الإمام الخامنئي يحذر من حذف “ثقافة الجهاد” من المناهج الدراسية
25 مايو,2017
اخبار العلماء, صوتي ومرئي متنوع
975 زيارة
أكد قائد الثورة الإسلامية آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي أن نفس الضغوط والحوافز التي تمارس ضد الدول الإسلامية لإجبارها على حذف المواد المتعلقة بالشهادة والجهاد من مناهجها المدرسية، آخذة في الإستمرار في إيران حيث أنها تحاول إظهار نفسها على أنها أنشطة ثقافية صغيرة، محذراً من المحاولات الرامية إلى حذف ثقافة الجهاد من المناهج الدراسية.
وأفادت وكالة تسنيم الدولية للأنباء نقلاً عن المكتب الإعلامي لسماحة قائد الثورة الإسلامية أن الإمام الخامنئي إلتقى مساء الأربعاء بجمع من القادة وقدامى المحاربين والفنانين والقائمين على برامج ليالي ذكرى الدفاع المقدس (الحرب التي خاضها نظام صدام البائد ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية بين عامي 1980م حتى 1988) حيث إعتبر أن نقل ذكريات الدفاع المقدس إلى الأجيال القادمة عبر الإستفادة من الطرق العلمية والأدبية والحديثة أمراً في منتهى الأهمية وذا قيمة عالية.
وأكد قائد الثورة الإسلامية أن من الدروس الخالدة للدفاع المقدس هي تلك التي تبين لنا أننا لو إتكلنا على الله بشكل عملي وآمنا بذلك بعمق، فإننا يمكننا التغلب على جميع العقبات والتحديات.
وأضاف قائد الثورة الإسلامية أن حقبة الدفاع المقدس وإلى جانب الخسائر المادية والبشرية التي خلفتها وراءها فإنها تركت آثاراً مهمة بالنسبة ليومنا هذا، قائلاً: إن حفظ وتعزيز الروح الثورية في المجتمع وإستمرار الثورة يعد واحداً من آثار تلك الحقبة، وأنه لو لم تكن تلك الحركة الجهادية والمضحية موجودة، لكانت الروح الثورية من دون أدنى شك معرضة اليوم للتهديد والأخطار.
وإعتبر الإمام الخامنئي أن حقبة الدفاع المقدس مثلت خلال تلك الفترة المعنى الحقيقي للإتكال على الله سبحانه وتعالى وعدم الخوف من القوى والتغلب على العقبات عبر هذا التوكل العملي، قائلاً: إن كل مجتمع وعندما يكون بصدد السير نحو التقدم والتطور لا بد وأن يواجه عقبات وتحديات، وإذا كان هذا المجتمع يمتلك أهدافاً معنوية ومناهضة للسعي وراء القوة، وحب الدنيا، فإنه ما من شك أن هذه العقبات ستزيد، وعليه فالتوكل العملي على الله جل وعلا والشعور بالقدرة على التغلب على العقبات يعتبر أمراً مهماً في مثل هكذا مجتمع.
وذكر قائد الثورة الإسلامية أن الجمهورية الإسلامية يمكنها القول اليوم أنها إستطاعت التغلب على جميع التحديات التي تواجهها، لأنها تمتلك تجربة التغلب على عقبات وتحديات كثيرة وصعبة خلال حقبة الدفاع المقدس.
وأكد الإمام الخامنئي أنه في حال إمتلكنا الإيمان القلبي والتوكل على الله سبحانه وتعالى وقمنا بتطبيق ذلك، فإن الجبال أيضاً ستخضع لمثل هذه الإرادة، ولن يكون بمقدورها الصمود والمقاومة.
وأشار قائد الثورة الإسلامية إلى الظروف الصعبة التي واجهتها البلاد في بدايات الحرب المفروضة، قائلاً: في النصف الثاني من العام 1980 وحتى بدايات العام 1982م واجهنا ظروفاً صعبة للغاية في مجال الحرب، وكنا نمر بأصعب الظروف فيما يخص إمتلاك المعدات العسكرية والقوات المسلحة المستعدة والمنظمة، حيث وصل العدو البعثي إلى عمق 10 كيلومترات داخل مدينة أهواز.
وتابع سماحته بالقول إلا أن القادة والمجاهدين حينذاك وعبر التوكل على الله سبحانه وتعالى وإدراك القدرات والقوة التي كانوا يتمتعون بها والإتكال عليها، إستطاعوا تغيير الظروف، والقيام بعمليتين عسكريتين كبيرتين في النصف الأول من العام 1982م وهما عمليتا “الفتح المبين” وبيت المقدس” اللتين أسفرتا عن أسر الآلاف من قوات العدو البعثي وإسترجاع جزء كبير من أراضي البلاد وتحرير خرمشهر.
وأشار قائد الثورة الإسلامية إلى ان جميع القوى العالمية خلال حقبة الدفاع المقدس مثل أمريكا، والناتو، والإتحاد السوفيتي السابق، والرجعيين في المنطقة وقفوا ضد الجمهورية الإسلامية، قائلاً: في مثل هذه الظروف إستطعنا التغلب على جميع هذه القوى، متساءلاً يا ترى ألا تكفينا هذه التجارب العملية للشعور بالطمأنينة والراحة القلبية؟.
