أذكّر أعزائي المضحين من جرحى الحرب المفروضة الحاضرين في هذا المحفل بهذه النقطة وهي: أن كل ما نهب في سبيل الله هو ذخر لنا، ويعود نفعه في الحقيقة إلى ذات كل شخص، وأن كل ما نحاول الإحتفاظ به لن يبقى لنا في الواقع، وشأنه كسائر الأشياء في الدنيا، كلها إلى زوال وفناء، وإني لأعتقد بذلك إعتقاداً راسخاً لا تشوبه في .ذهني شائبة
قد ذكر التاريخ أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ذبح شاة، فحضر بعض الفقراء والمساكين وطلبوا من لحمها، وراح النبي يهب من لحمها للفقراء حتى لم يبق منها سوى كتف، فحمله رسول الله إلى عياله، فقالت إحدى أزواجه: لم يبق لنا من الشاة غير كتفها؟ فأجاب النبي بما مضمونه: كلا! لقد حِزناها ولم نفقد سوى كتفها لأننا طعمناها، وما أنفقناه هو الذي يبقى لنا.. واعلموا أن ما وهبتم من أبدانكم وأعضائكم في سبيل الحرب والبناء وخدمة عباد الله والسعي من أجل الآخرين، وسائر أعمال الخير قولاً وعملاً، له ثوابه؛ وكلما كان العمل كبيراً كان أجره مضاعفاً[2].