ولد في قرية الحوش الجنوبي، إحدى قرى منطقة بني منصور التابعة لقضاء المدَيْنة في محافظة البصرة عام 1955م. عاش وسط أسرة فقيرة تمتهن الزراعة وخاصة زراعة النخيل وكان طابعها الطيبة والإيمان وحب أهل البيتعليهمالسلام. كَبُر واشتد عوده بين بساتين النخيل الممتدة على طول امتداد النهر.
في عام1961م دخل المدرسة وأڪمل المرحلة الابتدائية ولم يتمكن من الاستمرار في دراسته لأنه
آثر مشاركة والده ليتحمل جزءا من أعباء مسؤولية تهيئة العيش الكريم لتلك الأُسرة.
عُرف بين أهله وأبناء منطقته بحسن السلوك، ودماثة الأخلاق، كان شابا متدينا ملتزما بتعاليم الدين الحنيف، لم تلوث فطرته أفكار حزب البعث الماسوني، الذي أخذ يبث سمومه المستقاة من مؤسسه اليهودي ميشيل عفلق، متبعا نهج النبي وأهل بيته الأطهارعليهمالسلام ذلك النهج القويم الرافض لكل أشكال الظلم.
في يوم10/1/1981م، سيق جميل مجبرا إلى خدمة الاحتياط في الجيش العراقي، حاله حال آلاف الجنود العراقيين، الذين ساقهم صدام المقبور إلى حرب الجارة إيران وشعبها المسلم، تنفيذا لأوامر أسياده، لكنه كان يتحين الفرص للخلاص منها، وقد آل على نفسه أن لايقتل مسلما لأنه كان على علم أن صداما كان معتديا في تلك الحرب.
في معركة الشوش والتي أطلق عليها الإيرانيون الفتح المبين آثر الأسر والخلاص، وذلك بتاريخ27/3/1982م، وبعد فترة أمضاها في معسكرات الأسر، أصر على مشاركة المجاهدين جهادهم ضد الطاغية، لهذا تطوع بتاريخ20/7/1987م، ضمن قوات بدر، وكُلف بواجب في كردستان العراق منطقة قرهداغ حيث شارك في العديد من العمليات الجهادية والدوريات القتالية.
نال أبوبشير شرف الشهادة يوم21/4/1988م، في عمليات طريق الحسين، أثناء الهجوم الصاعق الذي نفذه المجاهدون على معسكر (سنگاو). وسال دمه الطاهر على جبال شمال الوطن الحبيب.
ومن وصيته رحمهالله (أُوصي والدي وأهلي بالالتزام بالإسلام، وأطلب من والدي وإخواني وأخواتي، إذا سمعوا باستشهادي أن لايبكوا، ولايحزنوا، ولايلبسوا السواد، لأني اخترت طريق أبي عبدالله الذي ضحى بجميع عياله وإخوته وبني عمومته، من أجل نصرة الإسلام، وإقامة حكم الله في الأرض…).