الرئيسية / تقاريـــر / سلاح كاسر للتوازن بيد «أنصار الله»

سلاح كاسر للتوازن بيد «أنصار الله»

يعتقد آل سعود أن ما يقومون به براً وبحراً وجواً، يمكن أن يشكل حصاراً مطلقاً وتاماً على «أنصار الله» وعلى الجيش اليمني. هم يرفضون الأخذ بتجارب الآخرين، ولذلك، لم يكن بمقدورهم توقع أن يصل الى يد أنصار الله السلاح الكاسر للتوازن، والمتمثل في أمرين:

الاول، سلاح يهدد طائرات آل سعود وحلفائهم، وكانت الباكورة في إسقاط الطائرة المغربية.
الثاني، صواريخ أرض ـ أرض من مديات مختلفة قادرة على تحقيق إصابات مدمرة في البنى التحتية العسكرية والمدنية والنفطية لآل سعود.

وأيضاً هناك دعم سياسي مفتوح، من خلال رفض ممارسة أي نوع من الضغوط عليه، جراء الاتصالات التي يقوم به وسطاء كثر.
وفي هذا السياق، علم أن كيري لم يتوقف عن التواصل مع نظيره الايراني، حتى خلال الايام التي سبقت وتلت زيارته للرياض. وكان الهم الاميركي الحصول على دعم إيراني لمشروع الهدنة الانسانية المقترح، وهو ما حصل عليه الجميع بإعلان «أنصار الله»، ومن ثم الرئيس السابق علي عبدالله صالح، ترحيبهما بالهدنة، مع العلم بأنه تم إيجاد آلية تعفي الجميع من الإحراج، من خلال تكليف منظمات إنسانية محلية ودولية مهمة الاشراف على تسلم المساعدات وتوزيعها في اليمن.

وهو في حد ذاته لا يمثل حرجاً لأنصار الله، بينما مثل خيبة لآل سعود الذين اعتقدوا أنه بمقدورهم إدخال أنصارهم الى اليمن برفقة المساعدات.

لا مبادرات والتصعيد أخطر

 

لكنّ الهدنة الانسانية ليست مضمونة الاستمرار حتى لخمسة أيام، وإن كان الجميع يرحب بها. لكن مشكلة آل سعود هي في أن الولايات المتحدة ودولاً غربية ترغب في جعلها هدنة مفتوحة لوقت طويل، على أمل إنتاج مبادرة سياسية تتيح إطلاق الحوار اليمني ـ اليمني قريباً، بما يقود الى وقف العدوان وإيجاد حل لا تكون السعودية فيه الطرف الخاسر. لكن الازمة تكمن في أنه لا وجود لمبادرة مقبولة من الجميع. وما بين يدي المبعوث الدولي الجديد الذي بدأ أمس اتصالاته في صنعاء، لا يعدو كونه نسخة عن الاوراق التي تركها له المبعوث السابق، وهو ما ترفضه السعودية. وبحسب المعطيات، فإن الولايات المتحدة التي ترغب في التوصل الى حل، لا تمسك بأي ورقة يمكن أن تبيعها لإيران أو لـ»أنصار الله». في المقابل، لا يجد «أنصار الله»، ولا إيران، ما يوجب إعطاء آل سعود بالسياسة ما فشلوا في أخذه بالحرب. وهذا وحده يشكل السبب الكافي لعدم توقّع حلول سريعة. بل على العكس، فإن الخشية عند جميع الاطراف، وخصوصاً عند الاميركيين، من أن يعمد آل سعود الى تفجير الوضع، بحجة أو من دونها، ويكفي لهم رفض إقامة «أنصار الله» لحاجز في عدن أو أن يطلق مقاتل يمني النار على دجاجة على الحدود، حتى يطلقوا العنان من جديد لطائراتهم.

لكن، في حال قرر آل سعود العودة بالأوضاع الى ما كانت عليه قبل سريان الهدنة، فهذا لا يعني أن الطرف الآخر سوف يعود أيضاً الى ما كانت عليه الاوضاع. وسياسية «غضب القبائل» لها أشكالها التي تجعلها تتدحرج صوب عملية ثأر كبيرة سوف تدفع آل سعود الى الجنون، لكنها عملية تقول إن ما مرّ قد مرّ، وإن ما هو قادم له اسم جديد…

هل تقدر أميركا على لجم آل سعود، أم سوف تكبر كرة النار؟

المصدر : صحيفة الاخبار

شاهد أيضاً

الحوثيون يطلقون صاروخا على مطار أبها بمنطقة العسير

أعلنت جماعة أنصار الله الحوثية، مساء  الأربعاء، إطلاق صاروخ باليستي على مطار أبها، بمنطقة عسير ...