شمعون الصفا وصي المسيح (ع) وجد الإمام المهدي (ع) لأمه
21 يوليو,2022
بحوث اسلامية
674 زيارة
زكريا ويحيى (ع)
معنى زكريا ويحيى
معنى زكر بالعبرية: ذَكَرَ. وبالعربية: امتلأ، ومنه: ( الزُّكْرَة بالضم:زقيق للشـراب. وتزكَّر بطن الصبي: امتلأ. وزكريا فيه ثلاث لغات: المد والقصـر وحذفالألف). (الصحاح: 2/671).
ومعنى زكريا في العبرية: ذاكر الله تعالى . قال في قاموس الكتاب المقدس/427 ، ملخصاً: ( زكريا: إسم عبري معناه: يهوه (الله) قد زكر ، وقد تسمى بهذاالإسم اثنان وثلاثون شخصاً في الكتاب المقدس.. أبو يوحنا المعمدان كاهن من فرقة أبيا. وقد ذكرت صفاته وصفات امرأته بأبسط العبارات وأتمهاوضوحاً ، وكانا كلاهما ورعين بارين ، سالكين في جميع وصايا الرب ، وباذلين وسعهما ليحصلا على نعمة الروح القدس . أما مولد يوحنا فأعلن لهبطريقة عجيبة خارقة للعادة ، فلم يصدق بل شك ، وطلب علامة غير اعتيادية دفعاً لما في نفسه من الريبة ، فكانت آيته أن فقد قوة النطق وبقي صامتاًإلى اليوم الثامن بعد ميلاد الصبي ، إذ دعاه يوحنا ، وفي الحال انطلق لسانه وعاودته قوة النطق فأخذ يشكر الله ويحمده ، مملوءً من الروح ، ومسبحاًالرب بنشيد أشبه بالتسابيح العبرانية القديمة .
سفر زكريا: هو السفر الحادي عشر بين مجموعة الأسفار التي تسمى بالأنبياء الصغار ، والرأي السائد هو أن هذا السفر كتب في العصـر الفارسي ، أثناء حكم داريوس الأول أو حوالي عام520 ق.م.).
ومعنى يحيى: يعيش ويمتلئ حياةً وحيويةً . قال الخليل (3/317): (والحياة كتبت بالواو ليعلم أن الواو بعد الياء ، ويقال: بل كتبت على لغة من يفخمالألف التي مرجعها إلى الواو ، نحو الصلاة والزكاة..والحيوان:كل ذي روح.. والحيا: ما تحيا به الأرض من الغيث . والحياء ممدود: من الإستحياء .
والمُحَيَّا: الوجه ، وقول العرب: حياك الله: يعني الإستقبال بالمحيا.. وتقول: حياك الله وبياك ، أي: أفرحك وأضحكك. وقول المصلي في التشهد: التحياتلله ، معناه: البقاء لله ، ويقال: الملك لله ).
وقد سموا يحيى بالعبرية: يوحنا ، وهو مركب من يهو حنن ، أي حَنَّ الله . وعبر عنه الله تعالى بقوله: وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا. وَحَنَانًا مِنْ لَدُنَّا. ومعناه جعلناه حنوناً وأعطيناه حناناً ، وهذا من حنان الله تعالى .
وقوله تعالى: لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا. أي احتفظ له بهذا الإسم ، ولآخرَ يكون بعده وهو الحسين (ع) ، كما ورد في الرواية .
معجزة ولادة يحيى من أبويه المسنيْن !
قال الله تعالى:كَهَيَعص. ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا. إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيّاً. قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّاسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا . وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِي مِنْ وَرَائِى وَكَانَتِ امْرَأَتِى عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا . يَرِثُنِ وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا . يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا . قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ وَكَانَتِ امْرَأَتِى عَاقِرًا وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا . قَالَ كَذَلِكَ قَالَ رَبُّكَ هُوَعَلَىَّ هَيِّنٌ وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئًا . قَالَ رَبِّ اجْعَلْ لِي آيَةً قَالَ آيَتُكَ أَلا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاثَ لَيَالٍ سَوِيًّا . فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرَابِ فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ أَنْ سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيًّا. يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا . وَحَنَانًا مِنْ لَدُنَّا وَزَكَوةً وَكَانَ تَقِيًّا . وَبَرًّا بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُنْ جَبَّارًا عَصِيًّا . وَسَلامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا .
