عَصَمتَ أنتَ الَّذي سَتَرتَ أنتَ الَّذي غَفَرتَ أنتَ الَّذي أقَلتَ أنتَ الَّذي مَكَّنتَ أنتَ الَّذي أعزَزتَ أنتَ الَّذي أعَنتَ أنتَ الَّذي عَضَدتَ أنتَ الَّذي أيَّدتَ أنتَ الَّذي نَصَرتَ أنتَ الَّذي شَفَيتَ أنتَ الَّذي عافَيتَ أنتَ الَّذي أكرَمتَ، تَبارَكتَ وَتَعالَيتَ فَلَكَ الحَمدُ دائِماً وَلَكَ الشُّكرُ وَاصِباً أبَداً، ثمّ أنا يا إلهي المُعتَرِفُ بِذُنوبي فَاغفِرها لي. أنا الَّذي أسأتُ أنا الَّذي أخطَأتُ أنا الَّذي هَمَمتُ أنا الَّذي جَهِلتُ أنا الَّذي غَفَلتُ أنا الَّذي سَهَوتُ أنا الَّذي اعتَمَدتُ أنا الَّذي تَعَمَّدتُ أنا الَّذي وَعَدتُ أنا الَّذي أخلَفتُ أنا الَّذي نَكَثتُ أنا الَّذي أقرَرتُ أنا الِّذي اعتَرَفتُ بِنِعمَتِكَ عَلَيَّ وَعِندي، وَأبوءُ بِذُنوبي فَاغفِرها لي يا مَن لا تَضُرُّهُ ذُنوبُ عِبادِهِ وَهُوَ الغَنيُّ عَن طاعَتِهِم وَالموَفِّقُ مَن عَمِلَ صالِحاً مِنهُم بِمَعونَتِهِ وَرَحمَتِهِ. فَلَكَ الحَمدُ إلهي وَسَيِّدي.

إلهي أمَرتَني فَعَصَيتُكَ وَنَهَيتَني فَارتَكَبتُ نَهيَكَ فَأصبَحتُ لا ذا بَراءَةٍ لي فَأعتَذِرُ وَلا ذا قوَّةٍ فَأنتَصِرُ فَبِأيِّ شَيءٍ أستَقبِلُكَ يا مَولايَ أبِسَمعي أم بِبَصَري أم بِلِساني أم بيَدي أم بِرِجلي، ألَيسَ كُلُّها نِعَمَكَ عِندي وَبِكُلِّها عَصَيتُكَ يا مَولايَ، فَلَكَ الحُجَّةُ وَالسَّبيلُ عَلَيَّ يا مَن سَتَرَني مِنَ الآباءِ وَالاُمَّهاتِ أن يَزجُروني وَمِنَ العَشائِرِ وَالإخوانِ أن يُعَيِّروني وَمِنَ السَّلاطينِ أن يُعاقِبوني، وَلَو اطَّلَعوا يا مَولايَ عَلى ما اطَّلَعتَ عَلَيهِ مِنّي إذاً ما أنظَروني وَلَرَفَضوني وَقَطَعوني، فَها أنا ذا يا إلهي بَينَ يَدَيكَ يا سَيِّدي خاضِعٌ ذَليلٌ حَصيرٌ حَقيرٌ لا ذو بَراءَةٍ فَأعتَذِرُ وَلا ذو قوَّةٍ فَأنتَصِرُ وَلا حُجَّةٍ فَاحتَجُّ بِها وَلا قائِلٌ لَم اجتَرِح وَلَم أعمَل سوءاً، وَما عَسى الجُحودُ وَلَو جَحَدتُ يا مَولايَ يَنفَعُني كَيفَ وَأنَّى ذلِكَ وَجَوارِحي كُلُّها شاهِدَةٌ عَلَيَّ بِما قَد عَمِلتُ وَعَلِمتُ يَقيناً غَيرَ ذي شَكٍّ أنَّكَ سائِلي مِن عَظائِمِ الاُمورِ وَأنَّكَ الحَكَمُ العَدلُ الَّذي لا تَجورُ وَعَدلُكَ مُهلِكي وَمِن كُلِّ عَدلِكَ مَهرَبي فَإن تُعَذِّبُني يا إلهي فَبِذُنوبي بَعدَ حُجَّتِكَ عَلَيَّ وَإن تَعفُ عَنّي فَبِحِلمِكَ وَجُودِكَ وَكَرَمِكَ، لا إلهَ إلاّ أنتَ سُبحانَكَ إنّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمينَ لا إلهَ إلاّ أنتَ سُبحانَكَ إنّي كُنتُ مِن المُستَغفِرينَ لا إلهَ إلاّ أنتَ سُبحانَكَ إنّي كُنتُ مِنَ الموَحِّدينَ لا إلهَ إلاّ أنتَ سُبحانَكَ إنّي كُنتُ مِنَ الخائِفينَ لا إلهَ إلاّ أنتَ سُبحانَكَ إنّي كُنتُ مِنَ الوَجِلينَ لا إلهَ إلاّ أنتَ سُبحانَكَ إنّي كُنتُ مِنَ الرَّاجينَ لا إلهَ إلاّ أنتَ سُبحانَكَ إنّي كُنتُ مِنَ الرَّاغِبينَ لا إلهَ إلاّ أنتَ سُبحانَكَ إنّي كُنتُ مِنَ المُهَلِّلينَ لا إلهَ إلاّ أنتَ سُبحانَكَ إنّي كُنتُ مِنَ السَّائِلينَ لا إلهَ إلاّ أنتَ سُبحانَكَ إنّي كُنتُ مِنَ المُسَبِّحينَ لا إلهَ إلاّ أنتَ سُبحانَكَ إنّي كُنتُ مِنَ المُكَبِّرينَ لا إلهَ إلاّ أنتَ سُبحانَكَ رَبّي وَرَبُّ آبائيَ الأوّلينَ.

