الرئيسية / تقاريـــر / مالكم كيف تحكمون..!؟ – ابراهيم محمد الهنقاري

مالكم كيف تحكمون..!؟ – ابراهيم محمد الهنقاري

ان هذه “الفيديوهات “التي يتم تبادلها عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن عمليات الذبح والقتل وقطع الايدي والرؤوس وحمل الناس بالقوة اما على دفع الجزية اوالدخول قسرا في الاسلام اوالموت والتي تتبناها “داعش” اوما يسمى بدولة العراق والشام الاسلامية والترويج لها على انها هي النموذج والمثال لدولة الخلافة الاسلامية، وان هذه الصور البشعة التي يتم نشرها وتداولها هي الاخرى في تلك المواقع من تعليق الناس على الأشجار الى التمثيل بالجثث والكتابة على جباه الموتى والتحرش بالنساء المسلمات وهدم البيوت وحرقها والتي تنسب للجماعات التي تدعي انها تنتسب للجماعات الاسلامية بأسمائها وراياتها المختلفة، ان كل ذلك لابد ان يثير غضب واشمئزاز واستنكار كل من يحمل ذرة واحدة على الأقل من الإيمان بالله وكتبه ورسله واليوم الاخر ويخاف على هذا الدين القيم مما يدبر له سرا وعلنا من أعداء الاسلام. فماذا يريد هؤلاء واؤلئك.؟ وهل حقاً هم مسلمون.!؟ وهل سينتهي الاسلام غريبا كما بدا غريبا!؟.

 

 
قال الله سبحانه وتعالى مخاطبا خاتم الانبياء والمرسلين محمد بن عبدالله صلوات الله وسلامه عليه حين بلغ به الياس مداه من عدم استجابة قومه لدعوة الحق “لست عليهم بمسيطر. “

 

 
فاذا كان هذا هوحال رسول الله الذي معه الله وجبريل وصالح المومنين والملائكة بعد ذلك ظهير، لا يستطيع ان يهدي من أحب من اهل بيته ولا يستطيع السيطرة على قومه وإرغامهم على الدخول في دين الله وتعرض لما تعرض له من الأذى وسوء المعاملة من أهله وعشيرته الأقربين وهوصابر محتسب الى ان اذن الله بالفتح ودخل الناس في دين الله أفواجا، اذا كان ذلك شان رسول الله فما بال من يزعمون انهم دعاة الى الله ورسوله يتبعون غير سبيل الله ورسوله وغير سبيل المؤمنين ويحاولون ان يكرهوا الناس بالقوة على اتباع البدع التي ابتدعوها واعتناق الباطل الذي ينسبونه للاسلام باسم الدعوة الى إقامة “شرع الله!؟”.

 

 
واذا كان الله تعالى يقول لنبيه الكريم؛”ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء” فما بال الضالين المضلين ممن ينسبون انفسهم للاسلام يخالفون عن امر الله ويقتلون النفس التي حرم الله الا بالحق بدعوى إقامة “شرع الله.”!؟.

 

 
ان انصار شرع الله الحقيقيين هم الذين يستمعون القول ويتبعون أحسنه ويطيعون الله ورسوله. اما هذه الجماعات أيا كانت أسماؤها وأيا كانت راياتها، “اخوان مسلمين” او”أنصارالشريعة” او”الجماعة الاسلامية المقاتلة” او”عصابات داعش” او”القاعدة” او”حزب التحرير الاسلامي” او”بوكوحرام “اوغيرها من كل هذه التسميات، فهي كلها بدعة وضلالة ولا أساس لها في  الاسلام .

 

 

ولم يعرفها لا رسول الاسلام ولا السابقون الاولون من المهاجرين والأنصار ولاالذين اتبعوهم بإحسان كما لم تعرفها جميع دول الخلافة الاسلامية التي تلت الخلفاء الراشدين الأربعة.

 

 

وكان الظهورالاول لهذه الجماعات التي سميت بالإسلامية ،كما شهد شاهد من اَهلها اي كما يقول بعض كبار رجالها وكما تقول الكثير من الكتب والمؤلفات عن هذه الجماعات ،أقول كان الظهور الاول لهذ “الجماعة” على يد “الماسونية ” العالمية المعادية للاسلام ولقيمه النبيلة وذلك خلال الثلث الاول من القرن الماضي.

 

 

ونعني بها جماعة حسن البنا التي حملت اسم ” جماعة الاخوان المسلمين ” وهي تسمية تحمل الكثير من الخبث والكثير من اللؤم ممن اختارها اسما لهذه الجماعة لانها توحي بان من ليس من”الجماعة” ليس من المسلمين!.