ويسمى عند المسيحية يوحنا ، وقد اشتهرت بهذا الإسم شخصيتان: يوحنا بن زبدي كاتب الإنجيل ، ويعرف بيوحنا الإنجيلي. ويوحنا بن زكريا ، ويعرف بيوحنا المعمداني ، لأنه كان يُعَمِّد الناس ، أي يعلمهم غسل التوبة والتطهر ، وقد عَمَّدَ المسيح (ع) في نهر الأردن ، أو في بحيرة طبرية .
وفي روايات الشيعة والسنة تفاوتٌ واختلافٌ في تسلسل حياة أنبياء الله زكريا ويحيى وعيسى وشمعون الصفا (ع) ، وكيف تسلسلت الوصية فيهم؟ فقد رويَ أن يحيى (ع) استشهد هو وأبوه زكريا ، في حياة عيسى (ع) ، لكن القرآن ينص على أن يحيى ورث أباه (ع) وروينا أن عيسى أوصى الى شمعون الصفا ، وأوصى شمعون الى يحيى، ثم أوصى يحيى الى المنذر بن شمعون الصفا (ع) .
وقيل إن يحيى قتل في حياة أبيه ولم يرثه ، لأن زكريا طلب أن يفجع بولده ليواسي نبينا (ص) لبفجيعته بولده الحسين (ع) . ورويت مقابلها صور أخرى !
وقد أشار السيد الأمين في أعيان الشيعة (2/594) الى هذا التفاوت ولم يبحثه ، وبحثه المحقق البحراني (قدس سره) في الدرر النجفية (3/379) فأورد جواب الشيخ أحمد بن عبد السلام البحراني (رحمه الله) على مجيئ عيسى الى قبر يحيى (ع) وقال إنه وقع بعد صعود عيسى (ع) الى السماء . ثم صحح المحقق البحراني (قدس سره) حديث الكافي في وصية زكريا الى يحيى (ع) . لكنه مع ذلك قوَّى رواية أن يحيى قتل في حياة أبيه ، لأنه طلب من الله تعالى أن يفجعه به . فما هو المعتمد في ذلك ؟
رأي المصادر المسيحية
ذكرت المصادر المسيحية أن يحيى قُتل في حياة عيسى، ثم قتل أبوه زكريا (ع) ، ولا تجد تاريخاً مقنعاً للوقت الذي قتل فيه (ع) مع أن قاتل يحيى معروف وهو هيرودس أنتيباس ، فهل قتله في أول حكمه لفلسطين ، أو في آخره ؟
ففي إنجيل متى (14: 1-12): ( ذلك بأن هيرودس كان قد أمسك يوحنا ، فأوثقه ووضعه في السجن من أجل هيروديا امرأة أخيه فيلبس ، لأن يوحنا كانيقول له: إنها لاتحل لك ، وأراد أن يقتله فخاف الشعب لأنهم كانوا يعدونه نبياً . ولما احتفل هيرودس بذكرى مولده ، رقصت ابنة هيروديا في الحفل ،فأعجبت هيرودس ، فوعدها مؤكداً وعده بيمين أن يعطيها أي شئ تطلبه . فلقنتها أمها فقالت: أعطني هاهنا على طبق رأس يوحنا المعمدان ! فاغتمالملك ، ولكنه أمر بإعطائها إياه من أجل إيمانه ومراعاةً لجلسائه .
وأرسل فقطع رأس يوحنا في السجن ، وأتي بالرأس على طبق فدفع إلى الصبية ، فحملته إلى أمها ! وأتى تلاميذ يوحنا فحملوا الجثمان ودفنوه ، ثمذهبوا فأخبروا يسوع ) .