اللهُمَّ هذا ثَنائي عَلَيكَ مُمَجِّداً وَإخلاصي لِذِكرِكَ موَحِّداً وَإقراري بآلائِكَ مُعَدِّداً، وَإن كُنتُ مُقِرّاً أنّي لَم أُحصِها لِكَثرَتِها وَسُبوغِها وَتَظاهُرِها وَتَقادُمِها إلى حادِثٍ مالَم تَزَل تَتَعَهَدُني بِهِ مَعَها مُنذُ خَلَقتَني وَبَرَأتَني مِن أوَّلِ العُمرِ مِنَ الإغناءِ مِنَ الفَقرِ وَكَشفِ الضُّرِّ وَتَسبيبِ اليُسرِ وَدَفعِ العُسرِ وَتَفريجِ الكَربِ وَالعافيَةِ في البَدَنِ وَالسَّلامَةِ في الدّينِ، وَلَو رَفَدَني عَلى قَدرِ نِعمَتِكَ جَميعُ العالَمينَ مِنَ الأوَّلينَ وَالآخِرينَ ما قَدَرتُ وَلا هُم عَلى ذلِكَ، تَقَدَّستَ وَتَعالَيتَ مِن رَبٍّ كَريمٍ عَظيمٍ رَحيمٍ لا تُحصى آلاؤُكَ وَلا يُبلَغُ ثَناؤُكَ وَلا تُكافئ نَعماؤكَ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأتمِم عَلينا نِعَمَكَ وَأسعِدنا بِطاعَتِكَ سُبحانَكَ لا إلهَ إلاّ أنتَ، اللهُمَّ إنَّكَ تُجيبُ المُضطَرَّ وَتَكشِفُ السّوءَ وَتُغيثُ المَكروبَ وَتُشفي السَّقيمَ وَتُغني الفَقيرَ وَتَجبُرُ الكَسيرَ وَتَرحَمُ الصَّغيرَ وَتُعينُ الكَبيرَ وَلَيسَ دونَكَ ظَهيرٌ وَلا فَوقَكَ قَديرٌ وَأنتَ العَليُّ الكَبيرُ، يا مُطلِقَ المُكَبَّلِ الأسيرِ يا رازِقَ الطِّفلِ الصَّغيرِ يا عِصمَةَ الخائِفِ المُستَجيرِ يا مَن لا شَريكَ لَهُ وَلا وَزيرَ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأعطِني في هذِهِ العَشيَّةِ أفضَلَ ما أعطَيتَ وَأنَلتَ أحَداً مِنَ العالَمينَ مِن عِبادِكَ مِن نِعمَةٍ تُوليها وَآلاءٍ تُجَدِّدُها وَبَليَّةٍ تَصرِفُها وَكُربَةٍ تَكشِفُها وَدَعوَةٍ تَسمَعُها وَحَسَنَةٍ تَتَقَبَّلُها وَسَيِّئَةٍ تَتَغَمَّدُها إنَّكَ لَطيفٌ بِما تَشاءُ خَبيرٌ وَعَلى كُلِّ شيءٍ قَديرٌ، اللهُمَّ إنَّكَ أقرَبُ مَن دُعيَ وَأسرَعُ مَن أجابَ وَأكرَمُ مَن عَفى وَأوسَعُ مَن أعطى وَأسمَعُ مَن سُئِل يا رَحمنَ الدُّنيا وَالآخرةِ وَرَحيمَهُما لَيسَ كَمِثلِكَ مَسؤولٌ وَلا سِواكَ مَأمولٌ، دَعَوتُكَ فَأجَبتَني وَسألتُكَ فَأعطَيتَني وَرَغِبتُ إلَيكَ فَرَحِمتَني وَوَثِقتُ بِكَ فَنَجَّيتَني وَفَزِعتُ إلَيكَ فَكَفَيتَني، اللهُمَّ فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ عَبدِكَ وَرَسولِكَ وَنَبيِّكَ وَعَلى آلِهِ الطَّيِّبينَ الطَّاهِرينَ أجمَعينَ وَتَمِّم لَنا نَعمائكَ وَهَنِّئنا عَطاءَكَ وَاكتُبنا لَكَ شاكِرينَ وَلآلائِكَ ذاكِرينَ آمينَ آمينَ رَبَّ العالَمينَ.

