الرجاء تعداد الفروع والأُصول.
الاخت مها المحترمة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يمكن أن يقال :
أوّلاً: إنّ أُصول الدين لا يجوز فيها التقليد – على المشهور – بل على كلّ مكلّف أن يعرفها بأدلّتها, وهذا بخلاف فروع الدين، التي يمكن فيها التقليد.
ثانياً: إنّ إنكار أيّ أصل من أُصول الدين يخرج منكره عن الدين أو يخرجه عن المذهب, وهذا بخلاف فروع الدين, إلاّ إذا أدّى إنكار فرع من فروع الدين إلى إنكار أصل من أُصول الدين.
ثالثاً: إنّ أُصول الدين يمكن أن يُستدلّ عليها بالعقل فقط, والنقل يكون شاهداً مؤيّداً, وهذا بخلاف فروع الدين. وأُصول الدين عند الإمامية خمسة: التوحيد, العدل, النبوّة, الإمامة, المعاد.
وفروع الدين عشرة: الصلاة, الصوم, الخمس, الزكاة, الحجّ, الجهاد, الأمر بالمعروف, النهي عن المنكر, التولّي لأولياء الله, التبري من أعداء الله.
ودمتم في رعاية الله
تعليق على الجواب (1)
وعليه، لعلّ من اللازم أن يضاف للإجابة: ما قاله ويقوله علماء الشيعة ومتكلّموها، وهو: انّ من لم يؤمن بالإمامة – اجتهاداً منه – لا يكون خارج دائرة الإسلام، وإنّما يخرج عن المذهب. وهذا هو حال إخواننا من أهل السُنّة والجماعة، فهم في دائرة الإسلام كما أجمع على ذلك جمهور الشيعة الإمامية. ولعلّ من اللازم أيضاً أن تقولون أنّ أُصول الدين عند الإمامية هي أساساً: التوحيد، النبوّة، والمعاد. أمّا الإمامة والعدل فهي متفرعة من الأُصول الثلاثة.
الأخ أبا فاطمة المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إنّ حديث افتراق الأمّة إلى ثلاث وسبعين فرقة، وأنّ الناجية منها واحدة، ثابت عند جميع المسلمين، ومنه نعتقد أنّ الإمامية هم الفرقة الناجية، كما تعتقد كلّ الفرق الأُخرى ذلك في نفسها.
ونقول: إنّنا نعتقد أنّ الدين الحقّ الواقعي الذي أراده الله سبحانه وتعالى، والذي أرسل به رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم) وهو الإسلام والحنيفية، ومن أركانه تعيين النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم) للإمام والخليفة بعده إلى اثني عشر إماماً وخليفة، آخرهم المهدي(عجّل الله فرجه). ونصطلح عليه بـ(الإيمان)، وأنّ من لم يؤمن بالإمامة خرج عن الإيمان – أي عن الدين الواقعي الذي أراده الله (المذهب الحقّ)، ولذا يعبّر علماؤنا بأنّه: خرج عن الدين، أو الملّة – مقابل الإسلام بالمعنى العام الذي عليه بقية فرق المسلمين والداخلين تحت حكمه، من: حرمة الدم والمال، وحلّية التزوج، والذبائح، والطهارة، وغيرها من الأحكام، كما هو صريح كلمات علمائنا الأعلام.
ثمّ إنّ هذه دعوة قائمة من جميع فرق المسلمين؛ فكلّ تقول أنّها على الدين الحقّ، وأنّها الناجية يوم القيامة، وأنّ غيرها في النار، وليس في هذا كلام، وإنّما الكلام في دليل كلّ فرقة، وهو مفصّل في موضعه، وقد ذكرنا طرفاً منه ضمن عنوان (الإمامة)؛ فليراجع!
وهذا التقسيم متعارف عند علماء الكلام، وقد نصطلح عليه بـ(الكفر العقيدي)، أو (النظري)، وهو ما يطرح عند المتكلّمين، ولا يلزم منه حلّية الدم والمال، والكفر الشرعي أو العملي وهو: ما يطرح عند الفقهاء، ويلزم منه حلّية الدم والمال، ولا ينزّل الكفر النظري إلى الكفر العملي إلاّ بدليل صريح، كما في النواصب أو منكر الصلاة، إلاّ عند الوهابية! فقد ساووا بين الكفر العقيدي النظري وبين الكفر الشرعي العملي، وحكموا بحلّية دم ومال كلّ من خالفهم، كما هو صريح كلمات محمّد بن عبد الوهاب وعلماء الوهابية المعاصرين.
مع أنّ رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم) أمر بحقن دم كلّ من أقرّ بالشهادتين، وأنّ التفريق بين الإيمان والإسلام ورد في قوله تعالى: (( قَالَتِ الأَعرَابُ آمَنَّا قُل لَّم تُؤمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسلَمنَا وَلَمَّا يَدخُلِ الإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُم )) (الحجرات:14). فحكمت الآية بإسلامهم وخروجهم عن الإيمان، الذي عليه مدار الثواب والعقاب يوم القيامة.
وأمّا تقسيم أُصول الدين إلى أقسامه المعروفة، فهو اصطلاحي بين العلماء، وإنّما المطلوب في العقيدة هو: الاعتقاد بكلّ ما ثبت بدليل قطعي أنّه واجب الاعتقاد لا يمكن جهله، وهو عدّة مسائل قسّمها العلماء اصطلاحاً تحت عناوين، كالتوحيد، والنبوّة، والمعاد، وأضاف إليها الشيعة: الإمامة والعدل، وأرجعها بعض منهم إلى الثلاثة الأُول، أو الاثنين، أو الأوّل فقط، ولا مشاحّة في الاصطلاح.
ودمتم في رعاية الله