الرئيسية / من / الشعر والادب / والله زوّجـه الـزكيــة فاطمـــاً * في ظل طوبى مشهـدا محضــورا

والله زوّجـه الـزكيــة فاطمـــاً * في ظل طوبى مشهـدا محضــورا

المشهد الأعلى – السيد الحميري
والله زوّجـه الـزكيــة فاطمـــاً * في ظل طوبى مشهـدا محضــورا
كان الملائك ثـم في عــدد الحصى * جبريل يـخطبهم بـها مـســرورا
يدعـو لــه ولهـا وكـان دعـاؤه * لهـمـا بخـيـر دائمــاً مـذكورا
حتى إذا فــرغ الخطيـب تتابعـت * طوبــى تُساقـط‌‌‌‌‌‌‌‌‌ لــؤلؤاً منثـورا
وتهيـل ياقوتـــاً‌عليـهم مــرّة * وتهـيــل درّاً تــارة ‌وشــذورا
فترى نســاء الحـور ينتهـبـونه * حــوراً بـذلك يهتـديـن الحـورا

( 6 )

فيكم ودادي
مهيار الديلمي
لئــن نـام دهــري دون‌ المنــى * واصبــح عن نـيلهـا ‌مـقـعــدي
فـملـتــم بهـا حسـد الفضل عنـه * ومن يك خـيـر الـورى يُــحـسـدِ
وقـلــتـم بـذاك قضـى الاجتمـاع * ألا انمـا‌ الـحــــق للمـفـــرد
وإرث عــلــــــــيّ لأولاده * إذا آيـــة الإرث لـم ‌تـفــســد
فمـن قاعـــد ‌منـهــم خـائـف * ومـــن ثائر ‌قـــام لــم يسعـد
سيعـلــم مــن فاطــم خصمـه * بـأي نـــكال غــداً يـرتــدي
ومَن ساء أحـمــد يـــا سبـطـه * فبـــاء بقتـلك مـــاذا ‌يـــدي
فداؤك نـفســي ومَـن لـي فــدا * ك لـو ان مولـى بعــبـــد فـدي
أنــا العبـــد والاكــم عقـــده * إذا القــول بالقـلـب‌ ‌لـم يـعقــد
وفيكـــم ودادي‌ وديـنـي‌ معـــا * وإن‌ كان فــي فــارس مـولــدي
خصمـت ضلالي بكم فاهـتــديـت * ولـولاكـم لــم أكــن‌ أهـتــدي
وجـردتـمـوني وقـد كـنـتُ فـي * يــد الشــرك كالصـارم ‌المغـمـد
ومـا زال شـعـري مــن نائــحٍ * ينقّل فيـكــم إلــى مــنـشــد
وما فاتـنـي ‌نصـــركم باللـسـان * إذا فاتـنــي‌ نصـركــم بـاليــد
الحكم والخصم
الصاحب بن عبّاد
ســـوف تأتي الزهراء تلتمس الحكم * إذا حــان مـعشـــر التـعـديـلِ
وأبــــوهـا وبـعـلها وبـنـوها * حـولهـا والخـصــام غيـر قلـيلِ
وتـنـــادي يـا رب ذبّـح أولادي * لمـــاذا وأنـتَ انـــتَ مـديـلي

( 7 )

فيـنـــادي بمـالكٍ ألهـبِ النـار * وأجّــج وخـذ بأهـــل الغـلـولِ
ويـجـــازي كـلِّ بـما كان مـنه * مــن عقـاب التـخليــد والتـنكيل

