الرئيسية / تقاريـــر / مع الإمام الخامنئي – في مواجهة الاستكبار

مع الإمام الخامنئي – في مواجهة الاستكبار

إنّ سالك طريق الله – وفي أي نوع من السلوك – حين يتحرّك نحو المُثُل والأهداف الإسلاميّة المتعدّدة والمتنوعّة، ينبغي له أن يستخدم أساليب متنوّعة للوصول إلى المقصد. ﴿وَمَن يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلاَّ مُتَحَرِّفاً لِّقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاء بِغَضَبٍ مِّنَ اللّهِ ﴾(الأنفال: 16) لأنّ كلّ نوع من أنواع الحركة – سواء إلى الأمام أو إلى الخلف – هو كميدان الحرب العسكرية، ينبغي أن تكون وجهته الوصول إلى الأهداف المحدّدة أولاً. فالمشرفون، والهداة، والمفكّرون، والمسؤولون المعنيّون يحدّدون المراحل، ويصنعون الأهداف، وتبدأ الحركة الجماعيّة بحيث يسعى الجميع في كل حركة من كل مرحلة، لإيصالها إلى هدفها.

*النظام الإسلامي مسالم للشعوب
لقد تعلّمنا درساً من القرآن، ومن نبي الإسلام ومن أمير المؤمنين: ﴿إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ﴾ (النحل: 90) العدالة، والإحسان وفعل الخير. قال أمير المؤمنين إنه يجب أن نحسن للجميع فهُم “إمّا أخ لك في الدين وإما نظير لك في الخلق“(1)، هذا هو منطق الإسلام. إننا نريد أن نخدم جميع الناس ونريد إقامة علاقات صداقة ومحبة مع كل الشعوب، لا عداء لنا إلّا مع الاستكبار، وعداوة نظام الجمهورية الإسلامية هي مع الاستكبار.

فالاستكبار مصطلح قرآني استخدم في القرآن لأمثال فرعون والمجموعات الشريرة والمعادية للحق والحقيقة لذلك نحن نخالف الاستكبار ونحاربه. لقد كان الاستكبار موجوداً في جميع العصور وحتى اليوم؛ لذا علينا أن نعرف الاستكبار وخصوصياته وأسلوب عمله وتوجّهاته كي نحدد أسلوب عملنا في مقابله بشكل حكيم. وهذا يتطلّب منا العمل بدراية وحِكمة في جميع الميادين وجميع مجالات التخطيط والبرمجة والتوجّهات الفردية والجماعيّة.

*مؤشرات الاستكبار

إن تصرفات النظام الاستكباري في العالم المعاصر تشترك في الكثير من المسائل مع ما حدث في القرون الماضية من قبل الاستكبار القديم. ومن هذه المسائل والخصوصيات:
1 – حق التدخل:
إحدى خصوصيات النظام الاستكباري هي “رؤية النفس أفضل من الآخرين”. المجموعات الاستكبارية، أو الأشخاص الذين هم على رأس بلدٍ ما أو على رأس نظامٍ عالميٍ مُهيمنٍ على القرار، عندما ترى أنها أفضل من باقي الناس وباقي المجموعات، أو تعتبر نفسها محوراً وأنّ كلّ ما سواها هو فرع لأصلها، تظهر معادلة خاطئة وخطيرة في العلاقات العالمية, لأن أحداً ما عندما يرى أنه الأفضل وأنه هو المحور والأصل، فإن النتيجة ستكون أن يرى لنفسه الحقَّ في التدخل في شؤون باقي الناس وسائر الشعوب، ويرى أن على الجميع أن يسلّموا به ويقبلوه ويحنوا له الرقاب. وإذا اعتبر قيمةً لشيء ما، ولم يقبله الآخرون، فإن هذا يعطيه حقّاً بالتدخل في شؤونهم، ويلزمهم ما يريده بالقوة. رؤية النفس أفضل من الآخرين تبعث على الادعاء بتولّي أمور الشعوب وادعاء إدارة العالم. وهذا ما يجعلهم يتعاملون مع الشعوب المستقلّة وكأنها لاحق لها بالحياة. إن رؤية النفس أفضل من الآخرين، هي أساس وأكبر مشكلة لدى الاستكبار.

2 – عدم قبول الحق:

ومن الخاصية السابقة، تتفرّع خصوصيّة أُخرى للاستكبار هي: عدم قبول الحق، فلا يقبل كلام الحق ولا حق الشعوب. [هناك] رفض مطلق للحق. يسمع الاستكبار الحق ولكنه لا يرضخ له، وهذه إحدى خصوصياته. كذلك لا يقبل بأنّ للشعوب حقوقاً، أن تختار وأن تنتخب من تريد وما تريد من حركة أو توجّه اقتصادي أو اتخاذ موقف سياسي تريده. لا يقرّ الاستكبار بهذا للشعوب، بل يعتقد بالفرض عليها.

3 – اعتبار الجرائم مسموحاً بها:

من خصائص الاستعمار والاستكبار الأخرى، اعتبار الجرائم مجازةً ومسموحاً بها ضد الشعوب والأفراد واللامبالاة تجاهها. هم لا يرون أي قيمة لروح الإنسان – الذي ليس معهم ويتبعهم ولا يسلّم لهم – والأمثلة على هذا كثيرة وإلى ما شاء الله!

4 – السلوك المنافق والمخادع:

إحدى خصوصيات الاستكبار وهي من ميزاته: الخداع والسلوك المنافق، حذارِ من ذلك. هم يسعون دائماً في إعلامهم إلى تبرير جرائمهم! هذا النظام الاستكباري الذي يريد السيطرة على الشعوب، يستخدم هذا الأسلوب بشكل عادي ورائج في جميع أبعاد حياته، أسلوب تبرير الجريمة وإلباسها لباس الخدمة.

*مقابل الاستكبار
النظام الإسلامي يقف في مواجهة استكبارٍ لديه هكذا خصوصيات. النظام الإسلامي ليس في مقابل الشعوب والناس، بل في مقابل الاستكبار. وهكذا كان الوضع من زمن إبراهيم الخليل عليه السلام والنبي نوح والأنبياء العظام عليهم السلام ونبي الإسلام صلى الله عليه وآله وسلم وحتى يومنا هذا: جبهة الحق في مقابل الاستكبار. لأن الاستكبار بما لديه من الخصوصيّات التي ذكرناها غير قادر على تحمّل “نظام إسلاميّ“.

شاهد أيضاً

مع اية الله العظمى الامام الخامنئي والاحكام الشرعية من وجهة نظره

رؤية الهلال س833: كما تعلمون فإن وضع الهلال في آخر الشهر (أو أوّله) لا يخلو ...