نظرة في المناسبات الدينية – ع.الحيدري
19 أكتوبر,2018
صوتي ومرئي متنوع, طرائف الحكم
1,002 زيارة
نظرة في المناسبات الدينية:
يعتقد البعض أن المناسبات الدينية ينبغي أن تتحول الى محطات تأمل و استذكار ومن ثمّ استثمارها لصالح تنمية الوعي الديني وشدّ الناس الى المباديء الإلهية، على الرغم من كون الغالبية العظمى من الناس تحاول أن تتعاطى معها بما تحصل منها المشاركة الرمزية التي تظهر على أبعد التقادير في إبراز الفرح او الحزن وإطعام الطعام و غير ذلك من الظواهر التي تناسب تلك المناسبة، ولا تشعر بالحاجة الى التجاوز عن هذا الحد والعبور عنه لعدم استحقاق الموقف – بحسب عقيدتها – أكثر من ذلك.
في المقابل هناك مَن يُصرّ على لزوم النظر الى عمق المناسبة و ما يرقد وراءها من خزين معرفي ليتأمل كلّ واحد من الناس محلّه منها، وكم هي نسبة المسافة التي تفصله عنها؟ فيشعر بالخجل لما يرى من نفسه من الابتعاد والإهمال والجفاء اتجاه الخطاب الديني الذي تحمله تلك المناسبة.
فأيّ خسارة أكبر من أن يكون الإنسان الى جانب بحرٍ عميقٍ متلاطمٍ، ومَعينٍ عذب دفاق من المعرفة و الحكمة والعلم النافع الذي يمنحه الحياةٍ الطيبة و السعادة الأبدية و الراحة النفسية و ينقذه من شفا جرف الهلكات، وهو يمرّ عليه دون أي فائدة يكسبها او غُرفة ينهلها.
إن الموروث المعرفي الصادر عن أئمة أهل البيت عليهم السلام لا يُراد منه سوى تنمية المعرفة الدينية و رسم الصراط المستقيم في جميع شؤون حياة الناس و لكنه يبقى رهين التوغل في دراسة علومهم عليهم السلام و التعمق في كلماتهم واستنطاق أحاديثهم لعلاج التحديات البالغة التعقيد التي تطرحها باستمرار تقلبات الحياة وما تموج به المجتمعات لاسيما في عصرنا الحاضر من اختلالات و تحولات على جميع الأصعدة الفردية والعائلية و الاجتماعية و السياسية و الاقتصادية.
2018-10-19