سبطا محمّد
محمد بن منصور السرخسي
وأراد ربَ العــرش أن يلـقـي بها * شجراً كريـــم العــرق والإغصـانِ
فقضى فزوّجـهــا عليّـــاً أنّـه * كـان الكفــي لهـــا بــلا نقصانِ
وقضى الإله بـان تولّــد منهــما * ولـدان كالقــمـرين يـلتــقـيــانِ
سبطا محمّــد الرسـول وفـلـذّتـا * كبـد البـتـول كـذلك يـعتـلـقــانِ
فبنــي الإمـامـة والخلافة والهدى * بعد الرسالــة ذانــــك الـــولدانِ
المم بقبرها
الهبل اليمني
غــرسٌ نما في المجد؛ أورق غـصنه * بوداد أبـنـاء النـبــي ، وأثمـرا .. !
شــرفي العظيم ، ومفخري ، أنّي لهم * عبدّ ، وحُــقّ بمثـل ذا .. أن أفـخرا !
لـــن يعتـريني في اقتفاء طـريقهم * ريبٌ يصدُّ عـن اليـقيـن ولا امـترى ..
هــذي عقـيدتـي التـي ألقـى بـها * ربَّ الأنـــام إذا أتيـتُ المحـشـرا !
إنّــي رجوت رضـى الإله بحبّهـم ، * وجعلتُـه لــي عـندهـم أقـوى العُرى
يــا أيّهـا الغـادي المجـدّ بجسـرةٍ * يطوي السباســب رائـحـاً ومبكّــرا؛
جُــر بالغـريّ ؛ مُسلّمـاً متواضعاً ، * ولِحُــرّ وجهــك فـي ثـراه مـعفّرا؛
حيــث الإمـامـة ، والوصـايــة ، والــوزارة ، والهـدى ، لا شـك فيه ولا مرا ؛

( 8 )

والمـــم بقـبر فـيه سيـدة النسـاء * بأبـي واُمـي ؛ ما أبــرَّ وأطـهـرا !
قـبّـــل ثـراها عن محب قلبـه .. * ما انفـكّ جاحـم حزنـه مُتســعّــرا؛
مُتـلهّــفٌ غـضبان مـمّا نالـهـا ؛ * لا يستـطيـع تـجـلّـداً ، وتصبّـــرا

حزن البتول
الشيخ صالح الكوّاز
الواثبــيـــن لظـلــم آل مـحمّد * ومـحـمّـــد ملقـى بــلا تكـفـيـنِ
والقائــليـن لفـاطــــم آذيـتـنا * فـي طـــول نـوحٍ دائـم وحنيـــن
والقــاطعين إراكــــةً كيما تـقيل * بظــــل أوراق لـهـا وغصـــون
ومجمّـعي حطبٍ علـــى البيت الذي * لم يجتــــمع لـولاه شمـل الـديــن
والداخـلين علـى البـتـــولة بيتـها * والمسقــطـيـن لهـا أعـزّ جنيـــن
والقائــديـن إمامهـم بـنـجـــاده * والطـهــر تــدعو خلفهـم بـرنيـن
خلّوا ابـن عمّي أو لأكشف للدعـــا * رأســي وأشـكـو للإله شـجونـــي
مـا كــان ناقـة وفـصـيلهــــا * بـالفـضـــل عنــدالله إلاّ دونــي
ورنت إلـى القبر الشريف بمـقلـــة * عبـرى وقلـــب مكـمـد محــزون
قالت وأظفـار المصـاب بقلـبهـــا * ابتاه قلّ علـــى العـــداة مـعيـنـي
أبتاه هـذا السـامـري وصحبــــه * تُبعاً ومال النـــاس عــن هــارون
أيّ الـرزايــا اتـقــي بتــجـلّد * هـو في النوائــب ما حيـيـت قرينـي
فقدي أبي أم غصــــب بعلـي حقّه * أم كسر ضلعـــي أم سقــوط جنيـني
أم أخذهم إرثي وفـاضـل نحلتـــي * أم جهلهم قــدري وقــد عـرفــوني
قهروا يتيمـيك الحسيـن وصنـــوه * وسألتهم حقّـــي وقـد نهـرونـــي
باعوا بضائـع مكرهـم وبزعمهـــم * ربحوا ومـا بالقــــوم غيـر غبـيـنِ

( 9 )

