الرئيسية / بحوث اسلامية / وصايا الآباء للابناء

وصايا الآباء للابناء

الأثر الخالد في الولد والوالد

وصايا الآباء للابناء

من حق الولد على الوالد أن يوصيه بما ينفعه ويرشده ويأدبّه ، كي لا يكون عضوا فاسدا في المجتمع وعالة وكلاّ عليه ، ولكي يكون بعده احد الثلاثة الذين يخلف بهم المرء وهو الولد الصالح ، ولو صلح الولد لكان عاملا مهمّا في جلب الرحمة لوالديه بعد الموت ، وهذا هو المطلوب .
1 ـ اوصى حكيم ولده فقال : يا بني احذر خصلة واحده تسلم ، واتبع خصلة واحدة تغنم : لا تدخل مداخل السؤ تتهم ، واشكر تدم لك النعم واعلم أن العز في خصلة واحدة ، وهي طاعة الله ، والذل في خلصة واحدة ، وهي معصية الله ، والغنا في خصلة واحدة وهو الرضا بقسم الله ، والفقر في خصلة واحدة ، وهي استقلال نعم الله ، والناس يا بني يتفاضلون بشيء واحد وهو العقل ، ويتميزون بشيء واحد وهو العلم ، ويفوزون بشيء واحد وهو العمل ، ويسودون بشيء واحد وهو الحلم . فعليك يا بني في دينك بشيء واحد وهو الازدياد ، وفي دنياك بشيء واحد وهو الاقتصاد . معدن الجواهر ص 24 .
2 ـ قال لقمان لا بنه : يا بني أنهاك عن شيئين ، عن الكسل والضجر ، فانك اذا كسلت لم تؤدي حقا ، واذا ضجرت لم تصبر على حق . معدن الجواهر ص 27 .


(40 )

3 ـ أوصى حكيم ولده فقال : يا بني ان آردت الخلاص فعليك بشيئين : لا تضع ما عندك الاّ في حقه ، ولا تأخذ ما ليس لك الاّ بحقه . تحصّن يا بني من الساعي عليك بشيئين : بالمداراة وحسن المعاشرة ، فانك لا تعدم احد شيئين : اما صداقة تحدث بينكما بؤمنك شره ، واما فرصة تظفرك به . معدن الجواهر … باب ذكر ما جاء في اثنين ـ ص 29 .
4 ـ وصية أخرى : يا بني احفظ عنّي ثلاثة : وقّر أباك تطل ايامك ، وقّر امك ترى لبنيك بنينا ، ولا تحد النظر الى والديك فتعقهما . معدن الجواهر ص 37 .
5 ـ واعلم يا بني : أن الايام ثلاثة : أمس : يوم ماضي كأن لم يكن ، وغد : يوم منتظر كأن قد أتى ، واليوم : مقيم بغنيمة الا كآيس لتزود الخيرات وتقطعه الفجرة بالأماني ، مع أنها ليست ايام ولكنها ساعات ، وليست ساعات ولكنها اوقات أقل من ارتداد الطرف . معدن الجواهر ص 37 .
6 ـ واعلم ان الناس في الدنيا بين ثلاثة احوال حسنات وسيئات ولذات ، وفي الآخرة بين ثلاثة احوال درجات ودركات ومحاسبات ، فمن عمل في الدنيا بالحسنات نال في الآخرة الدرجات ، ومن ترك في الدنيا السيئآت نجى في الآخرة من الدركات ، ومن هجر في الدنيا اللـذات خلص في الآخرة من المحاسبات … معدن الجواهر … باب ذكر ما جاء في ثلاثة . ص 37 .


(41 )

7 ـ واعلم يا بني : ان انصف الناس من جمع ثلاثا : تواضعا عن رفعة وزهداً عن قدرةِ ، وانصافاً عن قوةٍ . وعليك بالقنوع ، ففيه ثلاث خلال : صيانة النفس ، وعز القدر ، وطرح مؤن الاستكبار . ولاتضع المعروف الى ثلاثة : اللئيم فانه بمنزلة السبخة ، والفاحش فانه يرى أن الذي صنعت اليه انما هو مخافة الفحشة ، والاحمق فانه لا يعرف ما اسديت اليه … ( نفس المصدر ) .
8 ـ واعلم أن الشكر ثلاث منازل : هو لمن فوقك بالطاعة ، ولنظيرك بالمكافأة ، ولمن دونك بالافضال … ( نفس المصدر ) .
9 ـ لا تطلب حاجتك يا بني من ثلاثة : لا من كذاب فانه يقربها بالقول ويباعدها بالفعل ، ولا من احمق فانه يريد أن ينفعك فيضرّك ، ولا ممن له أكلة من جهة رجل فانه يؤثر اكلته على حاجتّك … ( نفس المصدر ) .
10 ـ اياك يا بني والكذب ، فان المرء لا يكذب الاّ من ثلاثة اشياء : اما لمهانة نفسه ، او لسخافة رأيه او لغلبة جهله … ( نفس المصدر ) .
11 ـ واحذر مشاورة ثلاثة : الجاهل . والحاسد . وصاحب الهوى … ( نفس المصدر ) .
12 ـ واعلم أن ثلاثة أفضل ما كان لاغناء بهم عن ثلاثة : احزم ما يكون الرجل لا غنى به عن مشاورة ذوي الرأي ، وأعف ما تكون المرأة لاغنى بها عن الزوج ، واوفر ما تكون الدابّة لا غنى تها عن الوسط … ( نفس المصدر ) .