اللهُمَّ يا مَن مَلَكَ فَقَدَرَ وَقَدَرَ فَقَهَرَ وَعُصيَ فَسَتَر وَاستُغفَرَ فَغَفَرَ يا غايَةَ الطَّالِبينَ الرَّاغِبينَ وَمُنتَهى أمَلِ الرَّاجينَ يا مَن أحاطَ بِكُلِّ شَيءٍ عِلماً وَوَسِعَ المُستَقيلينَ رَأفَةً وَرَحمَةً وَحِلماً، اللهُمَّ إنَّا نَتَوَجَّهُ إلَيكَ في هذِهِ العَشيَّةِ الَّتي شَرَّفتَها وَعَظَّمتَها بِمُحَمَّدٍ نَبيِّكَ وَرَسولِكَ وَخِيَرَتِكَ مِن خَلقِكَ وَأمينِكَ عَلى وَحيِكَ البَشيرِ النَّذيرِ السِّراجِ المُنيرِ الَّذي أنعَمتَ بِهِ عَلى المُسلِمينَ وَجَعَلتَهُ رَحمَةً لِلعالَمينَ.

اللهُمَّ فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ كَما مُحَمَّدٌ أهلٌ لِذلِكَ مِنكَ يا عَظيمُ فَصَلِّ عَلَيهِ وَعَلى آلِهِ المُنتَجَبينَ الطَّيِّبينَ الطَّاهِرينَ أجمَعينَ وَتَغَمَّدنا بِعَفوِكَ عَنّا، فَإلَيكَ عَجَّتِ الأصواتُ بِصُنوفِ اللُّغاتِ فَاجعَل لَنا اللهُمَّ في هذِهِ العَشيَّةِ نَِصيباً مِن كُلِّ خَيرٍ تَقسِمُهُ بَينَ عِبادِكَ وَنورٍ تَهدي بِهِ وَرَحمَةٍ تَنشُرُها وَبَرَكَةٍ تُنزِلُها وَعافيَةٍ تُجَلِّلُها وَرِزقٍ تَبسُطُهُ يا أرحَمَ الرَّاحِمينَ. اللهُمَّ اقلِبنا في هذا الوَقتِ مُنجِحينَ مُفلِحينَ مَبرورينَ غانِمينَ وَلا تَجعَلنا مِنَ القانِطينَ وَلا تُخلِنا مِن رَحمَتِكَ وَلا تَحرِمنا ما نُؤَمِّلُهُ مِن فَضلِكَ وَلا تَجعَلنا مِن رَحمَتِكَ مَحرومينَ وَلا لِفَضلِ ما نُؤَمِّلُهُ مِن عَطائِكَ قانِطينَ وَلا تَرُدَّنا خائِبينَ وَلا مِن بابِكَ مَطرودينَ، يا أجوَدَ الأجوَدينَ وَيا أكرَمَ الأكرَمينَ إلَيكَ أقبَلنا موقِنينَ وَلِبَيتِكَ الحَرامِ آمّينَ قاصِدينَ فَأعِنّا عَلى مَناسِكِنا وَأَكْمِلْ لَنا حَجَّنا وَاعفُ عَنّا وَعافِنا فَقَد مَدَدنا إلَيكَ أيدينا فَهيَ بِذِلَّةِ الاعتِرافِ مَوسومَةٌ، اللهُمَّ فَأعطِنا في هذِهِ العَشيَّةِ ما سألناكَ وَاكفِنا ما استَكفَيناكَ فَلا كافيَ لِنا سِواكَ وَلا رَبَّ لَنا غَيرُكَ، نافِذٌ فينا حُكمُكَ مُحيطٌ بِنا عِلمُكَ عَدلٌ فينا قَضاؤُكَ اقضِ لَنا الخَيرَ وَاجعَلنا مِن أهلِ الخَيرِ، اللهُمَّ أوجِب لَنا بِجودِكَ عَظيمَ الأجرِ وَكَريمَ الذُّخرِ وَدَوامَ اليُسرِ وَاغفِر لَنا ذُنوبَنا أجمَعينَ وَلا تُهلِكنا مَعَ الهالِكينَ وَلا تَصرِف عَنّا رَأفَتَكَ وَرَحمَتَكَ يا أرحَمَ الرَّاحِمينَ اللهُمَّ اجعَلنا في هذا الوَقتِ مِمَّن سألَكَ فَأعطَيتَهُ وَشَكَرَكَ فَزِدتَهُ وَتابَ إلَيكَ فَقَبِلتَهُ وَتَنَصَّلَ إلَيكَ مِن ذُنوبِهُ كُلِّها فَغَفَرتَها لَهُ يا ذا الجَلالِ وَالإكرامِ، اللهُمَّ وَنَقِّنا وَسَدِّدنا وَاقبَل تَضَرُّعَنا يا خَيرَ مَن سُئِل وَيا أرحَمَ مَن استُرحِمَ يا مَن لا يَخفى عَلَيهِ إغماضُ الجُفونِ وَلا لَحظُ العُيونِ وَلا ما استَقَرَّ في المَكنونِ وَلا ما انطَوَت عَلَيهِ مُضمرّات القُلوبِ ألا كُلُّ ذلِكَ قَد أحصاهُ عِلمُكَ وَوَسِعَهُ حِلمُكَ.

سُبحانَكَ وَتَعالَيتَ عَمّا يَقولُ الظَّالِمونَ عُلوّاً كَبيراً تُسَبِّحُ لَكَ السَّماواتُ السَّبعُ وَالأرضونَ وَمَن فيهِنَّ وَإن مِن شَيءٍ إلاّ يُسَبِّحُ بِحَمدِكَ، فَلَكَ الحَمدُ وَالمَجدُ وَعُلوُّ الجَدِّ يا ذا الجَلالِ وَالإكرامِ وَالفَضلِ وَالإنعامِ وَالأيادي الجِسامِ وَأنتَ الجَوادُ الكَريمُ الرَّؤوفُ الرَّحيمُ، اللهُمَّ أوسِع عَلَيَّ مِن رِزقِكَ الحَلالِ وَعافِني في بَدَني وَديني وَآمِن خَوفي وَاعتِق رَقَبَتي مِنَ النَّارِ، اللهُمَّ لا تمكُر بي وَلا تَستَدرِجني وَلا تَخدَعني وَادرَأ عَنّي شَرَّ فَسَقَةِ الجِنِّ وَالإنسِ.