( فالمعمدان هوالسابق ليسوع في ولادته ورسالته وحياته وموته . وما حدث للمعمدان سوف يحدث ليسوع . ويبدو أن يسوع يرى كما في مرآة مصيره في حياة يوحنا المعمدان . ففي (4: 12) وبعد أن وُضع يوحنا في السجن اعتزل يسوع ، وهنا حين عرف بموت يوحنا المعمدان اعتزل أيضاً: لم تأت ساعته بعد ، فهو ينتظر الوقت التي فيها يواجه الآلام التي تنتظره ، وستكون مناسبات أخرى فيها يهرب يسوع. في (15: 21) ذهب إلى منطقة صور وصيدا، وفي هذا الخط نجد الوضع ذاته في انجيل يوحنا (8: 59؛ 11: 54)، مات يوحنا ولكن تلاميذه ظلوا أمناء له ، وسوف نراهم في سفر الأعمال (19: 1-7).
(http://www.boulosfeghali.org/home/index.php?option=com_content (رحمه الله) view)
ثم ذكرت المصادر المسيحية أن الناس نقموا على هيرودس ، وأن الأمبراطور غضب عليه ، لكن ليس لقتله يحيى (ع) بل لأنه طمع بولاية العهد !
(خبر قطع رأس القديس النبي يوحنا المعمدان ورد في الأناجيل الثلاثة الأولى متى (14: 1– 12) ومرقس (6: 14– 29) ولوقا (9: 7– 9).
الآمر بقطع رأسه كان هيرودوس أنتيباس، رئيس الربع ، القَيِّم على الجليل والبيريا ، وهو ابن هيرودوس الكبير . حكم كملِك ما بين العامَين:4 ق.مو39 ب.م. وفي التعليقات على قطع رأس المعمدان أيضاً ما أورده القديس غريغوريوس بالاماس في شأن سماع هيرودوس ليوحنا بسرور . قال: ماكان يقوله مرقس إن هيرودوس كان يسمع ليوحنا معناه هو التالي: في الأدوية يحصل ما يناقض التعاليم الروحية ، نشعر بمرارة الدواء لكننا نتناولهبداعي فائدته . أما فيما يتعلق بالتعاليم الروحية فهي عذبة ولكن الذين يشتعلون بالرغبات الشريرة لا يتقبّلونها بسبب عداوتها لهم.
ربما كان هيرودوس يسمع له في البداية (مر 6: 20) لكنه كره التوبيخ فنسـي النصائح الأولية واتفق مع هيروديا من أجل القتل...
يُذكر أن قطع رأس القديس يوحنا المعمدان كان في قلعة ماخاروس(مكاور) بقرب البحر الميت من الجانب الأردني , وأن هيرودوس الملك جرى نفيه إلىليون في فرنسا سنة 39 م. وإلى هناك تبعته هيروديا. كما يُشار إلى أن عيد قطع رأس القديس يوحنا المعمدان جرى الإحتفال به أول الأمر فيالقسطنطينية وبلاد الغال فرنسا ، ثم انتقل إلى رومية . وهو يوم صوم بخلاف سائر الأعياد في الإحتفال بعيده اليوم تُرتل الكنيسة الأرثوذكسية فيما ترتّل:إن قطع رأس السابق المجيد صار بتدبير إلهي ، ليَكرز للذين في الجحيم بمجئ المخلِّص) .
http://www.kaldaya.net/2008/Articles/400/448_Aug29_08_JohnTheBaptist.html
قال في قاموس الكتاب المقدس/1011: ( هيرودس أنتيباس: هو الإبن الثاني لهيرودوس الكبير من زوجته الرابعة السامرية ملثاكي ، لذلك فإن نصفهأدومي ونصفه سامري . تثقف في روما ثم عاد وعين حاكماً على الجليل ، بينما نال أخوه وراثة العرش فتنافس وإياه طويلاً. وفي هذه الأثناء حارببعض أعدائه ، وبنى عدة أماكن أشهرها مدينة طبريا. ولما جلس على العرش اتسعت مطالبه ، حتى حملته امرأته على الذهاب إلى روما ليطلب أن يمنحلقب ملك . وهناك غضب عليه الأمبراطور كاليجولا ونفاه إلى ليون ، ثم إلى إسبانيا .
وأنباء هيرودس انتيباس ليست قليلة في الكتاب المقدس، فهو الذي تزوج بامرأة أخيه هيروديا ، ونال توبيخ يوحنا المعمدان حتى قطع رأسه وقدمههدية لسالومه ابنة هيروديا (مر 6: 16- 28 ) وكان هيرودس واحداً من القضاة الذين مثل يسوع أمامهم ، وأخذ يجادل يسوع ويسأله ( لو23: 7-12واع 4: 27). وذكر في الكتاب أن هيرودس ظن أن يوحنا قد قام من الأموات ( مر 6: 16 ) وهو الذي سماه يسوع ثعلباً( لو 13: 32 ) وكان زمنملكه من4 ق.م. إلى 39 م.).