( 42 )

13 ـ ثلاث هن للكافر مثل ما هن للمسلم : من استشارك فانصح له ، ومن ائتمنك على أمانة فأدها اليه ، ومن كان بينك وبينه رحم فصلها … معدن الجواهر ص 38 .
14 ـ قال عليه السلام عند وفاته لولده الحسن عليه السلام : يا بني احفظ عني اربعا : قال عليه السلام : و ما هن يا ابتي ؟ قال : اعلم أن اغنى الغنى العقل ، واكبر الفقر الحمق ، واوحش الوحشة العجب ، واكرم الحسب حسن الخلق … الجواهر ص 42 .
15 ـ اوصى حكيم ولده فقال : خذ يا بني بأربعة واترك اربعة . فقال : وما هن ؟ فقال : خذ حسن الحديث اذا حدثت ، وحسن الاستماع اذا حدثت ، وأيسر المروئة اذا خولفت ، وبحسن البشر اذا لقيت . واترك محادثة اللئيم ، ومنازعة اللجوج ، ومما راه السفيه ، و مصاحبة الماقت .
وحذر اربع خصال فثمرتهن اربع مكروهات : اللجاجة والعجلة والعجب والشره ، فأما اللجاجة فثمرتها الندامة ، وأما العجلة فثمرتها الحيره ، وأما العجب فثمرته البغضة ، وأما الشره فثمرته الفقر .
وكن من اربعة على حذر : من الكريم اذا اهنته ، ومن العاقل اذا أهجته ، ومن الاحمق اذا مازجته ، ومن الفاجراذا صاحبته .
واحتفظ من اربع نفسك تأمن ما ينزل بغيرك : العجلة ، واللجاج ، والعجب ، والتواني .


( 43 )

واعلم انه من اعطى اربعة لم يمنع اربعا : من اعطى الشكر لم يحرم المزيد ، ومن اعطى التوبة لم يحرم القبول ، ومن اعطى الاستخارة لم يمنع الخيرة ، ومن اعطى المشوره لم يمنع الصواب … معدن الجواهر ص45 .
16 ـ يا بني توق خمس خصال تأمن الندم : العجلة قبل الاقتدار، والتثبط مع سقوط الاعذار ، واذاعة السّر قبل التمام ، والاستعانة بالحسدة وأهل الفساد، والعمل بالهوى وميل الطباع … معدن الجواهر ص 52 .
17 ـ قال لقمان : يا بني احثك على ست خصال ليس منها خصلة الا تقّربك الى رضوان الله تعالى وتباعدك من سخطه : الأوله ان تعبد الله لا تشرك به شيئا ، الثانية الرضا بقدر الله تعالى فيما احببت او كرهت والثالثة تحب في الله وتبغض في الله ، والرابعة تحب للناس ما تحب لنفسك ، والخامسة كظم الغيظ والاحسان الى من اساء اليك ، والسادسة ترك الهوى ومخالفة الردى … معدن الجواهر ص 55 .
18 ـ ستة تحتاج الى سته اشياء : حسن الظن يحتاج الى القبول ، والحسب يحتاج الى الأدب ، والسرور يحتاج الى الامن ، والقراتة تحتاج الى الصداقة ، والشرف يحتاج الى التواضع ، والنجدة تحتاج الى الجد … معدن الجواهر ص 55 .
19 ـ اوصى حكيم ولده فقال : يا بني اعلم ان اصعب ما على الانسان


( 44 )

