تقديم:
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير خلق الله محمد وآله الطاهرين.
بداية:
أود قبل أن ابدأ حديثي الواضح والصريح: أن ألفت نظر كل الأخوة القراء إلى ما يلي:
إنني آمل أن يقرأوا ما أقدمه لهم قراءة متأنية وناقدة، من دون أن تكون ثمة خليفة تحملهم على أن يحكموا – سلفا – على هذا الكتاب حكما سلبيا، ربما يكون فيه الكثير من الشطط والتجني.
كما وأطلب منهم أن لا يتهيبوا صاحب أية فكرة تطرح عليهم إلى درجة تحجبهم عن محاكمة الفكرة نفسها. وأن يكونوا منصفين وواعين.
فليس ثمة ما يفرض عليهم، أن يأخذوا جميع ما يقرؤونه أخذ المسلمات، وإن كان الكاتب يحب ذلك..
كما لا ينبغي لهم أن يرفضوا كل ما يقرؤونه أو يسمعونه من منطلق العصبية لهذا أو الحد ضدة ذلك، بل المطلوب: أنه إذا كان ثمة صواب أو خطأ فليأخذوا هذا الصواب، وليدعوا الخطأ، عملا بقوله تعالى: * (الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه) * (1).
فلا يصح أن تكون الفكرة الصحيحة في كتاب ما سببا في قبول الفكرة الخاطئة فيه – إن كان ثمة خطأ – كما لا يصح أن تكون الفكرة الخاطئة سببا في رد الفكرة الصحيحة فيه.
والطلب الأهم والأكثر حساسية هو أن يطالبونا – ويطالبوا غيرنا أيضا – بما يقنعهم، ويرضي وجدانهم، وتستجيب له ضمائرهم، لينالوا بذلك رضا الله سبحانه ورضا وشفاعة أنبيائه وأوصيائهم (ع)، وأن لا تأخذهم في الله لومة لائم، فإن الحق أحق أن يتبع، ولا حول ولا قوة إلا بالله، عليه توكلت، وإليه أنيب.
(1) سورة الزمر: آية 18.
مأساة الزهراء (ع):
لقد صدر كتابنا ” مأساة الزهراء (ع).. شبهات وردود ” قبل حوالي أربعة أشهر، فافتعلت حوله ضجة كان واضحا أنها ترمي إلى تحقيق أكثر من هدف، ولسنا في وارد الحديث عن ذلك هنا.
غير أننا لمسنا من خلال ذلك ضرورة توضيح دواعي إصدار هذا الكتاب، وسبب اختيارنا لخصوص هذه القضية، ” قضية الزهراء (ع) ” دون سواها، مع توخي الاختصار، والاقتصار على ما هو ضروري، دون الدخول – لغير ضرورة – في التفاصيل، ودون التعرض لكثير من القضايا التي قد تحرج البعض أو تخرجهم عن حالة الاتزان، وهو ما حصل بالفعل حين شعروا أن كتابنا الآنف الذكر يكاد يقترب إلى شئ من تلك القضايا، فكيف لو أردنا أن نتجاوز ذلك للتصريح، ثم التوضيح.
ولأجل ذلك فنحن نقتصر هنا على الإلماح إلى بعض القضايا، وعرضها الساذج، دون أن نحاول توضيحها، إلا فيما تفرضه الضرورة، ونترك الخيار بعد هذا للقارئ الكريم، فنقول: