مع تسارع وتيرة الاحداث في الشرق الاوسط خلال السنوات الاخيرة يقوم قادة الكيان الصهيوني بزيادة اطلاق تصريحات وتهديدات وتخرصات تجاه الجمهورية الاسلامية الايرانية ويتحدثون عن شن اعتداء مباشر على ايران امام الجمهور الصهيوني، لكن ما حقيقة هذه التخرصات وما رأي الخبراء العسكريين والأمنيين الصهاينة تجاهها ؟
يطلق الصهاينة هذه التهديدات في خطاباتهم المعادية لايران واثناء اجتماعاتهم ولقاءاتهم مع قادة الدول الاخرى وامام المجاميع الدولية، وخلال اقامة علاقات سياسية وامنية مع الدول المطبعة في الخليج الفارسي واثناء مناوراتهم المشتركة مع اميركا ودول عربية بالمنطقة وخلال مناوراتهم التي تحاكي هجوما على المنشآت النووية الايرانية.
وخلال العقد الماضي ولعدة مرات قام الكيان الصهيوني بشن حملات نفسية واعلامية وخطوات استعراضية للايحاء بانه على مقربة من شن هجوم واسع ومباشر على ايران، لكن مع مرور الزمن ورغم كل هذه الاستعراضات وتصريحات المسؤولين العسكريين والسياسيين الصهاينة لم تترجم هذه التخرصات الى أفعال.
ويعتقد بعض هؤلاء الخبراء والمحللين ان سبب احجام الصهاينة عن شن هجوم مباشر على ايران هو التطورات والقضايا الدولية او ظروف وحالات خاصة أجلت الهجوم الصهيوني المباشر على ايران، لكن السؤال المطروح هو هل هناك أسباب أخرى وراء عدم ترجمة الاقوال الصهيونية الى افعال ؟ وما هو رأي الخبراء في داخل الكيان الصهيوني بذلك ؟ ان نظرة الخبراء الامنيين والسياسيين في داخل الكيان الصهيوني يمكن ان تقدم الاجابة على هذه الاسئلة .
هل يقدم الكيان على عمل منفرد ضد ايران ؟
يكرر المسؤولون الصهاينة في بعض الحالات، تهديداتهم بشن هجوم على ايران منفردين ومن دون دعم غربي، فخلال السنوات الاخيرة وطوال المفاوضات النووية بين ايران والدول الغربية كان المسؤولون الصهاينة يدعون بانهم لا يحتاجون بالضرورة دعم اميركا والدول الغربية وهم لديهم القدرة العسكرية الكافية للدخول في مواجهة عسكرية منفردة مع ايران، لكن في الحقيقة يعلم المسؤولون الصهاينة جيدا انهم ليست لديهم اية حظوظ بالانتصار في مواجهة قوة عسكرية اقليمية، ولا اية حظوظ للبقاء وان الجيش الصهيوني لم يبنى في الاساس لمثل هذا الاشتباك، وان تصريحات بعض المسؤولين وكذلك الخبراء الصهاينة تظهر هذه الحقيقة.
يقول الرئيس الصهيوني السابق شمعون بيريز
في احدى مقابلاته مع صحيفة لوفيغارو الفرنسية في عام 2008 حول التصدي لايران “اذا لم يجبر الحظر الاقتصادي ايران على تعليق نشاطاتها النووية، فان اسرائيل ستستخدم خياراتها غير العسكرية المتاحة ولا تقوم بعمل احادي ضد ايران، انا افضل وقف تطور البرنامج النووي الايراني دون الدخول في الحرب، ليست هناك اية حظوظ لنا في العمل الاحادي ضد ايران، لسنا متهورين الى درجة نزيد فيها من الخطر الايراني الذي يهددنا”.
اما الرئيس السابق لقسم ايران في مركز أمان للدراسات داني سترونوفيتش فيقول من جانبه “ان قدرة اسرائيل لمواجهة الخطر الايراني بشكل منفرد ومن دون الدعم الاميركي، محدودة جدا . ربما يمكن لاسرائيل ان تصيب المشروع النووي الايراني ببعض الاضرار البسيطة لكن القدرة الاسرائيلية على قيادة مثل هذا الهجوم تتوقف بشكل كبير على رغبة اميركا لمساعدتها”.
