الوقت- سلسلة مناورات عسكرية تكتيكية نفذتها قبل عدة أيام القوات البحرية والبرية في القوات المسلحة اليمنية في الساحل الغربي، وتأتي مناورة “لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ” في إطار معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس، التي تخوضها القوات المسلحة إسنادا للشعبين الفلسطيني واللبناني وبمناسبة مرور عام على عملية “طوفان الأقصى” المباركة.
وحاكت المناورة اليمنية تصدي القوات المسلحة لعمليات هجومية واسعة تشنها قوات معادية عبر أربع موجات هجومية افتراضية على الأراضي اليمنية، بمشاركة متكاملة من سفن وقطع حربية بحرية معادية تمهيداً لإبرار معادٍ يتسلل عبر الساحل.
حيث بدأت القوات المسلحة البرية والبحرية اليمنية بمحاكاة عمليات قتالية متعددة في سياق التصدي لهجوم قوات العدو على بيئات وتضاريس مختلفة من الساحل والمدن والصحراء والجبال وفق عمليات دفاعية وهجومية تكتيكية، وتضمنت المناورة مشاركة قوات التعبئة العامة في الدفاع عن الأراضي اليمنية من قوات العدو المفترضة والتصدي لقواته التي تحاول السيطرة على إحدى القرى عبر إنزال جوي لقوات العدو الافتراضي.
وعلى سياق متصل، عرض الإعلام الحربي اليمني، يوم الاثنين الماضي، الجزء الثاني من مناورات “ليسوءوا وجوهكم” في المناطق الجبلية والصحراوية بمشاركة قوات التعبئة العامة، وحاكت المناورات، في المنطقة العسكرية الخامسة، قصف وتدمير مواقع وتحصينات وأهداف للعدو المفترض بالقذائف عبر الطائرات المسيرة، وكذلك القذائف المدفعية، وعبر الدبابات ومختلف أنواع الأسلحة الرشاشة المتوسطة والثقيلة والقناصات، حتى انهيار دفاعات العدو في أنساقها الأمامية تحت ضغط القصف.
واشتملت المناورات على كمائن استهدفت تحركات وتعزيزات العدو، واقتحام مجاهدي القوات المسلحة لمواقع ومعسكرات العدو المفترضة من عدة محاور في المناطق الجبلية الوعرة، والاشتباك المباشر معه بالأسلحة الخفيفة من مسافة صفر، ومن ثم بدء تمشيط مواقع العدو الخلفية، تمهيدا لتقدم المجاهدين.
كما حاكت المناورات صد تقدم مفترض لقوات العدو، وإيقاع تعزيزات العدو في كمائن محكمة، وإجهاز المجاهدين على تلك القوات، وكذلك سيناريو لغارات جوية محتملة لطيران العدو، وأظهرت المشاهد قيام الفرق الهندسية للمجاهدين بتفجير أبراج الاتصالات والمواقع التي قام العدو بتفخيخها قبل فراره، بالإضافة إلى عمليات قنص تجهز على حراسة مواقع العدو في خطه الدفاعي.
وفي الجزء الآخر من المناورة، تمت محاكاة تنفيذ عمليات قتالية في بيئة صحراوية، وقيام تشكيلات متنوعة من القوات المسلحة بمهاجمة مواقع العدو المحصنة في الصحراء من عدة محاور، ودكت قذائف المدفعية تحصينات وثكنات العدو، فيما الطيران المسير يستهدف آليات العدو ومقراته الرئيسة وغرف الاتصالات والسيطرة.
وفي المناورات تحركت تشكيلات من قوات المشاة لاقتحام مواقع العدو تحت غطاء ناري مساند، وثم تفجير مواقع وثكنات العدو التي تم اقتحامها، وخلال المناورات شن العدو موجهة غارات في محاولة لمساندة قواته، كما نفذ عملية إنزال جوي مفترضة، وسط استنفار المواطنين وقوات التعبئة العامة للتصدي لقوات العدو المفترضة، وظهر في المشاهد للمناورات اشتباك قوات التعبئة ومحاصرتها لقوات العدو التي تم إنزالها، بالتزامن مع وصول قوات التدخل السريع للقوات المسلحة ولتقوم بتطهير المنطقة من العدو، وعرض الإعلام الحربي اليمني، يوم الأحد الماضي، الجزء الأولى من المناورات العسكرية التكتيكية التي نفذتها القوات المسلحة اليمنية على الساحل الغربي، في إطار معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس، تأييدًا للشعبين الفلسطيني واللبناني، وبمناسبة ذكرى عملية “طوفان الأقصى”.
“أنصار الله” تكشف عن غواصة مسيرة يمنية الصنع تحمل اسم” القارعة“
تهدف هذه المناورات إلى رفع الجاهزية القتالية للقوات المسلحة اليمنية، وتدريبها على مواجهة مختلف التحديات والتهديدات، وتعزيز قدرتها على حماية الوطن ومقدساته، وكشفت القوات المسلحة اليمنية خلال المناورات عن سلاح بحري جديد هو عبارة عن طوربيد بحري لاستهداف السفن والأهداف البحرية للعدو.