الرأي الصحيح
الصحيح أن يحيى كان حياً بعد بطرس (ع) لأنه كان وصيه ، ثم أوصى الى المنذر بن بطرس . لهذا لا يصح أن يكون هيرودس حاكماً إلا بعد الستين ميلادية.فقوله تعالى: وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِي مِنْ وَرَائِى وَكَانَتِ امْرَأَتِى عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا. يَرِثُنِ وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا. يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيّاً. نصٌّ على طلب زكريا أن يرثه يحيى، وقد استجاب الله له ، فلا بد أن يكون ورثه يحيى (ع) ومات بعده لا قبله . وقد شرح ذلك الإمام الباقر (ع) في الحديث الصحيح عن يزيد الكناسي قال: (سألت أبا جعفر (ع) أكان عيسى بن مريم (ع) حين تكلم في المهد حجةً لله على أهلزمانه؟ فقال: كان يومئذ نبياً حجة لله غير مرسل ، أما تسمع لقوله حين قال: قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّه آتَانِىَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِى نَبِيًّا . وَجَعَلَنِى مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِى بِالصَّلاةِ وَالزَّكَوةِ مَا دُمْتُ حَيًّا. قلت: فكان يومئذ حجة لله على زكريا في تلك الحال وهو في المهد؟ فقال: كان عيسى في تلك الحال آيةً للناس ورحمةً من الله لمريم حين تكلم فعبر عنها ، وكان نبياً حجة على من سمع كلامه في تلك الحال ، ثم صمت فلم يتكلم حتى مضت له سنتان ، وكان زكريا الحجة لله عزوجل على الناس بعد صمت عيسى بسنتين . ثم مات زكريا فورثه ابنه يحيى الكتاب والحكمة وهو صبي صغير ، أما تسمع لقوله عز وجل: يَايَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيّاً. فلما بلغ عيسى (ع) سبع سنين تكلم بالنبوة والرسالة حين أوحى الله تعالى إليه فكان عيسى الحجة على يحيى وعلىالناس أجمعين ، وليس تبقى الأرض يا أبا خالد يوماً واحداً بغير حجة لله على الناس، منذ يوم خلق الله آدم (ع) وأسكنه الأرض . فقلت: جعلت فداك أكانعلي (ع) حجة من الله ورسوله على هذه الأمة في حياة رسول الله (ص) ؟ فقال: نعم يوم أقامه للناس ونصبه علماً ، ودعاهم إلى ولايته وأمرهمبطاعته. قلت: وكانت طاعة علي (ع) واجبة على الناس في حياة رسول الله (ص) وبعد وفاته؟ فقال: نعم ، ولكنه صمت فلم يتكلم مع رسول الله (ص) وكانت الطاعة لرسول الله على أمته وعلى علي (ع) في حياة رسول الله (ص) ،وكانت الطاعة من الله ومن رسوله على الناس كلهم لعلي (ع) بعدوفاة رسول الله (ص) وكان علي (ع) حكيما عالماً ).(الكافي:1/382 ).
وعليه، فقد استشهد زكريا في حياة عيسى (ع) ، فورثه ابنه يحيى (ع) وآتاه الله الحكم صبياً . فلما بلغ عيسى (ع) سبع سنين أرسله الله وأنهى رسالة يحيى(ع) ، فصار تابعاً لعيسى يدعو الى الإيمان به وطاعته ، وكان عمله في منطقة بحيرة طبرية كما يظهر ، لأنه دعا شمعون الصفا وإخوته الى طاعة المسيح فآمنوا به ، ثم صار شمعون وصيه .