وأشار الإمام الخامنئي إلى الآية القرآنية الكريمة التي تقول “وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا”، مؤكداً أنه في حال الإتكال على الله سبحانه وتعالى إتكالاً حقيقياً، فإننا يمكننا الإنتصار بالإيمان على جميع الصعاب والتحديات.
وختم قائد الثورة الإسلامية بالتأكيد على ضرورة عدم الغفلة أبداً، قائلاً: يجب أبقاء ذكرى الدفاع المقدس وثقافة الجهاد حية، لكي يلتحق جيل اليوم بذلك الجيل الذي خلق في أوج تاريخ الدفاع المقدس.
قال السید الامام الخامنئي ان احد اهم الدروس التي خلدته فترة الدفاع المقدس الیوم هي العقیدة بامكانیة التغلب على كافة العقبات والتحدیات شرط ان یكون ایماننا بالله والاتكال علیه، متجذرا وبشكل حقیقي في اعماق قلوبنا.
واكد الامام الخامنئي خلال استقباله امس الاربعاء حشدا من القادة العسكریین والمضحین والفنانین والقائمین على تنظیم برامج وامسیات خاصة باحیاء ذكرى حقبة الدفاع المقدس، اكد على احیاء خواطر وذكریات الثماني سنوات من الحرب التي فرضت على ایران باستخدام الامكانات الفنیة والادبیة الحدیثة لتكون في متناول الاجیال الجدیدة.
ونوه الامام الخامنئي الى النتائج الایجابیة التي خلفتها فترة الدفاع المقدس رغم الخسائر المادیة والبشریة الناجمة عن الحرب المفروضة؛ مؤكدا ان الاحتفاظ بالروح الثوریة في المجتمع الایراني ودیمومة الثورة الاسلامیة تعد من النتائج الایجابیة لفترة الدفاع المقدس.
ودعا السيد الامام الخامنئي الى التحلي بالایمان والاتكال الحقیقي على الله لتخطي العقبات والتغلب على كافة التحدیات؛ مؤكدا سماحته ان الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة بامكانها ان تدعي الیوم انتصارها على جمیع التحدیات التي تواجهها؛ وذلك في ضوء الخبرات التي اكتسبتها من خلال تغلبها على العدید من العراقیل المعقدة في حقبة الدفاع المقدس.
واستعرض الامام الخامنئي الظروف العصیبة التي مرت بها بالبلاد ابان اندلاع الحرب المفروضة على ایران قائلا انه منذ العام 1981 حتى بدایة العام 1983 كانت الظروف عنیفة جدا في ساحات الحرب وكانت الجمهوریة الاسلامیة تواجه ظروفا سیئة للغایة من حیث المعدات العسكریة وجهوزیة القوات المسلحة، فیما كان العدو قد تموضع على بعد 10 كیلومترات من مدینة اهواز (جنوب البلاد).
واردف قائلا، لكن القادة العسكریین والمضحین استطاعوا بفضل التوكل على الباري تعالى وتحدید قدراتهم وامكاناتهم والاعتداد بها، ان یغیروا تلك الظروف؛ حیث انطلاق عملیتي “الفتح المبین” و”بیت المقدس” العظیمتین خلال النصف الاول من العام 1982 والتي ادت الى اسر الاف المعتدین البعثیین واستعادة قسم كبیر من ارض الوطن وتحریر مدینة خرمشهر (جنوب).
واكد الامام الخامنئي ان كافة القوى العالمیة بما فیها اميركا والاتحاد السوفییتي السابق الى جانب (الانظمة) الرجعیة في المنطقة كانت قد اصطفت ضد الجمهوریة الاسلامیة خلال فترة الحرب المفروضة؛ مضیفا سماحته لكننا ورغم هذه الظروف استطعنا ان ننتصر على هذه القوى جمیعا؛ ومتسائلا “الا تكفي هذه الخبرات لنشعر بالطمانینة والهدوء؟”.
وشدد السید الامام الخامنئي ضرورة الحفاظ على ثقافة الدفاع المقدس بمختلف الامكانات والسبل الادبیة والفنیة كي تتناقلها الاجیال وتبقى خالدة على مدى التاریخ؛ محذرا من المحاولات الرامیة الى امحاء هذه الثقافة من الاذهان.
واكد الامام الخامنئي على تواصل الاجیال الیوم مع الاجیال التي سطرت اسمى الملاحم خلال الدفاع المقدس وذلك من خلال الحفاظ على روح التضحیة والشهادة؛ مصرحا ان الیوم وكما حدث خلال الثمانینات (من القرن الماضي) نشاهد الشباب الذین یصرون على الحضور في ساحات الدفاع عن المراقد المقدسة؛ ومؤكدا ان ذلك ینبع من الثقافة التي ورثها البلاد من حقبة الدفاع المقدس والجهود التي بذلت لتخلید ذكریات تلك الفترة.
المصدر : ارنا
2017-05-25