الرئيسية / من / الشعر والادب / العلامة الحلي يرثي الإمام الحسين عليه السلام ويستنهض الحجة المهدي المنتظر

العلامة الحلي يرثي الإمام الحسين عليه السلام ويستنهض الحجة المهدي المنتظر

ألله يا حامي ( 133 ) الشريعة * أتقر وهي كذا مروعه
بك تستغيث وقلبها * لك عن جوى يشكو صدوعه
تدعو وجرد الخيل مصغية * لدعوتها سميعه
وتكاد ألسنة السيوف * تجيب دعوتها سريعه
فصدورها ضاقت بسر * الموت فأذن أن تذيعه
ضربا رداء الحرب يبدو * منه محمر الوشيعه
لا تشتفي أو تنزعن * غروبها من كل شيعه
أين الذريعة لاقرار * على العدى أين الذريعة

 

 
لا ينجع الامهال بالعاتي * فقم وأرق نجيعه
لصنع ما أبقى التحمل * موضعا فدع الصنيعه
طعنا كما دفقت أفاويق * الحيا مزن سريعه
يا بن الترائك والبواتك * من ضبا البيض الصنيعه

 

 
وعميد كل مغامر * يقظ ( 134 ) الحفيظة في الوقيعه
تنميه للعلياء هاشم * أهل ذروتها الرفيعة
وذووا السوابق والسوابغ * والمثقفة اللموعه
من كل عبل الساعدين * تراه أو ضخم الدسيعه ( 135 )

 

 
أن يلتمس غرضا فحد * السيف يجعله شفيعه
ومقارع تحت القنا * يلقى الردى منه قريعه
لم يسر في ملمومة * إلا وكان لها طليعه
ومضاجع ذا رونق * ألهاه عن ضم الضجيعه

 

 
نسي الهجوع ومن تيقظ * عزمه ينسى هجوعه
مات التصبر ( 136 ) بانتظارك * أيها المحيي الشريعة
فانهض فما أبقى التحمل * غير أحشاء جزوعه
قد مزقت ثوب الأسى * وشكت لواصلها القطيعه

 

 
فالسيف إن به شفاء * قلوب شيعتك الوجيعه
فسواه منهم ليس ينعش * هذه النفس الصريعه
طالت حبال عوانق * فمتى تعود ( 137 ) به قطيعه
كم ذا القعود ودينكم * هدمت قواعده الرفيعة

 

 
تنعى الفروع أصوله * وأصوله تنعى فروعه
فيه تحكم من أباح * اليوم حرمته المنيعه
من لو بقيمة قدره * غاليت ما ساوى رجيعه ( 138 )
فاشحذ شبا عضب له * الأرواح مذعنة مطيعه

 

 
إن يدعها خفت لدعوته * وان ثقلت سريعه
واطلب به بدم القتيل * بكربلا في خير شيعه
ماذا يهيجك إن صبرت * لوقعة الطف الفضيعه
أترى تجيء فجيعة * بأمض من تلك الفجيعه

 

 
حيث الحسين على الثرى * خيل العدى طحنت ضلوعه
قتلته آل أمية * ظام إلى جنب الشريعة
ورضيعه بدم الوريد * مخضب فاطلب رضيعه
يا غيرة الله اهتفي * بحمية الدين المنيعه

 

 
وضبا انتقامك جردي * لطلا ذوي البغي التليعه
ودعي جنود الله تملأ * هذه الأرض الوسيعه
واستأصلي حتى الرضيع * لآل حرب والرضيعه
ما ذنب أهل البيت * حتى منهم أخلوا ربوعه

 

 
تركوهم شتى مصارعهم ( 139 ) * وأجمعها فضيعه
فمغيب كالبدر ترتقب * الورى شوقا طلوعه
ومكابد للسم قد سقيت * حشاشته نقيعه
ومضرج بالسيف آثر * عزه وأبى خضوعه

 

 
ألفى بمشرعة الردى * فخرا على ظمأ شروعه
فقضى كما اشتهت الحمية * تشكر الهيجا صنيعه
ومصفد لله سلم * أمر ما قاسى جميعه
فلقسره لم تلق لولا * الله كفا مستطيعه

 

 
وسبية باتت بأفعى * الهم مهجتها لسيعه
سلبت وما سلبت محا * مد عزها الغر البديعة
فلتغد أخبية الخدور * تطيح أعمدها الرفيعة
ولتبد حاسرة عن الوجه * الشريفة كالوضيعه

 

 
فأرى كريمة من يواري * الخدر آمنة منيعه
وكرائم التنزيل بين * أمية برزت مروعه
تدعو ومن تدعو وتلك * كفاة دعوتها صريعه
واها عرانين العلى * عادت أنوفكم جديعه

 

 
ما هز أضلعكم حدأ * القوم بالعيس الضليعه
حملت ودائعكم إلى * من ليس يعرف ما الوديعه
يا ضل سعيك أمة * لم تشكر الهادي صنيعه
أأضعت حافظ دينه * وحفظت جاهلة مضيعه

 

 
آل الرسالة لم تزل * كبدي لرزؤكم صديعه
ولكم حلوبة فكرتي * در الثنا تمري ضروعه
وبكم أروض من ألقوا * في كل فاركة شموعه
تحكي مخائلها بروق * الغيث معطية منوعه

 

 
فلدي وكفها وعنه * سواي خلبها لموعه
فتقبلوها إنني * لغد أقدمها ذريعه
أرجو بها في الحشر * راحة هذه النفس الهلوعه
وعليكم الصلوات ما * حنت مطوقة سجوعه

شاهد أيضاً

[ يا أَيُّها الصَّدْرُ الشَّهِيدُ الْبَطَلُ ] – قصيدةٌ من ديوان السّباعيّ الذّهبيّ في الشّعر العربيّ

[ يا أَيُّها الصَّدْرُ الشَّهِيدُ الْبَطَلُ ] – قصيدةٌ من ديوان السّباعيّ الذّهبيّ في الشّعر ...