مرت علينا هذه الأيام ذكرى وفاة عظيمين جليلين من عظماء الإسلام
الأوائل اللذين قدما خدمات أساسية في سبيل الله تعالى
ونصرة الإسلام والمسلمين وهما مؤمن قريش وشيخ
البطحاء عم النبي وكافله وناصره والمدافع الصلب عنه
أبو طالب عليه السلام وأولى المسلمات زوج الرسول
خديجة الكبرى عليها السلام التي وفرت السكينة والمودة
والرحمة للنبي الأكرم صلى الله عليه وآله وقدمت كل
أموالها الطائلة لنصرة الحق ومنفعة المسلمين ،
وكلاهما تحملا شظف العيش وعناء الحياة في شعب أبي طالب
حين قاطع مشركو مكة المسلمين لمدة ثلاث سنوات إلى
أن اختارهما الله إلى جواره فحزن النبي حزناً شديداً
عليهما وسمى ذلك العام بعام الحزن .
وبعد وفاة أبي طالب قام إبنه أمير المؤمنين علي عليه
السلام بدور المجاهد المخلص الشجاع دفاعاً عن الإسلام
ورسوله والمسلمين خير قيام ، وبعد وفاة السيدة خديجة
قامت بنتها فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين بدور أمها
في رعاية أبيها حتى وصفها بأنها أم أبيها .
فما أحوجنا نحن المسلمين في هذه الأيام العصيبة أن
نقتدي بهؤلاء العظماء الذين ضحوا بكل ما يملكون من
أجل الحفاظ على الإسلام المحمدي الأصيل وندافع عن
معتقداتنا ومقدساتنا ضد الهجمة الظالمة لقوى البغي
والعدوان من النواصب المنافقين .