تنسيق غير مسبوق بين الفلسطينيين وحزب الله وإيران.. انعكاساته؟
مواضيع ذات صلة
الجهاد الإسلامي: محور المقاومة لن يسمح للعدو الصهيوني أن يستقر أو يهدأ
اتصال يجمع بين أطراف محور المقاومة.. ما الذي دار فيه؟
إيران: لولا تضحيات محور المقاومة لما انتهت الكوارث الاميركية في سوريا والعراق
الوقت- مؤخراً، أكد السيد حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله، في لقاء استضافه، التنسيق الأمني والعسكري مع الأمين العام لحركة الجهاد زياد نخالة ونائب رئيس المكتب السياسي في حركة “حماس” صالح العاروري، بهدف اتخاذ القرارات اللازمة والمناسبة، وخلال اجتماعهم، استعرض السيد حسن نصر الله، زياد نخالة، وصالح العاروري، آخر المستجدات والتطورات السياسية، ولا سيما فيما يتعلق بفلسطين المحتلة، وأشار بيان الاجتماع الثلاثي إلى تأكيد موقف ثابت لقوى محور المقاومة في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي وتصاعده.
تنسيقٌ وتواصل مستمر
بهدف اتخاذ القرارات اللازمة والمناسبة، أكد البيان المشترك على أهمية التنسيق المستمر ومتابعة جميع المستجدات السياسية والأمنية والعسكرية، وخلال الاجتماع، تم تقييم الوضع في الضفة الغربية وتناولت النقاشات تصاعد حركة المقاومة في هذه المنطقة، وتم تأكيد أهمية التنسيق والتواصل اليومي والمستمر بين حركات المقاومة، وذلك بشكل خاص بين فلسطين المحتلة ولبنان، وفي السياق ذاته، عُقد اجتماع لوزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، في بيروت، مع قادة المقاومة الفلسطينية من حركتي حماس والجهاد الإسلامي، وتم استقبال الوزير الإيراني من قبل الأمين العام لحزب الله بحضور السفير مجتبى أماني، وتم خلال هذا اللقاء مناقشة أحدث المستجدات والتطورات السياسية في لبنان والمنطقة.
ويأتي الاجتماع الثلاثي بين السيد حسن نصر الله، زياد نخالة، وصالح العاروري في ظل تهديدات من رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، الذي هدد بملاحقة قادة المقاومة في “غزة والضفة وفي كل مكان آخر”، وتم تداول صورة لنائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري وهو يرتدي الزي العسكري ويمسك ببندقيته، وذلك ردًا على تهديدات نتنياهو باغتياله.
وذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن هذا الظهور بالزي العسكري يهدف إلى التأكيد على دوره في قيادة الجهود العسكرية وأنه جزء من مقاتلي المقاومة الذين يستعدون للتضحية من أجل القضية.
في هذا السياق، لاحظ موقع “زمان إسرائيل” أن اسم صالح العاروري أصبح محل تداول وانتشار واسع في الآونة الأخيرة، وليس ذلك مقتصرًا على الأروقة الأمنية فقط، بل أيضًا في وسائل الإعلام العالمية، وخاصة في وسائل الإعلام العربية، ويأتي هذا في الوقت الذي تشهد فيه الأراضي الفلسطينية المحتلة زيادة في عمليات المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين، وتصاعد التوترات مع حكومة نتنياهو التي تُعتبر عنصرية وفاشية، وتواصل حربها ضد الأرض والإنسان والمقدسات الفلسطينية.
دورٌ بارز لإيران في محور المقاومة
ثمنت حركة حماس مواقف الجمهورية الإسلامية الإيرانية الداعمة لشعب فلسطين المظلوم ومحور المقاومة، وخاصة أن هذه الانتصارات تحققت بوحدة وتضافر الدول والأمم الصديقة، وما قامت به المقاومة في الضفة الغربية ، كما أن دعم إيران له تأثير مهم جداً في هذه الانتصارات وله مكانة خاصة في جبهة المقاومة، وإن الانتصارات التي تحققت هي نتيجة وحدة وتضامنهم جميعا والفصائل الفلسطينية وحزب الله اللبناني، وإنجازات هذه الوحدة ستكون النصر النهائي، كما أن وضع المقاومة اليوم مؤات للغاية والمقاومة تتقدم وتحقق النصر كل يوم وتستمر في طريقها الواضح كل يوم أقوى من ذي قبل، وإن المقاومة الفلسطينية لن تفشل بأي حال من الأحوال في مواجهة العدوان الصهيوني، وتهديدات قادة الكيان الصهيوني لن تخيف الأمة والمقاومة الفلسطينية.
والفصائل الفلسطينية تتعاون اليوم مع بعضها البعض بقلب واحد، وهذه الانتصارات هي فخر العالم الإسلامي، ومنذ الثورة الإسلامية، اعتبرت إيران بأنها ملزمة بحماية حقوق فلسطين المشروعة من عدوان كيان الاحتلال الإسرائيلي، وطهران ترى أن دعم الحقوق الشرعية لفلسطين ومقاومة ظلم وعدوان نظام الفصل العنصري يتسق مع حق تقرير المصير، وهذه ستبقى السياسة الأساسية لإيران تجاه الاحتلال حتى النهاية، وهذا يأتي في إطار الدعم القوي الذي تقدمه الجمهورية الإسلامية الإيرانية كجزء من “محور المقاومة” للفصائل الفلسطينية التي تسعى لتحرير شعب فلسطين من الاحتلال الإسرائيلي، وتتعامل إيران مع القضية الفلسطينية من عدة جوانب، أولاً، هناك البعد الإسلامي حيث دعمت خطة الدفاع الفلسطينية الشاملة وساهمت في تطوير منظومة الصواريخ والدفاع، و ثانياً، هناك البعد العدائي المشترك مع الكيان الإرهابي، وثالثاً، هناك البعد السياسي حيث تعمل إيران على تفنيد الادعاءات التي تزعم أنها تدعم أحزابًا دينية معينة دون أخرى، هذا وفقًا لمسؤولين إيرانيين.
