الرئيسية / الاسلام والحياة / رؤية الإمام الخامنئي في مواجهة الحرب الناعمة

رؤية الإمام الخامنئي في مواجهة الحرب الناعمة

عاشرا: مصادر وموارد وأدوات الحرب الناعمة

حدد جوزيف ناي الموارد والمصادر التي تعزز القوة الناعمة الأمريكية على المستوى النظري وأغفل عن قصد الموارد والمصادر التي يتم تصميمها لضرب الموارد الناعمة للخصم لأنها تبقى على الدوام سرية وجارية التنفيذ من قبل وكالات وأجهزة الإدارة الأميركية، أو قد تظهر بعد إنجاز هذه العمليات، أو قد يقوم بتسريبها بعض الكتّاب والصحافيين سواء عن قصد واستهداف استخبارتي وسياسي أو لدواعٍ صحافية بحتة، كالوثائق التي سبق أن أشرنا إليها في هذا الباب، كما كشفت أحداث فتنة الإنتخابات الرئاسية في إيران العام في 2009 والتحقيقات والإعترافات التي أقر بها بعض الموقوفين جانبا من هذه الحرب الناعمة، تماما كما كشفت الصحافة جانبا من الحرب الناعمة على حزب الله في لبنان من خلال تسريب نقاشات الكونغرس الأميركي حول نفقات مشروع جرى تمويله ويصل الى نصف مليار دولار أميركي نفذه السفير الأميركي السابق في لبنان والمساعد الحالي لوزيرة الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الأدنى جيفري فيلتمان تحت عنوان “إضعاف جاذبية حزب الله”1.
________________________________________
1- تقرير بعنوان “حقائق وفصول من الحرب الاميركية الناعمة على حزب الله” منشور على موقع تلفزيون المنار على الانترنت www.almanartv.com.lb

وقد حصر جوزيف ناي موارد القوة الناعمة الأميركية في ثلاثة محاور:

1ـ تعزيز القيم والمؤسسات الأميركية وإضعاف موارد منافسيها وأعدائها.
2ـ توسيع مساحة وجاذبية الرموز الثقافية والتجارية والإعلامية والعلمية الأميركية وتقليص نفوذ منافسيها وأعدائها.
3ـ بسط وتحسين وتلميع جاذبية أميركا وصورتها وتثبيت شرعية سياساتها الخارجية وصدقية تعاملاتها وسلوكياتها الدولية وضرب سياسات أعدائها .

كما حدد ناي مصادر وأدوات هذه القوة الناعمة بأنها2:

1ـ مصانع هوليود وكل الإنتاج الإعلامي والسينمائي الأميركي.
2ـ الجامعات والمؤسسات التعليمية الأميركية التي تعمل على جذب الطلاب والباحثين الأجانب الوافدين للدراسة، فهؤلاء سيشكلون جيوشا يحملون معهم آلاف النوايا الطيبة والودائع الحسنة عندما يعودون إلى بلدانهم وأوطانهم ويتقلدون المراكز والمواقع وسيصبحون سفراء لخدمة المشروع الأميركي.
3ـ المهاجرون ورجال الأعمال الأجانب المرتبطين بقطاع الأعمال الأميركي.
4ـ شبكات الإنترنت والمواقع الأميركية المنتشرة في الفضاء الإلكتروني.
5ـ برامج التبادل الثقافي الدولي والمؤتمرات الدولية التي ترعاها وتشارك في تنظيمها أميركا.
________________________________________
2- القوة الناعمة. مصدر سابق. ص 20 – 33

6ـ الشركات الاقتصادية العابرة للقارات.
7ـ الرموز والعلامات التجارية الإستهلاكية مثل كوكا كولا وماكدونالدز..ألخ.
8ـ وكالات التنمية والمساعدات الدولية الأميركية أو الدولية التابعة أميركا.
9ـ برامج التدريب والتعاون العسكري لقادة وضباط الجيوش الأجنبية.

وبالاجمال ترتكز القوة الناعمة على كل المؤثرات والرموز البصرية والإعلامية والثقافية والأكاديمية والبحثية والتجارية والعلاقات العامة والدبلوماسية، وكل مورد أو مفردة أو أداة لا تدخل ضمن القدرات والإمكانات والأدوات العسكرية المصنفة ضمن القوة الصلبة..

وبناء عليه فكل مورد للقوة وكل مصدر للقوة لدى الخصم يصبح هدفا في إطار الحرب الناعمة، ويجب على هذا الأساس إعتبار “الطلاب ورجال الأعمال ورجال الإعلام والكتاب والشباب والطلاب ورواد الإنترنت وعلماء الدين وبالعموم كافة نخب وفئات المجتمع والرأي العام أهدافا محتملة للحرب الناعمة “… هذا ما توصل إليه العميد يحي رحيم صفوي مستشار قائد الثورة للشؤون العسكرية3.

________________________________________
3- تصريح للجنرال يحيى رحيم صفوي / منشور في وكالة الطاهرة للانباء www.altahera.net

شاهد أيضاً

ليلة القدر .. بين اصلاح الماضي و رسم المستقبل

أشار العالم الديني و استاذ الاخلاق الزاهد الفقيد الراحل سماحة آية الله مجتبي طهراني ، ...