في أن الإمامة في الأعقاب وأنها لا تعود في عم ولا أخ إلا الحسن والحسين (عليهما السلام) الكافي عن أبي عبد الله (عليه السلام): لا تعود الإمامة في أخوين بعد الحسن والحسين أبدا إنما جرت من علي بن الحسين (عليه السلام) كما قال الله تعالى (وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله)(1)
فلا تكون بعد علي بن الحسين إلا في الأعقاب وأعقاب الأعقاب.(2) (وفيه) سئل أبو الحسن الرضا (عليه السلام): أتكون الإمامة في عم أو خال؟ قال: لا. سئل: ففي أخ؟ فقال: لا. سئل ففيمن؟ قال: في ولدي، وهو يومئذ لا ولد له.(3)
(وفيه) عن أبي عبد الله (عليه السلام): أبى الله أن يجعلها لأخوين بعد الحسن والحسين (عليهما السلام).(4) (وفيه) عنه (عليه السلام): لا تجتمع الإمامة في أخوين بعد الحسن والحسين إنما في الأعقاب وأعقاب الأعقاب.(5)
وفيه: قيل لأبي عبد الله (عليه السلام): إن كان كون ولا أراني الله، فبمن أئتم؟ فأومأ إلى ابنه موسى. قيل: فإن حدث فبمن أئتم؟ قال: بولده. قيل: فإن حدث بولده وترك أخا كبيرا وابنا صغيرا فبمن أئتم؟ قال: بولده ثم واحد فواحد، وفي نسخة ثم هكذا أبدا.(6)
وفي البحار عن هشام بن سالم قال: قلت للصادق جعفر بن محمد (عليهما السلام): الحسن أفضل أم الحسين؟ فقال: الحسن أفضل من الحسين. قلت: فكيف صارت الإمامة من بعد الحسين في عقبه دون ولد الحسن؟ فقال: إن الله تبارك وتعالى أحب أن يجعل سنة موسى وهارون جارية في الحسن والحسين، ألا ترى أنهما كانا شريكين في النبوة، كما كان الحسن والحسين شريكين في الإمامة، وأن الله عز وجل جعل النبوة في ولد هارون ولم يجعلها في ولد موسى (عليه السلام) وإن كان موسى أفضل من هارون. قلت: فهل يكون إمامان في وقت؟ قال: لا، إلا أن يكون أحدهما صامتا مأموما لصاحبه والآخر إماما ناطقا لصاحبه، وأما أن يكونا إمامين ناطقين في وقت واحد فلا. قلت: فهل الإمامة في أخوين بعد الحسن والحسين؟ قال: إنما هي جارية في عقب الحسين كما قال الله عز وجل (وجعلها كلمة باقية في عقبه)(7)
ثم هي جارية في الأعقاب وأعقاب الأعقاب إلى يوم القيامة.(8)
(وفيه) عن عبد الرحمن بن المثنى الهاشمي، قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): جعلت فداك من أين جاء لولد الحسين الفضل على ولد الحسن وهما يجريان في شرعي واحد؟ فقال: لا أراكم تأخذون به، إن جبرائيل نزل على محمد وما ولد الحسين بعد فقال له: يولد لك غلام تقتله أمتك من بعدك. فقال: يا جبرئيل لا حاجة فيه، فخاطبه ثلاثا ثم دعا عليا فقال له: إن جبرئيل يخبرني عن الله عز وجل أنه يولد لك غلام تقتله أمتك من بعدك. فقال: لا حاجة لي فيه يا رسول الله، فخاطب عليا ثلاثا ثم قال: إنه يكون فيه وفي ولده الإمامة والوراثة والخزانة فأرسل إلى فاطمة (عليها السلام): إن الله يبشرك بغلام تقتله أمتي من بعدي.
فقالت فاطمة: ليس لي فيه حاجة يا أبه، فخاطبها ثلاثا ثم أرسل إليها: لا بد أن يكون فيه الإمامة والوراثة والخزانة. فقالت له: رضيت من الله عز وجل، فعلقت وحملت بالحسين فحملت ستة أشهر ثم وضعت ولم يعش مولود قط ستة أشهر غير الحسين بن علي وعيسى ابن مريم فكفلته أم سلمة وكان رسول الله يأتيه في كل يوم فيضع لسانه في فم الحسين فيمصه حتى يروى، فأنبت الله عز وجل لحمه من لحم رسول الله ولم يرضع من فاطمة ولا من غيرها لبنا قط، فلما أنزل الله تبارك وتعالى فيه (وحمله وفصاله ثلاثون شهرا حتى إذا بلغ أشده وبلغ أربعين سنة قال رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صالحا ترضاه وأصلح لي في ذريتي)(9)
فلو قال أصلح لي ذريتي كانوا كلهم أئمة ولكن خص هكذا.(10) (وفيه) عن العلل: فقال: يا فضيل أتدري في أي شئ كنت أنظر؟ فقلت: لا، قال: كنت أنظر في كتاب فاطمة فليس ملك يملك إلا وهو مكتوب باسمه واسم أبيه فما وجدت لولد الحسن فيه شيئا.(11)
(وفيه) عن محمد بن يعقوب البلخي سألت أبا الحسن الرضا (عليه السلام) قلت: لأي علة صارت الإمامة في ولد الحسين ولم يجعلها في ولد الحسن؟ قال: لأن الله عز وجل جعلها في ولد الحسين ولم يجعلها في ولد الحسن والله لا يسأل عما يفعل.(12) (وفيه) عن عبد الرحمن بن كثير قلت: لأبي عبد الله (عليه السلام): ما عنى الله عز وجل بقوله (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا)(13)
قال: نزلت في النبي وأمير المؤمنين والحسن والحسين وفاطمة فلما قبض الله عز وجل نبيه كان أمير المؤمنين ثم الحسن ثم الحسين ثم وقع تأويل هذه الآية (وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله)(14) وكان علي بن الحسين إماما ثم جرت في الأئمة من ولده والأوصياء فطاعتهم طاعة الله ومعصيتهم معصية الله.
(15) (وفيه) عن عبد الرحيم القصير قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن قول الله عز وجل (النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله) في من أنزلت؟ قال: أنزلت في الإمرة، إن هذه جرت في الحسين بن علي (عليهما السلام) وفي ولد الحسين من بعده فنحن أولى بالأمر وبرسول الله من المؤمنين والمهاجرين. فقلت: لولد جعفر فيها نصيب؟
قال: لا، فعددت عليه بطون بني عبد المطلب كل ذلك يقول: لا. ونسيت ولد الحسن (عليه السلام) فدخلت عليه بعد ذلك فقلت: هل لولد الحسن فيها نصيب؟ قال: لا يا أبا عبد الرحمن ما لمحمدي فيها نصيب غيرنا.(16)