لتلو لوي الجيد ناكسة الطرف * فهاشمها بالطف مهشومة الانف
وفي الأرض فلتنثل كنانة نبلها * فلم يبق سهم في وفاضهم يشفي
ويا مضر الحمراء لا تنشري اللوا * فان لواك اليوم أجدر باللف
ويا غالبا ( 151 ) ردي الجفون على القذا * لمن أنت بعد اليوم ممدودة الطرف
لتنض نزار الشوس نثرة زغفها * فبعد أبي الضيم ما هي للزغف ( 152 )
بني البيض أحسابا كراما وأوجها * وساما وأسيافا هي البرق في الخطف
ألستم إذا عن ساقها الحرب شمرت * وعن نابها قد قلصت شفة الحتف
سحبتم إليها ذيل كل مفاضة * ترد الضبا بالثلم والسمر بالقصف
فكيف رضيتم من حرارة وترها * بماء الطلا منكم ضبا القوم تستشفي
ألم يأتكم أن الحسين تنازعت * حشاه القنا حتى ثوى بثرى الطف
بشم أنوف أكرهوا السمر فانتنت * تكسر غيضا وهي راعفة الانف
أبا حسن أبناؤك اليوم حلقت * بقادمة الأسياف عن خطة الخسف
ثنت عطفها نحو المنية إذ أبت * بأن تغتدي للذل مثنية العطف
لقد حشدت حشد العطاش على الردى * عطاشا وما بلت حشا بسوى اللهف
ثوت حيث لم تذمم لها الحرب موقفا * ولا قبضت بالرعب منها على كف
سل الطف عنهم أين بالأمس طنبوا * وأين استقلوا اليوم عن عرصة الطف
وهل زحف هذا اليوم أبقى لحيهم * عميد وغى يستنهض الحي للزحف
فلا وأبيك الخير لم يبق منهم * قريع وغى يقري القنا مهج الصف
مشوا تحت ظل المرهفات جميعهم * بأفئدة حرى إلى مورد الحتف
فتلك على الرمضاء صرعى جسومهم * ونسوتهم هاتيك أسرى على العجف
مضوا بالأنوف الشم قدما وبعدهم * تخال نزارا تنشق النقع في أنف
وهل يملك الموتور قائم سيفه * ليدفع عنه الضيم وهو بلا كف
خذي يا قلوب الطالبيين قرحة * تزول الليالي وهي دامية القرف
فان التي لم تبرح الخدر أبرزت * عشية لا كهف فتأوي إلى كهف
لقد رفعت عنها يد القوم سجفها * وكان صفيح الهند حاشية السجف
وقد كان من فرط الخفارة صوتها * يغض ، فغض اليوم من شدة الضعف
وهاتفة ناحت على فقد إلفها * كما هتفت في الدوح فاقدة الألف
لقد فزعت من هجمة القوم ولها * إلى ابن أبيها وهو فوق الثرى مغف
فنادت عليه حين ألفته عاريا * على جسمه تسفي صبا الريح ما تسفي
حملت الرزايا قبل يومك كلها * فما أنقضت ظهري ولا أوهنت كتفي
ولاويت من دهري جميع صروفه * فلم يلو صبري قبل فقدك في صرف
ثكلتك حين استعظل الخطب واحدا * أرى كل عضو منك يغني عن الألف
بودي لو أن الردى كان مرقدي * ولا ابن أبي نبهت من رقدة الحتف
ويا لوعة لو ضمني اللحد قبلها * ولم أبد بين القوم خاشعة الطرف