الوقت – نفذت القوات العراقية مدعومة بقوات الحشد الشعبي عملية واسعة غرب سامراء وأُطلق على هذه العملية عمليات الإمام الهادي عليه السلام، وقد بدأت هذه العملية صباح يوم الثلاثاء الفائت وتم اليوم الإعلان عن انتهائها بعد أن حققت العديد من الإنجازات على طريق تحرير الأراضي العراقية من سيطرة تنظيم داعش الإرهابي.
كان الهدف من عمليات الإمام الهادي هو تحرير جزیرة سامراء ومناطق غرب صلاح الدين – حوض الثرثار من داعش وأكد بيان لقيادة الحشد الشعبي أن “العمليات انطلقت في تمام الساعة 6:00 من صباح اليوم الثلاثاء (الفائت)، باتجاه مناطق غرب صلاح الدين -حوض الثرثار- جزيرة سامراء، بمشاركة أغلب تشكيلات الحشد الشعبي وقوات الجيش والشرطة الاتحادية والعمليات الخاصة بمساندة طيران الجيش والقوة الجوية العراقية”.
وبعد مضي قرابة 5 أيام على بدء العمليات، استطاعت القوات العراقية تحقيق جميع أهداف العمليات العسكرية هذه، وأكدت القيادة العامة للحشد الشعبي أنه تم تحقيق جميع الأهداف في المحاور الخمسة، إذ تمكنت القوات العراقية وقوات الحشد الشعبي من السیطرة على طریق بیجي الثرثار، إضافة إلى تحرير أكثر من 50 قرية في جزيرة صلاح الدين الغربية، كما استطاعت القوات العراقية إجلاء قرابة 300 عائلة كان يحتجزها داعش وفككت عشرات العبوات الناسفة التي زرعها داعش لتأخير القوات العراقية.
وأكد قائد الشرطة الاتحادية في الجيش العراقي الفريق الركن رائد شاكر جودت أنه قد تم “إخلاء أكثر من 300 عائلة إلى الآن وحولت بالاتفاق مع محافظ صلاح الدين ومدير شرطتها وقائد عمليات صلاح الدين إلى معسكرات آمنة” وأشار جودت إلى أن “العمليات كانت نظيفة، وتم إبطال الكثير من العبوات الناسفة وتدمير الكثير من السيارات المفخخة وقتل الكثير من الإرهابيين”، وأنهت القوات العراقية العمليات العسكرية في عموم المحاور بنجاح وبدأت بفتح الطرق الرئيسة بعد أن عززت مواقعها في المناطق التي سيطرت عليها.
الإنجازات التي حققتها عمليات الإمام الهادي جعلت القوات العراقية أكثر قربًا من الموصل إذ أن القوات العراقية أنهت ما يقارب 90% من المناطق التي حررت في محافظة صلاح الدين، كما أن نجاح عمليات الإمام الهادي جعل القوات العراقية وقوات الحشد الشعبي على بعد بضع كيلومترات من الفلوجة، ناهيك عن أنه تم قطع طريق إمداد داعش الذي يصل شمال العراق بوسطه.
الإنجاز الكبير والسريع الذي حققته القوات العراقية خلال هذه العمليات لا يعني بساطة المعركة، فإلى جانب الوضع الميداني تعرضت وتتعرض القوات العراقية لضغوط سياسية كبيرة لعدم إشراك الحشد الشعبي في المعارك التي يخوضها الجيش العراقي ضد تنظيم داعش الإرهابي، وتأتي هذه الضغوط بشكل رئيسي من الرياض وأنقرة الرافضتين للدور الهام الذي يلعبه الحشد الشعبي في تحرير الأراضي العراقية من الإرهاب.
فتركيا والسعودية تدعيان أن الحشد الشعبي طائفي ولهذا يجب أن لا يسهم في تحرير المناطق السنية، وهذا الادعاء بعيد عن الواقع إذ أن الحشد الشعبي ليس شيعيًا بحتًا وهناك العديد من أبناء العشائر السنية قد انضموا إليه ليساهموا في تحرير مناطقهم، كما أن اتهام الحشد الشعبي بالطائفية هو الطائفية بعينها، وهي محاولة لإبعاد أهالي السنة عن الحشد ومنعهم من الالتحاق به، وذلك من خلال نشر الخوف في قلوبهم.
والهدف الرئيسي للسعودية وتركيا من إبعاد الحشد الشعبي هو إضعاف القوات العراقية، وذلك بهدف منع تنظيم داعش الإرهابي من الانهيار السريع، فخروج الحشد الشعبي من المعركة يعني أن قوات الجيش ستصبح أقل عددًا وهذا ما يصعب عليها فتح جبهات كثيرة ضد داعش، وسيكون بمقدور هذا التنظيم تقوية جبهاته لقلة عددها، مما يتيح له فرصة أكبر في البقاء، أما مع وجود الحشد الشعبي فالجبهات أصبحت كثيرة وممتدة بشكل يفوق قدرة تنظيم داعش الإرهابي بكثير.
المعركة التي يخوضها العراقيون ليست معركةً عسكرية فحسب، فالضغوط السياسية التي يتعرضون لها كبيرة ومتعددة، ولكن رغم هذا لا تزال القوات العراقية مستمرة في خطة تطهير البلاد من تنظيم داعش الإرهابي وإعادة الأمن والاستقرار للعراق، والشائعات التي تطلقها دول عديدة حول طائفية الحشد الشعبي ستبددها الوقائع على الأرض والتي تظهر أن جميع العراقيين يؤمنون بأن الحشد الشعبي والجيش العراقي هما ضامنان وحدة واستقلال العراق.