الرئيسية / من / الشعر والادب / ابيات مفعمة بالولاء لاهل البيت (عليهم السلام )

ابيات مفعمة بالولاء لاهل البيت (عليهم السلام )

ابيات مفعمة بالولاء لاهل البيت (عليهم السلام )

مدين الموسوي
نافلة الولاء

ايها الصارخون حد الصمت ..
من ذا الذي يقرضني قطرة حبر … امزجها ببحور الشعر لتسكبها على كل ضفة من ضفاف الولاء؟
مـن ذا الـذي يمهلني لحظة .. لاجمع كل الكلمات والحروف والاصداء, ثم ارشها على قطرة عرق تتحدر من جبين الشمس على موكب الطائفين بقبر الحسين ؟
من ذا الذي يمنحني دقيقة صمت احشد فيها كل قرون العذاب حول مئذنة الكوفة , لتردد اصداء علي وهو يؤذن لصلاة الفجر؟
من ذا الذي يقرض اللّه قرضا حسنا.. فيفسح لي ان اجوز الى اكمام الرماح وضفاف النصال , في محظورة الرفض التابعة لجعفر بن محمد؟
امهلوني قليلا..
ساحشد كل الليالي الحمراء ورائي , واجر الاقمار المذبوحة بحبل مشنقتي , لارجم فلول الشياطين المموهة بالطلاء, والمعقوفة على صلبان السلام واوراق الزيتون .
ساسكب كل بحور الشعر على ارتال المقاصل وهي تومى للمزيد من المتهمين بال محمد.
ساقول بمل ء ما انطوت عليه المسافات الشاحبة قهرا وحرمانا: انني انا الشعر الذي اقول , وانني انا الحزن الذي تفح بي شرايين كربلاء.
دعوا خشبتي على كتفي .
لاتوقظوا كل صوتي .. دعوا بعض هذا الذي لم يزل نائما.
اتريدون ايها المرابطون على حافات التاريخ ان تنشدوا معي ؟
اذن ابعدوا عني الشمس قليلا, لاكشف وجه العذاب .
انـا كل هذا الشعر .. وبعضي يتمم بعضي , وكل الذي نضحت به وريقات الاس عند طلوع الفجر ..
كان انا, لانني الملم منذ بدا التاريخ نثار الصورة التي التقطتها السماء لعلي وهو يسبغ الوضوء, واجمع كل الاشلاء المنهوبة لانحت منها تمثالا لضلوع الحسين , واوقظ نافورات الدمع لتغسل وجوه السبايا في كل ارض كربلاء.
انني اغرس ارض الشعر زغردة للقادم البعيد..
ثم اصيخ السمع .. ليمتلى جوفي من تمتمات جعفر بن محمد: ((من قال فينا بيتا من الشعر بنى اللّه له بيتا في الجنة )).
فتنهمر الاصداء من الاعماق المغمورة بالحب الازلي .
لهم الشعر .. ولي الحب والولاء.
والحب هو الجنة .. والجنة هي الولاء.
لهم الشعر .. والجنة .. والولاء.
مدين الموسوي/ 8 رجب 1414 هـ
بسمه تعالى

