الاخ مصطفى المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إنّ تاريخ إقامة العزاء الحسيني بصورته البسيطة من البكاء والحِداد والنوح، قد يرجع – طبقاً لجملة من الروايات – إلى زمن آدم(عليه السلام)(1)، وأمّا في العصر الإسلامي فأوّل من بكى على الحسين(عليه السلام) جدّه رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم).
ثمّ بعد استشهاده(عليه السلام) يقول التاريخ: إنّه بعد رحيل الجيش الأموي من كربلاء، إجتمع جمع من الناس وبكوا، وأقاموا مأتماً على الشهداء قبل دفنهم، حتّى إنّ الإمام زين العابدين(عليه السلام) حينما قدم إلى كربلاء في ذلك الحين، رآهم على تلك الحالة، ومن بعده استمرّت المراسم بين حين وآخر بأساليب متعدّدة من إقامة المجالس، وإنشاد الشعر والمراثي، إلى أن وصل دور الحكومات الشيعية – مثل الدولة الحمدانية والبويهية والفاطمية، وعلى الأخصّ الصفوية – فتحرّكت المواكب، والهيئات الشيعية، وبتأييد صريح، ودعم واضح من ملوكها وعلمائها لهذه المآتم والمجالس والمواكب.
وأمّا نوعية العزاء وتطوّره فهو في الواقع قد أخذ سبيله في التغيير والتطوّر في كلّ زمان ومكان، حسب ما يراه الشيعة طريقاً ووسيلةً لإحياء ذكر الإمام الحسين(عليه السلام)، وفقاً لما يراه علماؤهم من جوازه، وعدم منافاته للشرع.
ودمتم في رعاية الله