أرادهم الطاغية جنودًا يأتمرون بأوامره وينتهون بنواهيه، لكنهم قالوا لاللطاغوت ونزواته… لاللشيطان وجنوده، نعم للإسلام، هكذا أصبح الكثير ممن زجهّم صدام الكافر في حربه الظالمة على الجمهورية الإسلامية، فأصبحوا جنودًا أوفياء لدينهم ووطنهم ودفاعًا عن المحرومين والمظلومين، من أبناء شعبهم، ومن مصاديق هؤلاء الأوفياء هو الشهيد أبوصادق الصادقي.
ولد عام 1951م في قرية نهر صالح التابعة لقضاء المدينة في محافظة البصرة.
ترعرع في أحضان أسرة محبة لدينها وللائمةِ الأطهار عليهالسلام.
أكمل دراستهُ الابتدائية والمتوسطة، ثم ترك الدراسة وهو في مرحلة الإعدادية لتهيئة العيش الكريم لأسرته.
عرف بصفاء الروح ونقاء النفس وطيب القلب.
استدعى لخدمة الاحتياط في الجيش العراقي في بداية الحرب الظالمة التي أشعلها الطاغية صدام على الجارة إيران.
كان يتحين الفرص للخلاص من تبعات تلك الحرب التي خطط لها في الدوائر الغربية من أجل ضرب مركز المد الإسلامي الثوري، فكان صدام آلة التنفيذ فيها، فألقى بأبناء الرافدين في أتونها بعد أن مهّد لذلك بسجن وإعدام عشرات الآلاف من الشباب المؤمن.
أسر في منطقة الطاهري بتاريخ 30/04/1982م بيد قوات الحرس الثوري التي شنت هجوما تمهيديا لتحرير مدينة المحمرة.
تميّز بين أقرانه في معسكرات الأسر بالإيثار والكرم وكثرة العبادة والتضرع إلى الله تعالى وكان يكثر من هذا الدعاء “اللّهم زدني حبا وشوقًا للقائك” و”اللّهم اجعل وفاتي قتلًا في سبيلك”.
سعى سعيا حثيثا للالتحاق في صفوف المجاهدين العراقيين من أجل أن يساهم في تحرير بلده من تلك العصابة اللا إنسانية، فأتيحت له فرصت الانضمام إلى قوات بدر بتاريخ 10/07/1986م ضمن الدورة الأولى للمتطوعين من معسكرات الاسر، فبدأت تدريبات تلك الدورة في معسكر الحر الرياحي في مدينة سنقر( )، وتلك الدورة شكلت فوج حمزة سيد الشهداء عليهالسلام.
كانت أولى مشاركات فوج حمزة سيد الشهداء في عمليات تحرير قمم گردکوه وکردمند في حاج عمران بتاريخ 01/09/1986م، وبعد مواجهة بطولية سيطر المجاهدون ليلا على أهدافهم ودمرت قوات العدو الذي حاول يائسا في النهار استعادة ما فقد من مواضع، ولكنه تكبد خسائر كبيرة ولم يكن أمامه إلا قصف المنطقة بالمدفعية فسقطت إحدى القذائف بالقرب من أبيصادق فأصابته شظاياها وقطعت جسده الطاهر إربا إربا، فاستشهد وعرجت روحه الطاهره لترافق أرواح النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.
شيع مع كوكبة من شهداء تلك العمليات، ودفن في مقبرة الشهداء في مدينة قم المقدسة( ).
من وصيته عليه الرحمة:
ربّاه، أطلب منك أن ترزقني الشهادة في سبيلك لأن الشهادة كمالًا للإنسان.
إخوتي: الجبهة مأوى أفئدة المقاتلين ومعسكر الإمام الحجة عجلاللهفرجه، الجبهة مكان العارفين.
سلام عليه يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حيًّا