يوما بعد يوم تثبت حركة المقاومة الاسلامية التي نشأت منذ بداية الثمانينيات من القرن الماضي تحت اسم حزب الله وباستلهام من الثورة الاسلامية في ايران انها حركة عصية على الانكسار بل على العكس من ذلك تلعب دورا محوريا في مصير منطقة غرب آسيا.
وبغض النظر عن حرب تموز عام 2006 ونتائجها فإن حزب الله قد بدأ مرحلة جديدة في حياته في الداخل والخارج مع دخوله الى الحرب السورية وهي مرحلة لاتنحصر مسرح عملياتها في داخل لبنان بل تشمل كل منطقة غرب آسيا.
ان معركة القصير في ربيع عام 2013 كان اول اختبار جدي لحزب الله في هذا المضمار الجديد فعناصر الحزب كانوا مجبرين لاول مرة على الدخول في ارض غير معروفة بالنسبة اليهم وفي حالة هجومية وقد ادت السيطرة على القصير التي تقع قرب الحدود اللبنانية ولها اهمية استراتيجية الى وقف تقدم الجماعات المسلحة نحو لبنان.
ومنذ ذلك الحين دخلت المقاومة الاسلامية في عمليات في مناطق مختلفة من سوريا وقامت بدور حيوي في دعم الجيش السوري لمحاربة الارهاب الدولي وبات اداؤها تحت مجهر المحللين العسكريين والامنيين.
وقد قال المسؤول السابق عن طاولة لبنان في البنتاغون “اندرو اكزام” بعد معركة القصير لموقع المانيتور “اعتقد ان حزب الله قام بعمل في القصير كنا نريد نحن الامريكيون ان نقوم به في العراق وافغانستان”.
ويقول جيفري وايت وهو من المحللين العسكريين المشهورين والمقربين من المراكز الصهيونية في امريكا في تحليل حول دخول حزب الله الى سوريا “ان حزب الله منظمة تتعلم وتدرس تصرفات اعدائها وتحقق النتائج في عملياته القتالية.
وكان هذا التحليل الذي قدمه جيفري وايت قبل دخول حزب الله الى الحرب السورية لكن التقارير تشير ان دور حزب الله قد ازداد بشكل كبير بعد بدء الغارات الروسية ونظرا الى كون حزب الله منظمة غير حكومية قام بعض المحللين بتسمية التعاون بين ايران وروسيا والعراق وسوريا وحزب الله بتحالف الـ 4+1 .
ويقول الضابط السابق في جهاز التجسس الخارجي البريطاني الستر كورك الذي يعتبر من المحللين المستقلين القليلين في موقع هافينغتون بوست ” ان شجاعة تحالف الـ 4+1 يمكن ان تطرح نفسها كقطب غير غربي ناجح”.
ان تعاون حزب الله الى جانب الجيش الروسي الذي يعتبر من اقوى واكثر جيوش العالم تطورا يرفع من مكانة حزب الله بشكل كبير، ويقول المحلل العسكري والامني في موقع مؤسسة كارنيغي الكسندر كاربيل ان حزب الله اثبت انه قوة قتالية تتسم بالمرونة ولديه فكر متقدم ومن المحتمل جدا ان يكون عناصره الان يتعلمون كيفية جمع المعلومات والتخطيط للعمليات وتنفيذها من جيش يعتبر من الجيوش العالمية الكبرى، ان العمل الى جانب الضباط الروس يعتبر طريقة مطمئنة لحزب الله لدعم استراتيجيته العسكرية وان التقارير تفيد بوجود غرفتي عمليات مشتركة بين حزب الله والروس على الاقل في اللاذقية ودمشق.
واعرب هذا المحلل الغربي عن قلقه من التأثير طويل الأمد لتعامل حزب الله والجيش الروسي قائلا: ان حزب الله متجدد يتمتع بعقلية هجومية ويقدر على تنفيذ عمليات معقدة يمكن ان يوجه ضربات قوية للجيش الاسرائيلي في حدود لبنان الجنوبية ومن الممكن ان يسعى حزب الله الى النفوذ حتى الى داخل اسرائيل كما فعلت حماس في حرب عام 2014 لكن بقوة اكبر”.
اما الخبراء والمسؤولون الامنيون والعسكريون الاسرائيليون فهم بدورهم ايضا يذعنون بزيادة قدرات حزب الله وخبراته بسبب خوضه للحرب السورية وقد ملئت وسائل الاعلام الاسرائيلية من تقارير الخبراء وتصريحات المسؤولين الاسرائيليين الذين يدرسون اداء حزب الله من مختلف الزوايا وجميعهم يعتقدون ان دخول حزب الله الى الحرب في سوريا زاد من قدرات الحزب.
وفي هذا السياق يقول المحلل في صحيفة هآرتص الاسرائيلية عاموس هرئيل “ان الجيش الاسرائيلي ينظر الى حزب الله كجيش من جميع الزوايا”.
ويبدو ان قادة حزب الله ايضا علی علم بهذه الحساسية الاسرائيلية وقد قال الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله مؤخرا ان الاسرائيليين لايستطيعون منع انفسهم عن التحدث عن قدرات حزب الله.