ثمّ رفع رأسه وبصره إلى السماء وعيناه تجريان بالدموع كأنّهما مزادتان، وقال بصوتٍ عالٍ:

يا أسمَع السَّامِعينَ يا أبصَر النَّاظِرينَ وَيا أسرَعَ الحاسِبينَ وَيا أرحَمَ الرَّاحِمينَ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ السَّادَةِ المَيا مينَ، وَأسألُكَ اللهُمَّ حاجَتي الَّتي إن أعطَيتَنيها لَم يَضُرَّني ما مَنَعتَني وَإن مَنَعتَنيها لَم يَنفَعني ما أعطَيتَني، أسألُكَ فَكاكَ رَقَبَتي مِنَ النَّارِ لا إلهَ إلاّ أنتَ وَحدَكَ لا شَريكَ لَكَ لَكَ المُلكُ وَلَكَ الحَمدُ وَأنتَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ يا رَبِّ يا رَبِّ.

وكان يكرر قوله: يا ربّ، وشغل من حضر ممّن كان حوله عن الدعاء لأنفسهم وأقبلوا على الاستماع له والتأمين على دعائه ثمّ علت أصواتهم بالبكاء معه وغربت الشمس وأفاض الناس معه.

أقول: الى هنا تمّ دعاء الحسين A في يوم عرفة على ما أورده الكفعمي في كتاب (البلد الامين) وقد تبعه المجلسي في كتاب (زاد المعاد) ولكن زاد السيد ابن طاووس K في (الاقبال) بعد: يا رَبِّ يا رَبِّ يا رَبِّ هذه الزيادة:

