يُفقد الكلامَ تأثيره، ومن مساوئ كثرة الكلام أنها قد تفقد الشخصية تأثيرها ومصداقيتها عند المستمع وذلك لأمور:
يمل السامع:
فعن الإمام علي (ع ) أن كثرة الكلام تمل السمع و( قرن الإكثار بالملل) و ( من أكثر مُلّ ) و ( كثرة الكلام تمل الاخوان) و ( كثـرة الهـذر تمل الجليس ) و( أن السامع أسرع ملالة من المتكلم ) . عنه ( عليه السلام ) : خير الكلام ما لا يمل ولا يقل، والإكثار يزل الحكيم، ويمل الحليم، فلا تكثر فتضجر، وتفرط فتهن.
وقالت جارية ابن السماك له : ما احسن كلامك لولا انك تكثر ترداده . فقال : أردده حتى يفهمه من لم يفهمه . قالت : فإلى أن يفهمه من لم يفهمه مله من فهمه .
وأطال خطيب بين يدي الاسكندر ، فزبره وقال : حسن الخطبة ليس على طاقة الخاطب ، ولكن على حسب طاقة السامع .
وأطال ربيعة الرأي الكلام ، وعنده أعرابي ، فلما فرغ من كلامه قال للاعرابي : ما تعدون العي والفهاهه فيكم ؟ قال : ماكنت فيه اصلحك الله منذ اليوم .
والمشكلة المترتبة على ملل السمع أنها تضجر السامع ( الإكثار إضجار ) فإذا تضجر تأفف وضاق صدره وعمى قلبه و ( القلب إذا أكره عمي ) وإذا عمي القلب فإنه لا يستفيد من الكلام الموجه له .
وقد ورد عن الأمير (ع): ( إحذر ممن إذا حدثته ملّـك وإذا حدثك غمك …).
يضعف معناه:
أن كثرة الكلام تؤثر على بلاغته وتنقص من معانيه، فيضعف وقعه في النفوس ، فعنه (ع) :كثرة الكلام تبسط حواشيه وتنقص معانيه، فلا يرى له أمد ولا ينتفع به أحد .