الرئيسية / الشهداء صناع الحياة / الشهيد والشهادة – نيَّة الشهيد

الشهيد والشهادة – نيَّة الشهيد

للنيَّة في الإسلام، دورها، في قيمة العمل، فكلّما كانت نيَّة الإنسان المسلم خالصة للَّه، لا يشوبها غرض آخر، كلّما كان العمل ذا قيمة عالية.

والشهادة كذلك ينبغي أن تكون في سبيل اللَّه، لكي تكون شهادة على الحقيقة.

فلا شي‏ء في الدنيا من الأمور الفانية يمكن أن يستحق بذل الدماء، لا عصبية عشائرية أو طبقية أو حزبية… الخ؛ لأنه لا شي‏ء من ذلك يمكن أن يعطي للقتل معنى “الشهادة”.

فقط شي‏ء واحد، هو الذي يعطي للقتل معنى الشهادة، ومضمون الشهادة، أن تكون في سبيل اللَّه تعالى.

يقول رسول اللَّه مؤكِّداً دور النيَّة في الشهادة:

“كم ممَّن أصابه السلاح ليس بشهيد ولا حميد، وكم ممَّن قد مات على فراشه حتف أنفه عند اللَّه صدِّيق شهيد”8.

وعنه:

“إنما يبعث اللَّه المقتتلين على النيات”9.

وجاء أعرابيّ‏ُ النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال:

يا رسول اللَّه، الرجل يُقاتل للمغنم، والرجل يُقاتل ليُذكر، والرجل يُقاتل ليُرى مكانه، فمن في سبيل اللَّه؟

8- ميزان الحكمة، محمد الري شهري، مج‏5، ص‏2010، ح‏9789.

9- موسوعة الشهادة، مكي قاسم البغدادي، ج‏1، ص‏336، نقله عن كنز العمال.

 

 فقال صلى الله عليه وآله وسلم:

“من قاتل لتكون كلمة اللَّه هي العليا، فهو في سبيل اللَّه”10.

ويروى أن رسول اللَّه أغزى علياً في سرية، وأمر المسلمين أن ينتدبوا معه في سريته، فقال رجلٌ من الأنصار لأخ له: أغز بنا في سرية عليّ، لعلّنا نصيب خادماً، أو دابة، أو شيئاً نتبلَّغ به، فبلغ قوله النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال صلى الله عليه وآله وسلم:

“إنما الأعمال بالنيّات، ولكلّ‏ِ امرى‏ءٍ ما نوى، فمن غزا ابتغاء ما عند اللَّه عزَّ وجلّ‏َ، فقد وقع أجره على اللَّه عزَّ وجلّ‏َ، ومن غزا يريد عرض الدنيا، أو نوى عقالاً، لم يكن له إلا ما نوى”11.

إلى غير ذلك الكثير من الروايات التي تؤكِّد ضرورة النيّة الصالحة في بذل الدماء، بل في كلّ‏ِ عمل يعمله الإنسان.

يقول الإمام القائد دام ظله:

“لِمَ للشهادة هذا القدر من العظمة والأهمية؟ السبب هو أن الإنسان الذي يقدِّم روحه في سبيل اللَّه، هو في الحقيقة قد قام بالعمل اللازم في لحظة الحاجة وفي الوقت الذي يحتاج فيه الدين وسبيل اللَّه إلى الأشخاص الذين يعطونه ذلك الرونق. الشخص الذي يجهد في سبيل اللَّه ويصرف نظره عن طلب

10- ن.م، ص‏337.

11- ن.م، ص‏338.

 

الراحة، والمرأة والأولاد، والمتاعات العادية، سيكون له الأجر الإلهي وهو نفس الشهادة، فهذا وسام يدل على عظمة مجاهداته، لذا ذكرت مراراً أن الشهادة هي أفضل ثواب وأجر للجهاد في سبيل اللَّه”.

شاهد أيضاً

الزهراء الصديقة الكبرى المثل الأعلى للمرأة المعاصرة / سالم الصباغ‎

أتشرف بأن أقدم لكم نص المحاضرة التي تشرفت بإلقائها يوم 13 / 3 في ندوة ...