اصدر سماحة آية الله الآصفي بيانا ندد فيه بمقال لكاتب عراقي وصف فيه الاحتلال الامريكي للعراق بانه تحرير العراق والاشادة بالدور الامريكي في العراق.
اصدر سماحة آية الله الآصفي بيانا ندد فيه بمقال لكاتب عراقي وصف فيه الاحتلال الامريكي للعراق بانه تحرير العراق والاشادة بالدور الامريكي في العراق.
وفيما يلي نص بيان سماحة آية الله الآصفي:
بسم الله الرحمن الرحيم
سائني كثيرا ماقرأته لبعض الاخوة الذين أحترمهم وأحترم رأيهم ونزاهتهم وموقفهم المعارض لنظام البعث .
سائني ماقرأته له من التعبير عن احتلال الامريكان للعراق ب (التحرير) وأنﱠ الشعب العراقي بشكل أو بآخر مدين للامريكان .
اقول لو كان الامر كما يقول هذا الكاتب، لكانت الانتفاضه الشعبانية هي الفرصةُ الذهبيه لأمريكا لاسقاط النظام وتحرير الشعب العراقي.
الامريكان عملوا العكس تماما في انتفاضة شعبان، سمحوا للنظام المتسلط على العراق باستخدام الطائرات والمروحيات العسكرية للقضاء على انتفاضة الشعب العراقي وذلك لان تحرير العراق لم يكن همّ الامريكان , وٳنما كان همهم ٳعادة قبضة العصابات العميلة لهم على العراق .
ٲجل، لم يكُن تحرير العراق هو المشروع السياسي والعسكري للامريكان سنة 2003م وٳنما تصّور الامريكان أن صدام تمكّن من خلال هذه الفترة من القضاء على مقاومة الشعب العراقي، وانهم سوف يدخلون العراق ويُحكِمون قبضتهم على مقاليد الحكم في العراق ويبسطون نفوذهم السياسي والعسكري والاقتصادي على مفاصل القرار في العراق من دون مشاكل، وكان هو الوهم الكبير والخطأ القاتل الذي وقع فيه الامريكان.
فقد واجهوا بعد سقوط النظام مقاومة شرسة من قبل المقاومة الاسلامية لم يكونوا يتوقعونها وخسروا الآلاف من جنودهم مما اضطرهم اخيرا الى الخروج من العراق بعد ان ضجّت العوائل الامريكية بمصارع ابنائها في حرب لاينتفع منها احد غير (اسرائيل ) و(ملوك النفط) في امريكا.
ولا اعتقد ان كاتب هذا المقال قد نسي بُعدَ الانتهاكات الوحشية التي ارتكبتها القوات الامريكية بشباب العراق , وقد نُشِرَتْ صور طائفة من هذه الانتهاكات في التنافس الذي كان قائما يومئذٍ بين (البنتاغون) و (CIA ).
ﺇن الشعب العراقي بعذابه ومعاناته واضطهاده هو الذي حرر العراق، والشهيد السيد محمد باقر الصدر (رض) هو الذي فجّر هذه الثورة ضد النظام في العراق، ولم يتحرر العراق في عام 2003 على يد الامريكان وانما تحرر العراق يوم خروج الامريكان من العراق تحت ضراوة المقاومة الاسلامية الشرسة .
ومع كل احترامي لكاتب المقال أقول إن أي ثناءٍ وإشادة بالدور الامريكي في تحرير العراق يتضمن هذا الثناء من حيث لايعرف الكاتب احتقارا للشعب العراقي ولشبابنا الذين قاتلوا النظام وهزﱠوا اركانه بتضحياتهم النادرة ومقاومتهم وصبرهم وتعذيبهم ودمائهم الزكية.
رحم الله الشهداء منهم وحفظ الله بقية السيف منهم.
هناك من لايرى جهد الفلاح وصبره في حرث الارض وسقيها وتشذييبها وزرعه الاشجار والحقول , وسهره في الليالي وجهده في النهار في مراقبة زرعه والاشجار المثمرة ومكافحة الآفات النباتية، ولكن يرى يد السارق الذي يقتطف الثمرة .
إن الأمريكان أرادوا أن يسرقوا جهود شعبنا وشبابنا ونسائنا في اقتطاف الثمرة في ٲوانها، ولكن الله تعالى كان لهم بالمرصاد فاخزاهم وفضحهم ونصر المقاومة الاسلامية في طردهم من العراق .
محمد مهدي الاصفي