الرئيسية / أخبار وتقارير / هجوم سريع وخاطف لحزب الله أجبر الجماعات التكفيرية على الفرار شمالاً وغرباً

هجوم سريع وخاطف لحزب الله أجبر الجماعات التكفيرية على الفرار شمالاً وغرباً

 ثبّت حزب الله أمس أولى خطوات معركة تحرير جرود عرسال بسيطرته السريعة على أكثر من 50 كلم مربعاً منها بهجوم سريع وخاطف أجبر الجماعات التكفيرية على الفرار شمالاً وغرباً. قرار المقاومة واضح في متابعة المعركة، بينما لا تحسد «النصرة» على خياراتها المتاحة

استبق حزب الله جلسة الحكومة المخصّصة لنقاش أزمتي عرسال والتعيينات الأمنية اليوم، بهجوم خاطفٍ فجر أمس على مواقع إرهابيي «تنظيم القاعدة في بلاد الشام ــ جبهة النصرة» وحلفائها في جرود عرسال، محقّقاً تقدماً بالسيطرة على ما يقارب 50 كلم مربّعاً من الأراضي اللبنانية التي تحتلها الجماعات التكفيرية.

وفي وقت كان وزير الدفاع سمير مقبل يصرّح فيه من السعودية بأن «لا صحّة للمعلومات عن اشتباكات في عرسال»، كانت مجموعات المقاومة تتسلّل من جرود نحلة ويونين في جنوب وجنوب شرق جرود عرسال إلى عمق الجرود، تحت غطاء مدفعي وناري كثيف، وسط فرار سريع للمسلحين إلى شمال الجرود. وأكّدت مصادر ميدانية أن «العملية ستستمر بكثافة خلال الأيام المقبلة لتحرير كامل الجرود، والوصول إلى المداخل الشرقية للمساحات الموصولة ببلدة عرسال».
توقيت الهجوم يشير إلى أن حزب الله اختار لحظة سياسية مناسبة، ترافقت مع «الشلل المبدئي» للحكومة، ووجود رئيسها خارج البلاد، وفي ظلّ أجواء الاسترخاء التي عكستها زيارة رئيس حزب القوات سمير جعجع للنائب ميشال عون، بعد أن كان حزب الله قد احتوى موجة الهجوم السياسي والإعلامي الأولى عليه الأسبوع الماضي. كذلك، فإن أجواءً من الاسترخاء سيطرت على الإرهابيين المنتشرين في الجرود في الأيام الماضية، في ظلّ مؤشرات لبنانية، رسمية وسياسية وحزبية، واتصالات إقليمية مكثفة، أوحت للمسلحين بأن لا غطاء لعملية عسكرية في عرسال، إضافة إلى أن المفاوضات المكثفة حول العسكريين المخطوفين أعطت انطباعاً بأن عملية التبادل تشكّل ورقة تعوق نيّة الحزب القيام بأي عمل عسكري.