إلهي أنا الفَقيرُ في غِنايَ فَكَيفَ لا أكونُ فَقيراً في فَقري إلهي أنا الجاهِلُ في عِلمي فَكَيفَ لا أكونُ جَهولاً في جَهلي، إلهي إنَّ اختِلافَ تَدبيرِكَ وَسُرعَةَ طَواءِ مَقاديرِكَ مَنَعا عِبادَكَ العارِفينَ بِكَ عَنِ السُّكونِ إلى عَطاءٍ وَالياسِ مِنكَ في بَلاءٍ، إلهي مِنّي ما يَليقُ بِلُؤمي وَمِنكَ ما يَليقُ بِكَرَمِكَ، إلهي وَصَفتَ نَفسَكَ بِاللُّطفِ وَالرَّأفَةِ لي قَبلَ وُجودِ ضَعفي أفَتَمنَعُني مِنهُما بَعدَ وَجودِ ضَعفي، إلهي إن ظَهَرَتِ المَحاسِنُ مِنّي فَبِفَضلِكَ وَلَكَ المِنَّةُ عَلَيَّ وَإن ظَهَرَتِ المَساوئُ مِنّي فَبِعَدلِكَ وَلَكَ الحُجَّةُ عَلَيَّ، إلهي كَيفَ تَكِلُني وَقَد تَكَفَّلتَ لي وَكَيفَ أُضامُ وَأنتَ النَّاصِرُ لي، أم كَيفَ أخيبُ وَأنتَ الحَفيُّ بي، ها أنا أتَوَسَّلُ إلَيكَ بِفَقري إلَيكَ وَكَيفَ أتَوَسَّلُ إلَيكَ بِما هُوَ مَحالٌ أن يَصِلَ إلَيكَ، أم كَيفَ أشكو إلَيكَ حالي وَهُوَ لا يَخفى عَلَيكَ، أم كَيفَ أُتَرجِمُ بِمَقالي وَهُوَ مِنكَ بَرَزٌ إلَيكَ، أم كَيفَ تُخَيِّبُ آمالي وَهي قَد وَفَدَت إلَيكَ، أم كَيفَ لا تُحسِنُ أحوالي وَبِكَ قامَت، إلهي ما ألطَفَكَ بي مَعَ عَظيمِ جَهلي وَما أرحَمَكَ بي مَعَ قَبيحِ فِعلي، إلهي ما أقرَبَكَ مِنّي وَأبعَدَني عَنكَ وَما أرأفَكَ بي، فَما الَّذي يَحجُبُني عَنكَ، إلهي عَلِمتُ بِاختِلافِ الآثارِ وَتَنَقُّلاتِ الأطوارِ أنَّ مُرادَكَ مِنّي أن تَتَعَرَّفَ إلَيَّ في كُلِّ شَيءٍ حَتَّى لا أجهَلَكَ في شَيءٍ، إلهي كُلَّما أخرَسَني لُؤمي أنطَقَني كَرَمُكَ وَكُلَّما آيَسَتني أوصافي أطمَعَتني مِنَنُكَ، إلهي مَن كانَت مَحاسِنُهُ مَسَاوئ فَكَيفَ لا تَكونُ مَساوِئُهُ مَساوئَ، وَمَن كانَت حَقائِقُهُ دَعاوي فَكَيفَ لا تَكونُ دَعاويهِ دَعاوي، إلهي حُكمُكَ النَّافِذُ وَمَشيَّتُكَ القاهِرَةُ لَم يَترُكا لِذي مَقالٍ مَقالاً وَلا لِذي حالٍ حالاً، إلهي كَم مِن طاعَةٍ بنَيتُها وَحالَةٍ شَيَّدتُها هَدَمَ اعتِمادي عَلَيها عَدلُكَ بَل أقالَني مِنها فَضلُكَ، إلهي إنَّكَ تَعلَمُ أنّي وَإن لَم تَدُمِ الطَّاعَةُ مِنّي فِعلاً جَزماً فَقَد دامَت مَحَبَّةً وَعَزماً، إلهي كَيفَ أعزِمُ وَأنتَ القاهِرُ وَكَيفَ لا أعزِمُ وَأنتَ الأمِرُ، إلهي تَرَدُّدي في الآثارِ يوجِبُ بُعدَ المَزارِ فاجمَعني عَلَيكَ بِخِدمَةٍ توصِلُني إلَيكَ، كَيفَ يُستَدَلُّ عَلَيكَ بِما هُوَ في وُجودِهِ مُفتَقِرٌ إلَيكَ أيَكونُ لِغَيرِكَ مِنَ الظُّهورِ ما لَيسَ لَكَ حَتَّى يَكونَ هُوَ المُظهِرَ لَكَ، مَتى غبتَ حَتَّى تَحتاجَ إلى دَليلٍ يَدُلُّ عَلَيكَ وَمَتى بَعُدتَ حَتَّى تَكونَ الآثارُ هيَ الَّتي توصِلُ إلَيكَ، عَميَت عَينٌ لا تَراكَ عَلَيها رَقيباً وَخَسِرَت صَفقَةُ عَبدٍ لَم تَجعَلَ لَهُ مِن حُبِّكَ نَصيباً، إلهي أمَرتَ بِالرُّجوعِ إلى الآثارِ فَأرجِعني إلَيكَ بِكِسوَةِ الأنوارِ وَهِدايَةِ الاستِبصارِ حَتَّى أرجِعَ إلَيكَ مِنها كَما دَخَلتُ إلَيكَ مِنها مَصونَ السِّرِّ عَن النَّظَرِ إلَيها وَمَرفوعَ الهِمَّةِ عَنِ الاعتِمادِ عَلَيها إنَّكَ عَلى كُلِّ شيءٍ قَديرٌ. إلهي هذا ذُلّي ظاهِرٌ بَينَ يَدَيكَ وَهذا حالي لا يَخفى عَلَيكَ مِنكَ أطلُبُ الوُصولَ إلَيكَ وَبِكَ أستَدِلُّ عَلَيكَ فَاهدِني بِنورِكَ إلَيكَ وَأقِمني بِصِدقِ العُبوديَّةِ بَينَ يَدَيكَ، إلهي عَلِّمني مِن عِلمِكَ المَخزونِ وَصُنّي بِسِترِكَ المَصونِ إلهي حَقِّقني بِحَقائِقِ أهلِ القُربِ وَاسلُكَ بي مَسلَكَ أهلِ الجَذبِ، إلهي أغنِني بِتَدبيرِكَ لي عَن تَدبيري وَبِاختيارِكَ عَن اختياري وَأوقِفني عَلى مَراكِزِ اضطِراري، إلهي أخرِجني مِن ذُلِّ نَفسي وَطَهِّرني مِن شَكّي وَشِركي قَبلَ حُلولِ رَمسي، بِكَ أنتَصِرُ فَانصُرني وَعَلَيكَ أتَوَكَّلُ فَلا تَكِلني وَإياكَ أسألُ فَلا تُخَيِّبني وَفي فَضلِكَ أرغَبُ فَلا تَحرِمني وَبِجَنابِكَ أنتَسِبُ فَلا تُبعِدني وَبِبابِكَ أقِفُ فَلا تَطرُدني، إلهي تَقَدَّسَ رِضاكَ أن يَكونَ لَهُ عِلَّةٌ مِنكَ فَكَيفَ يَكونُ لَهُ عِلَّةٌ مِنّي، إلهي أنتَ الغَنيُّ بِذاتِكَ أن يَصِلَ إلَيكَ النَّفعُ مِنكَ فَكَيفَ لا تَكونُ غَنيا عَنّي ؟ إلهي إنَّ القَضاء وَالقَدَرَ يُمَنّيِني وَإنَّ الهَوى بِوَثائِقِ الشَّهوَةِ أسَرَني فَكُن أنتَ النَّصيرَ لي حَتَّى تَنصُرَني وَتُبَصِّرَني وَأغنِني بِفَضلِكَ حَتَّى استَغني بِكَ عَن طَلَبي، أنتَ الَّذي أشرَقتَ الأنوارَ في قُلوبِ أوليائِكَ حَتَّى عَرَفوكَ وَوَحَّدوكَ وَأنتَ الَّذي أزَلتَ الأغيارَ عَن قُلوبِ أحِبَّائِكَ حَتَّى لَم يُحِبّوا سِواكَ وَلَم يَلجَأوا إلى غَيرِكَ أنتَ المُؤنِسُ لَهُم حَيثُ أوحَشَتهُمُ العَوالِمُ وَأنتَ الَّذي هَدَيتَهُم حَيثُ استَبانَت لَهُم المَعالِمُ، ماذا وَجَدَ مَن فَقَدَكَ وَما الَّذي فَقَدَ مَن وَجَدَكَ.