وظهر السلاح الجديد الذي يحمل اسم “القارعة” في مقطع مصور نشره الإعلام الحربي، يوم الإثنين الماضي، للمناورات المشتركة، ولم تكشف القوات المسلحة عن خصائص هذا السلاح الذي ظهر لأول مرة، لكن من خلال المشاهد لهذا الطوربيد يظهر أنه يمتلك ميزة العمل فوق سطح وتحت الماء، وبقدرات للتحكم به، كما أظهرت المشاهد قوة تدميرية هائلة للسلاح من خلال استهدافه وإصابته لسفينة تحاكي “سفن العدو”.
وظهر في المناورات أيضا عدة أسلحة بحرية، كالألغام، والزوارق المتفجرة، وأظهرت قدرة عالية على ضرب الأهداف البحرية المتحركة للعدو بالإضافة إلى قدرة تدميرية كبيرة وتأتي هذه العملية “ضمن الاستعداد والجاهزية لأي تصعيد قادم من واشنطن وأدواتها في اليمن”.
وتأتي مناورة لِيَسُوءُوا وجُوهَكُم في إطار معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس، التي تخوضها القوات المسلحة اليمنية إسنادا للشعبين الفلسطيني واللبناني وبمناسبة مرور عام على عملية طوفان الأقصى المباركة، وفي العاشر من أكتوبر/ تشرين الأول العام الماضي، أعلنت جماعة “أنصار الله”، أنها ستساند الفصائل الفلسطينية في مواجهة الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة، بهجمات صاروخية وجوية و”خيارات عسكرية أخرى”، حال تدخل أمريكا عسكريًا بشكل مباشر في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي في القطاع.
القوات المسلحة اليمنية تُرسّخ مكانتها الإقليمية، في رسالةٍ قارعةٍ للعدو
تُعيد صنعاء كتابة التاريخ العسكري، وتُثبت للعالم قدرتها على دحر كلّ من تسول له نفسه المساس بكرامة شعبها، وذلك من خلال سلسلة من الانتصارات العظيمة على جبهات الحق، وآخرها المناورات العسكرية الضخمة “ليَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ” التي أظهرت قدرات عسكرية متطورة ورسائل تحذيرية قوية للعدو الصهيوني وحلفائه.
ولم تعد أمريكا و”إسرائيل” وحلف الناتو مجرد أسماء تُذكر في الأخبار، بل أصبحت أهدافًا حقيقية لقواتنا المسلحة، التي تُجهز لهم مفاجآت مدوية، فقد أصبحت “القارعة” – الغواصة المسيرة رمزًا للانتصار، وتُمثل قفزة نوعية في قدراتنا العسكرية البحرية، وصولًا إلى سلسلة من الأسلحة المتطورة التي كشفت عنها مناورات “ليَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ“.
وتُعدّ هذه المناورات جزءًا من معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس التي تخوضها قواتنا المسلحة إسنادًا لشعبنا الفلسطيني وشعبنا اللبناني، وبمناسبة مرور عام على عملية “طوفان الأقصى” البطولية، وتُطمئن حركات المقاومة والجهاد في غزة ولبنان بأنهم ليسوا وحدهم، فاليمن لن يتوقف مطلقاً عن مساندتهم، وتأتي هذه الإنجازات المتتالية بفضل الله الذي ينزل بركته على شعبنا اليمني العظيم، ومحور المقاومة الذين يجاهدون في سبيل الله ويدافعون عن كرامة المظلومين في فلسطين، فقد أصبح القرآن الكريم سلاحًا فعالًا في ساحات القتال، يُلهم جنودنا ويُعطيهم القوة والثبات، إنّها معجزة إلهية تُثبت أنّ الله مع الحقّ، وأنّ الظلم لا بدّ أن يُهزم.
إنّ هذه الانتصارات ليست سوى بداية، فلدى اليمنيين المزيد من المفاجآت التي ستُذهل العدو، فقد حان الوقت لأن يُعيد الكيان الصهيوني حساباته، وأن يُدرك أنّ عهد الظلم والعدوان قد انتهى، ندعو كلّ أحرار الأمة للتضامن مع غزة ولبنان، ودعم المقاومة حتى تحرير كلّ شبر من أرضنا، فإنّ النصر قادم لا محالة، وسنُحرر فلسطين من دنس المحتلين، وسنُعيد الحقّ لأهله.
ختامًا، تُرسل صنعاء من خلال “القارعة” و”ليَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ” رسائل قوة وتحدٍّ للعالم أجمع، مؤكدة على جاهزيتها لمواجهة أي عدوان، ودفاعها عن القضية الفلسطينية، ودعمها لحلفائها في محور المقاومة، إنّها معركة الحقّ والباطل، ونحن على ثقة تامة بالنصر.