ضمن المساعي المبذولة لاعادة الحياة من جديد للمناطق المحررة من دنس الاجرام والارهاب ممثلة بعصابات «داعش» الظلامية، تشهد العاصمة بغداد قريبا عقد مؤتمر يهدف الى الحصول على الدعم الدولي اللازم لاعادة اعمار وتأهيل تلك المناطق.
رئيس مجلس محافظة بغداد الدكتور رياض العضاض قال في تصريح خاص لـ»الصباح»: ان اجتماعا موسعا حضره المجلس مع صندوق لاعمار المناطق المتضررة وامانة مجلس الوزراء وكذلك المحافظات والوزارات والدوائر ذات العلاقة باعمار المدن المتضررة، موضحا ان الاجتماع تطرق الى ضرورة توفير اموال طائلة من اجل اعمار المناطق التي تضررت اثر سيطرة عصابات «داعش» الارهابية عليها.
ولفت الى انه تم الاتفاق خلال الاجتماع على الاستعداد لعقد مؤتمر دولي في بغداد يتم خلاله دعوة عدد من ممثلي السفارات والدول العربية والاجنبية وكذلك المنظمات الدولية كافة من اجل الحصول على دعم دولي لرفد الصندوق بالمبالغ المالية اللازمة،منوها بانه في ظل التقشف الذي تعاني منه البلاد لا يمكن اعمار المناطق المتضررة بالموازنات الحكومية التي لا يمكنها ان تغطي ولو جزءا بسيطا من تكاليف ذلك.
ونوه العضاض بان البلاد مقبلة على حملة واسعة لاعادة الاعمار بعد تحرير عدد كبير من المناطق من عصابات «داعش» الاجرامية، وكذلك التوجه الى تحرير مناطق اخرى تباعا، مشيرا الى ان المنظمات الدولية المانحة ابدت استعدادها خلال اللقاءات والاجتماعات داخل وخارج البلاد لدعم الصندوق بالمبالغ اللازمة وذلك بسبب نجاح الجهود الدبلوماسية التي قام بها عدد من الجهات مابين وزراء ومسؤولين وسياسيين في تدويل جرائم «داعش» بعد فضح جرائمهم وممارساتهم البشعة، الى جانب الانتصارات التي حققتها القوات الامنية بعد تحرير مدينة الرمادي التي ينظر اليها المجتمع الدولي بوصفها ضمن الجهود العالمية لمحاربة الارهاب.
في السياق نفسه، افاد بان اللجنة ستشكل من اجل الاعداد للمؤتمر مكونة من جميع الجهات ذات العلاقة تقع على عاتقها دعوة جميع الاطراف المعنية والتنظيم الدقيق له، وذلك بغية توحيد الجهود والرؤى التي تحتاجها البلاد من اجل انجاح حملة الاعمار، فضلا عن تحديد المبالغ التي تحتاجها كل مدينة لاعمارها وبحسب الاولوية بالنسبة للقطاعات والمنشآت كافة، منوها بان دعم ملف اعمار المدن المتضررة يرتبط بملف اخر مهم وهو اعادة النازحين الى مناطقهم اذ انه لايمكن اعادتهم قبل توفير البنى التحتية فيها وازالة المتفجرات والالغام منها وبالتالي فانه سيتم حسم ملفين مهمين في آن واحد.
وفي اطار متصل، قال مدير دائرة التخطيط والمتابعة في وزارة التجارة حسين فرحان في تصريح خاص لـ»الصباح»: ان «شركات الوزارة المعنية بتوفير مفردات البطاقة التموينية أمنت الحصص الخاصة بمدينة الرمادي من اجل توزيعها بين المواطنين هناك. واشار فرحان الى ان «الوزارة تمتلك خزينا ستراتيجيا من المواد يكفي للشهور المقبلة». واضاف ان «خلية الازمة في الوزارة تجري اجتماعات مكثفة لغرض التنسيق مع القوات الامنية والجهات الحكومية الاخرى لايصال المواد الى المواطنين في اسرع وقت ممكن»، مبينا ان «الوزارة اعدت خطة لاعادة اعمار مراكز التموين والمخازن التابعة لها في مدينة الرمادي لعودة الملاكات هناك، واستئناف عمل وكلاء تجهيز المواد التموينية».