لَقَد خابَ مَن رَضيَ دونَكَ بَدَلاً وَلَقَد خَسِرَ مَن بَغى عَنكَ مُتَحَوَّلاً، كَيفَ يُرجى سِواكَ وَأنتَ ما قَطَعتَ الإحسانَ وَكَيفَ يُطلَبُ مِن غَيرِكَ وَأنتَ ما بَدَّلتَ عادَةَ الامتِنانِ، يا مَن أذاقَ أحِبَّاءَهُ حَلاوَةَ المُؤانَسَةِ فَقاموا بَينَ يَدَيهِ مُتَمَلِّقينَ وَيا مَن ألبَسَ أولياءَهُ مَلابِسَ هَيبَتِهِ فَقاموا بَينَ يَدَيهِ مُستَغفِرينَ، أنتَ الذَّاكِرُ قَبلَ الذَّاكِرينَ وَأنتَ البادئُ بِالإحسانِ قَبلَ تَوَجُّهِ العابِدينَ وَأنتَ الجَوادُ بِالعَطاءِ قَبلَ طَلَبِ الطَّالِبينَ وَأنتَ الوَهَّابُ ثمّ لِما وَهَبتَ لَنا مِنَ المُستَقرِضينَ، إلهي اطلُبني بِرَحمَتِكَ حَتَّى أصِلَ إلَيكَ وَاجذُبني بِمَنِّكَ حَتَّى اُقبِلَ عَلَيكَ، إلهي إنَّ رَجائي لا يَنقَطِعُ عَنكَ وَإن عَصَيتُكَ كَما أنَّ خَوفي لا يُزايِلُني وَإن أطَعتُكَ فَقَد دَفَعَتني العَوالِمُ إلَيكَ وَقَد أوقَعَني عِلمي بِكَرَمِكَ عَلَيكَ، إلهي كَيفَ أخيبُ وَأنتَ أمَلي أم كَيفَ اُهانُ وَعَلَيكَ مُتَّكَلي، إلهي كَيفَ أستَعِزُّ وَفي الذِّلَّةِ أركَزتَني أم كَيفَ لا أستَعِزُّ وَإلَيكَ نَسَبتَني، إلهي كَيفَ لا أفتَقِرُ وَأنتَ الَّذي في الفُقَراءِ أقَمتَني أم كَيفَ أفتَقِرُ وَأنتَ الَّذي بِجودِكَ أغنَيتَني وَأنتَ الَّذي لا إلهَ غَيرُكَ تَعَرَّفتَ لِكُلِّ شَيءٍ فَما جَهِلَكَ شَيءٌ وَأنتَ الَّذي تَعَرَّفتَ إلَيَّ في كُلِّ شَيءٍ فَرَأيتُكَ ظاهِراً في كُلِّ شَيءٍ وَأنتَ الظَّاهِرُ لِكُلِّ شَيءٍ.