ميدانياً، عمد الإرهابيون في الأسبوعين الماضيين إلى تعزيز مواقعهم، من دون أن توحي حركة حزب الله في المقابل بوجود أي حشود أو استطلاع تحضيراً لمعركة. أكثر من ذلك، شن المسلحون عملية عسكرية قبل يومين ضد إحدى نقاط حزب الله المتقدمة، فأوقعوا إصابات قاتلة في صفوف المقاومين وأسروا جثتي شهيدين واستولواعلى أسلحة، ما أعطى انطباعاً بأن الحزب ليس في وضع يتيح له القيام بعمل خاص.
وفور بدء العملية فجر أمس عبر القصف المدفعي وتسلّل المجموعات من قوات النخبة، بدا وكأن الحزب مهتم بتثبيت مواقع والانتقام من الهجوم، من خلال القصف العنيف، وليس القيام بهجوم كاسح.
وحتى الخامسة من عصر أمس، كانت المقاومة قد سيطرت على منطقة بعرض 10 كلم، وبعمق يراوح بين 4.5 و6.5 كلم. والمساحة المقدرة بـ 50 كيلومتراً مربعاً.
في تفاصيل الهجوم، بدأ حزب الله هجومه من الجرود الممتدة بين عرسال ورأس المعرة السورية، من محورين أساسيين: الأول من الجهة الجنوبية، وتحديداً من جرود بلدتي نحلة ويونين التي طهّرت في المرحلة السابقة، والثاني من الجهة الشرقية من جرود فليطة ورأس المعرة في القلمون. وبحسب المصادر الميدانية، سيطرت المقاومة صباحاً على مرتفعات الشروق الاستراتيجية، وادي أبو ضاهر، مشرعة الطويل، ضليل وادي الديب، قلعة عين فيق، شُعاب الدلم، كتفين الفيق، وجبل الزاروب الاستراتيجي، ومرتفع كنز الرصيف في جرود عرسال. وعند ساعات الظهر، تابعت المقاومة تقدمها وسيطرت على مرتفعات مراد غازي وحرف وادي الهوا، ومرتفعات مجر الحمرا وشميس الحمرا شمال جرود نحلة، وسمحت السيطرة على التلال المرتفعة بكشف كامل سهل الرهوة ووادي الخيل ووادي أطنين، حيث يوجد قياديو «النصرة»، وبينهم أميرها في القلمون أبو مالك التلي، الذي غاب عن السمع. وقالت المصادر الميدانية إن «المنطقة التي تمّت السيطرة عليها تعتبر مساحة مناورة كانت تستخدمها المجموعات المسلحة للضغط على قرى البقاع الشمالي من بعلبك حتى اللبوة». وأكّدت أن «مقاتلي المقاومة تمكّنوا من رؤية بعض مواقع الجيش المشرفة على وادي عطا في عرسال بالعين المجرّدة»، كذلك «رؤية طريق معبّدة تؤدي إلى منطقة الكسارات». ويمكن القول إن «انتشار الجيش اللبناني جنوب شرق عرسال، صار محمياً من الخلف بانتشار المقاومة، وتم الإخلاء الكامل لمجموعات النصرة». وشددت على أن «القرار هو الاستمرار بالعملية وإرسال المزيد من القوات لحسم المعركة»، بالإضافة إلى «التنسيق مع الجيش».
وفي المقابل، تبدو «النصرة» أمام خيارات ضيّقة، أحلاها مرّ، في ظلّ حصارها من جانب «داعش» شمال الجرود، والجيش غرباً، والمقاومة من الجنوب والشرق.

ومن بين الخيارات: إما عقد مصالحة مع «داعش» والانتقال شمالاً، خصوصاً أن المعطيات المتداولة حول معارك «تلة التلاجة»، تشير إلى دعم تتلقاه مجموعات «النصرة» من «داعش» التي يكشف سقوط «التلاجة» مواقعها؛ وإما «الجنون» والتقدم نحو عرسال، وخوض معركة « انتحارية» مع الجيش والمقاومة؛ وإمّا البحث عن تسوية مع الدولة السورية للخروج إلى الداخل السوري والرقّة تحديداً، من دون أي قطعة سلاح، علماً أنه ليس مؤكداً قبول دمشق بمخرج كهذا.
وأكدت مصادر مقرّبة من «النصرة» أن الجبهة أخلت مقرّها الرئيسي في وادي الخيل، الذي يبعد ثمانية كيلومترات عن بلدة عرسال، وحيث احتفظت بالعسكريين المخطوفين لفترة طويلة قبل نقلهم، والذي كان يتمركز فيه التلّي. كذلك أُخليت تلال رئيسية على خط وادي الخيل كان أبرز قياديي «النصرة»، نور الدين الجزائري و«الأمير» زياد التونسي، يتمركزان فيها. فيما نفت مصادر أخرى ما سمّته «مزاعم الحزب المضخّمة بشأن التلال المسيطر عليها في جرود عرسال». وأكّدت أن «المعارك لا تزال دائرة على معظم التلال»، لكنها رفضت الإجابة عن سؤال بشأن الاتجاه الذي قد ينسحب مسلّحوها نحوه عندما يقترب مقاتلو حزب الله من السيطرة على الجرود العرسالية، نافية أي نية لدخول عرسال. وعن خيار التوجه إلى مناطق سيطرة «داعش» في واديي الزمراني وميرا وجبال الحلايم، قالت المصادر إن «النصرة قد تتفق مع الحزب، لكن من الاستحالة أن يحصل ذلك مع جماعة الدولة». وعن مصير التلّي الذي غاب عن السمع خلال الهجوم، قالت المصادر إنه رُصِد استخدامه لهاتفه قبل المساء.
المصدر : صحيفة الأخبار

شاهد أيضاً

موسوعة شهداء العراق فيلق بدر – 32 أبوآمنة الخفاجي

الشهيد محمد صادق عزيۣزٛ فاضل السالم  من مواليد 1968م، محافظة البصرة قضاء المدينة، أطل على ...