فقال له ، أَقبِلْ فأقبَلَ ، ثمّ قالَ لهُ ، أَدبِرْ فأدبَرَ (299) فقال ، وعزّتي وجلالي ما خلقتُ خلقاً هو أحبُ إليّ منكَ بِكَ ، آخذ وبِكَ أُعطي وبكَ أُثيبُ وبكَ أُعاقب (300).
يا علي ، لا صدقةَ وذو رَحِم محتاج (301).
يا علي ، درهمٌ في الخضاب (302) خيرٌ من ألفِ درهم ينفق في سبيلِ اللّه ،
(299) الأمر بالإقبال والإدبار يمكن أن يُراد به ظاهره فيكون مفاد الحديث إطاعة العقل وإنتهائه ، وإنقياده لأمر الله تعالى ونهيه ..
ويمكن أن يراد بالإقبال ترقّيه إلى مراتب الكمال ، وبالإدبار التنزّل إلى البدن ..
ويمكن أن يراد بالإقبال ، الإقبال إلى الخَلق ، وبالإدبار الرجوع إلى عالم القدس (1).
(300) فيكون العقل هو الملاك والمدار في الأخذ والعطاء والثواب والعقاب. وفسّر الأخذ بالعقوبة والحبس والمنع ، كما فُسّر العطاء بإعطاء الجنّة والمراتب العالية.
(301) أي لا صدقة كاملةً ، إذ الأقربون أولى بالمعروف .. فلا تكمل الصدقة لغير الرحم مع وجود رحم محتاج.
(302) خضب يخضب خضباً .. الشيء تلوّن .. وخَضَّبَ ، لَوَّن .. والخضاب هو ما يخضب به الشعر وغيره كالحناء والوسمة ونحو ذلك .. والخضاب من سنن المرسلين كما تلاحظ ذلك في أحاديثه (2).
1 ـ مرآة العقول ، ج 1 ، ص 30.
2 ـ بحار الأنوار ، ج 76 ، ص 97 ، باب 9 ، الأحاديث.