الرئيسية / الشهداء صناع الحياة / الشهيد كاظم منذور فتح علي القطبي – 136 أبو علي الجعفري

الشهيد كاظم منذور فتح علي القطبي – 136 أبو علي الجعفري

في كنف والد غاية في التدين والالتزام بأحكام الشرع عاش الشهيد فترة الطفولة ثم توفي الوالد رحمه‌الله وبقي يتيمًا منذ صباه فعوضته والدته بالحنان، والعاطفة، إلى ان بلغ أشده واستوى شاقًّا طريقه بين الرجال الرساليين.
ولد كاظم في عام 1954م في مدينة الكوت وفي محلة السيد حسين التي محاها النظام من جغرافيا العراق لأنها كانت مسرحًا للتحرك الإسلامي والتجمعات الحسينية.
أكمل دراسته الابتدائية والمتوسطة والإعدادية في منطقته، وفي عام 1972م عمل موظفًا في إحدى الدوائر الحكومية التابعة إلى وزارة الري.
عرف بنشاطه الإسلامي، ووعيه الرسالي، وأدبه العالي، وعلاقاته الواسعة مع المجتمع، ولهذا تعرض إلى السجن والتعذيب ثلاث مرات بتهمة الانتماء إلى حزب الدعوة الإسلامية، ولشدة الضرب والتعذيب تمّزّق جلد ظهره وساقيه.
في عام 1979م شارك مع جموع البيعة التي جاءت من كافة أنحاء العراق لمبايعة الشهيد محمد باقر الصدر قدس‌سره وظلَّ وفيًّا لبيعته حتى النفس الأخير.
بعد إطلاق سراحه من الاعتقال الأخير في بداية عام 1982م، حاول الخروج من أرض الوطن ثلاث مرات عن طريق شمال العراق للخلاص من ملاحقة أعداء الدين، لكنه لم يفلح بسبب الظروف القاسية التي تعترض طريقه.
في عام 1982م استدعي إلى خدمة الاحتياط في الجيش العراقي، وسيق إلى إحدى المعسكرات في منطقة كليجو التابعة إلى محافظة ديالى ثم نقل إلى معسكر تدريب تكريت، واستغل تواجده في تلك المناطق للتنسيق مع بعض الأخوة الكرد لمساعدته على الخروج من أرض الوطن والإفلات من ملاحقة عناصر جهاز استخبارات الجيش له.
بتاريخ 08/09/1983م، خرج مهاجرًا إلى أرض الجمهورية الإسلامية بعد معاناة ومحن ليبدأ صفحة جديدة من المواجهة مع نظام العفالقة، يكون فيها أكثر حرية في التحرك المسلح.
لم يفكر كاظم في أرض المهجر بأي عمل غير الجهاد في سبيل الله وحتى انه عزف عن الزواج مفضلًا حمل السلاح والتنقل من موقع جهادي إلى موقع جهادي آخر.
التحق بقوات بدر بتاريخ 18/10/1983م ضمن الدورة الرابعة — دورة الشهيد أبي‌رحيم دلو— التي أقيمت في معسكر الشهيد الصدر وعندما شاهد جموع المجاهدين كادت روحه تطير فرحًا بما كان يحلم به وكأن صور الشهداء من رفاق الدرب( ) عادت أمامه بأبدان قوم آخرين. بعد انتهاء الدورة التدريبية انضم إلى فوج الشهيد الصدر ليكون جنديًّا مطيعًا لآمريه في سرية الجهاد.
اشترك في عمليات تحرير مخفر الترابة في هور الحويزة بتاريخ 11/03/1985م ثم في عمليات القدس التي نفذت بتاريخ 23/07/1985م للسيطرة على النصف الجنوبي لبحيرة أم النعاج حيث كان دوره مشهودًا، ثم كلف بواجب حماية تهلة( ) أم حيلين من هجمات العدو المضادة، فسقطت بقربه رشقة قذائف مدفعية مزقت شظاياها جسده الشريف ليرحل إلى ربه شهيدًا بتاريخ 25/07/1985م ولسانه يلهج بذكر الله وذكر إمامه الحسين عليه‌السلام موصيًا المجاهدين بالثبات على الخط، ومواصلة درب الجهاد حتى النصر أو الشهادة.
شيع جثمانه الطاهر في قم المقدسة ودفن في مقبرة الشهداء فيها( ).
من وصيته رحمه‌الله:
قد هيأت نفسي للشهادة في سبيل الله لأن الشهادة هي الوسيلة الوحيدة التي يمكن ان أروي بها عطشي، فآن الأوان استقبلها بصدر رحب، فالشهادة لي أحلى من العسل، وأنا على يقين إنّ أفضل خدمة يمكن ان أقدمها إلى الإسلام العزيز هي أن أفديه روحي.
سلام عليه يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حيًّا