ستة اشياء : ان يعرف نفسه ، ويعلم عيبه ، ويكتم سره ، ويهجر هواه ، ويخالف شهوته ، ويمسك عن القول فيما الا يعنيه … نفس المصدر .
20 ـ ست خصال لا يطيقها الا من كانت نفسه شريفة : الثبات عند حدوث النعمة الكبيرة ، والصبر عند نزول الرزية العظيمة ، وجذب النفس الى العقل عند دواعي الشهوة ، ومداومة كتمان السّر ، والصبر على الجوع ، واحتمال الجار … نفس المصدر .
21 ـ وأعلم أن النبل في ستة اشياء : مؤاخاه الأكفاء ، ومـداراة الأعداء ، والحذر من السقطة ، واليقظة من الورطة ، وتجرع الغصّة ، ومعالجة الفرصة … نفس المصدر .
22 ـ وأعلم ان السخي من كانت فيه ست خصال : أن يكون مسـروراً ببذله ، متبرعا بعطائه ، لا يتبعه منّا ولا أذى ، ولا يطلب عليه عوضا من دنيا ، يرى أنّه لما فعله مؤدّ له فرضا ، ويعتقد أن الذي يقبل عطاءه قاضي له حقا … نفس المصدر .
23 ـ فأما حق النعمة عليك فتشتمل على ست خصال : المعرفة بها ، وذكر ما يناسي منها عندك ، ومعرفة موليها ، وأن ينسبها اليه ، وأن يحسن لباسها ، وأن يقابل مسديها بالشكر عليها … نفس المصدر .
24 ـ وأوصيك يا ولدي بست خصال فيها تمام العلم ونظام الادب : الأولى : ألاّ تنازع من فوقك ، والثانية :ان لا تتعاطى ما لا تنال . الثالثة :


( 45 )

أن لا تقول ما لا تعلم , الرابعة : أن لا يخالف لسانك ما في قلبك . الخامسة أن لا يخالف فولك فعلك ، السادسة : أن لا تدع الأمر اذا اقبل وان لا تطلبه اذا أدبر … نفس المصدر .
25 ـ واحذر العجلة فان العرب كانت تسميها أمّ الندمات ، وذلك ان فيها ست خصال : يقول صاحبها قبل أن يعلم ، ويجيب قبل ان يفهم . ويعزم فبل ان يفكر ، ويقطع قبل ان يقدر ، ويحمد قبل أن يجرّب ، و يذ قبل ان يحمد وهذه الخلال لا تكون في أحد صحب الندامة وعدم السلامة … نفس المصدر .
26 ـ واعلم ان ستة اشياء ينفين الحزن : استماع العلم ، ومحادثة الاصدقاء ، والمشي في الخضرة ، والجلوس على الماء الجاري ، والتأسّي بذوي المصائب ، وحمرالايام … نفس المصدر .
27 ـ وستة اشياء من مات فيها قابل نفسه : من أكل طعاما قد اكله مرارا فلم يوافقه ، ومن أكل طعاما فوق ما تطيقه معدته ، ومن أكل قبل أن يستبرء ما أكل ، ومن رأي بعض اخلاط جسده قد هجم بهيجان ووجد لذلك دلائل فلم يستدركها بالادوية المسكنة ، وأن اطال حبس الحاجه اذا هاجت به ، ومن اقام بالمكان الوحش وحده … نفس المصدر .
28 ـ واعلم أن من رضى بستة اشياء صفت له دنياه وصح له دينه : من رضى ببلده ، ومنزله ، وزوجته ، ومعيشته ، وما قسم الله له من رزقه ، وما يقضيه الله عليه ان آلمه خالف أمله … معدن الجواهر ص 57 .


( 46 )

باب ذكرما جاء في ستة .
29 ـ اوصى حكيم ولده فقال : اعلم يا بني أنه لاخير في سبعة الاّ بسبعة : لا خير في قول الاّ بفعل ، ولا في منظر الا بمخبره ، ولا في ملك الاّ بجود ، ولا في صداقة الاّ بوفاء ، ولا في فقه الاّ بورع ، ولا في عمل الاّ بنيّة ، ولافي حياة الاّ بصحةٍ وأمن … معدن الجواهر ، ص 60 ، باب ذكرما جاء في سبعة .
30 ـ واعلم أن سبعة اشياء تؤدي الى فساد العقل : الكفاية التامة والتعظيم ، والشرف ، واهمال الفكر ، والأنفة في التعليم ، وشرب الخمر ، وملازمة النساء ، ومهالطة الجهال … نفس المصدر ص 61 .
31 ـ وسبعة اشياء يا ولدي لا تحسن بك أن تهملهن : زوجتك ما وافقتك ، ومعيشتك ما كفتك ، ودارك ما وسعتك ، وثيابك ما سترتك ، و دابتك ما حملتك ، وصاحبك ما انصفك ، وجليسك ما فهم عنك … نفس المصدر .
32 ـ وليس صديقك صديقك الأ في سبعة اشياء : في اهلك ، و ولدك ، وعلتك ، ونكبتك ، وغيبتك ، وقلتك ، وبعد وفاتك … نفس المصدر .
33 ـ اوصى حكيم ولده فقال : تحصّن يا بني من ثمان بثمان : بالعـدل في المنطق من ملامة الجلساء ، وبالروية في القول من الخطاء ، وبحسن