البغي الزاحف
السيد حيدر الحلي
وأقسم مـا ســنّ الضـلال سـوى الألى * علــى اُمّـة المخــتـار بغيـاً تخلّفوا
فيوم غـــدوا بغيـاً علــى دار فاطـمٍ * أتـت جنـدهم بالغاضــريـة تـزحف
وقتل ابنــها مـن يـوم رضّت ضلوعها * ومـن هتكها هتك الفواطـــم يُعـرف
ومن يــوم قادوا حيـدر الطهر قد غدوا * بهـنَّ اُسـارى شـأنهــــنّ التـلهّف
نقضوا عهد أحمد
الشيخ سليمان البلادي البحراني
نقضـــوا عهـد أحـمد فــي أخيـه * وأذاقـــوا البتـول مـا أشجـاهـــا
وهي العـــروة التـي لـيس يـنجـو * غيـــر مسـتعـصم بحـبل ولاهــا
لـم يـــــرَ الله للنـبـوّة أجـــراً * غيـــر حفـظ الـوداد فـي قرباهــا
لستُ أدري إذ روّعــت وهي حســرى * عـانـد القــوم بعلهـــا وأبـاهــا
يـوم جـاءت إلـى عــديّ وتيــــمٍ * ومــن الوجـد ما أطـــال بكاهـــا
فدعت واشتـكت إلــى الله شجــــواً * والـرّواسـي تهتـز مـن شكواهــــا
فاطمـأنّت لهـا القلــوب وكــــادت * أن تـزول الأحـقـاد ممّن حواهــــا
تعـظ الـقـوم فـي أتـمَّ خطــــابٍ * حـكـت المصطفى بـه وحكـاهــــا
أيّـهـا النــــاس أيّ بـنـت نـبـيّ * عـن مـواريثـه أبوهــا زواهــــا
كيف يزوي عنـي تـراثــي عتـيـقٌ * بـأحـاديث مـن لدنـــه افتراهـــا
أيدي الحوادث
الشيخ محمد الحسين كاشف الغطاء

لكِ الله مـن قلـــبٍ بأيـدي الحـوادث * لعبن بـه الأشجـانُ لعبـــة عابــث

( 10 )

تمرّ بـــه الأفـــراح مـرّة مسـرعٍ * وتوقفـه الأتـراح وقـفـة مـاكـــث
تـذكــّر مـــن أرزاء آل مـحمّــد * مصائب جلّت من قديـــم وحـــادث
عشيّـة خـان المصطفـى كـل غــادر * وبزّ حقـوق المرتـضى كـلّ ناكـــث
وهاجــت على الزهـــراء بعـد محمّد * دفائن أضـغـان رمـوهـا بنابــــث
فألمـهـا فـي سـوطـــه كـل ظالـم * ودافعهـا عـن حقّهــا كــل رافــث
وردّ الهدى والديـن فـي الأرض دولــة * تـداول فيمـا بـينهــم كالمـــوارث
فأدلى إلـى (الثـانـي) بهــا شرّ (أوّل) * ودسّ بها الثاني إلـى شــرّ (ثالـــث)
ومــا ذاك إلاّ انّهـــم مـا تمـسّـكوا * من الدين حتـى بالحبـال الرثايــــث
إلــى ان دبـت تســري بسـمّ نفـاقهم * إلى كربـــلا رقش الأفـاعي النوافـث
فاحنـت علـى آل النـبـيّ بوقـعـــة * بهــا عاث في شمـل الهدى كل عايـث
العبرات السخينة
الشيخ سليمان البلادي البحراني

إلى كـم ولـوع القلب بالغادة الحسنـــا * وذكرى ليالـي وصـل بثــنةَ أو لبـنى
ولو أنّهـا سـاوت جنـاح بعـوضـــة * لمـا اتخـذتهـا الأوليــاء لهـم سجنـا
وفـي غـدرها بالمصـطفى وبـآلـــه * سلاطينهـا برهـان مقدارهـــا الادنى
لهم سددت من أقوس البغـي اسهـمـــا * أصمّت وأصمت للهدى القلــب والاُذنـا
فكـم كابـد المختار مـن قـومــه أذى * يهيج اسى يستغـرق السهــل والحزنـا
قضـى نحبه بالسـم وهــو معالـــج * على رغم أنف الدين سقمــاً له أضنـى
وقـد قلبـت ظهـر المـجنّ لحيـــدر * فكم زفرة أبـدى وكـم غـصــة جنـا
ومخـدومـة الأمـلاك سيـدة النســـا * سليلة خيـر الخلـق والـــدرة الحسنـا
أتاحت لها كهف العدى غصــص الردى * وذاقت لها سمّاً مـن الحقـــد والشحنـا