يا مَن استَوى بِرَحمانيَّتِه فَصارَ العَرشُ غَيباً في ذاتِهِ مَحَقتَ الآثارَ بِالآثارِ وَمَحَوتَ الأغيارَ بِمُحيطاتِ أفلاكِ الأنوارِ، يا مَن احتَجَبَ في سُرادِقاتِ عَرشِهِ عَن أن تُدرِكَهُ الأبصارُ يا مَن تَجَلّى بِكَمالِ بَهائِهِ فَتَحَقَّقَت عَظَمَتُهُ الاستِواءَ، كَيفَ تَخفى وَأنتَ الظَّاهِرُ أم كَيفَ تَغيبُ وَأنتَ الرَّقيبُ الحاضِرُ، إنَّكَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ وَالحَمدُ للهِ وَحدَهُ.

وعلى أي حال فقد وردت أدعية وأعمال كثيرة في هذا اليوم لمن وُفّق فيه لحضور عرفات، وأفضل أعمال هذا اليوم الشريف الدعاء وهو يوم قد امتاز بالدعاء امتيازاً وينبغي الإكثار فيه من الدعاء للإخوان المؤمنين أحياءً وأمواتاً، والرواية الواردة في شأن عبد الله بن جندب K في الموقف بعرفات ودعائه لإخوانه المؤمنين مشهورة، ورواية زيد النرسي في شأن الثقة الجليل معاوية بن وهب في الموقف ودعائه في حق إخوانه في الآفاق واحداً واحداً، وروايته عن الصادق A في فضل هذا العمل ممّا ينبغي الاطلاع عليه والتدبرّ فيه.

والرجاء الواثق من إخواني المؤمنين أن يجعلوا هؤلاء العظماء قدوة يقتدون بهم فيؤثرون على أنفسهم إخوانهم المؤمنين بالدعاء ويعدونني في زمرتهم وأنا العاصي الذي سودت وجهي الذنوب فلا ينسونني من الدعاء حيا وميتاً. واقرأ في هذا اليوم الزيارة الجامعة الثالثة وقل في آخر نهار عرفة: يا رَبِّ إنَّ ذُنوبي لا تَضُرُّكَ وَإنَّ مَغفِرَتَكَ لي لا تَنقُصُكَ فَأعطِني مالا يَنقُصُكَ وَاغفِر لي مالا يَضُرُّكَ.

وقل أيضاً: اللهُمَّ لا تَحرِمني خَيرَ ما عِندَكَ لِشَرِّ ما عِندي فَإن أنتَ لَم تَرحَمني بِتَعَبي وَنَصَبي فَلا تَحرِمني أجرَ المُصابِ عَلى مُصيبَتِهِ.

أقول: قال السيد ابن طاووس في خلال أدعية يوم عرفة: إذا دنا غروب الشمس فقل: بسم الله وبالله وسبحان الله والحمد لله… الدعاء وهذا هو دعاء العشرات السالف. فجدير أن لا يترك في آخر نهار عرفة قراءة دعاء العشرات المسنون في كلّ صباح ومساء، وهذه الأذكار التي أوردها الكفعمي هي الأذكار الواردة في آخر دعاء العشرات كما أورده السيد K.

شاهد أيضاً

ألف سؤال وإشكال (المجلد الأول) / الصفحات: ٢٦١ – ٢٨٠

ألف سؤال وإشكال (المجلد الأول) / الصفحات: ٢٦١ – ٢٨٠ ٢٦١ وحده، فبناه على ما ...