( 47 )

اللفظ من البذاء ، وبالانصاف من الاعتداء ، وبلين الكنف من الجفاء وبالتودد من ضغائن الاعداء ، وبالمقاربة من الاستطالة ، الى آخره … معدن الجواهر ، ص 65 ، باب ذكر ما جاء في ثمانية .
34 ـ واعلم ان من كان منه ثمانية كان له من الله ثمانية : من اتقى الله تعالى وقاه ، ومن توكل عليه كفاه ، ومن اقرضه وفاه ، ومن سأله اعطاه ، ون عمل بما يرضيه رضاه ، ومن صبر على محارمه حباه ، ومن انفق في سبيله جازاه . الاخيرة لاتوجد في الاصل … نفس المصدر .
35 ـ وثمانية اشياء لا تنفع الاّ بثمانية : لا العقل الاّ بالورع ، ولا الحفظ الاّ بالعمل ، ولا شده البطش الاّ بقوه القلب ، ولا الجمال الاّ بالحلاوة ، ولا السرور الاّ بالأمن ، ولا الحسب الاّ بالأدب ، ولا الحفظ الاّ بالكفاية ، ولا المروّة الا بالتواضع … نفس المصدر .
36 ـ اوصى حكيم ولده فقال : اعلم يا بني أن العجب لتسعة اشياء : لمن عرف الله تعالى ولم يطعه ، ولمن رجا ثوابه ولم يعمل ، ولمن خاف عقابه ولم يحترز ، ولمن عرف شرف العلم ورضى لنفسه بالجهل ولمن صرف جميع همته الى عماره الدنيا مع علمه بفراقه لها ، ولمن عرف الآخرة وخرب مستقّره منها مع علمه بانتقاله اليها ، ولمن جرفي ميدان امله وهو لا يعلم متى يعثر بأجله ، ولمن غفل عن النظر في عواقبه وهو يعلم أنه لا يغفل عنه ، ولمن يهنيه في دار الدنيا عيشه وهو لا يداري الى ما يصير أمره … معدن الجواهر ، ص 69 ، باب ما جاء في تسعة .
37 ـ يا بني عليك بتسع خلال تسد في الناس وهو : العلم ، و


( 48 )

الادب ، والفقه ، والعفة ، والامانة ، والوقار ، والحزم ، والحياء ، والكرم ، وهي عشرة من الاصل … نفس المصدر .
38 ـ يا بني صن بسعة بتسعة : صن عقلك بالعلم ، وجهلك بالحلم ، ودينك بمهالفة الهوى ، ومروتك بالعفاف ، وعرضك بالكرم ، ومنزلتك بالتواضع ، ومعيشتك بحسن التكسب ، ونهضتك بترك العجب ، ونعم الله تعالى عليك بالشكر … نفس المصدر .
39 ـ واعلم يابني أن الحكماء ما ذموا شيئا ذمهم لتسع : الكذب والغضب الجزع والحسد ، والخيانة ، والبخل ، والعجلة ، و سوء الخلق والجهل ,
ولامدحوا شيئاً مدحهم لتسع : الصدق ، والحلم ، والصبر، و الرضا بالقسم ، والوفاء ، والكرم والتأيد ، وحسن الخلق ، والعلم … نفس المصدر .
40 ـ واحذر يا بني مشاورة تسعة فان الرأي منهم عازب : البخيل الجبان ، والحريص ، والحسود ، وذي الهوى ، والكثير القصود مع النساء ، ومعلم الصبيان ، والمبتلي بامرأة سليطة . نقصت واحده وهي من الاصل … معدن الجواهر ، باب ذكر ما جاء في تسعة ص 69 .
41 ـ اوصى حكيم ولده فقال : يا بني اوصيك بعشرة : لا تستكثر من عيب ، فانه من اكثر من شيء عرف به ، ولا تأسف على اثم ، فانه شيء وقيته واقلل مما يشين ، تزدد يزين ،


( 49 )