بالتأكيد، لعب دعم إيران دورًا كبيرًا في تغيير قواعد اللعبة لصالح فصائل المقاومة الفلسطينية، وهذا الدعم شكّل تحديًا غير مسبوق في المواجهة بين المقاومة الفلسطينية وكيان الاحتلال الإسرائيلي، وعلى الرغم من الأزمة المالية في إيران التي ألقت بظلالها على هذا الدور، استمر الدعم العسكري للفصائل الفلسطينية.
ومن الجانب الثقافي، رعت إيران العديد من المؤتمرات المخصصة لانتفاضة القدس وفلسطين، وأولت اهتمامًا فريدًا في دعم هذه القضايا على الرغم من انشغالها بمشاكلها الداخلية والأوضاع الخطيرة في المنطقة.
وتستند سياسة إيران إلى أن خطاب الكيان الصهيوني يعتمد على استخدام الأكاذيب والتضليل بشكل سيء لتقديم مزاعم لا أساس لها من الصحة ضد إيران، هذا التصريح ليس مفاجئًا بل متوقعًا بشدة، نظرًا لأن الكيان الصهيوني اعتاد دائمًا على استخدام الخداع والأكاذيب كجزء من سلوكه، ويبدو أن الهدف الرئيسي من هذا السلوك هو إنهاء وجود القضية الفلسطينية والتي تتعلق دائما بالجرائم التي ارتكبها نظام الفصل العنصري ضد الشعب الفلسطيني، ولا يمكن لأحد أن ينكر أن العلاقة بين فلسطين وإيران قد شهدت تطورًا تاريخيًا في العقد الأخير، وخاصةً بعد عام 2011، قدمت إيران دعمًا كبيرًا للمقاومة الفلسطينية وساهمت في تشكيل تحالف استراتيجي في المنطقة، وقدمت إيران خبراتها في مختلف المجالات وقدمت التكنولوجيا اللازمة لتعزيز قدرات المقاومة العسكرية، بما في ذلك الصواريخ والتكنولوجيا، وقد قدمت دعمًا اقتصاديًا ولوجستيًا لأنشطة المقاومة العسكرية، وتعاونت بشكل وثيق مع فصائل المقاومة.
تجدر الإشارة إلى أن هذا الدعم لم يتوقف على الرغم من التحديات التي واجهت المقاومة، وتم فتح قنوات دعم رسمية وتوفير الخبرات اللازمة، كما شهدت العلاقة بين الجانبين لقاءات رسمية على مستويات عليا وأعلنت إيران دعمها الكامل لمسيرة العودة ودعم الشهداء والجرحى.
إيران أيضًا، أبقت قنوات التواصل مفتوحة بشكل مستمر مع فصائل المقاومة الفلسطينية بمختلف مكوناتها، مستندة إلى ما تسميه إيران “المبادئ الإيمانية والعقائدية”، هذه العلاقة تُعَد عنوانًا فاعلًا ضمن مشروع المواجهة مع المشروع الأمريكي والصهيوني في المنطقة، كما تسير طهران بخط ثابت جدًا في دعم قضية فلسطين. وقد تعلمت فصائل المقاومة الفلسطينية من خلال تجاربها الصعبة أهمية الدعم الذي تقدمه إيران على مختلف المستويات، هذا الدعم يلعب دورًا مؤثرًا بالغ الأهمية، وخاصة في سياق أي مواجهة عسكرية محتملة مع العدو الإسرائيلي، وهذا يظهر من خلال التكاليف التي ستتكبدها قوات الاحتلال نتيجة لهذا الدعم، بالتالي، فإن العلاقة بين فصائل المقاومة الفلسطينية وإيران قد ترسخت بشكل جذري، وهو ما أثبت فعاليته الكبيرة على أرض الواقع.
خلاصة القول، يتجلى التعاون بين أطراف وحدة المقاومة كقوة فعّالة ومؤثرة لمصلحة فلسطين بشكل لا يمكن إنكاره، وهذا التعاون يمثل جسرًا قويًا يربط بين مختلف الفصائل الفلسطينية وبين داعميها، وهو يشكل حماية ودعمًا ضد الظروف الصعبة التي تواجهها القضية الفلسطينية، وإن هذه الوحدة تجسد تضامنًا قويًا وإرادة مشتركة لتحقيق العدالة والحرية للشعب الفلسطيني، وعلى مر السنوات، أثبتت أطراف وحدة المقاومة أنها قادرة على مواجهة التحديات والمخاطر بشجاعة وعزيمة، وأنها ملتزمة بمواصلة النضال من أجل تحقيق حقوق الفلسطينيين، وهذا التعاون يسهم في تعزيز قدرات المقاومة الفلسطينية وزيادة فرص تحقيق التقدم نحو تحقيق الأهداف الوطنية والاستقلال، ويبقى التعاون بين أطراف وحدة المقاومة ذا أهمية كبيرة في التصدي للتحديات المستقبلية والمضي قدمًا في النضال من أجل تحرير فلسطين وجعلها عادلة ودائمة ومستقلة، وإن هذه الوحدة تجسد الأمل والإصرار على تحقيق العدالة والسلام في الشرق الأوسط وتحقيق حقوق الفلسطينيين المشروعة.