أكد رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله السيد هاشم صفي الدين، في كلمته التي ألقاها هذه الليلة، في المجلس العاشورائي المركزي الذي ينظمه حزب الله بالضاحية الجنوبية لبيروت، أن المقاومة حققت إنجازات وانتصارات سدّت الأبواب أمام المشاريع الخبيثة التي كانت تنقلنا قبل عقود من هزيمة إلى هزيمة، وفتحت الأبواب أمام الانتصارات.
واستهل السيد صفي الدين كلمته، بتوجيه التحية إلى عوائل شهداء المقاومة الإسلامية، وقال: “نفخر ونعتز بكم وبصبركم وثباتكم وتضحياتكم وبكل ما قدمتموه في هذه المسيرة، مسيرة المقاومة. وإذا كان العدو قد عجز، ويئس، إنما ذلك من نتاج إيمانكم وصبركم وتحملكم. أنتم في هذه المسيرة أعطيتم فلذات الأكباد وأعطى بعضكم الأبناء والأحفاد، ولم تبدلوا ولم تغيروا، ولا زلتم على نفس الطريق… نفخر ونعتز بكم وبأعزائكم وأعزائنا وبصبركم وجهادكم وتحملكم” مشيرًا إلى أن شهداء المقاومة التحقوا بركب سيد الشهداء (ع).
وأكد أن هذه المقاومة بأصالتها وجهدها وجهادها وقفت سدًا منيعًا أمام ضرب أمّتنا، وأعادتها إلى ثقافتها الأصيلة، أي الحياة التي دعانا إليها رسول الله (ص).
وأضاف: “أميركا تتبع نفس سياسات معاوية ولكن بشكل حضاري، وتستهدف روح المقاومة بنفس الشعوب، لكي لا تقف بوجه المستكبرين. أميركا عملت على فرض هيمنتها على العالم، واستخدمت كافة هذه الوسائل لأجل ذلك، فهي قامت على السلاح النووي، واليوم تنادي بعدم امتلاك الدول للسلاح النووي”.
ولفت السيد صفي الدين، إلى أن أميركا تريد عبر الاقتصاد السيطرة على العالم بأكمله، كما تنادي بشعارات براقة مزيفة وتعمل بعكسها، فليس صدفةً أنّ جميع حلفائها في المنطقة هي دول مستبدة.
وأوضح أن أميركا تحاول فرض نمط ثقافي موحد، وإجبار الشعوب والأوطان عليه. والمطلوب أن تفكر الشعوب وتأكل وتلبس على الطريقة الأميركية وتعمل على ترويج الميوعة الثقافية. وتحت عنوان الحداثة تعمل أميركا على تحطيم المقدّس، حتى تصبح القلوب والعقول والعادات خالية من المفاهيم.
وشدّد السيد صفي الدين، على أن “أميركا هي أسوأ طغيان شهدته البشرية، فهي قد أتت بكل الموبقات التي واجهت الأنبياء وقامت بها”.
وقال: “مقاومتنا منذ أربعين عامًا عارضت هذا الطغيان الأميركي، وتحدّته وهزمته في لبنان، وهزمته بإلحاق الهزيمة بالكيان الصهيوني، أكثر من مرة”.
وتابع: “المقاومة بأصالتها وقوتها وتاريخها تمكنت من أن تهزم المشروع الأميركي في لبنان، وستستمر حتى تعود هذه المنطقة لأبنائها، ولا مستقبل للمنطقة مع بقاء هذه الهيمنة”.
وأردف: “بعد أربعين عامًا، وظيفتنا أن نعلم، أن النمط الأميركي الثقافي والاقتصادي وغيره هو نمط عدو، لأنه يريد أن يغرق شعوبنا بالظلمة والظلام والطغيان والهيمنة، وأن نعرف أن أميركا عدو”.
وختم السيد صفي الدين: “واجبنا أن نتحصن خلال هذه المواجهة التي يستخدم فيها العدو كافة أنواع الأسلحة، كما يتعيَّن علينا أن نفضح العدو المتوحش الذي يبرر المجازر وقتل الأطفال والتجويع”.