ومخاطبة السفلة فانهم يفرون ولا يشكون ، تعاب باستصحابهم ، ولاتحمد على اصطناعهم ، ولاتتجاوز بالأمور حدودها ، واذا انكرت امرك . فأمسك ، وجانب هواك فانه اضرما اتتعت ، واعمل بالحق فانه لا يضيق معه شيء ولاينعت فيه عاقل ، وليكن خوف بطانتك لك أشد من أنفسهم لك … معدن الجواهر باب العشرة ، ص 72 .
42 ـ واحفظ عني عشرة : اعلم ان الصدق قوة ، والكذب عجز ، والسر أمانة ، والجوار قرابة ، والمعرفة صداقة ، والعمل تجربة ، والخلق عبادة ، الصمت زين ، الشح فقر ، والسخاء غنى … معدن الجواهر باب ذكر ما جاء عشره ، ص 72 .
43 ـ وفي ( الاختصاص ) عن مولانا الصادق عليه افضل الصلاة والسلام : عن امير المؤمنين عليه صلوات الله ، في وصيه لابنه محمد بن الحنفية : واعلم أن اللسان كلب عقور ، ان حليته عقر ، ورب كلمة سلبت نعمة . فاخزن لسانك كما تخزن ذهبك وورقك … ذرايع البيان ص 9 ، المقالة الثانية .
44 ـ حدثني اب ( رض ) قال : حدثنا سعد عبدالله قال : حدثني القاسم بن محمد ، عن سليمان بن داود ، قال : حدثنى حماد بن عيسى ، عن ابي عبدالله عليه السلام قال : قال لقمان لابنه ، يابني لكل شيء علامة يعرف بها ، ويشهد عليها .
وأن للدين ثلاث علامات : العلم ، والايمان ، والعمل به .
وللايمان ثلاث علامات : الايمان بالله ، وكتبه ، ورسله .


( 50 )

وللعالم ثلاث علامات : العلم بالله ، وبما يحب ، وبما يكره.
وللعامل ثلاث علامات : الصلوة ، والصيام ، والزكوة .
وللمتكلف ثلاث علامات : ينازع من فوقه ، ويقول ما لا يعلم ، ويتعاطا فيما لاينال .
للظالم ثلاث علامات : يظلم من فوقه بالمعصية ، ومن دونه بالغلبة ، ويعين الظلمة .
وللمنافق ثلاث علامات : يخالف لسانه قلبه ، وقلبه فعله وعلانيته سريرته .
وللآئم ثلاث علامات : يخون ، ويكذب ، ويخالف ما يقول .
وللمرائي ثلاث علامات : يكسل اذا كان وحده ، وينشط اذا كان الناس عنده ويتعرض في كل امر للمحمدة .
وللحاسد ثلاث علامات : يغتاب اذا غاب ، ويتملّق اذا شهد ، ويشمت بالمصيبة .
وللمسرف ثلاث علامات : يشتري ما ليس له ، ويلبس ما ليس له ، ويأكل ماليس له .
وللكسلان ثلاث علامات : يتوانى حتى يفرط ، ويفرط حتى يضيع ويضيع حتى يأثم .
وللغافل ثلاث علامات : السهو ، واللهو ، والنسيان .
قال حماد بن عيسى : قال ابو عبدالله عليه السلام : ولكل واحدة من هذه العلامات شعب ، يبلغ العلم بها اكثر من الف باب ، والف باب ، والف باب . فكن ياحماد طالبا للعلم في آناء الليل واطراف النهار ، فان اردت ان تقرّ عينك ، وتنال خير الدنيا والآخرة ، فاقطع الطمع مما في ايدي الناس ، وعد نفسك في الموتى ، ولا تحدثن


( 51 )

نفسك انك فوق احد من الناس ، واخزن لسانك كما تخزن مالك … الخصال ، باب الثلاثة ، ص 96 ، الحديث 113 .
45ـ حدثنا ابي ( رض ) قال : حدثنا سعد بن عبدالله ، عن القاسم بن محمد ، عن سليمان بن داود ، قال : حدثني حماد بن عيسى ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : قال امير المؤمنين عليه افضل الصلاة والسلام : كان فيما وعظ به لقمان ابنه أن قال له : يا بني ليعتبر من قصر يقينه ، وضعفت نيته في طلب الرزق ، ان الله تبارك وتعالى خلقه في ثلاثة احوال من أمره ، وآتاه رزقه ، ولم يكن له في واحدة منها كسب ولا حيلة . ان الله تبارك وتعالى سيرزقه في الحال الرابعة ، اما اول ذلك فانه كان في رحم أمّه يرزقه هناك في قرار مكين ، حيث لا يؤذيه حرّ ولابرد ، ثم اخرجه من ذلك واجري له رزقا من لبن امّه ، يكفيه به ويربيه وينعشه من غير حول به ولا قوة ، ثم فطم من ذلك ، فاجرى له رزقاً من كسب ابويه برأفه ورحمه له من قلوبهما ، لايملكان غير ذلك ، حتى أنهما يؤثرانه على انفسهما في احوال كثيرة ، حتى اذا كبر وعقل و اكتسب لنفسه ضاق به أمره ، وظن الضنون بربّه ، وجحد الحقوق في ماله ، وقتر على نفسه وعياله ، مخافة اقتار رزق ، وسؤظن ، ويقين بالخلف من الله تبارك وتعالى في العاجل والآجل ، فبئس العبد هذا يا بني … الخصال ، باب الثلاثة ، ص 96 ، الحديث 114.