الخبير الصهيوني في مؤسسة INSS “دردون ماتزا” يقول من جانبه ايضا “ان المجتمع الاسرائيلي الساعي وراء الملذات لم يبنى للمواجهات العسكرية، بالتاكيد ان الامر يختلف فيما يتعلق بالذين هم اكبر حجما من منظمات المقاومة الفلسطينية بكثير مثل ايران التي تعتبر قوة عسكرية، ان حرب الثلاثين يوما مع حماس ليس كحرب لشهر مع الجيش الايراني وان مشاهد الحرب الاوكرانية تظهر هذه القضية بوضوح، حتى الجيش الاسرائيلي لا يتذكر كيف ستكون الحرب الشاملة الميدانية، ان الجيش الاسرائيلي اصبح كالمجتمع الاسرائيلي الذي يبحث على الترفيه وهو غير مستعد للمواجهة مع ايران”.
مساعد وزير الاقتصاد والصناعة وعضو الكنيست واللواء السابق في الجيش الصهيوني يائير غولان : ان قضية البرنامج النووي الايراني ليست كقصة الهجوم على المنشآت النووية العراقية في عام 1981 او قصة التاسيسات النووية السورية في عام 1987، انا لا اخوض في التفاصيل، الحرب مع ايران ليست برنامجا فكاهيا تلفزيونيا لذلك يجب ان تتعاون “اسرائيل” مع القوى الكبرى لانها عاجزة عن فعل شيء لمفردها امام ايران.
وتعتبر هذه التصريحات جزءا يسيرا من اعترافات الخبراء والمسؤولين الصهاينة والتي تظهر بان تصريحات المسؤولين السياسيين والعسكريين الصهاينة الحاليين عن القدرة على شن هجوم منفرد على ايران ليست سوى اوهام.
ان الأداء المزري للجيش الصهيوني امام حركات المقاومة الفلسطينية التي تعتبر كل واحدة منها جيشا صغيرا يفتقد للقدرات البرية والجوية، اظهر الحجم الحقيقي لقوة الجيش الصهيوني الهشة، ان المعارك التي لم تصمد خلالها القوات الاسرائيلية رغم امتلاكها احدث الطائرات والمروحيات والطائرات المسيرة والدبابات والمدمرات والعتاد الحربي، سوى بضع ايام امام منظمة فلسطينية غير مجهزة بالكامل واصبحت تتوسل للدول الاخرى للتوسط لوقف اطلاق النار، كلها تظهر الحجم الحقيقي للجيش الصهيوني.
ويقول الخبراء والمسؤولون الصهاينة انه عندما تسبب حركة فلسطينية محاصرة هذه المتاعب الكبيرة للاجهزة العسكرية والامنية الصهيونية فماذا سيحل بالكيان الصهيوني عند المواجهة مع حزب الله؟ لقد تحول حزب الله الان الى مؤسسة عسكرية وسياسية مقتدرة وبحوزتها اسلحة وادوات عسكرية حديثة وقوات نخبة تعتبر دائرة عملها اوسع من لبنان.
هل اميركا والاوروبيين مستعدين لخوض حرب بسبب الكيان الصهيوني؟
لن يقدم الصهاينة ابدا على شن اعتداء على ايران من دون دعم واسناد باقي الدول وخاصة الدول الغربية لان الصهاينة يعلمون بان مثل هذه الخطوة هي بمثابة التوقيع على نهاية هذا الكيان، ان اهم شروط قيام الصهاينة بشن اعتداء على ايران هو دعم القوى الغربية وخاصة الاميركيين، فمساحة الاراضي المحتلة وعدد السكان والقدرة على تخزين الذخائر وغيرها، كلها تحتم على الجيش الصهيوني الاستعانة بقوة داعمة في الحروب الكبيرة.
لكن هل ان الدول الغربية ترغب فعلا بالدخول في حرب يريد الكيان الصهيوني افتعالها ؟ ان القوى الغربية التي تعلم جيدا القدرات العسكرية ودائرة النفوذ الايراني سوف لم ولن تكون لديهم مخطط للدخول في حرب مع ايران ولا يسمحون للكيان الصهيوني بالتسبب لبدء حرب بين ايران والدول الغربية.
