الرئيسية / تقاريـــر / لقاء إردوغان والسيسي.. هل يعيد المياه إلى مجاريها؟

لقاء إردوغان والسيسي.. هل يعيد المياه إلى مجاريها؟

الإثنين 25 صفر 1445

لقاء إردوغان والسيسي.. هل يعيد المياه إلى مجاريها؟

الوقت- في إطار قمة مجموعة العشرين في نيودلهي، جرى لقاء مباشر بين الرئيس التركي رجب طيب إردوغان ونظيره المصري عبد الفتاح السيسي، وهذا اللقاء يمثل تطورًا إيجابيًا يُغلق صفحة عقد من القطيعة بين البلدين، وتمت هذه اللقاءات بحضور أعضاء من وفدي البلدين، وتم بث صور اللقاء عبر قنوات التلفزيون التركية على الهواء مباشرة، والجدير بالذكر أن تركيا قد أعلنت في مارس الماضي استئناف الاتصالات الدبلوماسية مع مصر للمرة الأولى منذ عام 2013، ما يمثل تقدمًا مهما في تحسين العلاقات بين البلدين، وانقطعت العلاقات بين أنقرة والقاهرة بعد تولي عبد الفتاح السيسي السلطة في مصر في ذلك العام، وقد أثرت إطاحة السيسي بالرئيس السابق محمد مرسي، الذي كان منتخبًا ديمقراطيًا وعضوًا في جماعة الإخوان المسلمين وكان حليفًا لتركيا، بشكل كبير على العلاقات بين البلدين، ولقد أعلن الرئيس إردوغان في السابق أنه لن يتحدث مع السيسي أبدًا.

تاريخ العلاقات التركيّة – المصريّة

علاقات تركيا ومصر تاريخية يمكن وصفها بأنّها معقدة ومتقلبة، وقد شهدت تقلبات عدة على مر العصور، ففي الفترة العثمانية: في العصور الوسطى وخلال فترة الإمبراطورية العثمانية، كانت مصر جزءًا من هذه الإمبراطورية، ولذلك كانت تحت السلطة العثمانية، واستمرت هذه الحالة حتى القرن الـ19 عندما بدأت مصر بالتحرر تدريجيًا من السيطرة العثمانية، والفترة الحديثة بعد انهيار الإمبراطورية العثمانية، أسست مصر دولة مستقلة في القرن الـ20، وبدأت علاقاتها مع تركيا بالتطور، وفي عهد الزعيم الوطني المصري جمال عبد الناصر في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي، تطورت العلاقات بين البلدين بشكل جيد.

توتر العلاقات بدأ مع تفاقم التوترات بين تركيا ومصر بعد الانقلاب العسكري في مصر عام 2013، الذي أدى إلى عزل الرئيس المنتخب محمد مرسي، الذي كان ينتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين، في هذه الفترة، قطعت مصر العلاقات الدبلوماسية مع تركيا وطردت سفيرها من القاهرة، وبدأ تحسن العلاقات في السنوات الأخيرة، حيث شهدنا تحسنًا تدريجيًا في العلاقات بين البلدين، وفي مارس 2021، أعلنت مصر وتركيا استئناف الاتصالات الدبلوماسية وبدء التفاوض من أجل تحسين العلاقات، وهذا التحسن في العلاقات يأتي في سياق محاولات تطبيع العلاقات بين تركيا ودول الشرق الأوسط بعد فترة من التوترات.

وإن العلاقات بين تركيا ومصر مازالت تتطور، ومن المهم متابعة التطورات القادمة لرؤية كيف ستتشكل هذه العلاقات في المستقبل، فبعد وقوع الزلزال المدمر في تركيا في شهر فبراير، الذي أسفر عن وفاة أكثر من 50 ألف شخص، تمت محادثة هاتفية بين الرئيسين، تمت هذه المحادثة بعد أن تبادل الرئيسان التحية الأولى في تشرين الثاني في مدرجات كأس العالم لكرة القدم في قطر، وقد كانت قطر دولة أخرى عادت مصر للتواصل معها مؤخرًا بعد فترة من العلاقات المتوترة، حيث كانت قد اتُهِمَت مصر في وقت سابق بالتقارب مع جماعة الإخوان المسلمين.

