دعت المرجعية الدينية العليا في النجف الاشرف المتمثلة بآية الله السيد علي السيستاني لإقامة مشاريع البنى التحتية التي تتناسب مع حجم الزيارات المليونية ، شاكرة المساهمين في إنجاح زيارة أربعينية الإمام الحسين (عليه السلام).
قال ممثل المرجعية الدينية العليا في كربلاء المقدسة الشيخ عبد المهدي الكربلائي خلال خطبة الجمعة التي أقيمت في الصحن الحسيني المقدس أنه ” لقد تمت زيارة أربعينية الإمام الحسين (عليه السلام) ومسيرتها المليونية المباركة ، وتكللت بالنجاح الباهر ، والذي كان انعكاسا لحُسن الإدارة والتنظيم في مختلف مراسمها بفعل الجهود الطيبة والاستثنائية لمختلف الجهات التي أشرفت عليها ” .
وأضاف انه “حيث لم يسجل خرق أمني مُعتد به، إضافة إلى المستوى المقبول أو الجيد للخدمات المقدمة الزائرين”، ومن المؤكد أن “ذلك يمثل بملاحظة الظروف المعقدة والاستثنائية التي يمر بها العراق نجاحا وطنيا كبيرا لجميع المؤسسات الحكومية والشعبية والمواطنين الذين ساهموا بروح الفريق الواحد في انجاح هذه الزيارة المباركة “.
وقال الشيخ الكربلائي انه ” لابد من أن نعبر عن عميق اعتزازنا وتقديرنا وشكرنا لجميع الذين كان لهم الدور الفاعل والأساس في إنجاح هذه الزيارة ، ومنهم جموع الفضلاء ، وطلبة الحوزة العلمية الذين انتشروا في مختلف الطرق المؤدية إلى كربلاء المقدسة ؛ لتبليغ المعارف الدينية وإرشاد الزائرين ” .
كما شكر المؤسسات الأمنية بكل عناوينها ومسمياتها ، ومعها جموع المتطوعين ، حيث كان لها الدور الأكبر في النجاح الأمني للزيارة ، وخاصة الأجهزة الاستخبارية التي حالت دون وصول الإرهابيين إلى جموع الزائرين في أكثر من مكان ، وايضا مؤسسات الدولة الخدمية من الصحة ، والنقل ، والخدمات العامة ، وإدارات العتبات الدينية في النجف الاشرف ، وكربلاء المقدسة ، والكاظمية المقدسة ، والمواكب الحسينية العزائية والخدمية ، وكثير من المواطنين الذين بذلوا الغالي والنفيس .
وبين انه ” شكر خاص لجميع الزائرين الذين كان لانتظامهم الواعي في أداء مراسم الزيارة دور مهم في هذا النجاح، ولاننسى الدور المهم لوسائل الإعلام والتي أبرزت مليونية حشود الزائرين ، وما مثلته هذه الزيارة من تجسيد لمبادئ وقيم الثورة الحسينية المباركة ” .
وتابع الشيخ الكربلائي حديثه بالقول ” على الرغم من عدم توفر البنى التحتية الأساسية ، والإمكانات الضرورية لمتطلبات الزيارة للحشود المليونية من داخل العراق وخارجه ، الان أن العراقيين اثبتوا قدرة عالية في التغلب على المشاكل لتحقيق هذا النجاح الباهر من كل الجوانب الأمنية والخدمية والتنظيمية ” .
ولفت الى انه ” ما كان ذلك الا بتوفر عوامل الإخلاص ، والتنسيق ، والشعور العالي للمسؤولية ، والعمل الجماعي التضامني الذي فجر الطاقات في الكل لخدمة الجميع ، وهذا كله بالإضافة إلى الانتصارات العظيمة للقوات المسلحة والمتطوعين في جبهات القتال ضد داعش الارهابية ينبغي ان تمثل دروسا إضافية لجميع المتصدين للمسؤولية في البلد وينبههم بأنه متى ما توفرت العوامل المذكورة من الإخلاص والشعور المسؤولية الوطنية ، والتعاون بين الجميع فإنه يمكن وبكل تأكيد الخروج من الأزمات الحالية التي يمر بها العراق مهما كانت الظروف قاسية وصعبة ” .
واكد بالقول ان ” ديمومة المسيرة المليونية للزائرين بمناسبة أربعينية الإمام الحسين(عليه السلام) على الرغم من مخاطر الإرهاب والظروف النفسية الصعبة التي يمر بها المواطنون بسبب الأزمات المتتالية خلال عقود من الزمن تعطي درسا إيمانيا ووطنيا عظيما لأبناء الشعب العراقي ، فعلى الرغم من جموع الزائرين قد واجهت برجالها ونسائها وأطفالها من الأجيال الحاضرة ، ومن أسلافهم الماضيين تحديات ومصاعب كبيرة خلال سنوات طويلة، والتي تتفطر لها صخور الجبال سواء أكان على مستوى المحاربة والبطش والتنكيل من الحكام ، أو التفجيرات الإرهابية الحاصدة لأرواح الآلاف منهم خلال السنوات الأخيرة ، الان أن هذه الجموع المؤمنة بقضيتها التي ليس لها سلاح الا سلاح الايمان والولاء للإمام الحسين (عليه السلام)” .
واوضح انه ” قد استطاعت بفعل إرادتها الصلبة وعزيمتها الراسخة الاستمرار بهذه المسيرة، بل وضاعفت من ألقها ووهجها، وهذا يجعل المرء على يقين بأن هذا الشعب المضحي والصابر سينتصر على أعدائه وستنهزم عصابات داعش ويتحطم جبروتها وظلمها وطغيانها على صخرة صمود وصبر وتضحيات الأبطال في القوات المسلحة والمتطوعين والعشائر ” ، كما ان ” من المؤكد ان هذه الارادة الصلبة والعزيمة الراسخة ستكون العامل الأساس لغلبة وانتصار الشعب العراقي في معركة الاصلاح ، واقامة الحكم الرشيد ، وتخليص البلد من مجاميع الفاسدين الذين جعلوا العراق منهبا ومسلبا لنزواتهم وأطماعهم ” .
واكد الشيخ الكربلائي ان ” التزايد المضطرد من اعداد الزائرين من داخل العراق وخارجه لايتناسب مع ضعف وتواضع ما يقابله من تطور ضروري للخدمات الأساسية للزائرين ، ومن هنا يتحتم على الجهات المعنية وخاصة في الحكومة الاتحادية المزيد من الاعتناء والاهتمام ” .
وشدد على ضرورة توفير الموارد اللازمة لإقامة مشاريع البنى التحتية والخدمات العامة ، ولاسيما في مجال النقل ، وتوسعة الطرق ، وإنشاء الساحات العامة والمجمعات الصحية وغيرها من الخدمات الضرورية ، ويمكن الاستعانة بالقطاع الخاص للاستثمار في هذا المجال فإن هناك فرصة كبيرة ومساحة كبيرة لذلك، وستكون له واردات مالية تساعد ايضا على تحسن الوضع الاقتصادي للبلد ، ولابد ايضا من وجود لجنة عليا تقوم بمهام التنسيق والمتابعة ، والتنظيم لشؤون الزيارة المختلفة .