يقول الخبير الأمني والسياسي الصهيوني “يوني بن مناحيم” ان “اسرائيل قد فشلت في الضغط على اميركا لدفعها نحو المواجهة العسكرية مع ايران وان زيارات المسؤولين الاسرائيليين الكبار الى واشنطن مثل بينيت ولابيد وأيال هولتا ورئيس مجلس الامن القومي الاسرائيلي ولقاءاتهم مع كبار المسؤولين الاميركيين لم تؤتي بنتائج حتى الان ولا توجد اية مخططات لعملية مشتركة اسرائيلية اميركية ضد ايران. ان وزير الخارجية لابيد قد اكد اثناء لقاءاته في واشنطن ان اسرائيل تحتفظ بحق استخدام القوة ضد ايران لنفسها لكن من الواضح ان تل ابيب لن تقوم بمثل هذالامر دون وجود دعم اميركي، لقد قال روبرت مالي سابقا ان عدم عودة ايران للاتفاق النووي سيؤدي لزيادة الحظر لكنه لم يشر الى وجود خيار عسكري، ان هذا الخيار لاوجود له على طاولة ادارة بايدن ولا يؤمن بايدن بمثل هذا الخيار”.
موقع nziv الصهيوني:
لقد هدد اوباما اسرائيل بانه في حال اقدمت اسرائيل على شن عمل عسكري مستقل ضد البرنامج النووي الايراني فان الجيش الاميركي سيقدم بنفسه على منع مثل هذا الهجوم.
موقع “اسرائيل تايمز” : تسعى اسرائيل لاقناع الاميركيين بشن هجوم على المنشآت النووية الايرانية لان هذه المنشآت تشكل خطرا على كل العالم لكن بايدن تعارض بشدة هذا الامر ويعتقد بان الحل الدبلوماسي هو الحل الصحيح واستخدام القوة العسكرية ليست امرا صحيحا.
رئيس تحرير موقع “اسرائيل ديفنس” آمي روهكس دومبا: ان تهديدات الوزير بيني غانتس والاعلام الذي يتحدث عن حرب مع ايران يمكن ان يكون تعبيرا عن اليأس الاسرائيلي عن الموقف الاميركي تجاه ايران ، فاميركا مشتاقة للاتفاق مع ايران وهناك شكوك حول رغبة بايدن لشن حرب جديدة في الشرق الاوسط.
رئيس الوزراء الصهيوني السابق ايهود اولمرت : في بداية عام 2008 قال جورج بوش اثناء زيارته لاسرائيل موجها كلامه الى يهودا باراك “لن اسمح ابدا لاي عمل اسرائيلي ضد ايران وان اميركا ستمنع عبور الطائرات الاسرائيلية لاجواء العراق لشن هجوم على ايران” لقد كان بوش يعتقد بان هذا هذه الطموحات الاسرائيلية والسوق الخطأ للمجتمع الدولي نحو هذا المسار سيكون خطوة خطيرة وخاطئة ومدمرة.
وتظهر هذه التصريحات والمواقف ان الغربيين قد افهموا الصهاينة بعدم الرغبة في الاشتباك مع ايران لان تبعات هذه الحرب على اميركا والغرب ومصالحهم ستكون اكبر واشد تدميرا مما يمكن حسابه على الورق، ولذلك يلجأ الصهاينة الى اجراء مناورات لمحاكاة الهجوم على ايران واطلاق تخرصات لحفظ صورة مهاجمة عن كيانهم.
لا ثقة حقيقية بالقدرة العسكرية والرادعة للجيش الصهيوني لا يمضي يوم من دون اطلاق تهديدات صهيونية ضد ايران وقد بات الصهاينة انفسهم ومسؤولي باقي الدول لايعيرون اهمية جدية لهذه التهديدات وهذا ما يظهر ايضا في اعترافات وسائل الاعلام والخبراء الاسرائيليين.