سارية الامة القادمة

حملتك في يوم الفداء لواءا —– ايد تفيض مع الدماء ولاءا
راحت تخوض بك الزمان جلالة —– فتثير في جسد الحياة بقاءا
تلك التي رويت اول بذرة —– منها وكان ندى جبينك ماءا
وسقيتها في ساعة الظما التي —– تركت اكف الهاطلات ظماءا
وحيا وكان على يديك رواؤها —– حتى غدت تهب الحياة رواءا
الهمتها وحي الجهاد فاتخمت —– يوم النزال عزيمة ومضاءا
تخبو المنايا في مواكب عزها —– لتظل في صوت الضلال رثاءا
تندي بصيحتك الزمان فينثني —– خضلا يحرك راحتيه عطاءا
وعلى يديها من هداك مشاعل —– اضحت لاكتاف المتيه رداءا
عادت توشم بالدماء شموسها —– ومن الضحايا تصنع الافياءا
تعطي الدماء لاجل دينك فدية —– لتكون كاس الظالمين دماءا
يا باعث النور البهيج بامة —– عاشت على وهج السنا ظلماءا
من بعد ما دب الضلال واصبحت —– قيم العدالة بينهم فحشاءا
وتطاولت كف القوي لترتوي —– بدم الضعيف مدامة صهباءا
وتناثرت تحت التراب مكارم —– وادا لتدفن بالتراب حياءا
والبغي عاث فلم يعد شبر بها —– الا وضج مفاسدا وبغاءا
وتجمعت ظلم الجهالة حوله —– تخفي السنا وتلملم الاجواءا
تلك الرؤوس تطاولت عن ربها —– وغدت تجل حجارة صماءا
عاشوا نياما لايرون باعين —– نسجت لها كف الضلال غشاءا
جعلوا اصابعهم على آذانهم —– حتى تعود مداخلا عمياءا
وصغوا الى وحي النفوس يقودهم —– نحو الهوى ويشلهم اعياءا
حتى اذا الفوا الظلام وادمنت —– ابصارهم وجه المتيه لقاءا
اشرقت في مهد النبوة منقذا —– تجلو الظلام وتنثر الاضواءا
وطلعت تعصف بالضلالة ماحقا —– فتهيج تحت يد الهدى صفراءا
وجلوت من تلك الرعاة قلوبهم —– وبها حملت رسالة عصماءا
من هذه الانقاض قمت بدعوة —– وبعثتهم من موتهم احياءا
وبنيت من تلك الرمال حضارة —– لم تدنها كف الخيال بناءا
قربت هذي الارض من وجه السما —– حتى صنعت من التراب سماءا
حلمت بك الدنيا فكنت محمدا —– وغدت تضمك رحمة ورجاءا
اكبرت يومك فرحة وعطاءا —– وبكيت نهجك محنة وعناءا
وحملت من ذكراك الف ندية —– تهب الوجود مسرة ورخاءا
ياصاحب الصوت الذي امنت به —– كل القلوب واصبحت اصداءا
اني تصفحت الرسالة ناثرا —– فوق السنين حروفها الخرساءا
فوجدت جرحك لايزال مخضبا —– يهب الجراح كرامة حمراءا
من يوم ان واجهت قومك ناصحا —– ونشرت فيهم مصحفا ولواءا
رفعوا عليك سيوفهم وتضافرت —– كل الاكف تحديا وعداءا
فدعوتهم للسلم حين تنافخوا —– تهب القلوب محبة واخاءا
ودعوتهم للحب وهو رسالة —– من فيضها يرد الكرام سخاءا
لوكان صوتك بالجبال لهدمت —– قلل بها وتناثرت اشلاءا
او كان وحيك بالبحار لهاجها —– وحي السماء واصبحت بيداءا
لكنهم شهروا السيوف ضلالة —– ليقاتلوك مخافة وجزاءا
فعرجت تقطع بالسيوف سيوفهم —– كيما تطهر بالدماء دماءا
وقصدت اقصى الظالمين بعقره —– حتى قطعت له يدا حمقاءا
لتقول ان الحرب سلم خبات —– تحت السيوف ظلالها الخضراءا
واليوم اذ رفعت لواك فوراس —– لتعيد شوطك عزة وفداءا
عادت قريش وعاد في افنائها —– صنم الحطيم يدنس الاسماءا
وله على كل الجباه ضرائب —– لما يفيض على العطاش سقاءا
وتالبت كل العروش لصدها —– حتى تزيل رسالة سمحاءا
لكنها تابى الخضوع وان سقت —– بدمائها وجه التراب نقاءا
ستظل تحمل للرسالة سيفها —– لتضمها كل الجراح دواءا
وتعيد صوتك هاديا ومحذرا —– كل الطغاة وان غدت صماءا
ان تافل الدنيا فسيفك فجرها —– ليطل فوق ربوعها وضاءا
وتعود باسمك للعدالة صيحة —– يحنى لها راس الزمان حياءا

شاهد أيضاً

الحجاب النوراني والحجاب الظلماني

لكن أنواع ذلك الجلال هو اشراقاتي وهو لفرط العظمة والنورانية واللانهائية، يبعد عنها العاشق بعتاب ...