أشار الباحث والكاتب اليمني البارز، الدكتور عبدالرحمن راجع، الى تداعيات اطلاق الصاروخ اليمني نحو الرياض، قائلا: “أن تداعيات اطلاق هذا الصاروخ الذي إستهدف مطار الملك خالد بن عبدالعزيز في الرياض كانت كبيرة جدا، سرعان ما بدءت هذه التداعيات تطفو على السطح وبدء السعوديون بسرد الاكاذيب وإتهام إيران وحزب الله من جديد، بدءت الاستنكارات والردود تتهافت لدعم السعودية التي تقتل النساء والاطفال يوميا في اليمن“.
وتابع أن “هذا الصاروخ لم يكن الاول من نوعه بل كان الصاروخ الثالث الذي يستهدف الرياض، لكن لعدة أسباب أدى هذا الصاروخ الى ردة فعل شديدة من قبل السعودية، أولا استهدف الصاروخ بإصابة دقيقة مكان حساس مثل مطار العاصمة السعودية، فأدركت السعودية أن الجيش وأنصارالله إستطاعوا تطوير صواريخهم من حيث الدقة والمدى وبإمكانهم إستهداف أي هدف يريدونه،الثاني محاولة ال سعود لتوظيف استهداف مطار الرياض لصرف أنظار الشعب السعودي والمجتمع الدولي عما يجري داخل البيت السعودي وتحديدا عند بني سعود التي طالتهم الاعتقالات خلال المدة الاخيرة، فبهذه الحجة زادت من وتيرة إتهاماتها نحو ايران وحزب الله واليمن وكثفت قصفها للأبرياء في مناطق مختلفة من اليمن“.
وبالنسبة لإزدواجية المجتمع الدولي بين أن “الغربيين وحلفاء السعودية أقاموا الدنيا لإطلاق صاروخ على السعودية وإستنكروا بكل وسائلهم الممكنة لإدانة ايران وحزب الله واليمنيين وتناسوا تماما أن السعودية تحاصر وتقتل وتجوع وتقصف الشعب اليمني منذ ثلاثة سنوات، وبإعتقادي أن الهدف من وراء دعم المملكة بهذه الطريقة العمياء ليست الا كسب الاموال وحلب السعودية حتى الدولار الاخير، هناك خطة ممنهجة لسرقة أموال وثروات الشعب السعودي بكل الطرق الممكنة وبات الامر اليوم أسهل بوصول محمد بن سلمان الى السلطة“.
وحول أشتداد الحصار على اليمن ومحاولة الامم المتحدة لفك الحصار عليه قال أن “محاولات السعودية وتصريحها حول فك الحصار كلها أكاذيب وأوهام، الهدف الاصلي لحصار اليمن هو السيطرة على ميناء الحديدة، منذ وقت وهذا الميناء يتوقف عن العمل ويرجع ويعمل لأيام معدودة لكن الان وبعد إطلاق الصاروخ تم اغلاق الميناء ومطار صنعاء والذي بدورة أثار موجة من الانتقادات على السعودية فلذلك وجدت السعودية أنها محرجة من خلال الادانات الدولية، فقامت بإطلاق التصريحات من أجل تقليل الضغط الدولي عن نفسها، في الواقع السعودية اليوم تريد أن تمر جميع المساعدات من خلال عدن كي تستطيع أن تتحكم بها كيف ما تشاء وتوزعها على الذين ساندوها فقط وتجوع باقي الشعب اليمني حتى يموت كل من فيه، لكن كل هذه المحاولات بائت بالفشل كون أن الامم المتحدة لم توافق على طلب السعودية بنقل المساعدات الى عدن“.
وقال أن “مسألة إطلاق الصاروخ أتاحت فرصة للسعوديين كي يظهروا ما في صدورهم من إتهامات لإيران وحزب الله ومن ثم بهذه الحجة قاموا باغلاق مطار صنعاء وميناء الحديدة، اليوم السعودية تحاصر اليمن بحرا وبرا والهدف الاساس من كل هذه الاجراءات هو السيطرة على ميناء الحديدة، بالمناسبة المطارات والموانئ التي قالت السعودية عنها ستفتح هما ميناء ومطار عدن وكل المناطق التي تكمن تحت الاحتلال السعودي والاماراتي، وكل التصريحات التي تأتي من الامم المتحدة أو من مسؤولين سعوديين على أنهم رفعوا الحظر عن الموانئ هي مجرد أكاذيب، اغلاق ميناء الحديدة بإعتباره الميناء الاصلي الذي بإمكانه استقبال عدد كبير من البضائع يعد جريمة نكراء بحق الانسانية، موانئ عدن والجنوب ليس لهما القدرة على استقبال البضائع مثل الحديدة”.
وبين أن “عدد السكان في المناطق الشمالية من اليمن أكثر من المناطق الجنوبية وهذا الامر يجعل اليمن على الدخول في مأساة إنسانية حقيقية، الامر الاخر هو عدم وجود الامن والامان في المناطق الجنوبية مما يجعل وصول المساعدات ودخول التجار الى تلك المناطق صعبا جدا، ما نستطيع أن نقوله هو أن الاوضاع في اليمن تسوء يوما بعد يوم وهناك أكثر من 70 في المئة من اليمنيين يعانون بسبب الحصار السعودي الجائر للسعودية، جميع المنظمات الدولية أكدت على أنه في حال عدم وصول المساعدات الى اليمن سوف نواجه كارثة إنسانية كبيرة، وأكدوا أنه يجب على السعودية أن تفتح ميناء الحديدة بأسرع وقت ممكن”.
وحول تحرك السعودية نحو باب المندب من أجل تأمين الطريق للصهاينة أوضح أن “باب المندب اليوم يخضع لإدارة مشتركة من قبل السعودية والإمارات والصهاينة، فالكيان الصهيوني يمتلك في أرتيريا قواعد عسكرية، وبهذه المعطيات نؤكد أن ما تقوم به السعودية والامارات كلها تصب في مصلحة المشروع الصهيوني الاسرائيلي، طبعا هذا المشروع لم يكن وليد اليوم، الصهاينة أغلقوا باب المندب ردا على أغلاق قناة السويس من قبل المصريين في الماضي وهذا إن دل على شيء فانه يدل على أنهم متواجدون منذ سنوات في هذا المكان”.
وختم الاستاذ عبدالرحمن راجح كلامه، قائلا أن “تنسيق الصهاينة مع السعوديين والاماراتيين يتم على أعلى المستويات على تواجدهم في باب المندب منذ سنين طويلة ولو لا التعاون السعودي والاماراتي مع الصهاينة لما تمكنوا من التواجد في هذا المكان”.