في إطار التطورات الأخيرة على الساحة العربية، لاسيّما اللبنانية منها، والتي تشهد حملة سعودية ممنهجة لكسر “حزب الله” كان آخرها القرار الذي صدر بالأمس من دول مجلس التعاون والذي إعتبر الحزب، بجميع قادته وفصائله والتنظيمات التابعة له والمنبثقة عنه، منظمة إرهابية، كان لنا حوار خاص مع أمين عام إتحاد علماء المقاومة و إمام مسجد القدس في صيدا “الشيخ ماهر حمود” جاء فيه:
الوقت: صنّف مجلس التعاون بالأمس حزب الله منظمة إرهابية، رغم أن الحزب يقبع في الجبهة الأمامية للدفاع عن قضية العرب والمسلمين الأولى، القضية الفلسطينية، كيف ترون هذا القرار سماحة الشيخ؟
الشيخ حمود: يأتي هذا القرار بعد سلسلة من القرارات المسيئة بحق المقاومة وبعد تحضير إعلامي لوقت طويل بثّت خلاله أجهزة الإعلام التابعة لدول مجلس التعاون أكاذيب كثيرة حول حزب الله والمقاومة تمهيداً لإتخاذ مثل هذا القرار. نحن نقول، إن مجلس التعاون الخليجي ليس له علاقة بفلسطين والقضية الفلسطينية، و ينظرون إلى الموضوع كموضوع دولي وما إلى ذلك، أي قرارات دولية و وساطة أمريكية، وبالتالي فلسطين لا تعنيهم كقضية ولا تعنيهم كإستراتيجية، هم وغيرهم تخلّوا عن فلسطين كقضية وأصبح الأمر بالنسبة إليهم جزء من التاريخ، وبالتالي لا نستطيع أن ندينهم بهذا الأمر. أنا رأيي، وإن كان هذا جزء من الحقيقة وليس كلّ الحقيقة، أنه عندما عجزت الدول الكبرى وأمريكا على رأسها بأن تصل إلى أهدافها بحصار المقاومة من خلال العقوبات التي فرضت على إيران مثلاً، ومن خلال الحرب في سوريا مثلاً، والحروب السابقة عام 2006 وقبل ذلك، عندما فشلوا رغم كل الإجراءات في أهدافهم عبر ضرب المقاومة عسكرياً وإقتصادياً وسياسياً إلى حدّ ما، وجدوا هذه الطريقة اليوم. الطريقة هي تحريض مجلس التعاون الذي تعد كلّ قراراته تكون بالتنسيق مع أمريكا أو بالتبعية لأمريكا، على إستصدار هذه القرارت التي تسعى لحصار المقاومة ولن يفلحوا بإذن الله.
الوقت: بالنسبة للهوية العربية، هناك خط إعلام خليجي يتّهم حزب الله بفقدان الهوية العربية ويتبع لإيران، أين حزب الله من الهوية العربية والعروبة التي تربينا عليها منذ نعومة أظافرنا أن تكون تحت راية فلسطين والقدس؟
الشيخ حمود: ليس هناك عروبة بدون فلسطين والقدس، وهذا الضجيج الذي رافق الحملة بإدعائهم بالإنتماء للعروبة يكتشفه الطفل الصغير. العروبة هكذا كعنوان ليست موضع فخر، والله تعالى ذمّ التفاخر بالأنساب “لا فضل لعربي على أعجمي بالتقوى”، ” كلّكم لأدام وأدم من تراب”، لكن إذا كانت العروبة تعني الشهامة العربية والمروءة والكرم وكل الصفات التي إمتحدها القرآن وكان يتحلّى بها العرب من شجاعة وكرامة ومروءة موضع إحترام بشري وتاريخي طويل، فأين هم من هذه الصفات؟ هم ينتسبون للعروبة بالمعنى السيئ، بمعنى وأد البنات وقتال داحس والغبراء وحرب البسوس، هم ينتسبون إلى هذا الجزء البشع من العروبة الذي جاء الإسلام ليحرّر العرب منه كعبادة الأصنام و وأد البنات وكثير من الصفات التي جاء الإسلام لكي يخلّص العرب والمجتمع البشري منها. عروبتهم عروبة أبي جهل وأبي لهب، والمقاومة هي عروبة محمد (ص).
الوقت: أحد الخطوط الآخرى في الإعلام الخليجي، تتهم حزب الله بالوقوف وراء تصيع وتعليب مادة الكبتاغون، وتصديرها إلى السعودية، رغم أنه في 26 تشرين الاول الماضي أُلقي القبض في مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت على الامير السعودي “عبد المحسن بن وليد” أثناء تهريبه 1900 كيلو غرام من حبوب الكبتاغون الأمر الذي يتقاطع مع التهم الأخيرة لحزب الله من قبل واشنطن بالإتجار بالمخدّرات، ما رأيكم بهذا الموضوع؟
الشيخ حمود: يريدون أن يرموا التهم التي تصيبهم ويردّوها إلى أخصامهم، وهذه لعبة مكشوفة لن تمرّ على أحد. أثبت حزب الله في قراراته الكبرى والصغرى أنه ملتزم بالأخلاق والشريعة الإسلامية، وهذا يظهر واضحاً في خطابات “السيد نصرالله” وكثير من القرارات الواضحة للعيان. الصهاينة يصدّقونه أكثر مما يصدّقون حكوماتهم مما يدل على صدقه وإستقامته، كذلك هو حزب الله. أن يتّهم حزب الله أنّه يتاجر بالمخدرات أو يصنعها أو يسلك سبيلاً غير قويم للوصول إلى أهدافه هذه لعبة مفضوحة سترتد على من أطلقها.