( 11 )

بـضرب وضغـط واهتضام ولـوعــةٍ * وكان حماها العـز والأمـــن والحصنا
على دارهـا داروا بجـزلٍ لحـرقـهــا * وكانت بها الأمـلاك تلتــمـس الاُذنـا
وفي بعـلها الهـادي استحلــوا محرمـاً * كما حرموها نحلة المصطـفــى ضغنـا
وما برحت من بعـد حامـــي ذمارهـا * معـصبـة رأسـاً ومنـهـــدة ركـنا
علـيلـة جسـم للـنحـــول مــلازم * لفرط الضنا حتى حكى قلبـهــا المضنا
إذا ذكـرت حـالاتها فـي حيـوتـــه * تؤجج نـار الفقد فـي قلبهـــا حزنـا
فتبكيـه والحيطـان تبـكي لصوتــهـا * فمــا بقعـة إلاّ وعبـرتهـــا سخنـا
إلـى أن أرادت روحهـا العالــم الـذي * بدت منه واشتقـات لمـوردهــا الأسنى
ففـارقـت الدنيـا كـراهـــة لبـثهـا * ورافقـت الاُخرى ونعمتهـــا الحسنـى
سل أربعاً
الشيخ حسن الحلّي

سـل أربعـاً فطمت أكنافهـا السحــبُ * عن ساكنيها متـى عن اُفقهـــا غـربوا
وقائلٍ لـي رفّـه عـن حـشــاك ولي * وجدٌ إذا مـا نـزا بالقلــــب يضطرب
فقلت لـم يشجني نـأي الخلـيــط ولا * ربع محت رسمـه الأعــــوام والحقب
لكـن أذاب فـؤادي حــادث جـــللٌ * تُنمى إليـه الـرزايا حيــــت تنتسـب
يوم قضـى المصطفى فـي صحبــه و * على الأعقاب من بعده أصحابـــه انقلبوا
قادوا أخـاه ورضّـوا ضلـع بضعتــهِ * بجورهم ولها البغضـاء قـد نصبـــوا
لـم أنسهـا وهـي تـنعـاه وتــندبـه * وقلبـهـا بـيـد الأزراء ملتـهــــب
تقول : يا والدي ضــاق الفضاء بنــا * لمّا مضيـتَ وحالـت دونـك التـــرب
( قد كـان بعـدك أنبــاء وهنبـثــة * لو كنتَ شاهد هالم تكثـر الخطــــب )
( إنّـا فقدنـاك فقد الأرض وابلـهـــا * واختلّ قومك فاشهدهـم فقد نكـــبـوا )

( 12 )

نفـوا أخـاك عليـاً عـن خلافـــتـه * وشيـخ تيـم عنـاداً منهـم نصبــــوا
ويـل لهـم نبـذوا القـرآن خلفــهــم * ومزّقـوه عنـاداً بئس مـا ارتكبــــوا
مــا راقبــوا غضـب الجـبّــار حيــن إلـى المختـار أحمـد قول الهجـر قد نسبـوا
الغوا وصاياه فـي أهليـه وانتــهـبـوا * ميراثـه وإلـى حرمـانهـم وثـــبـوا
جاروا علـى ابنتـه من بعده فـغــدت * عبـرى النواظـر حزناً دمعها ســـرب
وجرّعوها خطوباً لو وقــعــن علـى * صم الجبال لأضحت وهي تضـطـــرب
أبضعة الطهر طـه نصــب أعيـنهـم * بالباب يعصرها الطاغي وما غضـبـــوا
رضّوا أضالعهــا أجـروا مدامعهـــا * أدمـوا نواظرهـا ميراثهـا غصـبـــوا