والعلاقات بين الرئيس التركي رجب طيب إردوغان والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي كانت مشددة ومتوترة على مدى سنوات عديدة، وهذا التوتر يمكن تتبعه من خلال الأحداث التالية الإطاحة بمحمد مرسي، وقد توترت العلاقات بين تركيا ومصر بشكل كبير بعد الانقلاب العسكري في مصر عام 2013، الذي أطاح بالرئيس المنتخب محمد مرسي وأعضاء جماعة الإخوان المسلمين، وتدين تركيا بشدة هذا الانقلاب، بينما دعمت مصر الحكومة المؤقتة التي أعلنها الجيش المصري، كذلك الاتهامات المتبادلة، حيث تبادل الرئيسان اتهامات متبادلة على المستوى الدبلوماسي.

وفي هذا الشأن، اتهم الجانبان بعضهما بدعم الإرهاب أو التدخل في الشؤون الداخلية للآخر، تغيير في العلاقات، حيث شهدت العلاقات تحسنًا تدريجيًا في السنوات الأخيرة، وفي مارس 2021، أعلنت مصر وتركيا استئناف العلاقات الدبلوماسية والتفاوض من أجل تحسين العلاقات، وتلقى هذا التحسن في العلاقات ترحيبًا من قبل المجتمع الدولي ورأى البعض أنه يمكن أن يسهم في تحقيق الاستقرار في المنطقة، إن العلاقات بين الرئيسين ما زالت تتطور، ومن المهم متابعة تأثير هذا التحسن على العلاقات الثنائية وعلى الأوضاع في المنطقة بشكل عام، وخاصة عقب اللقاء الأخير.

تأثيرات تحسن العلاقات

لا شك أن تحسن العلاقات بين تركيا ومصر يمكن أن يؤدي إلى تأثيرات إيجابية على البلدين وعلى الوضع الإقليمي بشكل عام. إليك بعض التأثيرات المحتملة كالتعاون الاقتصادي، وقد يشجع تحسن العلاقات على تعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين، بما في ذلك التبادل التجاري والاستثمارات المشتركة، ويمكن أن يكون ذلك مفيدًا لكلا البلدين في تعزيز النمو الاقتصادي وخلق فرص عمل، أيضا التعاون السياسي، وقد يتيح تحسن العلاقات فرصًا للتعاون السياسي فيما يتعلق بقضايا إقليمية ودولية مشتركة، يمكن أن يساعد هذا التعاون على التصدي للتحديات المشتركة مثل مكافحة الإرهاب وتحقيق الاستقرار في المنطقة.

من ناحية ثانية، التعاون الإنساني ويمكن أن يكون لتحسن العلاقات تأثير إيجابي على حياة المواطنين في كلا البلدين، حيث قد تتاح فرص أفضل للتعاون الثقافي والتبادل الشعبي، إضافة إلى الاستقرار الإقليمي، وقد يسهم تحسن العلاقات بين تركيا ومصر في تعزيز الاستقرار في المنطقة، حيث يمكن للبلدين أن يلعبا دورًا في حل النزاعات والتوسط في الأزمات الإقليمية، إضافة إلى التأثير الإقليمي الذي يمكن أن يؤدي تحسن العلاقات إلى تغييرات في التوازنات الإقليمية، وقد يؤثر على العلاقات بين تركيا ودول أخرى في المنطقة، ومع كل ذلك، يجب ملاحظة أن تحسن العلاقات يأتي بتحدياته أيضًا، وقد تكون هناك عقبات تحتاج إلى التغلب عليها لتحقيق التعاون الكامل بين البلدين.

شاهد أيضاً

الزهراء الصديقة الكبرى المثل الأعلى للمرأة المعاصرة / سالم الصباغ‎

أتشرف بأن أقدم لكم نص المحاضرة التي تشرفت بإلقائها يوم 13 / 3 في ندوة ...