موقع “اسرائيل تايمز” الصهيوني : مع مرور الزمان يتضح ان اسرائيل قد فقدت قدرتها الرادعة امام ايران وان السبب الرئيسي هو التهديدات المتكررة بالهجوم على المنشآت النووية، ان الدول الاخرى وايران اعتادوا على سماع هذه التهديدات والتحذيرات وهذه التهديدات لاتقلقهم، فعندما تكرر اسرائيل هذا التهديد باستمرار فهذا يصبح مستهلكا ويظهر الضعف فاعدائنا باتوا لاياخذونها على محمل الجد وباتت هذه التهديدات دون قيمة وفقدت قدرتها على الردع ، ان ايران اجتازت منذ وقت طويل الخط الاحمر الذي رسمته اسرائيل ولم تقدم حكومة نتنياهو او حكومة بينيت على شيء لردع ايران الا بعض العمليات السرية غير الكافية.
مراسل الشؤون الامنية والعسكرية في الكيان الصهيوني نير دوري” : ان الجيش الاسرائيلي ينفذ مناورات برية كبيرة (اشارة الى مناورات عربات النيران) لكن المسؤولين الصهاينة لايثقون بقدرات الجيش لتحقيق اهدافه فهذه المناورات تطرح مرة اخرى تساؤلات حول ما يخطط له الجيش وما هو قادر على فعله.
ان ازمة فقدان الثقة بالجيش الاسرائيلي تزداد يوما بعد يوم بسبب اداء الجيش الذي لم ينتصر في اي حرب من الحروب منذ سنين.
الخبير السياسي والامني الصهيوني “يوني بن مناحيم” : ان ثرثرة المسؤولين الامنيين الاسرائيليين حول تدمير المنشآت النووية الايرانية لا يأخذها قادة الحرس الثورة الامنيون على محمل الجد، فالايرانيين يعتبرون هذه التصريحات “هراء” او في افضل الاحوال “سعيا فاشلا لشن حرب نفسية” .
يقول احد التقارير الاعلامية في الكيان الصهيوني ايضا ” ان الراي العام الصهيوني بات لا يهتم منذ وقت طويل بانباء الهجوم الاسرائيلي المحتمل على المنشآت الايرانية لانه يعتبر هذه الانباء سعيا لكسب ميزانيات اكبر للجيش ولا نية حقيقية لدى الجيش لهذا الهجوم خاصة عندما يعلم الجميع بان بايدن لا يدعم هذا الهجوم.
الاعتداء على ايران سيحول كل المنطقة الى جحيم للصهاينة
في العقيدة العسكرية الصهيونية هناك 3 حلقات تهديد لامن الكيان، الاولى هي حركات المقاومة الفلسطينية، والثانية هي حزب الله وسوريا واليمن والعراق، والثالثة هي ايران.
ويؤكد الخبراء والمحللون الصهاينة ان حرب مع ايران تعني الحرب مع كل هذه الحلقات وان اي تعرض لايراني يعني وقوع الكيان الصهيوني في حزام من النيران واضطراب في الداخل، وبعبارة اوضح فان التعرض المباشر لايران سيفتح ابواب الجحيم في وجه الصهاينة.
.
كما ان التعرض لاي جهة من جهات محور المقاومة سيتسبب برد من محور المقاومة كلها، كما يشير الرئيس السابق لمكتب ايران في مركز أمان الصهيوني للدراسات داني سيترونوفيتش : ان قصة الهجوم على ايران ليسفقط القدرة على ضرب المنشآت النووية وتلقي الرد من ايران بل الحديث هنا يدور حول اندلاع حرب ضروس وربما غير قابلة للتحمل لاسرائيل امام باقي اعضاء محور المقاومة ايضا والذين تعاظمت قدراتهم في السنوات الاخيرة.
موقع “اسرائيل تايمز” : ان منظمات محور المقاومة تحولت الى خطر استراتيجي حقيقي لاعداء ايران، فالحرب على ايران مجبرة على تجاوز الخطوط الدفاعية لايران اي لبنان وسوريا والعراق واليمن وهذا يردع اي شخص عن التفكير في شن هجوم على ايران.
مركز بيغين وسادات للدراسات الاستراتيجية : ان حرب تموز في لبنان كانت الحرب الاخيرة التي كان بامكان اسرائيل التركيز فيها على جبهة واحدة والحرب القادمة ربما ستكون حربا اقليمية خاصة مع النظرية العسكرية لـ “قاسم سليماني” الذي حاصر اسرائيل في حلقة نيران صاروخية من كل الجهات اي من لبنان وسوريا والعراق وايران واليمن.