( 52 )

جزاء الوالد

لما كان الوالد السبب المباشر في اتيان الولد الى عالم الوجود ، ـ والوجود من اهّم نعم الله تعالى على الانسان وليس هناك فضل لا يجازى ، كان على الولد ان يجازن والده بأحسن ما يمكن ولو أن حق الوالد لا يؤدّي ولا يمكن تأديته على ما يفي حقه ولكن لا يترك الميسور بالمعسور .
1ـ قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم : لا يجزي ولد والده الا بشيء واحد ، وهو أن يجده مملوكا فيشتريه ويعتقه … معدن الجواهر ، باب ما جاء في واحد ، ص 21 .
2ـ قال الصادق عليه السلام لا حد اصحابه وقد ذكر المسير : أن المأمور له من ذلك ثمانيه : منها سر سنتين بر والديك … معدن الجواهر ، باب ذكر ما جاء في ثمانية ، ص 64 .
3ـ وفي الكافي مسندا عن سويد بن غفلة قال : قال أمير المؤمنين عليه السلام : ان ابي آدم اذا كان في آخر يوم من ايام الدنيا ، واول يوم من أيام الآخرة ، مثّل ، له ماله و ولده وعمله ـ الى أن قال ـ فيلتفت الى ولده ، فيقول : والله اني كنت لكم محبا واني كنت عليكم محاميا


(53 )

فماذا لي عندكم ؟ . فيقولون : نؤدّيك الى حفرتك نواريك فيها … الخ تسلية الفوآد في احوال البرزخ ، ص 89 .
4ـ محمد بن يحيى ، عن احمد بن محمد ، عن محمد بن اسماعيل بن بزيع ، عن حنان بن سدير ، عن ابيه ، قال : قلت الأبي جعفر عليه صلوات الله : هل يجزي الولد والده ؟ فقال عليه السلام : ليس له جزاء الاّ في خصلتين : يكون الوالد مملوكا فيشتريه ابنه فيعتقه ، أو يكون عليه دين فيقضيه عنه … الكافي ، ج 2 ص 130 ، باب البر ، الحديث 19 .


( 54 )

نهي الله عن المحارم

هناك امور نهي الله سبحانه وتعالى عن اتيانها ، فهي ممنوعة على العباد ، والممنوع بلسان الشرع المقّدس يقال له حرام ، ولاريب أن الله تعالى لا يحرم على عباده امرا الاّ مضّره عليهم ، كما لا يوجب عليهم امرا الاّ وفيه مصلحة لهم ، فمن ائتمر بأوامر الله تعالى فقد سعد في الدنيا والآخره ، ومن عصى ـ والعياذ بالله ـ فقد هلك وهوى ومما حرّم علينا ، هو ما جاء في الكتاب الكريم :
1 ـ حرّمت عليكم امّهاتكم وبناتكم واخواتكم وعماتكم وخالاتكم وبنات الأخ وبنات الأخت وامهاتكم اللاتي ارضعتكم واخواتكم من الرضاعة ، وامّهات نسائكم ، وربائبكم اللاتي في حجوركم من نسائكم اللاتي وخلتم بهّن ، فان لم تكونوا دخلتم بهن فلا جناح عليكم ، وحلائل ابنائكم الذين من اصلابكم ، وأن تجمعوا بين الأختين الاّ ما قد سلف ، ان الله كان غفورا رحيما ( النساء ـ 23 ) .


