افتتح في بيروت مؤتمر “العرب وإيران في مواجهة التحديات الإقليمية: الفرص، وآفاق الشراكة” بحضور عدد من الشخصيات السياسية والاعلامية.
حفل الافتتاح تحدث فيه رئيس الجامعة اللبنانية عدنان السيد حسين الذي أكد على ضرورة أن يكون الاستقرار الأمني في العلاقات العربية الإيرانية هو الأساس، داعياً إلى الارتقاء إلى فكرة بناء الدولة الحديثة لنستطيع بناء نظام إقليمي مستقر.
بدوره استعرض ناشر جريدة السفير طلال سلمان الواقع الإيراني والواقع العربي فرأى “أن العرب أشتات لا تجمعهم جبهة واحدة في حين أن إيران أمة في دولة واحدة ذات قرار واحد، وبالتالي فإن الحديث عن العرب كوحدة سياسية لها قرار واحد، كما إيران، في مواجهة التحديات الإقليمية، فيه من التمني ما يتجاوز الواقع “.
وتابع “ليس سراً أن أنظمة عربية عديدة تفضل المواجهة مع إيران على مواجهة التحديات المفروضة عليها، فتلجأ إلى الأسلحة المحرمة كاعتماد المذاهب بدلاً من الدين وصولاً إلى استعادة الخلافات المذهبية واستخدامها سلاحاً سياسياً ضد إيران. ويدخل ضمن هذا السياق طمس هوية الصراع مع العدو الحقيقي لجميع العرب والمسلمين والمسيحيين وهو العدو الإسرائيلي”.
لكن سلمان رأى أن “العرب ليسوا وحدهم المسؤولين عن الواقع غير الصحي للعلاقات العربية – الإيرانية، بل إن سلوك بعض الجهات والهيئات الإيرانية، الرسمية أو شبه الرسمية، قد سقطت في غواية التبشير بالمذهب في بعض البلدان العربية”.
ودعا إلى الصراحة والصدق في مواجهة أسباب الفرقة والتباعد بين هاتين الأمتين العظيمتين، مشيراً إلى “أن التلاقي بينهما يكتب صفحات مجيدة في التاريخ الإسلامي في الحاضر والمستقبل كما في الماضي”.
أما الوزير السابق شربل نحاس فاعتبر خلال مداخلته أن “إيران هي دولة أما العرب فهم مجموعة من البشر المختلفين”. وتحدث عن العلاقات اللبنانية والإيرانية المشتركة فرأى “أن مصالحهما على الساحة الإقليمية كبيرة جداً، داعياً إلى بناء دولة لبنانية حديثة”.
إلى ذلك اعتبر الخبير الاستراتيجي مسعود أسد اللهي من إيران، “أن رؤیة السعودیة تجاه المنطقة وإمكانیاتها المالیة ونفوذها المذهبي وتحالفها مع الولایات المتحدة و”إسرائیل”، هم المعرقل الرئیس والتحدي الأساس في العلاقات العربیة- الإيرانیة في الوقت الراهن” مشيراً إلى أنه “لا يمكن تطبیع العلاقات بین السعودية وإيران في الظروف الراهنة بسبب التعنت السعودي”. وشدد على على وجوب محاولة تخفیف وإزالة التوتر قدر الإمكان لمنع ذرائع السعودیة في خلق فتنة مذهبیة.
ودعا إلى “الترکیز الدائم علی القضیة الفلسطینیة کقضیة مرکزیة عند شعوب المنطقة منعاً للكیان الصهیوني والولایات المتحدة في استغلال الخلافات الإسلامیة- الإسلامیة”.
كما دعا إلى تعزیز موقع مصر في العالم العربي، ودعم النظام في سوریا وحفظ وحدة أراضيها، إضافة إلى تعزیز ودعم محور المقاومة في المنطقة.
المؤتمر يستمر ثلاثة أيام ويشارك فيه أكثر من خمسين محاضراً من إيران ودول عربية عدة، يتناولون العلاقات العربية الإيرانية ضمن ثلاثة محاور خلال عشرة جلسات على مدى ثلاثة أيام، تعالج المخاطر والتحديات الراهنة في البيئة الإقليمية، إضافة إلى الاشكاليات والمقاربات المتبادلة، وصولاً إلى محاولة تكوين فهم مشترك للمبادئ والقيم المشتركة والقضايا الجامعة التي يمكن الانطلاق منها في رسم معالم التسويات وتحديد أشكال التعاون والتضامن بين دول المنطقة ومكوناتها وجماعاتها.