العقل والجهل في الكتاب والسنة – محمد الريشهري
8 ساعات مضت
بحوث اسلامية
7 زيارة
المضاجع لعشر، ويحتلم لأربع عشرة، وينتهي طوله لإحدى وعشرين سنة وينتهي عقله لثمان وعشرين إلا التجارب (1).
– عنه (عليه السلام): إن الغلام إنما يثغر في سبع سنين، ويحتلم في أربع عشرة سنة، ويستكمل طوله في أربع وعشرين سنة، ويستكمل عقله في ثمان وعشرين سنة، فما كان بعد ذلك فإنما هو بالتجارب (2).
– عنه (عليه السلام): يربى الصبي سبعا ويؤدب سبعا ويستخدم سبعا ومنتهى طوله في ثلاث وعشرين سنة…، وعقله في خمس وثلاثين (سنة)، وما كان بعد ذلك فبالتجارب (3).
– الإمام الباقر (عليه السلام): إن الرجل إذا كبر ذهب شر شطريه وبقي خيرهما، ثبت عقله، واستحكم رأيه، وقل جهله (4).
– الإمام الصادق (عليه السلام): يزيد عقل الرجل بعد الأربعين إلى خمسين وستين، ثم ينقص عقله بعد ذلك (5).
راجع: ص 79 / ما يقوي العقل.
(١) الكافي: ٧ / ٦٩ / ٨، و ج ٦ / ٤٦ / ١، تهذيب الأحكام: ٩ / ١٨٣ / ٧٣٨ كلها عن عيسى بن زيد عن الإمام الصادق (عليه السلام) وفي الثاني من دون إسناده إلى الإمام علي (عليه السلام).
(٢) الجعفريات: ٢١٣ عن الإمام الكاظم عن آبائه (عليهم السلام).
(٣) الفقيه: ٣ / ٤٩٣ / ٤٧٤٦.
(٤) الفقيه: ٣ / ٤٦٨ / ٤٦٢١ عن جابر، مكارم الأخلاق: ١ / ٤٩٤ / ١٧١٠.
(٥) الاختصاص: ٢٤٤.
(٤٣)
بحث في زمن زيادة ونقصان النمو العقلي من جملة القضايا المهمة في التعليم والتربية هي مراعاة وقتهما وحينهما فلا شك في أن التعليم والتربية إذا لم يأتيا في أوانهما لا يكتب لهما النجاح.
ولهذا فإن من الضروري إجراء دراسة لمعرفة إلى أية سن تتنامى القوى العقلية وعند أية سن يتوقف هذا النمو، وذلك لغرض تحديد أفضل فرصة للتربية.
والأحاديث التي نوردها في هذا الباب مكرسة لهذه القضية المهمة.
وقد اهتمت هذه الأحاديث بتعيين المقطع ألزمني الحاسم في حياة الانسان، وسن توقف النمو العقلي، وبداية اضمحلال العقل، وإمكانية بقاء الفكر بكرا وحيويا على الدوام.
أ – المقطع ألزمني الحاسم أشارت الرواية 25 إلى أن المقطع ألزمني الحاسم في حياة الانسان يمتد حتى سن الثامنة عشرة، ويتحدد مصيره التربوي خلال هذه الفترة، فإما تهيمن عليه القوى العقلية، وإما يسقط في دوامة الشهوات والرذائل.
وفي أعقاب ذلك يصعب تغيير مسار الحياة.
(٤٥)
ب – سن توقف النمو العقلي يتوقف النمو الطبيعي لعقل الانسان – كما تفيد الروايتان 26 و 27 – عند سن 28 سنة. وجاء في الرواية 28 أن هذا النمو يتوقف عند سن 35 سنة.
وأية زيادة أخرى في طاقة العقل إنما تأتي عن طريق كثرة التجارب.
ج – بداية ضمور قوة العقل تفيد الرواية 30 أن نمو القوى العقلية يستمر لدى الانسان حتى سن الستين، ليبدأ العقل بعد ذلك بالضمور والاضمحلال. وقد أشار القرآن الكريم إلى اضمحلال قوة الإدراك لدى الانسان في سن الشيخوخة (1) بدون تحديد زمن ذلك على وجه الدقة.
د – شباب العقل في الشيخوخة صرحت الروايتان 24 و 29 بإمكانية بقاء العقل شابا وقويا في سن الشيخوخة، وأن العاقل لا يشيب عقله. ولا تنتقص منه الشيخوخة شيئا، ليس هذا فحسب، بل يزداد عقله طاقة وحيوية. ولهذا ورد في رواية أخرى عن الإمام علي (عليه السلام) أنه قال: ” رأي الشيخ أحب إلي من جلد الغلام ” (2). وجاء في رواية أخرى عنه (عليه السلام) أيضا أنه قال: ” رأي الشيخ أحب إلي من حيلة الشاب ” (3).
وأما الجاهل فالشيخوخة لا تنقص من جهله بل تزيده جهلا على جهله.
وعلى هذا الأساس يتبين أن اضمحلال العقل في مرحلة الشيخوخة لا يأتي إلا على من لم يوفر أسباب صقل عقله في مرحلة الشباب.
(١) * (والله خلقكم ثم يتوفاكم ومنكم من يرد إلى أرذل العمر لكي لا يعلم بعد علم شيئا) * النحل: ٧٠ * (ومنكم من يرد إلى أرذل العمر لكي لا يعلم من بعد علم شيئا) * الحج: ٥.
(٢) نهج البلاغة: الحكمة ٨٦، خصائص الأئمة (عليهم السلام): ٩٥، بحار الأنوار: ٧٤ / ١٧٨ / ١٩.
(٣) كنز الفوائد: ١ / ٣٦٧، بحار الأنوار: ٧٥ / 105 / 39.
(٤٦)
2025-08-03