( 55 )

الدفاع الى الجنة

قد جعل الله تبارك وتعزز لكل شيء سببا ، فاحدى أسباب دخول الجنة هو دفع بعض الأشخاص وذلك لبعض الأعمال الذي قاموا بها في دار الدنيا ، وأهمّها البر بالوالدين ، فانه السبـب الرئيسي في دخول الجنة . هكذا اقتضت حكمة الله تعالى .
1ـ علي بن ابراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن سيف ، عن أبي عبدالله عليه صلوات الله ، قال سلام الله عليه : يأتي يوم القيامة شيء مثل الكبّة ، فيدفع في ظهر المؤمن فيدخله الجنّة ، فيقال : هذا البر … الكافي، ج2 ، ص 126 ، الحديث 3 …
أقول : كلمه البر مطلقة ولكن بقرينة أنها جائت مع روايات البر بالوالدين يمكن تقييدها بهما ، وان قلت بالأعميّة : قلنا : فيكـن أشخص أفرادها الوالدين .


( 56 )

الخلود

كلنا يعلم ان هناك جنّة ونار ، وثواب وعقاب ، وكذلك ايضا كلنا يعلم أن من أهل النار من يخلد فيها ، وان أهل الجنة من الخالدين فيها ابدا ، وقسم ثالث هم الذين لم يخلّدوا في النار ، لهم مـدة معينّة يسكنونها ، ثم ينجون منها ، ويتنعمون بنعيم الجنة ، وهذه الفرق الثالثة لايرون ما هم عليه الاّ بأعمالهم التي قاموا بأتيانها في دار الدنيا ، ولكن هناك قسم من الخالدين في الجنة بلا عمل عملوه في الدنيا ، وهم كما قاله الشيخ المفيد اعلى الله مقامه الشريف في شرح اعتقادات الصدوق :
1ـ ( قال عليه الرحمه ) الجنة دار النعيم لايلحق من دخلها نصب ، ولا يلحقهم فيها لغوب ، جعلها الله دارا لمن عرفه وعبده ، ونعيمها دائم لا انقطاع له ، والساكنون فيها على أضراب :
فمنهم من اخلص لله تعالى ، فذلك الذي يدخلها على امان من عذاب الله تعالى .
ومنهم من خلط عمله الصالح بأعمال سيّئة ، كأن يسوف منها التوبة فاخترمته المنيّة قبل ذلك ، فلحقه ضرب من العقاب في عاجله وآجله ، أو في عاجله دون آجله ، ثم سكن الجنة بعد عفو او عقاب .
ومنهم من يتفضّل عليه بغير عمل سلفا منه في الدنيا ، وهم الوالدان


( 57 )

المخلّدون الذين جعل الله تعالى تصرّفهم لحوائج أهل الجنة ثوابا للعالمين ، وليس في تصرفهم مشّاق عليهم ولا كلفة ، لأنهم مطبوعون اذ ذاك على المسارة بتصرفهم في حوائج أهل الدنيا .

تعدد الآباء

يظهر أن الانسان لم يكن له والد واحد فحسب ، وانّما الواحد هو الأب الذي يولده ، وبعده أب علّمك وأب زوجك ، وهناك والدآخر ذو قدر ورفعة ، يدلّنا عليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم حين يقول :
العلم خدين المؤمن ـ الى أن يقول ـ والرفق والده ، والبر أخوه ـ الى آخره ـ . تحف العقول عن آل الرسول (ص ) . مواعظ النبي الله عليه وآله وسلّم . ص 32 .


( 58 )

نكاح المرأه ذات الاولاد

لا شك أن كل يريد الرأة وان كانت ثيبا ، وان من بعض الثيبات ذوات أولاد ، فهل يصلح للرجل أن يقدم على مثلها ؟ … كلا … يقول ارباب هذا الفن : ان النساء على ثلاث : الباكر ، وهي التي لم تر زوجا ، فان تزوجتها يكن حبّها جمتعه لك وحدك . الثيب ، وهي على قسمين : من رأت زوجا ولم تلد منه ، فانك ان تزوجتها يكن نصف حبها لك والنصف الآخر بقى عند الناكح الأول . ومن رأت زوجا وولدت منه ، فانك ان ابتليت بها لم تصب من حبها ذرة ، فانه انقسم نصفين : نصف للناكح والباقي لأولاده ، فما بقى لك شيئ الاّ وامر الصادرة منها ، والطعن عليك ومدح من قبلك ، وهذه الاخيرة تسمى اللفوت ـ يعني تلتفت الى فراخها ـ وليس لك منها ومن ولدها نصيب . فايّاك واحذر .
1 ـ حدثنا ابو الحسن محمد بن عمر البصري ، قال : حدثنا ابو الحسن على بن الحسن بن البندار التميمي الطبري باسفرانين في الجامع قال : حدثنا ابو نصر محمد بن يوسف الطوسي بطبران ، قال: حدثنا أبي ، قال : حدثنا علي بن حشرم المروزي ، قال : حدثنا الفضل بن موسى السناني المروزي ن قال : قال ابو حنيفه النعمان بن ثابت: افيدك حديثاً طريفاُ لم تسمع اطرف منه ، قال : فقلت نعم ، قال ابو