 

 

فهي تهدف اولاوأخيراالى شق صفوف المسلمين وتفريقهم تمهيدا لهدم الاسلام نفسه.

 

 

ولعل ابرز ما يدل على ذلك هوسلوك وتصرفات المنتمين اليها التي تتناقض مع ابسط المبادئ والقيم التي جاء الدين الاسلامي من اجل غرسها في النفوس لتهذيبها والرفع من مستواها وتعليمها مكارم الاخلاق.

 

 

واول علامات دلك هوالنفاق السياسي والديني. ويثبت ذلك بما لا يدع مجالا للشك السجل الطويل للمحاكمات التي جرت لمعظم قيادات واتباع هذه الجماعة منذ تأسيسها والى يومنا هذا سواء في مصر مقر الجماعةاوفي العديد من الدول العربية الاخرى التي جرت فيهامحاكمات مماثلةلانصارالجماعة واخواتها.

 

 

 

كما يشهد على ذلك هذه العمليات الإرهابية التي تمت وتتم في العديد من الدول العربية والاسلامية وفي غيرها من دول العالم وتتبناهاهذه الجماعات من قتل الأبرياء وتدمير المنشآت الحيوية وذبح وحرق الناس احياء وغيرها من الاعمال الإرهابية التي ينسبونها للاسلام ويسيؤون بذلك الى دين الله والى رسالة الاسلام ذلك الدين القيم الذي أرسل الله رسوله محمد بن عبدالله به رحمة للعالمين وأمره ان يدعوالى سبيل ربه بالحكمة والموعظة الحسنة وليس بالسيارات المفخخة والراجمات والانتحاريين اوبالقتل والذبح والحرق.

 

 

 
ان طريقة واُسلوب الدعوة الى دين الله قد حددها القران الكريم في الآية (١٢٥) من سورة النحل وهي من السور المكية التي نزلت في السنوات الاولى للدعوة للدين الجديد، في قوله تعالى: ” ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن ان ربك هواعلم بمن ضل عن سبيله وهواعلم بالمهتدين.”

 

 

 

ثم تكررت تلك الدعوة على هذا النحو(٢٣) مرة في القران الكريم ما يجزم بان ذلك الأسلوب هوالذي امرنا الله سبحانه وتعالى باتباعه للدعوة الى دينه القويم وليس بأسلوب السيف والمسدس كما تريد الماسونية العالمية كسبيل لتفريق المسلمين.

 

 

 

وما يدعوالى الاستغراب هوتبني بعض المحسوبين على المثقفين المسلمين لمثل تلك الدعوات المشبوهةوقبولهم القسم على المصحف والمسدس في الغرف المظلمة لمبايعة المرشد العام للجماعة على السمع والطاعة له والانضمام الى هذا التنظيم المشبوه الذي انتشرت فروعه وأوكاره السرية في معظم دول العالمين العربي والاسلامي.

 

 

 

فما الذي يدفع هؤلاء وغيرهم الى القيام بذلك !؟. ثم لماذا تحاط الدعوة الى دين الله بكل هذه السرية وبكل هذه الطقوس التي لا تقوم بها الا المنظمات الإرهابية المجرمة التي لا تعمل الا في الظلام وخارج القانون وتخاف على نفسها وعلى قيادتها وتخشى ان يكتشف امرها احد من الناس اوالحكومة.

 

 
وماذا يضير الداعي الى الله ان تعلم الحكومة ويعلم الناس جميعا انه يدعوالى الحق والى صراط مستقيم. لماذاالمسدس والمصحف والغرفة المظلمة؟. لماذا تصبح الدعوة الى دين الله سرا من اسرار الماسونية العالميةالمشبوهة؟.

 

 

قال تعالى في سورة “ال عمران”:” ولتكن منكم أمة يدعون الى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر واؤلئك هم المفلحون”. صدق الله العظيم. فلماذا لا نكون كذلك. !؟

 
ولله الامر من قبل ومن بعد ولكن اكثر الناس لا يعلمون.

شاهد أيضاً

[ يا أَيُّها الصَّدْرُ الشَّهِيدُ الْبَطَلُ ] – قصيدةٌ من ديوان السّباعيّ الذّهبيّ في الشّعر العربيّ

[ يا أَيُّها الصَّدْرُ الشَّهِيدُ الْبَطَلُ ] – قصيدةٌ من ديوان السّباعيّ الذّهبيّ في الشّعر ...