العقيد الاحتياط في الجيش الصهيوني “غابي سيبوني” والعميد الاحتياط في الجيش الصهيوني “يوفال بازاك”
بعد حرب لبنان وعدة مواجهات في غزة ومع اخطار تتطور في كل يوم ترى اسرائيل نفسها في خانة البداية ! ان اندلاع حرب شاملة لاحتلال غزة ولبنان للقضاء على قوات حماس وحزب الله محكوم بالهزيمة وتعقيد الاوضاع، ان ايران فعّلت كافة القدرات على حدود اسرائيل وتواصل تحقيق اهدافها الاستراتيجية، الايرانيين يواصلون بكل قوة تطوير قدرات حرب العصابات عبر وكلائهم ، ان التوجه نحو الهجوم المباشر على الاهداف الايرانية يعني تجاهل الحلقة الاولى اي الفلسطينيين وحزب الله لصالح ايران.
وهكذا يبدو ان الكلام الصهيوني الفارغ عن حرب شاملة على عدة جبهات مع حزب الله وسوريا والعراق واليمن وايران ليس سوى مزحة تبعث على الضحك.
لا خيار عسكري على الطاولة لمواجهة ايران
من الواضح ان الكيان الصهيوني سوف لا ينهي وجوده بيده فهؤلاء يعلمون بأن اي تحرك ضد ايران او جهات محور المقاومة ستكون له تبعات مدمرة عليهم ويمكن القول ان الهدف الرئيسي للصهاينة من اطلاق هذه التصريحات والتخرصات والمناورات العسكرية هو لدفع الدول الاوروبية والاميركية للمارسة الضغط والتهديد ضد ايران.
وفي الحقيقة يضغط الصهاينة على الغربيين كي يزيدوا من ضغوطهم على ايران حتى لا تتعرض مصالحهم للخطر جراء دخول الشرق الاوسط في الفوضى، وقد كتب موقع «srugim» العبري “ان السعي الاسرائيلي للايحاء بقرب الهجوم على ايران هو بمعظمه للضغط على القوى العظمى لكي يجبروا ايران على التراجع عن برنامجها النووي والتقليل من نفوذها الاقليمي”.
وحقيقة لو امتلك الصهاينة القدرة على التعرض المباشر لايران لما اقدموا على اغتيال العملاء الايرانيين بشكل جبان او الاعمال التخريبية، لقد اعلن المسؤولون والخبراء الصهاينة ان هذه الاعمال ليس فقط لم تؤدي الى وقف النشاطات النووية الايرانية بل زادت من عزم ايران على تسريع وتيرة هذه النشاطات وهذا هزيمة مدوية للموساد وان تصريحات نفتالي بينيت تؤيد هذا الامر بوضوح.
وقد كتب موقع “اسرائيل ديفنس” في هذا الصدد : لقد اعترف نفتالي بينيت في تصريحاته بفشل اجراءات الموساد امام ايران والتضخيم الاعلامي ليوسي كوهين حول ما فعلوه تجاه ايران، لقد قال بينيت انه حينما دخل متكب رئاسة الوزراء اندهش بسبب الخلافات الموجودة بين الكلام والواقعية، بين تصريحات تقول ((لن نسمح لايران ابدا بأن تصبح نووية)) والتركة التي استلمتها، فهناك فارق يبعث على القلق. كما يقول بينيت حول الشأن النووي الايراني بعد تنفيذ عمليات الموساد ((يجب ان اقول بان ايران في المرحلة الاكثر تطورا لبرنامجها النووي وهي مرحلة آلية التخصيب الاكثر تعقيدا وتطورا على الاطلاق)).
ويعاني الكيان الصهيوني من عدم استقرار داخلي مستمر منذ سنوات يحول دون تشكيل حكومة سياسية مستدامة يحلم بها الصهاينة منذ 4 سنوات ولم يتحقق حتى مع اجراء 4 انتخابات، ويبدو ان من الافضل للمسؤولين الصهاينة ان يفكروا باوضاعهم الداخلية المتشتتة بدلا من اطلاق التهديدات الخاوية تجاه ايران ومحور المقاومة، فأزمتهم الداخلية وتشتتهم يتجه نحو التحول الى ازمة متجذرة ومحورية ولها تبعات وجودية مدمرة على الكيان المؤقت.