ويؤيد ذلك احتجاج الزهراء (س) على أبي بكر، كما في الإختصاص/183، عن الإمام الصادق (ع) ، بسند صحيح ، قال: ( لما قبض رسول الله (ص) وجلس أبو بكر مجلسه بعث إلى وكيل فاطمة صلوات الله عليها فأخرجه من فدك ، فأتته فاطمة (س) فقالت: يا أبا بكر ادعيت أنك خليفة أبي وجلستمجلسه ، وإنك بعثت إلى وكيلي فأخرجته من فدك ، وقد تعلم أن رسول الله (ص) صدَّق بها عليَّ ، وأن لي بذلك شهوداً ، فقال لها: إن النبي لايورث !فرجعت إلى علي (ع) فأخبرته فقال: إرجعي إليه وقولي له: زعمت أن النبي (ص) لا يورث وورث سليمان داود ، وورث يحيى زكريا ، وكيف لا أرثأنا أبي ؟
فقال عمر: أنت معلَّمة ! قالت: وإن كنت معلمة ، فإنما علمني ابن عمي وبعلي ، فقال أبو بكر: فإن عائشة تشهد وعمر أنهما سمعا رسول الله وهويقول إن النبي لا يورث ، فقالت: هذه أول شهادة زور شهدا بها في الإسلام ) !
فهذا نصٌّ على أن يحيى ورث زكريا (ع) .
وفي بصائر الدرجات/158: (دخلت على أبي الحسن الرضا (ع) وقد ولد له أبو جعفر (ع) فقال: إن الله قد وهب لي من يرثني ويرث آل داود ) .
فقد استشهد بالآية التي فيها وراثة يحيى لزكريا (ع) .
ويظهر أن يحيى (ع) كان يتحرك في فلسطين وغيرها ، لأنه عَرَّفَ شمعون الصفا وإخوته وغيرهم للمسيح (ع) وهم من طبرية وكفرناحوم ، ثم حبس في قلعة هناك.
وفي قاموس الكتاب المقدس/832: (ماكيروس: لم تذكر في الكتاب المقدس إلا أن يوسيفوس يذكر أنها الموضع الذي فيه قطع رأس يوحنا المعمدان . وهيقلعة عند المكور ، شرقي البحر الميت ( مر 6: 21 – 29 ) .
ويظهر أن الصابئة المندائيين أتباع يحيى (ع) يعتبرون أنه كان يعيش على ضفاف طبرية أو نهر الأردن ، لأنهم لا يعيشون إلا على ضفاف المياه .
كما يؤيد ماذكرناه رواية تذكر أن قتل يحيى (ع) كان بعد قتل شمعون الصفا (ع) بثمان سنوات ، ففي كمال الدين/226، من حديث النبي (ص) : (فلما أرادأن يرفعه أوحى إليه أن يستودع نور الله وحكمته وعلم كتابه شمعون بن حمون الصفا خليفته على المؤمنين ، ففعل ذلك ، فلم يزل شمعون يقوم بأمر اللهعز وجل ويحتذي بجميع مقال عيسى (ع) في قومه من بني إسرائيل ويجاهد الكفار ، فمن أطاعه وآمن به وبما جاء به كان مؤمناً ، ومن جحده وعصاهكان كافراً ، حتى استخلص ربنا تبارك وتعالى وبعث في عباده نبياً من الصالحين ، وهو يحيى بن زكريا (ع) ثم قبض شمعون ، وملك عند ذلك أردشيربن بابكان أربع عشـرة سنة وعشرة أشهر ، وفي ثماني سنين من ملكه قتلت اليهود يحيى بن زكريا (ع) ، فلما أراد الله عز وجل أن يقبضه أوحى إليهأن يجعل الوصية في ولد شمعون ، ويأمر الحواريين وأصحاب عيسى بالقيام معه ، ففعل ذلك وعندها ملك سابور بن أردشير ثلاثين سنة حتى قتله الله ، وعِلْمُ الله ونوره وتفصيل حكمته في ذرية يعقوب بن شمعون ، ومعه الحواريون من أصحاب عيسى (ع) ، وعند ذلك ملك بختنصـر مائة سنة وسبعاًوثمانين سنة ، وقتل من اليهود سبعين ألف مقاتل على دم يحيى بن زكريا ، وخَرَّبَ بيت المقدس، وتفرقت اليهود في البلدان ) .
وفي الرواية مبالغة في مدة حكم بختنصر أو خلل في نسخها ، لذلك اعتبرناها مؤيداً، وقد نصت على أن يحيى كان وصي شمعون وأنه عاش بعده ثمان سنوات .
2022-07-21