الهزائم التي منيت بها داعش في سوريا والعراق كانت رسائل مهمة لمن يساندها ويدعم أهدافها , جعلت دوائرها تبحث عن حلول لأنقاذها من براثن هذه الليوث المنقضة بشراسة المقاتل وعنفوان الشجاعة لسحق رؤوسها العفنة .
فجاء التحالف الدولي بزعامة أمريكا بذريعة القضاء عليها في العراق وسوريا , كذبة مكشوفة أظهرتها الحقائق على ساحات القتال المستعرة في الدولتين.
سقوط الرمادي في العراق و تدمر في سوريا بزمن متقارب على مرمى ومسمع التحالف الدولي أظهر جليا ان أمريكا مساهم فاعل في هذا النكوص الذي حصل بنتائج المعارك والتخاذل الذي رافقها .
راهن الأعداء والكثير من دوائر التآمر على سقوط سوريا بيد داعش إلا انها بائت بالفشل نتيجة للضربات الموجعة التي وجهتها القوات السورية لتجمعاتهم ومخابىء اسلحتهم في مناطق عديده قصمت ظهرها دفعها ان تفكر بحل يحميها لتنفيذ برنامجها التخريبي في سوريا وساعدها الرأي العام المساند لداعش فأبدى ضغطا على أمريكا وتركيا ومن يساندها بأيجاد غطاء جوي يوفر الحماية لداعش في سوريا .
هذا الأتفاق فضحه بطل المقاومة الأسلامية اللبنانية حسن نصر الله حفظه الباري في خطابه الأخير بمناسبة إنطلاقة شرارة الثورة بقيادة حزب الله ليكشف المستور ويفضح المخفي بالتعامل الأمريكي غيرالمبديء كعادته وسياسة الكيل بمكيالين مختلفين بين الرغبة بالقضاء على داعش في العراق وحمايته في سوريا.
المتابع للأحداث لم يجد مبررا واحدا لهذا التحول في سياسة أمريكا تجاه داعش فداعش في العراق هي داعش في سوريا كما تطرق اللواء قاسم سليماني قائد فيلق القدس في حديثه خلال الأحتفالية الخاصة في ملتقى للمضحين والمقاتلين بمحافظة كرمان للحرب المفروضة بين صدام وأيران الذي أنعقد في جنوب شرق أيران كاشفا فيه ان التحالف الدولي ليس له علاقة بحرب داعش بل بأسناد دواعش سوريا وحمايتهم بهذا الغطاء الجوي فمن يصدق ان أميركا تساعد داعش سوريا وتحارب داعش العراق.
عودة على بدء نكتشف مدى جدية أيران بموقفها تجاه حماية العراق ومنع نكوصه وأنحداره نحو هاوية السقوط والتفكك بمثل هذا المؤآمرات ,ان الكثيرين لا يصدقون الأيرانيين حينما يقولون ان اميركا هي الشيطان الاكبر , وإلا بماذا نفسر سقوط الرمادي بيد داعش التي تبعد عن قاعدة عين الأسد الجاثم على ترابها الأمريكان وهي تبعد كيلو مترات قليله عنها ولم تحرك ساكن أو تبدي موقفا تجاه هذا التطور الخطير في المعارك التي يخوضها الرجال.
مايميز سليماني بحديثه نحو هذه القضية توجيهه سؤال محرج لأوباما بقوله كم تبعد قاعدة عين الأسد عن الرمادي مع وجود قواتكم وطائراتكم ومع ذلك بقيتم مكتوفي الأيدي ولم تحركوا ساكنا و تعلمون علم اليقين بشاحنات النفط اليومية التي تتسرب من آبار النفط في كركوك لتباع لدوائركم المعروفة لأدامة زخم داعش بالمال والسلاح وهو رافد مهم في أدامة أمد الحرب ضد العراق وسوريا ؟؟؟
أمريكا المحرك والداعم والممول لداعش وعصابات الدمار في كلتي الدولتين سوريا والعراق, أمام الجميع شوط كبير لفضح أهدافهم وأستهداف مخططاتهم لأفشالها والعودة للغة العقل في حسابات البيدر لمن يحمي المصالح ويساند الحكومة ويدعم العملية السياسية ويديم المعارك بالخبرة والسلاح والرجال , كثيرون ينتقدون السياسة الأيرانية ويروجون لمواقف مضادة لها والنتيجة هي عكس ذلك بل ان السياسة الأيرانية اثبتت موقفها الحاسم تجاه مصالح العراق وأمنه الوطني .