الرئيسية / بحوث اسلامية / البعد الروحي للاحرام – السيد عبد الستار الجابري

البعد الروحي للاحرام – السيد عبد الستار الجابري

البعد الروحي للاحرام – التتمة

عبد الستار الجابري

– الحلقة 13

” لبيك كاشف الكرب العظام لبيك”

” لبيك كاشف الكرب العظام لبيك”
ذكرت للكشف استعمالات عديدة في اللغة العربية يجمعها – الرفع والازالة والاظهار – فعندما يقال كشف الامر يعني ازال ما اكتنفه من خفاء وغموض.

وذكر للكرب عدة معان ايضاً ويدل عليها سياق الكلام، فعندما يقال كرب الارض اي قلبها وحرثها، وكرب الدلو اي جعل كربا لها اي حبلا يشد في وسط خشبة الدلو، كرب فلانا كربا اي زرع الكريب ،والكرب الجزء الواسع من السعف الرابط بينها وبين بدن النخلة، وكربه الغم اي اشتد عليه واحزنه، كربته المشاكل صعبت عليه، كرب يفعل كذا اي قارب ان يفعل كذا كما يقال كربت الشمس تغيب اي دنت وقاربت من الغياب، وكرب الحبل فتله، والكرب جمعه كروب الحزن والغم ياخذ بالنفس، الكربة الغمة حزن ياخذ بالنفس.

ومن سياق مقطع التلبية يتضح ان المراد من الكرب جمع لكربة وهي الامر المحزن الموجب للهم والغم الاخذ بالنفس.

وفي هذا المقطع تأكيد من الناسك على شكر العناية والرعاية الإلهية للعبد في دائرة التقدير، فان العبد بعد ان يتعرض للكرب والحزن الشديد ويواجه المصائب العظام والمصاعب الجسام يتلطف الله تبارك وتعالى عليه بالفرج واليسر.

وحيث ان كل ما يتعرض له الانسان في مواضع الرخاء والشدة امور مقدرة سواء بالتقدير المطلق او المعلق، فان كشف تلك الكرب يتحقق بلطف الهي وحكمة ربانية.

ومن يستعرض بعض الاحداث والوقائع التي اشار اليها القران الكريم يكتشف ان مسالة البلاء والاختبار من الامور السارية والثابتة التي لا يشوبها شك في حياة الانسان، ويتساوى في ذلك الصالحون وغيرهم.

 

شاهد أيضاً

السياسة المحورية ونهضة المشروع القرآني لتقويض المصالح الغربية العدائية

فتحي الذاري مأخذ دهاليز سياسة الولايات المتحدة الأمريكية والمصالح الاستراتيجية في الشرق الأوسط تتضمن الأهداف ...