اصدر الامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية اية الله الاراكي بياناً اكد فيه ان حقيقة زوال “اسرائيل” متجذرة في وجدان الصهاينة انفسهم وانه امر حتمي وتعني بالدرجة الاولى اجراء انتخابات حرة بين السكان الاصليين للارض الفلسطينية ليقرروا مصيرهم .
وجاء في بيان الامين العام لمجمع التقريب ان تأكيد قائد الثورة الامام الخامنئي على حتمية زوال الكيان “الاسرائيلي” يأتي في زمن تتسارع فيها بعض الوجوه المتصهينة للتطبيع مع هذا الكيان الغاصب ، في حين كثير من مقالات الصهاينة وبعد إنتفاضة الاقصى تحدثت عن نهاية “اسرائيل” .
واليكم نص البيان :
يتكرر على لسان الإمام الخامنئي باستمرار موضوع زوال إسرائيل يتحدث سماحته عن ذلك بنبرة جادّة قاطعة وكأنه ينظر إلى ذلك عياناً في المستقبل القريب.
بداية يؤكد الإمام على أن زوال إسرائيل لا يعني «إلقاءها في البحر» كما كان يردد ذلك بعضهم، ولا يعني إبادة الحجر والبشر فيها كما يفعل الصهاينة أنفسهم في غزّة وغيرها، بل يعني إعادة المشردين الفلسطينيين إلى ديارهم وهذا حقّ قد اعترف به العالم أجمع سوى العدوّ الغاصب، ويعني إجراء انتخابات حرة بين سكان البلاد (الاصليين) من مسلمين ومسيحيين ويهود ليقرروا مصير بلادهم، وحقّ تقرير المصير للشعوب لا ينكره أحد.
بعد ذلك نقول إن تأكيد الإمام القائد يأتي في وقت، تتسارع فيه الهرولة نحو التطبيع، وتنكشف فيه الوجوه المتصهينة التي تسترت زمناً بالدفاع عن فلسطين، وتتعالى فيه الأصوات النكره بضرورة الاعتراف بالكيان الصهيوني، مما يخلق جواً يوحي بأن بقاء هذا الكيان حقيقة باقية لا يمكن الترديد فيها.
خطاب زوال إسرائيل يظنه اليائسون المحبطون بأنه مجرد أمنية لا يسندها الواقع. لكن هناك ما يؤكد أن مصير إسرائيل الى زوال حتماً.
رحم الله الدكتور عبدالوهاب المسيري فقد كان الاكاديمي والباحث الذي آمن بزوال إسرائيل، وكان يتألم للتراجع الموجود على الساحة العربية والإسلامية تجاه القضايا المصيرية، لكنه لم يشعر يوماً باليأس، بل قاوم وعشق المقاومين والتقى مراراً – كما قال في مقابلة له مع «الجزيرة» بسيد المقاومة السيد حسن نصر الله. وقال بصراحه: إن السيد نصر الله هو الزعيم الوحيد الذي كنت أتحدث إليه بكل جرأة عن نهاية إسرائيل.. مما يعني أن الرجل كان يواجه تشكيكا بل رفضاً ممن التقى بهم من «الزعماء» بشأن حتمية نهاية إسرائيل. وقال: لقد ألفت كتاباً في نهاية إسرائيل سأهديه الى السيد حسن نصر الله.
إن حقيقة زوال إسرائيل متجذرة في وجدان الصهاينة أنفسهم. المتابعون لهذه الظاهرة نقلوا لنا تصريحات ومقالات تبين هذه الهواجس. فمع انتفاضة الأقصى تحدثت الصحف الإسرائيلية عدة مرات عن موضوع نهاية إسرائيل، على سبيل المثال نشرت جريدة يديعون أحرونوت (27 يناير 2002) مقالا بعنوان: «يشترون شققاً في الخارج تحسباً لليوم الأسود» اليوم الذي لا يحب الإسرائيليون أن يفكروا فيه، أي نهاية إسرائيل.
وابراهام بورج يقول في مقال له (يديعون أحرونوت 29 أغسطس 2003) إن نهاية المشروع الصهيوني على عتبات أبوابنا .. قد تظل هناك دولة يهودية، ولكنها ستكون شيئاً مختلفاً، غريبة وقبيحة.. فدولة تفتقد للعدالة لا يمكن أن يكتب لها البقاء.. إن بنية الصهيونية التحتية آخذة في التداعي».
وثمة مدونات كثيرة في هذا المجال مثل: «قصة في مواجهة الغابة» للروائي الإسرائيلي ابراهام يهوشوا، وقصيدة الشاعر الإسرائيلي حاييم جوري الذي يرى أن كل إسرائيلي يولد «وفي داخله السكين الذي سيذبحه» ومقال ايتان هابر بعنوان «ليلة سعيدة أيها اليأس.. والكآبه تكتنف إسرائيل» (يدعوت احرونوت 11 نوفمبر 2001) يشير الكاتب فيه الى هزيمة أمريكا في الفيتنام ويقول: إن جيش الحفاة في فيتنام الشمالية قد هزم المسلحين بأحدث الوسائل القتالية.
ويكمن السر في أن الروح هي التي دفعت المقاتلين وقادتهم إلى الانتصار. الروح تعني المعنويات والتصميم والوعي بعدالة النهج والاحساس بعدم وجود خيار آخر. وهو ما تفتقده إسرائيل التي يكتنفها اليأس» وأمثال ذلك كثير كثير.
هاجس النهاية يطارد الإسرائيليين لأنهم يرون أن الحقّ الفلسطيني وراءه مطالب، مؤمن بقضيته، مضح في سبيل هدفه. ولذلك فإنهم يفزعون من حجارة الأطفال، ومن زحف العزّل في غزّة نحو السياج، ومن مسيرات يوم القدس و… يرون أنفسهم أنهم يحتلون الأرض نفسها التي أقام عليها الفرنجه ممالكهم، وتلك الممالك قدر زالت ومن قبلهم المغول قد زالوا فلماذا لا يكون الزوال الحتمي مصيرهم أيضاً؟!
ثم إن تصاعد المقاومة داخل فلسطين وجنوب لبنان وقيام الجمهورية الإسلامية التي تتبنى الحق الفلسطيني بكل ما أوتيت من قوّة يزيد في التأكيد على أن البوصلة تتجه حتما نحو زوال إسرائيل.
هذه مسألة يجب أن يعيها أولئك الذين يركنون إلى الصهاينة ليجدوا في كنفهم «العزّة». سيخيبون ويخسأون: أيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ العِزَّةَ لِلّهِ جَمِيعًا