( 59 )

حنيفة : اخبرني حماد بن أبي سليمان ، عن ابراهيم النخعي ، عن عبد الله بن نجيبه ، عن زيد بن ثابت ، قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم : يا زيد تزوجت ، قال : قلت لا ‍ قال صلى الله عليه و آله وسلّم تزوج تستعف مع عفتك ، ولاتتزوجن خمسا ، قال زيد : من هن يا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم ؟ … فقال رسول الله صلوات الله عليه وعلى اهل بيته الطاهرين : لا تتزوجن ، شهبرة ، ولا لهبرة ، ولا نهبرة ، ولا هيدرة ، ولا نقوتا … فقال زيد : يا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم ، ما عرفت مما قلت شيئا ، واني بأمرهـنّ لجاهل ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم : ألستم عربا ؟ أما الشهبرة فالزرقاء البذية … وأما اللهبرة فالطويلة المهزولة …. وأما النهبرة فالقصيرة الذميمة … وأما الهيدرة فالعجوز المدبرة … وأما اللفوت فذات الولد من غيرك … والخصال ، باب الخمسة ، ص 257 ، الحديث 98 .


( 60 )

الفرار من الولد

الولد عزيز جداً بحيث نرى تعضهم يفديه روحه ، ولكن لكل شيء حّد ، ولكل مسير ايقاف ، أما بالنسبة للدنيا فحدّ حب الولد الدين ، فاذا خير المؤمن بين ترك الدين او الولد ، فلا شك أنه يترك الولد ، و يحافظ على دينه . وأما بالنسبة للآخرة التي هي دار جزاء وبقاء فكل ينادي وانفساه ، فلا والد يجزي عن ولده ، ولا مولود هو جاز عن والده شيئا ، والأمر يومئذ لله تعالى ، فهناك ترى الغرار مما لا يطاق مـن سنن المرسلين . ربنا ارحمنا برحمتك ، وأرنا شفعائنا في بحبوحـة جنتك ، وأهدنا وذرياتنا بهدايتك ، يا ارحم الراحمين .
1ـ حدثنا ابو الحسن محمد بن عمرو بن على بن عبدالله البصري بايلاق ، قال : حدثنا أبي ، قال : حدثنا علي بن موسى الرضا عليه السلام ، قال : حدثنا موسى بن جعفر عليه السلام ، قال : حدثنا جعفربن محمد عليه السلام ، قال : حدثنا محمد بن علي عليه السلام قال : حد ثنا علي بن الحسين عليه السلام ، قال : حدثنا الحسين بن علي عليهم السلام ، قال : كان علي ابن ابي طالب عليه السلام بالكوفة في الجامع ، اذ قام اليه رجل من اهل الشام ، فسأله عن مسأئل ، فكان فيما سئله أن قال أن قال اخبرني عن قول الله عزّوجلّ ( يوم يفر المرء من اخيه


( 61 )

وأمه وابيه وصاحبته وبنيه ) من هم ؟ فقال عليه السلام : قابيل يقرمن هابيل ، والذي يفر من أمه موسى ، والذي يفر من ابيه ابراهيم على نبينا وآله وعليه السلام، والذي يفر من صاحبته لوط عليه السلام ، و الذي يفرمن ابنه نوح ، يفرمن ابنه كنعان .
قال الصدوق رحمه الله تعالى انما يفر موسى من أمّه خشية أن يكون قصّر فيما وجب عليه من حقّها . وابراهيم عليه السلام انما يفرمن الأب المربي المشرك لامن الأب الوالد وهو تاريخ … الخصال ، بـاب الخمسة ، ص 259 ، الحديث 102 .
اقول : ان الفرار يشمل الجميع حسب ما يتصور لان القرآن الكريم وان كان له شأن نزول ، او خصوصية مورد ، الاّ أنه يعّم الموارد ويشمل الجميع . نعم يمكن أن يكون أول من يفرهم هؤلاء الذين عدّهم أمير المؤمنين علي عليه افضل الصلاة السلام . ودليلنا : ان لفظ ( المرء ) اسم جنس ، و ( الـ ) يفيد العموم .

شاهد أيضاً

الادب العربي – الأمثال العربية: محمد رضا المظفر

المقدمة من سنن الاسلام مراعاة النفس الانسانية،فهناك نفس مؤمنة قوية مطمئنة،ونفس كافرة قلقة هشة.نفسيات متباينة ...